بسبب خريطة.. أمريكا تضع الصين في قفص الاتهام من جديد
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
رسم العلماء الصينيون خريطة للتركيب الجيني لفيروس كورونا المسبب للوباء قبل شهر تقريبًا من نشره، مما يثير تساؤلات حول ما عرفه هؤلاء العلماء ومتى عرفوا ذلك.
حصلت لجنة تابعة للكونجرس على وثائق حكومية فيدرالية تظهر أن الدكتورة ليلي رين، العالمة في معهد بيولوجيا مسببات الأمراض ومقره بكين، قامت بتسلسل الفيروس الجديد في 28 ديسمبر، والذي كانت الحكومة تصفه في ذلك الوقت بالالتهاب الرئوي الفيروسي لسبب غير معروف.
ويؤكد الشكوك أن الصينيين كانوا يدرسون الفيروس قبل الإعلان عنه للعالم، وهو تأخير يقول الخبراء إنه كلف أرواحًا لا حصر لها، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
إن الفيروس المتسلسل بالكامل والذي كان من شأنه أن يسمح للعلماء بالبدء في تطوير الأدوية واللقاحات، ويمنحهم فهم أفضل لكيفية سلوك الفيروس - لم يكن متاحا لمنظمة الصحة العالمية حتى 11 يناير.
وقام الدكتور رين بتحميل الخريطة الجينية للفيروس إلى قاعدة بيانات تديرها المعاهد الوطنية للصحة، ولكن أول منشور معروف جاء في 11 يناير، وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أيضًا إن تسلسل الفيروس تمت مشاركته مع ما يعادل مركز السيطرة على الأمراض في الصين في 5 يناير ولكن لم يتم الإعلان عنه عالميًا للعلماء.
ويضيف الكشف الأخير الصادر عن لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب، التي تتمتع بسلطة قضائية على القضايا المتعلقة بالصحة، إلى قائمة طويلة من القرائن التي تشير إلى أن الحكومة الصينية حجبت معلومات قيمة حول الفيروس وأصوله ومدى انتشاره.
وقال جيسي بلوم، عالم الفيروسات في مركز فريد هاتشينسون للسرطان في سياتل، لصحيفة وول ستريت جورنال: 'إنه يسلط الضوء على مدى الحذر الذي يجب أن نكون عليه بشأن دقة المعلومات التي نشرتها الحكومة الصينية، من المهم أن نضع في اعتبارنا مدى قلة ما نعرفه".
وقالت النائبة كاثي مكموريس رودجرز، وهي عضو رفيع المستوى في لجنة الطاقة والتجارة التي يقودها الجمهوريون، إن الصين تعمدت حجب معلومات مهمة. ومنذ ذلك الحين، مات أكثر من مليون شخص، وأصيب عدد أكبر بمرض شديد.
وقال الجمهوري إن حقيقة قيام العلماء الصينيين بتسلسل الفيروس قبل وقت طويل من نشره للعامة تظهر أن الولايات المتحدة 'لا يمكنها الوثوق في أي مما يسمى بـ'الحقائق' أو البيانات التي قدمها الحزب الشيوعي الصيني، وتثير تساؤلات جدية حول شرعية أي نظريات علمية تستند إلى' على مثل هذه المعلومات.
تم توثيق الدكتور رين في السجلات التعاقدية كمشارك في مشروع تموله الولايات المتحدة، ويهدف هذا المشروع إلى التحقيق في انتقال فيروسات كورونا من الحيوانات إلى البشر.
بعد تحميل التسلسل إلى قاعدة بيانات المعاهد الوطنية للصحة، قامت الدكتورة رين بإزالته في 16 يناير عندما حثتها الوكالة الأمريكية على طرح المزيد من الأسئلة حول النتائج التي توصلت إليها،في 12 يناير تلقت المعاهد الوطنية للصحة ونشرت تسلسل SARS-CoV-2 من مصدر آخر.
وأشرفت على بحثها، الذي تضمن جمع عينات من الخفافيش في الصين، منظمة EcoHealth Alliance غير الربحية، والتي حظيت باهتمام عالمي في أعقاب الوباء لدورها في تمويل الأبحاث 'المحفوفة بالمخاطر' في معهد WIV قبل ظهور كوفيد.
وقد ظهر منذ ذلك الحين أن تحالف EcoHealth قدم مبلغ 3.3 مليون دولار أمريكي للتجارب.
