انخفاض حاد في معدل المواليد بالصين يثير المخاوف الاقتصادية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
تشهد الصين انخفاضًا تاريخيًا فى معدل المواليد بسبب سياسة الطفل الواحد والتحول الحضرى السريع. ويثير هذا الانخفاض المستمر قلقًا بشأن تأثيره على نمو الاقتصاد واستدعاءً لمواجهة تحديات تكاليف رعاية المسنين وتخطيط التقاعد.
ولقد تسارع الانحدار السكانى فى الصين، مع تسجيل معدلات الولادات للسنة الثانية على التوالى انخفاضا غير مسبوق.
وقال المكتب الوطنى للإحصاء يوم الثلاثاء إن إجمالى عدد السكان فى الصين انخفض بمقدار ٢.٧٥ مليون أو ٠.٢٪ – إلى ١.٤٠٩ مليار فى عام ٢٠٢٣. وتجاوز هذا الانخفاض ما تم تسجيله فى عام ٢٠٢٢، والذى بلغ حوالى ٨٥٠ ألف نسمة - وهى المرة الأولى التى ينخفض فيها عدد السكان المسجل منذ الوفيات الجماعية فى المجاعات فى عهد ماو.
وفى عام ٢٠٢٣، ارتفع إجمالى الوفيات بنسبة ٦.٦٪ إلى ١١.١ مليون، مع وصول معدل الوفيات إلى أعلى مستوى منذ عام ١٩٧٤ خلال الثورة الثقافية. وفى الوقت نفسه، انخفض عدد الولادات الجديدة بنسبة ٥.٧٪ إلى ٩.٠٢ مليون. وكان معدل المواليد هو الأدنى على الإطلاق حيث بلغ ٦.٣٩ ولادة لكل ١٠٠٠ شخص، بانخفاض عن معدل ٦.٧٧ ولادة فى عام ٢٠٢٢.
وظلت الصين لسنوات تكافح الاتجاهات التى أدت إلى شيخوخة السكان، والتى كانت مدفوعة بسياسات سابقة للسيطرة على السكان بما فى ذلك سياسة الطفل الواحد والإحجام المتزايد بين الشباب عن إنجاب الأطفال. وفى عام ٢٠٢٣، تجاوزتها الهند كأكبر دولة فى العالم من حيث عدد السكان، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
ويخشى المسئولون الصينيون التأثير الذى قد تخلفه هذه "القنبلة الديموغرافية الموقوتة" على الاقتصاد، مع تعرض التكاليف المتزايدة لرعاية المسنين والدعم المالى لخطر عدم القدرة على تلبيتها من قِبَل تقلص عدد السكان من دافعى الضرائب العاملين.
وتوقعت الأكاديمية الصينية للعلوم التى تديرها الدولة أن نظام التقاعد فى شكله الحالى سوف ينفد من المال بحلول عام ٢٠٣٥. وبحلول ذلك الوقت فإن عدد الأشخاص فى الصين الذين تزيد أعمارهم عن ٦٠ عاما سن التقاعد الوطنى سوف يرتفع من حوالى ٢٨٠ مليون شخص. إلى ٤٠٠ مليون.
فشلت مجموعة من السياسات فى تشجيع الناس على إنجاب المزيد من الأطفال، أو لم يتم تنفيذها بشكل صحيح من قبل الحكومات المحلية، التى تعانى من نقص فى الميزانية بعد سنوات من إدارة نظام القضاء على كوفيد الذى يتطلب موارد مكثفة.
كثيرًا ما يستشهد الناس بارتفاع تكاليف المعيشة فى الصين وخاصة فى المدن الكبرى فضلًا عن ضعف الدعم المقدم للنساء فى الوظائف، كأسباب لعدم إنجاب الأطفال. كما ساهمت الأدوار التقليدية للجنسين والتوقعات العائلية.
وقال هى دان، مدير مركز أبحاث السكان والتنمية الصيني، لصحيفة جلوبال تايمز الرسمية: "على الرغم من أن المدن أصدرت عددًا كبيرًا من السياسات لدعم النساء الحوامل على الولادة، إلا أن توقعات الجمهور لم تتم تلبيتها بعد".
من جهتها؛ ذكرت صحيفة جلوبال تايمز أن خبراء الديموغرافيا اقترحوا المزيد من الإصلاحات لسياسات دعم الخصوبة. كما استمد البعض الأمل من الاقتراحات التى تشير إلى أنه قد يكون هناك المزيد من الأطفال الذين يولدون فى عام ٢٠٢٤ فى طفرة المواليد بعد الوباء، أو لأن الناس يرغبون فى إنجاب أطفال يولدون فى عام التنين الصيني، الذى يبدأ فى فبراير.
وكان آخرون أكثر تشككا، قائلين إن طفرة المواليد لمدة عام واحد من شأنها أن تجعل الحياة صعبة بالنسبة لأولئك الأطفال الذين سيتقدمون لاحقا لامتحان القبول بالجامعات الذى يتميز بتنافسية عالية فى الصين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين المواليد عدد السکان فى الصین فى عام
إقرأ أيضاً:
الذهب يرتفع مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية
يمن مونيتور/رويترز
ارتفع الذهب الاثنين بعد أن لامس مستوى تاريخيا الأسبوع الماضي، مع استمرار زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بفعل استمرار التوترات الجيوسياسية والقلق بشأن الرسوم الجمركية، وتصاعد الخلافات التجارية وزيادة الآمال في خفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة.
وبحلول الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش، زادت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2986.53 دولار للأوقية (الأونصة). وتجاوز المعدن النفيس مستوى الثلاثة آلاف دولار للأوقية التاريخي ليسجل صعودا قياسيا يوم الجمعة عند 3004.86 دولار للأوقية.
وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 2994.60 دولار للأوقية.
وقال كلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا “كان الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مدفوعا بمخاوف الركود التضخمي”.
هبطت ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف العام في مارس/ آذار وارتفعت توقعات التضخم وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب، والتي أشعلت حربا تجارية، ستعزز الأسعار وتقوض الاقتصاد.
كما استمرت التوترات الجيوسياسية، مع توعد الولايات المتحدة بمواصلة مهاجمة الحوثيين في اليمن حتى ينهوا هجماتهم على السفن، بينما أدت الضربات العسكرية الإسرائيلية إلى مقتل 15 فلسطينيا على الأقل في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
حقق الذهب، الذي يعد تحوطا ضد المخاطر السياسية والتضخم، مكاسب بنحو 14 بالمئة منذ بداية العام الحالي.
وتترقب الأسواق الآن اجتماع السياسة النقدية للمركزي الأمريكي يوم الأربعاء، يليه خطاب رئيس البنك جيروم باول.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.1 بالمئة إلى 33.76 دولار للأوقية. وزاد البلاتين 0.1 بالمئة إلى 994.50 دولار للأوقية. ونزل البلاديوم 0.1 بالمئة إلى 963.83 دولار للأوقية.