صفوة سياسية أغرب من الخيال:
هناك ميليشيا تجتاح المدن وتنهب وتغتصب وتدمر ويتم سكوت نسبي عنها. وعندما يتحدث المدنيون العزل الذين لا هم كيزان ولا جيش عن تسليح ذاتي للدفاع عن النفس والدار والاهل يتم اتهامهم ببذر بذور الحرب الأهلية في تغاض شبه تام عن دوافع الدعوة لحمل السلاح.

وهكذا يصبح من يود الدفاع عن النفس من مشعلي الحرب الأهلية حتي لو كانت دعوته للدفاع عن الدار داخل حدودها وليس الخروج عن مدنه وقراه لمهاجمة أخرين في عقر دارهم.

الدفاع عن النفس حق أخلاقي وقانوني وطبيعي لأي شخص. ومع ذلك من الممكن التشكيك في حكمة الدعوة إلى السلاح لكن الدفاع عن النفس يبقى حق إنساني. لو قرر أحد أن يضرب وجهه بهية بمبي لا يمكن أن أشكك في حقه في الفعل ولكن من الممكن نصحه بان يتريث أو لا يفعل من غير تجريم.

من الممكن لأمين وطني أن يحذر من الاندفاع إلى السلاح ولكن لا يمكنه إلقاء سنبهار إتهام ضد من يفكر في الدفاع عن داره وقراه بشن أو التمهيد لحرب أهلية وفي نفس الوقت يتم تغييب دور الميليشيا التي أرعب عدوانها البلاد بأكملها. فهكذا خطاب هو آخر إفلاس أخلاقي لقطاعات كبيرة من الطبقة السياسية السودانية.

لا يتذكر هذا الخطاب المخاتل أن تفادي الحرب الأهلية يتم بمطالبة الميليشيا (أو الضغط عليها )بعدم مهاجمة القري والمدن وتوسيع ميدان الحرب وان تكف عن إستهداف المدنيين في دارهم ومالهم ومركباتهم وأجسادهم. وانه في حال قيام قيامة حرب أهلية فان السبب الأهم لاندلاعها ليس حق الدفاع عن النفس وإنما عدوان ميليشيا ممولة من الخارج وتتمتع بالدعم الاعلامى من جهات تحلم بالصعود إلي السلطة علي راس رمحها أو تسعي لان تنتقم من أعدائها الكيزان ببندقها.

ولكن المفارقة الواضحة هي أن الميليشيا تنتقم من الشعب السوداني وليس من الكيزان ولكن تلك الشريحة من الطبقة السياسية لا تأبه إذ أنها قد فارقت ميدان الحقيقة والمنطق ودخلت في ميدان التلفيق والتبرير عديم الحياء من أسع أبوابه.

معتصم أقرع
معتصم اقرع

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدفاع عن النفس

إقرأ أيضاً:

البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية يوجه الشكر للرئيس السيسي لوقوفه بجانب الشعب السوداني .. ويؤكد أن اجتماع القاهرة فرصة لجمع الفرقاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختتمت اليوم السبت بالقاهرة فعاليات مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي عقد بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت عنوان "معاً من أجل وقف الحرب"، والذي افتتحه وزير الخارجية والهجرة د. بدر عبد العاطي بحضور ممثلي تلك القوى والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الفاعلة وذات الاهتمام بملف السودان.  

وفيما يلي نص البيان الختامي :
نحن القوى السياسية والمدنية السودانية التي توافقت على هذا البيان، اجتمعنا بدعوةٍ كريمةٍ من حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة بعاصمتها القاهرة تحت شعار (معاً من أجل وقف الحرب)، وتداولنا الرؤى ووجهات النظر، في لحظة حرجة من تاريخ بلادنا، تهدد استقرارها واستقلالها ووحدة أراضيها وهددت بقاءها كدولةٍ لشعبٍ له إرثه الحضاري الأصيل والمُشرف، وتسببت في كارثةٍ إنسانيةٍ مريعة، وعصفت بملايين الأسر إلى المجهول، وفى هذه الساعة التي نتداول فيها، يعانون من ويلات الحرب، ومآسي النزوح والتشرد واللجوء والموت جوعاً، والافتقار لأبسطِ مقومات الرعاية الطبية، وينتظرهم شبحِ الأميةِ المُتوحش ، تاركاً أمتنا فريسةً لأجيالٍ من ضياعِ العقول والجهلِ والتطرف.

لقد استجبنا للدعوة الكريمة التي بادرت بها جمهورية مصر العربية لجمع السودانيين، وبحُضورٍ مُقدرٍ من دول الجوار والمنظمات الإقليمية والدولية بغرض التشاور والاتفاق على الحدِ المطلوب للعمل المشترك من أجل وقف الحرب وإنهاء الأسباب التي أفضت إليها، والمسارعة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وعلى رأسها الغذاء والدواء والتعليم، أملاً في أن تتكلل هذه الجهود بإسكات صوت المدافع وتحقيق أمان المدنيين واخراس أصوات العنف والكراهية والدعاية السالبة، والسعي معاً من أجلِ إعادة الإعمار للمرافق الأساسية التي تجعل حياة السودانيين مُمكنة في بلادهم وتهيئة الدولة لضمانِ الأمنِ والسلام لعودتهم إلى بيوتهم ومُزاولةِ حياتهم الطبيعية.

