شهد اليوم 104 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة سلسلة من التطورات، أبرزها تصاعد الاشتباكات في عدة محاور، وإعلان المقاومة الفلسطينية تكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة في الجنود والعتاد، مع استمرار ارتكاب تلك القوات مجازر بحق سكان القطاع. كما أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على جثث 21 محتجزا إسرائيليا في خان يونس.

وفي الضفة الغربية ارتفع عدد شهداء الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمدن والبلدات الفلسطينية إلى 8 مع إرسال تعزيزات عسكرية لمخيمين في طولكرم، وبينما يستمر تبادل القصف بين جيش الاحتلال وحزب الله عبر الحدود في جنوب لبنان، تحدثت أنباء عن رفض حزب الله أفكارا أولية من الولايات المتحدة لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل.

وجنوبا في جبهة البحر الأحمر، شن الجيش الأميركي ضربات جديدة على مواقع للحوثيين في اليمن، بالمقابل توعّد زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي بمواصلة استهداف السفن المرتطبة بإسرائيل وتطوير أسلحتهم بعد الضربات الأميركية.

ضربات المقاومة في غزة

على الصعيد الميداني، شهدت محاور التوغل من جباليا شمالا إلى مدينة غزة وخان يونس جنوبا معارك ضارية، وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إيقاع عشرات الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح في كمائن في منازل وفوهات أنفاق وتفجير دبابات وناقلات جند وجرافات.

مزيد من التفاصيل

في المقابل أعلن جيش الاحتلال إصابة 18 جنديا، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه لا يوجد حل كامل لجيوب المقاومة في غزة. من جانبه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الحرب في قطاع غزة ستستمر أشهرا إضافية حتى تحقيق أهدافها المتمثلة في الانتصار على حركة حماس واستعادة المحتجزين. وأضاف أن وقف الحرب قبل تحقيق الأهداف سيكون بمثابة رسالة ضعف.

وقد ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن أمهات المحتجزين الإسرائيليين في غزة يغلقن طريقا بتل أبيب، ويطالبن بالتوصل إلى صفقة جديدة.

وقد نقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن حركة حماس تعيد تأهيل الكتائب التي أعلن الجيش الإسرائيلي عن تفكيكها شمالي قطاع غزة. وذكرت الصحيفة أن حماس تعيّن قادة جددا وتحاول جمع عناصر من كتائب مختلفة.

مجازر وانتهاكات

وثقت وزارة الصحة في قطاع غزة ارتكاب قوات الاحتلال 15 مجزرة ضد عائلات في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 172 شهيدا، بالإضافة إلى إصابة 326 فردا. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 24 ألفا و620، في حين بلغ عدد المصابين 61 ألفا و803 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقد شرعت قوات الاحتلال في هدم مربعات سكنية، مخلفة دمارا هائلا، حيث أقدمت على تدمير مبان تضم مئات الشقق في بيت حانون وكذلك في بيت لاهيا.

واستنكرت جامعة الإسراء قيام قوات الاحتلال بنسف مقار الجامعة في جنوبي مدينة غزة ومن بينها المستشفى الجامعي الوحيد في القطاع. وأوضحت إدارة الجامعة في بيان أن قوات الاحتلال نسفت مبنى الدراسات العليا وكليات البكالوريوس بعد احتلاله لنحو 70 يوما وتحويله إلى قاعدة عسكرية ومركز لقنص الفلسطينيين ومعتقل مؤقت. وأكدت إدارة الجامعة أن جنود الاحتلال نهبوا قبل نسف المباني مقتنيات وقطعا أثرية داخل المتحف الوطني الذي يضم أكثر من 3 آلاف قطعة أثرية.

حماية الصحفيين

نقلت صحيفة الغارديان عن لجنة حماية الصحفيين الدولية قولها إن إسرائيل تنضم إلى قائمة أسوأ سجاني الصحفيين، وإنها تحتل المركز السادس في القائمة بعد تسجيل وجود 19 صحفيا فلسطينيا في سجونها.

