غالانت: نواصل الاستعداد للحرب مع لبنان لكننا تفضل التسوية السياسية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على ضرورة الاستعداد لتدهور الوضع الأمني على حدود لبنان، مشيرا إلى أن بلاده تفضل تسوية سياسية تسمح بعودة السكان للشمال بعد تغير الوضع الأمني.
وأجرى غالانت الخميس، تقييما للوضع الميداني حول جاهزية القطاع الشمالي لتوسيع الحملة العسكرية، والذي تطرق إلى سير عملية إعادة سكان الشمال إلى منازلهم.
لكن غالانت أعلن أن إسرائيل "تفضل التوصل إلى تسوية سياسية تسمح بعودة السكان بدل إعادتهم إلى منازلهم عبر الوسائل العسكرية".
وقال غالانت: "ركزنا حديثنا على سيناريو نصل فيه إلى حرب في الشمال، ونحن ملتزمون بوضع نتمكن فيه من إعادة سكاننا بأمان".
وذكر غالانت أنه "إذا لم يحدث هذا السيناريو، ولم نتمكن من إعادتهم بالطرق الدبلوماسية التوافقية، فسوف نصل إلى وضع نحتاج فيه إلى تهيئة الظروف الأمنية التي تسمح بعودتهم".
مضيفا: "لا أريد أن أتحدث عن المواعيد النهائية، ولا أريد أن أتحدث عن الأساليب، ولكن ذلك سيحدث".
اقرأ أيضاً
القيادة الإسرائيلية منقسمة.. غالانت يعلن "المرحلة الثالثة" من الحرب وبن غفير يعترض
واستهدف الجيش الإسرائيلي بلدة كوكبا اللبنانية التي تسكنها أغلبية درزية في جنوب لبنان، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وسط تصعيد متواصل، اعتمد فيه الجيش الإسرائيلي تكتيكاً حربياً جديداً يتمثل في تكثيف الطلعات الجوية للمسيّرات التي حلقت على شكل أسراب، والتقط لها السكان صوراً، ظهر أن كل سرب يتراوح بين اثنتين وخمس مسيرات في نطاق جغرافي متقارب.
وظهرت مسيرتان تحلقان ضمن مسافة جغرافية قريبة جداً، للمرة الأولى، بعد ظهر الأربعاء خلال استهدافهما لمجموعة عسكرية تابعة لحركة "حماس" كانت أطلقت صواريخ في سهل القليلة الواقع جنوب مدينة صور، حيث لاحقتا المجموعة، وأطلقتا أربع صواريخ غارات، وأسفرت الغارات عن مقتل عنصرين من «حماس» ضمن المجموعة.
والخميس، ظهر سرب يضم 5 مسيّرات كانت تحلق ضمن مسافة جغرافية متقاربة في القطاع الشرقي، حسبما قال ناشطون ميدانيون في المنطقة الحدودية، ونشروا الصور في مجموعات «تليغرام» الإخبارية المحلية.
ويقول خبراء عسكريون إن هذا التكتيك يُعتمد لـ"تكثيف ملاحقة المقاتلين في الميدان"، وهو ما لم تتوقف المسيرات الإسرائيلية عن اعتماده منذ بدء الحرب، وأيضا "لاستهداف منظومات الدفاع الجوي لحزب الله، التي عادة ما تطلق النيران باتجاه المسيرات، بما يتيح للمسيرة الثانية استهداف المنظومة في حال تمت إصابة المسيّرة الأولى".
ويكثف الجيش الإسرائيلي الاعتماد على المسيرات في الحرب المندلعة في جنوب لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث لا تغيب المسيرات عن المناطق الحدودية وتحلق على مرتفعات متفاوتة.
اقرأ أيضاً
غالانت: بدون حسم غزة لا عيش لنا في المنطقة ونحضر للمواجهة في الجبهة الشمالية
ويقول السكان إن العدد الأكبر من مقاتلي "حزب الله"، الذين جرى استهدافهم في الميدان، تم عبر المسيّرات الإسرائيلية التي لا تتوقف عن التحليق.
وفيما يتعلق بالوضع في غزة، قال غالانت: "نحن نفهم فعليا أنه بعد انتهاء مرحلة شمال قطاع غزة، كما سيتمّ استكمال (مراحل أخرى) مستقبلا في أماكن أخرى أيضا؛ تم تفكيك الأطُر التنظيمية الرئيسية لحماس".
وذكر أن "حماس كانت تخطّط لإطلاق مئات الصواريخ يوميّا على جميع المناطق في البلاد، وهي الآن قادرة على إطلاق عشرات الصواريخ إلى موقع معين".
وأضاف: "أنا لا أقلل من هذا، فهو أمر مهم للغاية، وسوف نضرب (حماس ومواقع إطلاق النار) بالغارات الجوية، وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت".
وعَدَّ أن "حماس أصبحت أضعف، وليس لديها إمدادات، وليس لديها قوى بشريّة إضافية، وليس لديها القدرة التنظيمية على البدء في تحرّكات، وليس لديها القدرة على التحكّم حقًا فيما يحدث"، وفق قوله.
ومضى مستدركا: "أنا لا أقلل من أهمية الأمر، فهو أمر مهم للغاية، لكن سنتعامل معه بالمداهمات والغارات الجوية، وسيستغرق الأمر بعض الوقت".
