أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الابيض جون كيربي الخميس أن الولايات المتحدة "لا تريد تصعيدا في جنوب آسيا وآسيا الوسطى"، ردا على سؤال عن الضربات المتبادلة بين إيران وباكستان في الأيام الأخيرة.

وقال كيربي إن الإدارة الاميركية "تتابع عن كثب" التوتر بين البلدين الذي تفاقم بشكل خطير هذا الأسبوع.

وأضاف أمام صحافيين يرافقون الرئيس جو بايدن في الطائرة الرئاسية، "إنهما بلدان مدججان بالسلاح، ومجددا، لا نريد أن نشهد تصعيدا".

وتابع أن باكستان "تعرضت أولا لضربة من إيران، الأمر الذي كان هجوما جديدا خطيرا، ومثالا جديدا على دور إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة".

وأورد كيربي أنه "لا يعلم" ما إذا كانت باكستان قد أبلغت الأميركيين بالضربات التي شنتها على الأراضي الإيرانية".

وكان الرئيس بايدن لفت في وقت سابق إلى أن التصعيد يظهر أن إيران "ليست محل تقدير" في المنطقة، مضيفا "لا أعلم إلى أين سيؤدي هذا الأمر".

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر "نحن قلقون لتصعيد التوترات في المنطقة ونواصل حض جميع الاطراف على ضبط النفس"، مضيفا "لا نريد تصعيدا ونعتقد أن أي تصعيد لا يمكن تبريره".

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، على لسان المتحدث باسمه، عن "قلق بالغ حيال تبادل الضربات العسكرية بين إيران وباكستان"، على خلفية تصاعد التوتر في المنطقة.

وأفاد المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان بأن أنطونيو غوتيريش "يحض البلدين على التزام أكبر قدر من ضبط النفس بهدف تجنب أي تصعيد جديد للتوترات"، داعيا إياهما الى تسوية خلافاتهما من طريق "الحوار والتعاون".

ونفذت باكستان الخميس ضربات على "ملاذات إرهابية" في ولاية سيستان بلوشستان بجنوب شرق إيران أوقعت تسعة قتلى، بعد يومين على شن إيران ضربات على أهداف لجماعات "إرهابية" في الدولة المجاورة أودت بطفلين على الأقل.

وتمت هذه الضربات في وقت تتواصل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، مؤججة التوتر في المنطقة مع تبادل القصف بصورة يومية بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران عبر الحدود مع لبنان، وشن الحوثيين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات كيربي جو بايدن الطائرة الرئاسية باكستان إيران الخارجية الأميركية أنطونيو غوتيريش بلوشستان إسرائيل حماس الحوثيين بلوشستان البيت الأبيض إيران كيربي جو بايدن الطائرة الرئاسية باكستان إيران الخارجية الأميركية أنطونيو غوتيريش بلوشستان إسرائيل حماس الحوثيين أخبار باكستان فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

140 امرأة تُقتل يومياً بالعالم… والبيت العراقي ليس بعيداً عن الخطر

25 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة:  في زقاق ضيق بأحد أحياء بغداد القديمة، وقفت أم حسن تبكي بحرقة أمام منزلها المتواضع. جارتها أم علي، التي تحاول مواساتها، تحدثت بحرقة قائلة: “لو أنها اشتكت منذ البداية، لما حدث هذا”. كانت تشير إلى مأساة ابنة أم حسن، التي قضت على يد زوجها بعد سنوات من العنف المستمر الذي تجاهلته العائلة خشية “الفضيحة”.

تحليل اجتماعي أجراه الباحث علي الساعدي يشير إلى أن العنف الأسري في العراق يشكل ظاهرة معقدة، إذ يقول: “إن الجذور الاجتماعية للعنف ترتبط بالنظام القبلي والموروثات الثقافية التي تعطي الشرعية أحياناً لتصرفات غير مقبولة، تحت مسمى الحفاظ على الشرف أو تأديب الزوجة”.

ونشرت الأمم المتحدة، الاثنين، إحصاءات تؤكد ان “85 ألف امرأة وفتاة ُقتلت على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن على أيدي أفراد عائلاتهنّ، موضحة أن بلوغ جرائم قتل النساء “التي كان يمكن تفاديها” هذا المستوى “ينذر بالخطر”.