من جهته أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة عن ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 119 صحفيا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

جثث محتجزين

وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات الجيش الإسرائيلي نبشت مقبرة في منطقة بني سهيلا شرق خان يونس أمس الأربعاء، ونقلت عددا من الجثث إلى إسرائيل لفحصها والتحقق من هويات أصحابها.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على جثث 21 محتجزا إسرائيليا في خان يونس ونقلها إلى إسرائيل الليلة الماضية. في حين قالت القناة 14 الإسرائيلية إن عددا من الجثث التي تم فحصها حتى الآن اتضح أنها تعود لفلسطينيين.

مزيد من التفاصيل

"مهندس هانيبال"

قال الفيلسوف والباحث الإسرائيلي آسا كاشر إن الحوادث التي تم فيها استخدم الأمر العسكري السيئ أثناء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي تسببت في مقتل مدنيين أو عسكريين بنيران صديقة، يجب التحقيق فيها على الفور.

وفي برنامج "الأسبوع" الذي تبثه صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ناقش كاشر -وهو باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي ومهندس مدونة أخلاقيات الجيش الإسرائيلي التي تعرف باسم "توجيه هانيبال"- مسألة استعمال قواعد المدونة في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

مزيد من التفاصيل

توبيخ أميركي

أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن المسؤولين الأميركيين أبلغوا الإسرائيليين أن إحصاءاتهم تشير إلى مقتل 150 مدنيا يوميا في غزة، مضيفة أن مسؤولين بارزين بإدارة بايدن وبخوا الإسرائيليين بسبب استمرار ارتفاع عدد القتلى المدنيين.

وأشارت القناة إلى أن الأميركيين أبلغوا إسرائيل أن عدد المدنيين غير المتورطين ما زال مرتفعا، رغم الانتقال إلى مرحلة أقل كثافة.

من جانبه قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن عدد القتلى المدنيين في غزة مرتفع جدا، وشدد على أن الإدارة الأميركية تواصل حث الإسرائيليين على ضرورة أن تكون عملياتهم أكثر حرصا وأقل ضررا. وأضاف أن غزة ستبقى ما بعد الحرب ولن يعاد احتلالها مجددا، مشيرا إلى أن حل الدولتين ليس في مصلحة الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضا في مصلحة الشعب الإسرائيلي والمنطقة.

تصويت أورويي

على الصعيد السياسي أيضا صوّت البرلمان الأوروبي بالأغلبية على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع. ويدعم القرار عمل محكمة العدل الدولية، ويؤكد على أهمية طرح مبادرة أوروبية جديدة لاستئناف المسار السياسي وصولا إلى حل الدولتين.

كما يدعو القرار الأوروبي إلى تفكيك حركة حماس والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

مزيد من التفاصيل 

دخول المساعدات

على صعيد المساعدات، أشادت الأمم المتحدة على ستيفان دوجاريك لسان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بالإعلان عن توصيل الأدوية والإمدادات للمدنيين في غزة، والأدوية الطبية للمحتجزين في القطاع.

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لمراسلة "سي إن إن" إن هناك احتمالا كبيرا بأن الأدوية وصلت إلى المحتجزين الإسرائيليين. لكن تأكيد وصول الأدوية صعب بسبب انقطاع الاتصالات في غزة.

في المقابل نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر إسرائيلية قولها إن قطر وعدت بأن الأدوية ستصل إلى المحتجزين في غزة مساء اليوم.

مزيد من التفاصيل

المكسيك وتشيلي

قالت وزارة الخارجية المكسيكية إنها أحالت مع تشيلي وضع دولة فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في جرائم محتملة.

وأضافت أنها اتخذت هذا الإجراء بسبب تزايد القلق بشأن تصاعد العنف مؤخرا خاصة ضد الأهداف المدنية.

وأوضحت أنها تتابع الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا أمام المحكمة الجنائية الدولية.

