سفيرة السعودية لدى واشنطن تحذر من "خطأ" يعيد الشرق الأوسط إلى العصر الحجري
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
قالت سفيرة السعودية لدى واشنطن، الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان إن المزيد من تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يهدد بإغراق منطقة الشرق الأوسط برمتها في العصر الحجري.
وأضافت سفيرة السعودية خلال جلسة نقاشية في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، أنه "كلما طال أمد هذا الأمر، زاد احتمال وقوع خطأ سيعيدنا إلى العصر الحجري".
وأشارت إلى ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وأكدت أن الرياض تشارك بشكل كامل مطالب إسرائيل الأمنية، لكنها تعتقد أنه لا ينبغي تنفيذها على حساب حياة السكان الفلسطينيين.
كذلك أكدت سفيرة المملكة العربية السعودية أنه "بينما يوجد عنف على الأرض ويستمر القتل، لا يمكننا الحديث عن اليوم التالي أو اليوم الذي يليه، لأنه يتعين علينا حل المشكلة بشكل فوري".
وأضافت أن "المملكة مدت يدها باستمرار من أجل السلام".
وفي وقت سابق، ذكرت قناة "إن بي سي" نقلا عن مصادر أن الدول العربية تناقش مسألة إعلان هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر لمدة شهر على الأقل، وتتضمن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وسيكون شرط التطبيع موافقة إسرائيل على اتخاذ "خطوات لا رجعة فيها لإقامة دولة فلسطينية".
المصدر: وكالات
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الرياض القضية الفلسطينية حركة حماس طوفان الأقصى قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن
#سواليف
#الشرق_الأوسط يحترق… و #الشعوب وحدها تدفع #الثمن
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة
في ظل التصاعد المستمر للأزمات، يبدو أن الشرق الأوسط ما زال رهينة صراعات لا تنتهي، حيث تتغير الساحات، وتتشابه المشاهد، ويبقى الضحايا هم الأبرياء من أبناء الشعوب المنهكة. ما يجري في غزة واليمن، وما يدور خلف الكواليس بين طهران وواشنطن، ليس إلا مشاهد متعددة لمسلسل طويل من الألم العربي، تغذّيه حسابات سياسية ومصالح دولية، بينما تغيب فيه كلياً العدالة والإنسانية.
ففي غزة، تعود آلة الحرب لتفتك بالأجساد وتدمر ما تبقى من أحلام الفلسطينيين، في ظل غياب أي أفق سياسي حقيقي، وتواطؤ دولي يكتفي بالتنديد الخجول. القصف والقتل لا يزالان يوميات معتادة في القطاع المحاصر، بينما يحاول أهله النجاة من حرب لم يختاروها، وسلطة عاجزة، واحتلال لا يعرف الرحمة.
مقالات ذات صلة القسام تكشف تفاصيل كمين “كسر السيف” 2025/04/20وفي اليمن، تتجدد الضربات، وهذه المرة بقيادة أمريكية، تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء والحديدة والجوف، وتخلف العشرات من القتلى والجرحى. وكأن الحرب هناك لا تكفي، فتأتي الغارات لتزيد من معاناة بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وسط تجاهل عالمي مريع. الشعب اليمني يدفع وحده ثمن حرب عبثية مزقتها الطائفية، وعمقتها التدخلات الإقليمية والدولية.
أما على الجبهة الإيرانية، فتدور المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن في أجواء متوترة، تحت سحب التهديدات الإسرائيلية المتكررة. وفي الوقت الذي تناقش فيه القوى الكبرى “الأمن العالمي”، تغيب مصالح شعوب المنطقة عن الطاولة، وكأن الأمر كله يدور بين نخب حاكمة تحرص فقط على البقاء، لا على السلام، ولا على تنمية المنطقة التي تنزف على مدار الساعة.
ثلاثة مشاهد في ثلاث دول، لكنها تعكس وجهاً واحداً: وجه صراع دائم، تحكمه أجندات متشابكة، محلية وإقليمية ودولية، بينما الشعوب تعاني في صمت، تُهجر، تُقتل، وتُحرَم من أبسط حقوقها في الأمن، والغذاء، والتعليم، والحياة الكريمة.
إن ما يجمع بين غزة واليمن والملف النووي الإيراني هو غياب الإرادة الجادة لتحقيق السلام، وغياب المساءلة عن كل هذا الدمار والدم. النخب السياسية في المنطقة تعيش في أبراجها العالية، محصنة من الألم، بينما البسطاء على الأرض هم من يُدفنون تحت الأنقاض، ويُطاردون في خيام اللجوء، ويُتركون فريسة للفقر والتهميش واليأس.
إن وقف هذا النزيف لم يعد ترفاً سياسياً، بل ضرورة وجودية. مصلحة الجميع — شعوباً وحكاماً — تقتضي إنهاء الصراعات، وبدء مرحلة جديدة تُبنى فيها الدول على أسس من العدالة والتنمية والكرامة. كما أن العالم كله، وقد أصبح قرية صغيرة، لن يكون في مأمن من تبعات هذا الحريق المستعر في الشرق الأوسط. فالإرهاب، والهجرة، والركود الاقتصادي، لا تعرف حدوداً، ولن تبقى محصورة داخل جغرافيا النزاع.
فلنقلها بوضوح: لا تنمية دون أمن، ولا أمن دون سلام، ولا سلام دون عدالة. وما لم تُدرك النخب الحاكمة أن أمنها يبدأ من أمن شعوبها، فإن الفوضى ستبقى هي القاعدة، والاستقرار هو الاستثناء.
نعم، الشرق الأوسط يحترق… لكن لا يزال في الوقت بقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إن وُجدت الإرادة.