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعنيّ بالمخدرات والجريمة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة أن “المنزل يظل المكان الأكثر خطورة” للنساء، إذ إن 60% من الـ85 ألفاً اللواتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل 10 دقائق، وقعن ضحايا “لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ”.

في الأيام الأخيرة، تداول ناشطون على منصة “إكس” تغريدات تتناول قضايا العنف الأسري، منها تغريدة للكاتبة العراقية زينب الحيدري التي كتبت: “كم من أمثال أم حسن في مجتمعنا؟ كم من امرأة تعيش بين جدران الألم لأن صوتها لا يجد صدى؟”. هذه التغريدة كانت بداية لحملة إلكترونية طالبت بتعديل التشريعات الخاصة بالعنف الأسري في العراق.

تقارير تفيد أن الشكاوى المتعلقة بالعنف الأسري زادت بنسبة 25% خلال عام 2023 مقارنة بالأعوام السابقة. ووفق بيانات الوزارة، فإن معظم الحالات تتعلق باعتداءات جسدية تتراوح بين الضرب المبرح والطرد من المنزل، بالإضافة إلى حالات القتل التي غالباً ما تُصنف كـ”جرائم شرف”.

لكن المشكلة لا تقتصر على القانون وحده. ناشطة حقوق الإنسان، ليلى الجبوري، ترى أن “الثقافة المجتمعية أكبر عقبة أمام التغيير. النساء لا يثقن بالنظام القانوني، وبعضهن لا يملكن الجرأة للشكوى لأنهن يعرفن أن القانون قد لا ينصفهن”.

وفي تدوينة أخرى على فيسبوك، كتب الناشط حسن الكاظمي: “الحل يبدأ من التعليم. إذا استمررنا في تعليم الأطفال أن الرجل هو السيد والمرأة تابعة، فستظل هذه الجرائم مستمرة”. هذه الكلمات فتحت نقاشاً واسعاً حول دور التربية والتعليم في ترسيخ أو تفكيك الصور النمطية التي تبرر العنف.

يقول المحامي علي العبودي، المتخصص في قضايا الأسرة، إن العراق لا يزال يفتقر إلى قانون رادع للعنف الأسري على الرغم من المناقشات البرلمانية الطويلة. وأضاف: “حتى القوانين الموجودة، مثل قانون العقوبات العراقي، تُستخدم أحياناً لتبرير العنف، ما يعقد الأمور أكثر”.

وعلى الرغم من الصورة القاتمة، فإن هناك بصيص أمل. تحدثت الناشطة زينب السامرائي عن مبادرات بدأت في الجنوب، حيث تعمل مجموعات من الشباب على توعية الأسر بضرورة الحوار الأسري والتخلي عن الأساليب العنيفة. وقالت: “هذه المبادرات بسيطة لكنها مؤثرة. التغيير يحتاج إلى وقت وصبر”.

وفقاً لتحليل مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن العنف الأسري في العراق ليس حالة استثنائية في المنطقة، بل جزء من نمط متكرر يطال بلداناً عديدة، إلا أن استمراره عند مستويات مرتفعة يشير إلى فجوات عميقة في السياسات والتشريعات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • أميركا: الفصائل بالعراق تعرض البلد لخطر عدم الاستقرار
  • 140 امرأة تُقتل يومياً بالعالم… والبيت العراقي ليس بعيداً عن الخطر
  • إيران تُعلن إجراء جولة جديدة من المباحثات مع الدول الأوروبية بشأن برنامجها النووي
  • سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قصف 12 موقعًا لحزب الله
  • مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
  • مقتل وإصابة 10 مواطنين في هجوم للدعم السريع على السيال بالنيل الأبيض
  • ما مصلحة إيران في عرقلة المفاوضات بين لبنان وإسرائيل؟
  • الخارجية الأمريكية تعرب عن قلقها من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي جديدة
  • تصاعد الغارات الإسرائيلية على سوريا مع احتدام التوتر في المنطقة
  • مواجهات طائفية توقع 32 قتيلا في باكستان