لكي لا تأسوا على ما فاتكم.. اعرف معناها وأسرار الآية 32
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
ما المقصود بقوله تعالى: «لكي لا تأسوا على ما فاتكم»؟ سؤال نجيب عنه من خلال استعراض التفاسير الواردة في معاني كلمات القرآن الكريم، وهي كالتالي.
معنى «لكي لا تأسوا على ما فاتكم»يقول الحق تبارك وتعالى: «لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)»، يقول الإمام الطبري في تفسيره الآية: يعني تعالى ذكره: ما أصابكم أيها الناس من مصيبة في أموالكم ولا في أنفسكم، إلا في كتاب قد كتب ذلك فيه، من قبل أن نخلق نفوسكم (لِكَيْلا تَأْسَوا ) يقول: لكيلا تحزنوا، (عَلَى مَا فَاتَكُمْ) من الدنيا، فلم تدركوه منها، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) منها.
ومعنى قوله: (بِمَا آتَاكُمْ) إذا مدّت الألف منها: بالذي أعطاكم منها ربكم وملَّككم وخوَّلكم؛ وإذا قُصرت الألف، فمعناها: بالذي جاءكم منها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) من الدنيا، (وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ) منها.
حُدثت عن الحسين بن يزيد الطحان، قال: ثنا إسحاق بن منصور، عن قيس، عن سماك، عن عكرِمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) قال: الصبر عند المصيبة، والشكر عند النعمة.
حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سماك البكري، عن عكرمة، عن ابن عباس (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فاتكم ) قال: ليس أحد إلا يحزن ويفرح، ولكن من أصابته مصيبة فجعلها صبرا، ومن أصابه خير فجعله شكرا.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال، قال ابن زيد، في قول الله عزّ وجلّ(لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتاكم ) قال: لا تأسوا على ما فاتكم من الدنيا، ولا تفرحوا بما أتاكم منها.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (بِمَا آتَاكُمْ )، فقرأ ذلك عامة قرّاء الحجاز والكوفة (بِمَا آتَاكُمْ ) بمدّ الألف، وقرأه بعض قرّاء البصرة ( بِما أتاكُمْ ) بقصر الألف؛ وكأن من قرأ ذلك بقصر الألف اختار قراءته كذلك، إذ كان الذي قبله على ما فاتكم، ولم يكن على ما أفاتكم، فيردّ الفعل إلى الله، فألحق قوله: ( بِمَا أتاكُمْ ) به، ولم يردّه إلى أنه خبر عن الله.
ما المقصود بقوله تعالى «فاتبعوني يحببكم الله».. وكيف تكون عبادتي مقبولة؟وبين أن الصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان صحيح معناهما، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب، وإن كنت أختار مدّ الألف، لكثرة قارئي ذلك كذلك، وليس للذي اعتلّ به منه معتلو قارئيه بقصر الألف كبير معنى، لأن ما جعل من ذلك خبرا عن الله، وما صرف منه إلى الخبر عن غيره، فغير خارج جميعه عند سامعيه من أهل العلم أنه من فعل الله تعالى، فالفائت من الدنيا من فاته منها شيء، والمدرك منها ما أدرك عن تقدّم الله عزّ وجلّ وقضائه، وقد بين ذلك جلّ ثناؤه لمن عقل عنه بقوله: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ، فأخبر أن الفائت منها بإفاتته إياهم فاتهم، والمدرك منها بإعطائه إياهم أدركوا، وأن ذلك محفوظ لهم في كتاب من قبل أن يخلقهم.
وقوله: (وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) يقول: والله لا يحبّ كلّ متكبر بما أوتي من الدنيا، فخور به على الناس.
«لكي لا تأسوا على ما فاتكم» تفسير القرطبيوفى تفسير القرطبى: لكيلا تأسوا على ما فاتكم أى: حتى لا تحزنوا على ما فاتكم من الرزق، وذلك أنهم إذا علموا أن الرزق قد فرغ منه لم يأسوا على ما فاتهم منه. وعن ابن مسعود أن نبى الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ثم قرأ لكيلا تأسوا على ما فاتكم أى: كى لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا، فإنه لم يقدر لكم ولو قدر لكم لم يفتكم ولا تفرحوا بما آتاكم أى: من الدنيا، قاله ابن عباس. وقال سعيد بن جبير: من العافية والخصب.
ويقول الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري عضو لجنة الفتوى بالأزهر في بيان معنى يعني الشغل هيجيلك في أوانه والزواج هيجيلك في أوانه، والخلفه هتجيلك في أوانها.. واللي فاتك مكانش ينفع تاخده واللي اخترته مكنش ينفع تسيبه، ولو رجع بيك الزمن لاخترت نفس اختياراتك، وأنت في المكان والهيئة اللي المفروض تكون فيها بالظبط.. والندم على اللي فات ملوش لازمة، وكتر التفكير فيه تضييع وقت، وتخيل سيناريوهات بديلة والحكم عليها بأنها هتأدي لحال أفضل من حالك الحالي هو الجهل.. فارتاحوا: فما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القران الكريم لا ت أ س و ا ع ل ى م ا ف من الدنیا ابن عباس لم یکن عن ابن
إقرأ أيضاً:
في اليوم الألف من الحرب.. دعوات لتكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا
مع مرور ألف يوم على الحرب الروسية في أوكرانيا، حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي، مارك روته، من تصاعد حدة النزاع مع انضمام كوريا الشمالية إلى المشهد، داعيا إلى تكثيف الدعم العسكري والمالي لكييف في مواجهة تحالف موسكو مع بيونغ يانغ وطهران وبكين.