لقد اتفق المؤتمرون على أن الحرب التي اجتاحت بلادنا وقتلت وشردت وأذلت شعبنا ومزقت نسيج بلادنا الاجتماعي، صبيحة الخامس عشر من أبريل 2023، لا تمثل فقط علامةً فارقةً، ولكنها تاريخٍ جديدٍ يُلزم كل سوداني وسودانية بالنظرِ والمراجعةِ الدقيقةِ لمواقِفنا كافة. إننا ندين كل الانتهاكات التي ارتكبت في هذه الحرب، ونؤكد أنّ الحربَ مُؤشر حيوي للتفكير في إعادة التأسيس الشامل للدولة السودانية على أسس العدالة والحرية والسلام، وهو الأمر الذي يتطلب قناعة كل السودانيين به، ولهذا فإن اجتماعنا اليوم يتوجه تِلقاء المستقبل المُعافى ولأجيالنا المُقبلة في وطنٍ يكتنِفه السلام والعدالة والنهضة والحرية وسيادة حكم القانون، مستفيدين من تجاربنا وخبرات شعوب العالم في تجاوز الحرب وأهوالها نحو المصالحة الوطنية الشاملة والعدالة الانتقالية.

شمل النقاش والتداول ضرورة الوقف الفوري للحرب بما يشمل آليات وسبل ومراقبة الوقف الدائم لإطلاق النار ووقف العدائيات.

كما أكد المؤتمرون ضرورة الالتزام بإعلان جدة والنظر في آليات تنفيذه وتطويره لمواكبة مستجدات الحرب.

وتوجه المؤتمرون بالدعوة والمناشدة إلى الدول والجهات الداعمة لأطراف الحرب بأيٍ من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر، للتوقف عن إشعال المزيد من نيران الحرب في السودان.

وإذ تُمثل الازمةُ الإنسانية السودانية المأساة الأكبر في العالم، كما أنها تأتى في رأس الأولويات التي تستوجب التصدي لها من قبل السودانيين والقوى السياسية والمجتمع المدني والمنظمات الإنسانية، حيث إن وصولِ المساعدات هو أمر واجب لإنقاذ حياة ملايين السودانيين.

وقد دعا المؤتمرون إلى حماية العاملين في المجال الإنساني وتجنيبهم التعرض للخطر والملاحقة والتعويق من قبل أطراف الحرب وفقاً للقانون الدولي والانساني، ومواصلة دعم جهود المجتمع المحلى والدولي للاستمرار في استقطاب الدعم من المانحين وضمان وصوله للمحتاجين.

كما ناشد المؤتمرون المجتمع الاقليمي والدولي الايفاء بالتزاماتهم.
أما المسار السياسي لحل الأزمة فقد أجمع المؤتمرون على المحافظة على السودان وطناً موحداً، على أسس المواطنة والحقوق المتساوية والدولة المدنية الديمقراطية الفدرالية.

إن اجتماع القاهرة يمثل فرصةً قيمةً إذ جمعت لأول مرة منذ الحرب الفرقاء المدنيين في الساحة السياسية، كما جمعت طيفاً مُقدراً من الشخصيات الوطنية وممثلي المجتمع المدني، توافقوا جميعاً على العمل لوقف الحرب باعتبار أن ذلك هو سؤال سائر السودانيين ومطلبهم الأساس.

وأكدوا على تجنيب المرحلة التأسيسية لما بعد الحرب كل الاسباب التي ادت إلي افشال الفترات الانتقالية السابقة، وصولاً الي تأسيس الدولة السودانية.

توافق المؤتمرون على تشكيل لجنة لتطوير النقاشات ومتابعة هذا المجهود من اجل الوصول الي سلام دائم.

في الختام نتوجه بالشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ولحكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة لوقفتهم إلى جانب الشعب السوداني في محنته الراهنة.

مقالات مشابهة

  • جبريل إبراهيم: البيان الختامي لمؤتمر القاهرة لم يراعِ مشاعر الشعب الذي سامه الميليشيا صنوف العذاب
  • مؤتمر القاهرة للقوى السياسية السودانية: إشادة بدور مصر ورفض واسع للبيان الختامي
  • الشيوعي السوداني يعتذر عن المشاركة في حوار الاتحاد الأفريقي
  • «الشيوعي السوداني» يعتذر عن المشاركة في حوار الاتحاد الأفريقي
  • البيان الختامي لمؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية يوجه الشكر للرئيس السيسي لوقوفه بجانب الشعب السوداني .. ويؤكد أن اجتماع القاهرة فرصة لجمع الفرقاء
  • مصائب الكيزان في بلاد السودان!
  • حكومة ظل مدنية لانهاء الحرب وإعادة تعمير السودان
  • يرضون أنفسهم بخطاب الكيزان وإشعال الحرب لعله ينسيهم عذاب ضمائرهم وخيانتهم للمواطنين
  • عاجل | رئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان للجزيرة: الشعب السوداني لن ينهزم والقوات المسلحة ستنتصر
  • إمام مسجد أبو حنيفة النعمان: حملة السوداني هدفها إعمار الأعظمية وليس تشييعها