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الخميس 24 ألفا و620 شهيدا و61 ألفا و 830 مصابا وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
نتنياهو وجالانت يختلفان بشأن المؤتمر المشترك ويتفقان على مواصلة عدوان على غزة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غالانت حزب الله إسرائيل لبنان جنوب لبنان غزة المقاومة الجیش الإسرائیلی ولیس لدیها
إقرأ أيضاً:
داخلياً وخارجياً.. تعرّف على مظاهر الفوضى السياسية التي يشهدها الاحتلال
في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي تورّطه في حرب لا تتوقف على غزة؛ هناك ورطة أخرى يتواصل الاعتراف الاسرائيلي بها، وتتمثّل في الهزيمة الكاسحة بمعركة الوعي، في ظل وجود حكومة يمينية قد فشلت في كل قراراتها بشكل عام.
وبحسب مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21"، فإنه: "فيما يتعلق بهجوم السابع من أكتوبر وما تلاه من حرب غزة بشكل خاص، لاسيما عقب فشلها في تحقيق وعدها بتوفير الأمن للإسرائيليين؛ في خضمّ استمرار الحرب الجارية دون نهاية، وما يعنيه ذلك من مواصلة الخسائر في صفوف الجنود والمستوطنين في غزة والضفة معاً".
ونقل المقال عن أستاذ العلوم السياسية والمدير السابق لموقع صوت إسرائيل، مايكل ميرو، تأكيده: "أننا أمام فشل ذريع في معركة الوعي التي بدأت صباح السابع من أكتوبر في هجوم حماس الذي دفع ثمنه عدد كبير من رجال المخابرات والجيش".
وأوضح ميرو: "مع أن هذا الهجوم كان يمكن تجنبه لو كانت العيون والعقل مفتوحين، ما أسفر في النهاية عن انعدام الأمن، وتدهور أداء الجيش الذي بدأ حربه بضربة يصعب استيعابها، إثر الثّمن الباهظ الذي لا يطاق للقتلى والجرحى والمخطوفين".
وأضاف أنه: "بعد مرور أكثر من أربعة عشر شهرا، يبدو أن الكارثة أصبحت في طي النسيان، وبات كثير من الإسرائيليين يزعمون أن ما تلا السابع من أكتوبر شكّل تحولا في قدرة الحكومة وزعيمها على قلب المعادلة، وأن الاحتلال الآن في وضع أفضل بكثير مما كان عليه من قبل".
"مع أن هناك عدد مماثل منهم يقفون قبالتهم، ويبعثون عبر استطلاعات الرأي برسائل مختلفة، صحيح أن الجيش والأمن ربما نجحا بتغيير المعادلة، لكن الحكومة التي تدير الدولة ما زالت فاشلة" استطرد ميرو، بحسب المقال نفسه.
وأبرز أن: "الجيش الذي فقد المئات من جنوده في معارك غزة، قد يكون استعاد صورته النمطية في عيون غالبية الإسرائيليين، بعكس السياسيين الذين فشلوا، ويتكشف فشلهم من نقطة البداية حتى اليوم، الأمر الذي يفسر شعور الائتلاف اليميني بحالة جنون وخوف من الانهيار الوشيك".
وأردف: "يمكن أن نفهم لماذا يشعر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي لديه حكومة وائتلاف مستقر، بالقلق، والقلق الشديد أيضاً، في ضوء ما تظهره استطلاعات الرأي من زيادة قوة معارضي الحكومة التي تتمسّك بالمسار الذي اتبعته قبل السابع من أكتوبر".
وأشار إلى أن: "الحكومة التي يخوض جيشها معركة وجودية تواصل الانشغال بسنّ القوانين الانقلابية، وتخصخص الإذاعة العامة، وتنفذ حملة ضد المستشار القانوني والمحكمة العليا، لإضعافها، وتثبيت نفسها في الميدان خلال حرب الصراع على السلطة".
واسترسل: "فيما تسعى الحكومة لتعزيز سيطرتها على السلطة التشريعية بيد حازمة، واستهداف النظام القانوني باستمرار، ما يجعل الإسرائيليين المؤيدين للحكومة يعتقدون أن كل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية نتيجة النظام القانوني وسببها المستشارة القانونية".
واستدرك بالقول إنّ: "الحراكات الاحتجاجية في دولة الاحتلال التي تملك أموالاً لا بأس بها، لكنها غير قادرة على تغيير المعادلة، سواء في التصدّي للانقلاب القانوني، أو حتى في قضية المختطفين، التي كان من المفترض أن تكون قضية شاملة تتقاطع بين اليمين واليسار".
إلى ذلك بيّن أنه "إذا حاولنا تحليل نتائج حرب الوعي التي يخوضها الاحتلال منذ أربعة عشر شهرا، فيمكن القول إنه تلقى ضربة قاسية، صحيح أنه عاد وردّ عليها بضربات قاسية على سبع جبهات؛ لكن طريقة فتح تلك الجبهات جاء بسبب سلوك غير صحيح".
وختم بالقول: "لذلك فإن الحرب المستمرة في غزة طيلة هذه الفترة، تأتي خلافاً لكل المنطق الاستراتيجي، الذي لا يخدم المصلحة الأمنية للدولة، بل للحفاظ على التحالف الحكومي، والسيطرة الكاملة على غزة، وقوة اليمين الحاكم".