وعند مروره أمام الصحفيين في مقر المجلس الأوروبي، اختار روته التحفظ في التعليق على تقارير سماح واشنطن لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، مؤكداً أنه "من الحكمة ألا نتحدث كثيراً وأن نجعل خصومنا أكثر دراية مما هو ضروري".
وأوضح موقف الناتو، قائلاً إنه عندما يقدم الحلفاء أنظمة أسلحة إلى أوكرانيا، من الأفضل عدم وضع قيود عليها، مع ترك القرار النهائي للحليف الفردي.
وأشار روته إلى تصعيد في الحرب بسبب تورط كوريا الشمالية، مشيرا إلى الهجوم الضخم الذي تعرضت له أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد أنه لن يتحدث عن قرارات الحلفاء الفرديين، تاركاً لهم حرية التواصل إذا رغبوا في ذلك.
وكشف أمين عام الحلف عن جدول أعمال اجتماع اليوم، مؤكدا أن النقاش سيتركز حول كيفية مساعدة أوكرانيا لتحقيق النصر، من خلال تقديم المزيد من المساعدات والأموال، خاصة بعد دخول كوريا الشمالية طرفاً في الصراع.
البيت الأبيض يرد: روسيا المسؤولة عن التصعيد في أوكرانيا قال البيت الأبيض، الاثنين، ردا على الكرملين، إن روسيا هي المسؤولة عن التصعيد في أوكرانيا وهي من أشعل نار الحرب.وحذر روته من الدعم الدولي لروسيا، مشيرا إلى مساعدة الصين وإيران لموسكو في جهود الحرب.
كما نبه إلى خطورة نقل تكنولوجيا الصواريخ إلى كوريا الشمالية، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً ليس فقط للناتو، بل أيضاً لكوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة.
واختتم روته تصريحاته بالتأكيد على ضرورة زيادة الإنتاج الدفاعي، مشيداً بالتعاون الوثيق بين الناتو والاتحاد الأوروبي لتقوية القاعدة الصناعية الدفاعية عبر الأطلسي.
وشدد على أهمية تجديد المخزونات والاستعداد لمواجهة أي خصم، مؤكداً ضرورة منع بوتين من تحقيق أهدافه وضمان انتصار أوكرانيا.
بوريل: على أوروبا دعم أوكرانيا بغض النظر عن موقف ترامب قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على أوروبا ألا تنتظر ما سيقرره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر.من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدول الأوروبية إلى تشديد الضغط على روسيا لإجبارها على القبول بسلام عادل، وذلك في كلمة متلفزة أمام البرلمان الأوروبي بمناسبة مرور ألف يوم على بدء الحرب الروسية على بلاده.
وأكد زيلينسكي أن التحالف بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة نجح ليس فقط في منع بوتين من احتلال أوكرانيا، بل في الدفاع عن حرية القارة الأوروبية بأكملها. وقلل من أهمية التحالف الروسي مع كوريا الشمالية، مشدداً على أن بوتين يظل أضعف من التحالف الغربي.
وحذر الرئيس الأوكراني من تزايد المشاركة العسكرية الكورية الشمالية في النزاع، كاشفاً عن وجود 11 ألف جندي كوري شمالي على الحدود الأوكرانية، مع احتمال ارتفاع العدد إلى 100 ألف. وانتقد تردد بعض القادة الأوروبيين في اتخاذ مواقف حاسمة بسبب حسابات انتخابية.
وشدد زيلينسكي على ضرورة تكثيف العقوبات على روسيا، خاصة في قطاع النفط الذي وصفه بأنه "شريان الحياة لنظام بوتين". كما دعا إلى استهداف القدرات العسكرية الروسية من خلال تدمير مستودعات الذخيرة والقواعد الجوية وتعطيل القدرات اللوجستية ومصادرة الأصول الروسية، معتبراً أن بوتين لا يقدر سوى المال والسلطة.
وحذر الرئيس الأوكراني، من أي محاولات للمساومة مع موسكو على حساب أوكرانيا أو دول أخرى مثل دول البلطيق والبلقان وجورجيا ومولدوفا، مؤكدا أن إنهاء الحرب بشكل عادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الوحدة والعمل المشترك.
من جهته، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن على أوروبا ألا تنتظر ما سيقرره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر.
وقال بوريل لدى وصوله إلى مقر المجلس الأوروبي في بروكسل، صباح الثلاثاء، لترؤس اجتماعات اليوم الثاني لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "لا يمكننا الانتظار لنرى ما سيقرره ترامب. يجب أن يستمر دعمنا لأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. لا نعرف ما الذي سيحدث، ولكن في الوقت الحالي، اليوم وغداً وبعد غدٍ، الناس يقاتلون في أوكرانيا ويموتون في ساحة المعركة".