حزب الله يرفض دعوات أمريكية للتهدئة مع إسرائيل.. لماذا؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
رفض "حزب الله" اللبناني، أفكارا أولية من الولايات المتحدة، لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود، لكن الحزب قال إنه لا يزال منفتحا على الدبلوماسية الأمريكية لتجنب خوض حرب شاملة.
ويقود المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين، مساعي دبلوماسية، تهدف إلى إعادة الأمن على الحدود بين لبنان وإسرائيل، في وقت تنزلق فيه المنطقة بشكل خطير صوب تصعيد كبير للصراع في إطار تبعات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأصبحت تلك الجهود أكثر إلحاحا في ظل الهجمات التي ينفذها الحوثيون المتحالفون مع إيران انطلاقا من اليمن على سفن في البحر الأحمر، والضربات الأمريكية ردا على ذلك، والاشتباكات وأعمال العنف في مناطق أخرى بالشرق الأوسط.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مسؤول لبناني كبير، القول: "حزب الله مستعد للاستماع"، لكنه أكد في ذات الوقت أن الحزب اعتبر الأفكار التي قدمها هوكستين خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي غير واقعية.
وموقف "حزب الله"، هو مواصلة إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل، لحين التوصل لوقف إطلاق نار شامل في قطاع غزة.
ولم يرد رفض "حزب الله" للمقترحات التي قدمها هوكستين في تقارير إخبارية من قبل.
اقرأ أيضاً
غالانت: نواصل الاستعداد للحرب مع لبنان لكننا نفضل التسوية السياسية
وعلى الرغم من الرفض ورشقات الصواريخ التي يطلقها "حزب الله" دعما لغزة، قال مسؤول لبناني ومصدر أمني، إن انفتاح الحزب على التواصل الدبلوماسي يشير إلى رغبتها في تجنب حرب أوسع حتى بعد وصول ضربة إسرائيلية إلى بيروت نفسها، استشهد فيها القيادي البارز من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري، في 2 يناير/كانون الثاني.
وقالت إسرائيل أيضا إنها تريد تجنب الحرب، لكن الجانبين يقولان إنهما مستعدان للقتال إذا لزم الأمر.
وحذرت إسرائيل من أنها سترد بقوة، إذا لم يتم التوصل لاتفاق لتأمين منطقة الحدود.
وينذر مثل هذا التصعيد بفتح فصل كبير جديد في الصراع الإقليمي.
وقال مسؤولون لبنانيون ودبلوماسي أوروبي، إن "حزب الله"، الذي تصنفه واشنطن "منظمة إرهابية"، لم يشارك بشكل مباشر في المحادثات، وبدلا من ذلك نقل وسطاء لبنانيون مقترحات وأفكار هوكستين للحزب.
وقالت 3 مصادر لبنانية ومسؤول أمريكي، إن أحد الاقتراحات التي طرحت الأسبوع الماضي، هو تقليص الأعمال القتالية عبر الحدود، بالتزامن مع تحرك إسرائيل صوب تنفيذ عمليات أقل كثافة في قطاع غزة.
وقال اثنان من المسؤولين اللبنانيين، إن اقتراحا نقل أيضا لـ"حزب الله"، بأن يبتعد مقاتلوه لمسافة 7 كيلومترات عن الحدود.
اقرأ أيضاً
مودرن دبلوماسي: لماذا وسع نتنياهو نطاق حرب غزة بقصف لبنان واغتيال العاروري؟
ويترك هذا المقترح مقاتلي الحزب أقرب كثيرا من مطلب إسرائيل العلني بالابتعاد لمسافة 30 كيلومترا إلى نهر الليطاني، كما هو منصوص عليه في قرار للأمم المتحدة صدر عام 2006.
وقال المسؤولون اللبنانيون والدبلوماسي، إن "حزب الله" رفض الفكرتين، ووصفهما بأنهما "غير واقعيتين".