في حين أن نتائج اللجنة لا تقدم تفاصيل حول احتمال أن يكون فيروس كورونا قد نتج عن الأبحاث التي جعلت الفيروس أكثر ضراوة و/أو قابلاً للانتقال، فإن الخطوة الهادفة على ما يبدو لإخفاء تلك التفاصيل أخرت الوقت الذي كانت هناك حاجة إليه بشدة للحد من انتشار المرض عبر الولايات المتحدة. .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تحذر: مناورات الصين حول تايوان قد تخفي هجومًا وشيكًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في تصعيد جديد للتوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حذر قائد القيادة الأمريكية في المنطقة من أن التدريبات العسكرية الصينية حول تايوان أصبحت مكثفة لدرجة أنها قد تستخدم كغطاء لشن هجوم مفاجئ على الجزيرة.
جاء هذا التحذير في وقت تتزايد فيه مخاوف واشنطن من تنسيق عسكري متنام بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، وهو ما وصفه القادة العسكريون الأمريكيون بأنه "محور استبدادي ناشئ".
الصين و"ورقة التوت" العسكرية
أكد الأدميرال البحري الأمريكي صامويل بابارو، خلال منتدى هونولولو للدفاع، أن جيش التحرير الشعبي الصيني زاد بشكل كبير من نشاطه حول تايوان، مما يجعل من الصعب التمييز بين التدريبات العسكرية الروتينية والاستعدادات الفعلية لهجوم محتمل.
وقال بابارو: "لقد وصلنا إلى نقطة قد تستخدم فيها الصين تدريباتها اليومية كغطاء لعملية عسكرية ضد تايوان. ما نراه الآن ليس مجرد مناورات، بل تدريبات تحضيرية للتوحيد القسري للجزيرة مع البر الرئيسي."
تحالف ثلاثي يثير القلق
لم تقتصر تحذيرات بابارو على تايوان فقط، بل أشار أيضًا إلى تزايد التعاون العسكري بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، مؤكدًا أن هذا "المحور الناشئ" أصبح أكثر جرأة في اختبار قدرات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
وأضاف: "نشهد تنسيقًا متزايدًا بين هذه الدول، بدءًا من دوريات القاذفات التي تخترق مناطق تحديد الدفاع الجوي الأمريكية، إلى التعاون في تقنيات مضادة للأقمار الصناعية وتقنيات الغواصات المتقدمة."
تحركات روسية في المحيط الهادئ
كشف مسؤول دفاعي أمريكي عن أن روسيا نشرت سبع غواصات حديثة في المحيطين الهندي والهادئ منذ بدء غزوها لأوكرانيا، من بينها ثلاث غواصات تعمل بالطاقة النووية ومسلحة بأسلحة نووية، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
الفجوات الدفاعية الأمريكية
أعرب بابارو عن قلقه من أن الولايات المتحدة لا تملك مخزونًا كافيًا من الأسلحة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ لمواجهة أي صراع محتمل مع الصين. وأكد أن "المجلات الأمريكية أصبحت قليلة العدد، وأعمال الصيانة تراكمت، بينما يتحرك الخصوم لاستغلال هذه الثغرات."
الذكاء الاصطناعي كأداة دفاعية
للتعامل مع التهديدات المتزايدة، دعا بابارو إلى تسريع تطوير الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي لتعزيز قدرات المراقبة والإنذار المبكر لأي هجوم صيني محتمل. كما شدد على ضرورة نشر هذه الأنظمة في المناطق المتنازع عليها، مثل مضيق تايوان، لإنشاء "منطقة جحيم" من شأنها ردع أي غزو.
الإصلاح العسكري ضرورة ملحة
رغم أهمية التكنولوجيا المتطورة، أكد بابارو أن "الذكاء الاصطناعي وحده لن يكفي لكسب هذه المعركة"، مشيرًا إلى الحاجة الملحة لإصلاح نظام المشتريات الدفاعية الأمريكي لتسريع إنتاج الأسلحة والأنظمة الدفاعية اللازمة لمواجهة الصين.
وأضاف: "علينا أن نتحرك بسرعة القتال، وليس بسرعة اللجان."
تأتي هذه التحذيرات الأمريكية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وبكين، مما يثير تساؤلات حول مدى اقتراب المواجهة العسكرية في تايوان.
فهل ستؤدي هذه المناورات الصينية إلى تصعيد حقيقي، أم أنها مجرد استعراض للقوة في لعبة الشطرنج الجيوسياسية بين أكبر قوتين في العالم؟.