مزيد من التفاصيل

التصعيد بالضفة

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء في مخيمي طولكرم ونور شمس بالضفة الغربية  إلى 8 منذ أمس الأربعاء. وقد واصلت قوات الاحتلال الدفع بمزيد من الجرافات لتسهيل توغل الآليات العسكرية لاقتحام مخيم طولكرم لليوم الثاني على التوالي.

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع عملية دهم لمنازل وحملة اعتقالات لفلسطينيين بالمخيم. ووصف حقوقيون المخيم بالمنطقة المنكوبة بسبب تفجير قوات الاحتلال منازل من تصفهم بالمطلوبين لديها وبسبب نفاد المؤن في المخيم جراء الحصار الإسرائيلي.

مزيد من التفاصيل

جبهة جنوب لبنان

وفي جبهة جنوب لبنان، أعلن حزب الله عن تنفيذه 4 هجمات على مواقع وتجمعات إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية. وقال الحزب إنه استهدف بالصواريخ تجمعا للجنود الإسرائيليين في محيط ثكنة أدميت ومواقع المالكية والسماقة بركة ريشا، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة. في المقابل شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات جوية، ونفذت قصفا مدفعيا على عدة بلدات بجنوب لبنان.

مزيد من التفاصيل

يأتي ذلك وسط أنباء عن رفض حزب الله رفض أفكار أولية من الولايات المتحدة لتهدئة القتال الدائر مع إسرائيل عبر الحدود، تضمنت سحب مقاتليه بعيدا عن الحدود، لكن الحزب لا يزال منفتحا على الدبلوماسية الأميركية لتجنب خوض حرب شاملة.

مزيد من التفاصيل

الحوثي والبحر الأحمر

وفي جبهة البحر الأحمر، قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي إن اليمن سيواصل دعمه الشعب الفلسطيني والضغط بجميع الوسائل لتحرير قطاع غزة، بما في ذلك الاستمرار في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل.

وكانت قناة المسيرة التابعة للحوثيين قد قالت إن الطائرات الأميركية والبريطانية استهدف فجر اليوم الخميس مواقع عدة في محافظات الحديدة وتعز وذمار والبيضاء وصعدة.

من جهتها أعلنت القيادة الوسطى الأميركية تنفيذ ضربات استهدفت 14 صاروخا كان معدا للإطلاق من مناطق الحوثيين في اليمن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قوات الاحتلال جنوب لبنان قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية

نشرت صحيفة هآرتس مقالا للكاتب رونين تال استعرض فيه كتابا باللغة العبرية من تأليف عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي تحت عنوان "السيف سيفتك بطريقة أو بأخرى"، استند فيه إلى مذكراته الحربية.

ومؤلف الكتاب العقيد احتياط عساف هزاني عالم في الأنثروبولوجيا وهو أحد فروع علم الإنسان الاجتماعي. وقد تحدث في كتابه الجديد عن الانهيار العام في جيش الاحتلال والمجتمع الإسرائيلي نتيجة الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: لهذه الأسباب شباب الروهينغا مجبرون على القتالlist 2 of 2يديعوت أحرونوت: 5 أولويات على أجندة نتنياهو في واشنطنend of list روح الانتقام

روى مؤلف الكتاب كيف أن جنديا إسرائيليا مدججا بالسلاح مزّق مصحفا أمام معتقلين من غزة مقيدي الأيدي وهم جلوس في انتظار دورهم في التحقيق.

ولما سأله عن السبب الذي جعله يمزق المصحف، أجاب "أنا أنتقم منهم".

ووفقا لمقال هآرتس، فإن هذه القصة تكشف عن نوازع الانتقام لدى جنود الجيش الإسرائيلي وقادته على حد سواء، وهي روح تسربت أيضا إلى وسائل الإعلام. وتجلّت تلك الروح في توثيق بعض الجنود لحوادث أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو خيار وصفه كاتب المقال بأنه مؤسف وقد لفت انتباه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بل ضايق بعض الجنود الذين كانوا يسافرون إلى الخارج.