ودأبت الجماعة اللبنانية، على رفض فكرة إلقاء السلاح أو سحب مقاتليها الذين ينحدر كثير منهم أصلا من المنطقة الحدودية، وبالتالي يعيشون فيها حتى في أوقات السلم.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق على "تقارير عن مناقشات دبلوماسية".
ولم يرد متحدثون باسم "حزب الله" والحكومة اللبنانية بعد على طلبات للحصول على تعليقات تفصيلية.
كما أحجم البيت الأبيض عن التعليق.
اقرأ أيضاً
ستراتفور: ماذا تعني الحرب مع حزب الله بالنسبة لإسرائيل؟
ورغم ذلك قال المسؤولون اللبنانيون الثلاثة، إن "حزب الله" ألمح إلى أنه بمجرد انتهاء الحرب في غزة، قد يكون منفتحا على فكرة تفاوض لبنان على اتفاق عبر وسطاء بشأن المناطق الحدودية محل النزاع، وهو احتمال أشار إليه قيادي في "حزب الله" في خطاب ألقاه هذا الشهر.
وقال مسؤول كبير في "حزب الله" (طلب عدم الكشف عن هويته): "بعد الحرب على غزة، نحن مستعدون لدعم المفاوضين اللبنانيين لتحويل التهديد إلى فرصة"، لكنه لم يتطرق إلى اقتراحات بعينها.
وأوقفت الجماعة إطلاق النار خلال الهدنة السابقة في الحرب على قطاع غزة التي استمرت 7 أيام في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، الأربعاء، إن هناك "فرصة دبلوماسية لا تزال سانحة" لدفع "حزب الله" بعيدا عن الحدود.
والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن هناك تطورات وصفها بالخطيرة تحتم على إسرائيل الانجرار نحو الحرب على حدودها الشمالية، لضمان عودة السكان إلى بيوتهم.
وأضاف غالانت، خلال كلمة له بشأن التطورات العسكرية في غزة، أن إسرائيل لا ترغب في خوض حرب في الشمال، لكن عليها الاستعداد لتدهور الوضع الأمني هناك، مشيرا بذلك إلى المواجهات المستمرة منذ أشهر بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله".
اقرأ أيضاً
إسرائيل تقصف جنوب لبنان بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا
لكن غالانت قال إن إسرائيل "تفضل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح بعودة السكان بدل إعادتهم إلى منازلهم عبر الوسائل العسكرية".
وخلال زيارته لبيروت في 11 يناير/كانون الثاني، التقى المبعوث الأمريكي رئيسَ الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ورئيس البرلمان وقائد الجيش، وقال علنا وقتها إن الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان يفضلون حلا دبلوماسيا للمسألة.
وقال هوكستين للصحفيين بعد اجتماعه بمسؤولين لبنانيين: "آمل في أن نتمكن من مواصلة العمل جميعا على جانبي الحدود، من أجل حل يسمح لكل الناس في لبنان وإسرائيل بالعيش في أمن مضمون والعودة إلى مستقبل أفضل".
وتضامنا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يتبادل "حزب الله" وفصائل فلسطينية في لبنان، قصفا يوميا متقطعا مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول.
وأسفرت المواجهات، عن استشهاد 30 مدنيا لبنانيا، بينهم 3 صحفيين و3 أطفال، فضلا عن جندي لبناني و5 من عناصر كتائب "القسام- فرع لبنان"، و162 عنصرا من "حزب الله".
بينما قَتل 9 جنود و5 مدنيين إسرائيليين، حسب أرقام رسمية.
اقرأ أيضاً
رسائل من "حزب الله" تثير رعب سكان شمال إسرائيل (فيديو)
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حزب الله لبنان إسرائيل أمريكا تهدئة جنوب لبنان اقرأ أیضا قطاع غزة حزب الله
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.
جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".
ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".
تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025
وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".
إعلانولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.
وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.
ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".
وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.
التبرير الإسرائيليووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.
وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.
وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.
وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.
إعلانكما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.