إعلان

وثمة تعبير آخر عن روح الانتقام هذه تمثل في إقدام الوحدات القتالية على إحراق مناطق في قطاع غزة "من دون أي حاجة عملياتية" لذلك.

وعن تلك القضية، تحدث هزاني في كتابه قائلا "كانت هناك حرائق قوّضت بالفعل قدرتنا على تنفيذ مهام مهنية. وقد افتُعلت حرائق أخرى في محاولة لتحقيق أهداف تتجاوز المهمة الحالية، سواء كان ذلك انتقاما بسيطا أو تدميرا للبنية التحتية التي يمكن استخدامها لإعادة بناء المنطقة في المستقبل".

الشعور بالهزيمة

ويورد رونين تال في مقاله أن كتاب "السيف يفتك بطريقة أو بأخرى" يجمع بين تجارب المؤلف الشخصية وتحليله النقدي مستخدمًا أدوات أنثروبولوجية، تأخذك أحيانًا إلى عوالم نظرية يصعب فك رموزها إذا كنت لا تعرف المصطلحات.

ولم يتطرق هزاني إلى قرار شن الحرب على غزة، ويحرص على عدم الكشف عن تفاصيل العمليات، كما أنه يتجاوز الجدل الذي أدى إلى انقسام في المجتمع الإسرائيلي حول ما إذا كان من الصواب إنهاء القتال من أجل تحرير الأسرى.

لكن تلك الغلالة "من الحزن والأسى والإرهاق" تتخلل الكتاب وتمتزج مع الشعور الذي ينتاب كثيرًا من الإسرائيليين بعد أن "انتهت الحرب بهزيمة"، على حد تعبير مقال هآرتس.

العائلة القتالية

وقد استجلى هزاني -الذي يعمل رئيسا لقسم المناورات الحربية في مركز دادو للدراسات العسكرية المتعددة التخصصات التابع لمديرية العمليات في هيئة الأركان العامة الإسرائيلية- في أطروحته للدكتوراه في الجامعة العبرية بالقدس العلاقة بين التكنولوجيا والفضاء.

وبحسب المقال، فإن بعض التفاصيل الواردة في الكتاب تكاد تكون مثيرة للفضول، مثل قائد الفرقة الذي كان يذهب في بداية الحرب مع حارسين شخصيين في كل مكان، كما لو كان من المشاهير أو رئيس منظمة إجرامية، وهو ما عدَّه هزاني تصرفا مثيرا للاستغراب.

ويروي المؤلف في كتابه أن قادة كبارا في الجيش اصطحبوا أصدقاءهم للبقاء معهم في موقع القيادة أو في مركبة عسكرية، لتقليل الشعور بالوحدة وسط المسؤولية الثقيلة في ساحة المعركة، بل إن أحدهم أحضر شقيقه -وهو ضابط أقل رتبة منه- إلى مركز قيادته.

إعلان

ورأى هزاني أن مثل هذه التصرفات تعطي معنى جديدا لمصطلح "العائلة القتالية"، وهو مصطلح تاريخي لليمين الإسرائيلي.

ولكن المؤلف لا يبدي تحفظات على انضمام أفراد العائلة الواحدة والأصدقاء إلى القتال، ولا يرى في ذلك إضرارا بالعمليات العسكرية. ومع ذلك، فهو ينظر إليها على أنها عرَض آخر من أجواء الانهيار العام في الجيش والمجتمع في إسرائيل كلها، ونتاج لهجوم حماس.

ويورد في كتابه "لقد انهارت البلاد ولم يبق سوى العائلات، بعضها محطم وبعضها يعيد تجميع صفوفه؛ هم من يقاومون كعائلات ومجموعات".

ويحمل أحد فصول الكتاب العنوان "جيش محترف من المليشيات"، وقد أشار فيه الكاتب إلى أن الجيش الإسرائيلي تحول من جيش موحد في خدمة البلاد إلى مجموعة من المليشيات حيث يتجلى ذلك في 3 أمور هي: ثقافة قتالية غير مهنية، ومشاركة المجموعات المدنية في توفير الطعام والمعدات القتالية، ومشاكل انضباطية خطيرة.

ولفت الكتاب إلى أن الجنود درجوا على التقاط صور "سيلفي" ملتقطة ذاتيا باستخدام هواتف ذكية مزودة بكاميرا رقمية، رغم تحذيرهم من أن ذلك سيعرض حياتهم للخطر لأن العدو يمكنه تحديد موقعهم بدقة.

ثمة شكاوى من أن قادة الألوية يبنون إرثهم على ظهور جنود الاحتياط الذين يخدمون تحت إمرتهم.

هوس وشكوك

ولم يكن "الهوس" -برأي هواني- بالتقاط الصور والتصوير بالهاتف يقتصر على الجنود الذين لم يمتثلوا للأوامر، بل يبدو أن المؤسسة العسكرية نفسها لا تعد الأوامر ملزمة، وفق صحيفة هآرتس.

ومن بين القصص اللافتة التي وردت في الكتاب وأضرّت بصورة إسرائيل ما ورد في قيام الجنود بتسريب سر عسكري عن "مشروع مهم للغاية"، لم يورد المؤلف مزيدا من التفاصيل عنه.

ومنها أيضا أن جنودا إسرائيليين التقطوا صورا لأنفسهم وهم يرتدون ملابس داخلية نهبوها من خزائن ملابس النساء الغزيات. وفي أحد المقاطع، يظهر جندي على دبابة وهو يحمل دمية ويرتدي حمالة صدر سوداء وخوذة.

إعلان

ويشير هزاني أيضا إلى الخلافات بين جنود الاحتياط من جهة والمجندين والجنود المحترفين من جهة أخرى، وإلى تراكم الشكاوى من أن قادة الألوية يبنون إرثهم على ظهور جنود الاحتياط الذين يخدمون تحت إمرتهم.

وفي تعليقه على ذلك، يقول رونين تال في مقاله بالصحيفة إن تلك الشكاوى تتناقض مع التقارير "الحماسية" التي يقدمها مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية عن جيش موحد يقاتل من أجل هدف مشترك.

وطبقا لكتاب هزاني، فإن الشكوك تساور جنود الاحتياط حول أهداف الحرب، وقد تزايدت خلال فترة الهدوء التي تلت صفقة الأسرى الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

ويبدو -وفق الكتاب- أن ما من شيء أثر على نظرة الجنود إلى الحرب مثل حادثة حي الشجاعية في غزة في ديسمبر/كانون الأول 2023، عندما أطلقوا النار على الأسرى الإسرائيليين ألون شمريز وسامر تالالالكا ويوتام حاييم وأردوهم قتلى ظنا منهم أنهم من الأعداء.

مقالات مشابهة

  • ثغرة إدارية استغلها الآلاف.. «المالية» الإسرائيلية تواجه طوفان احتيال ينذر بفشل الوزارة| عاجل
  • عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
  • مزيد من التعنت.. الاحتلال يتعمد تأخير دخول الخيام لقطاع غزة
  • العدوان الإسرائيلي يواصل عدوانه على طولكرم مساء اليوم
  • الاحتلال الإسرائيلي يعدل مناهج التاريخ.. ماذا عن حرب 1973؟
  • أبرز المعلومات عن رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد إيال زامير
  • أكثر من 61 ألف شهيد.. الإعلام الحكومي بغزة يكشف أرقاما  لخسائر حرب الإبادة الإسرائيلية
  • باحث في الشؤون الإسرائيلية: الولايات المتحدة غطت العجز الاقتصادي لتل أبيب
  • جيش المليشيات.. كتاب صادم لضابط إسرائيلي يفضح آلة الحرب الإسرائيلية
  • ذوو الأسرى الإسرائيليين بغزة يتهمون نتنياهو وحكومته المتطرفة بمحاولة عرقلة التبادل