قالت الدكتورة رانيا أبوالخير، الأمين العام للمنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، إن محورية الدور المصري وأهميته عالميا وإقليميا، دفعت مختلف الأطراف إلى تنظيم زيارات مستمرة للقاء المسؤولين المصريين بهدف بناء تفاهمات بشأن مختلف التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، كان آخرها زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي إلى القاهرة منذ أيام؛ التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتة إلى أن هذه الزيارة اكتسبت وما جرى خلالها من لقاءات أهمية كبرى على مستوى الدولة الصينية التي حرصت أن يكون لها دورا فاعلا في تطورات المشهد في المنطقة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا ومن بعض الدول الأوروبية، على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع.

الموقف الصيني

وأوضحت في تصريح لـ«الوطن»، أنه في حين أن الموقف الصيني كان ولا يزال متسقا مع الشرعية الدولية في ضرورة احترام إسرائيل للمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وتلك الموقعة مع الجانب الفلسطيني والتي تقر بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وهذا هو الموقف الصيني الراسخ، بل يذكر أن الصين تقدمت عام 2013 بمبادرة لحل القضية الفلسطينية شملت أربع نقاط كان أولها المطالبة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كون ذلك حقاً ثابتاً للشعب الفلسطيني، وأساس لتسوية القضية.

الخارجية الصينية

وتابعت: «من ناحية أخرى اكتسبت الزيارة أهمية على المستوى المصري، إذ تعد هذه الزيارة والتصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الصينية خلالها تأكيدا على توافق الرؤي المصرية الصينية بشأن مختلف القضايا، فكانت بمثابة رسالة دعم من الدولة الصينية لكل التوجهات المصرية بشأن التطورات الإقليمية المتصاعدة سواء على الساحة الفلسطينية أو اليمنية في منطقة باب المندب، أكد ذلك البيان المشترك الصادر في ختام محادثات وزيري خارجية البلدين، حيث عكس مدى التوافق في الرؤى بينهما».

بناء الجمهورية الجديدة

وأردفت: «امتدت أهمية هذه الزيارة على المستوى الثالث وهو مستوى علاقاتهما الثنائية، وكذلك مستوى قضايا المنطقة، فنجد تأكيد صيني كما جاء في تصريحات وزير الخارجية على صحة المسار التنموي الذي تنتهجه الدولة المصرية في بناء الجمهورية الجديدة، فقد أشار الوزير إلى أن الصين تدعم مصر بقوة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاختيار طريق تنمية يناسب ظروفها الخاصة».

وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية، فقد حرص الجانب الصيني على رفض المواقف والتوجهات الأمريكية الغربية التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، متفقا في ذلك مع الموقف المصري في إدانتهما للأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة، والمعاناة اليومية التي يشهدها أهل القطاع، مؤكدين أهمية النفاذ السريع والآمن والمستدام ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية بصورة كافية إلى قطاع غزة، وضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن رقم 2720، وما تضمنه من إنشاء الآليات الإنسانية اللازمة بالقطاع.

وقد امتد هذا التطابق في المواقف إلى ما تشهده الملاحة من تهديد في مياه البحر الأحمر، حيث أكد الجانبان على أهمية تأمين سلامة وأمن الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر وضرورة العمل والتنسيق المشترك بشأن هذه الملفات مع استمرار التواصل والتنسيق لإيجاد حل دائم وشامل وعادل للقضية الفلسطينية، وفقا للمُحددات الدولية ذات الصلة.

وأكدت أنه يمكن القول إن الصين بما لها من ثقل دولي ودور عالمي يتزايد كل يوم، تعبر عن توجهاتها نحو الإنسانية من خلال المنطق الحاكم لسياستها الخارجية الذي أرساه الرئيس الصيني شي جين بينج والمتمثل في المصير المشترك للإنسانية، وهو المبدأ ذاته الحاكم للسياسة الخارجية المصرية الذي أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسي في ضرورة احترام الإنسان وصون حقوقه وحماية حرياته. هكذا تتلاقى الحضارات ذات القيم الإنسانية المشتركة في مواجهة سياسات البطش والقوة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصين مصر العلاقات المصرية الصينية العلاقات الخارجية الموقف الصيني

إقرأ أيضاً:

الجامعة المصرية الصينية تبحث مع منظمة الفاو التعاون في مجالات تغير المناخ والطاقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقت الدكتورة رشا الخولي رئيس الجامعة المصرية الصينية، بالسيد عبد الحكيم الواعر الممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو".

وأشار بيان صادر اليًوم من الجامعة، إلى  أن  اللقاء تناول أهمية التعاون بين  الجامعة المصرية الصينية والمنظمة ،  في إجراء البحوث العلمية والتطبيقية الخاصة بالمجالات الزراعية ومجال الاغذية، والاهتمام بتقديم برامج دراسية حديثة تواكب مُتطلبات سوق العمل المعاصر والمُستقبلي، ويأتي ذلك تماشيا مع أهداف التنمية المُستدامة للدولة المصرية (رؤية مصر 2030).


وناقش الجانبيين؛ الفرص التعاونية في مجالات المياه والطاقة، ونظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في إدارة الموارد الطبيعية، وتغير المناخ.

ويأتي اللقاء في إطار تعاون الجامعة المصرية الصينية مع العديد من المنظمات المحلية والعالمية وذلك لإجراء العديد من الأبحاث العلمية وتدريب الطلاب وتقديم برامج دراسية جديدة تواكب سوق العمل العالمي.

يذكر أن الجامعة المصرية الصينية بالقاهرة، جامعة حديثة متطورة وإنتاجية غير تقليدية تتميز بتقديم برامج دراسية عالية الطلب في أسواق العمل المحلية والعالمية، فضلا عن تقديمها مجالات دراسية غير تقليدية، وتتبع الجامعة استراتيجية تدريس موجهة نحو ممارسة فعلية لاحتياجات أسواق العمل المختلفة.

مقالات مشابهة

  • الجامعة المصرية الصينية تبحث مع «الفاو» التعاون في مجالات المياه والطاقة
  • الجامعة المصرية الصينية تبحث مع منظمة الفاو التعاون في مجالات تغير المناخ والطاقة
  • 500 مليون دولار وفورات “أدنوك”من تطبيق 30 أداة للذكاء الاصطناعي
  • ندوة مصرية صينية لبحث سبل التعاون بمجالات الصناعات السينمائية بين القاهرة وبكين
  • "ديهاد + روما" مبادرة عالميّة تجمع قادة قطاع العمل الإنساني العالمي في جامعة لويس
  • الصين على ثقة من أن قمة منظمة شنغهاي ستعزز أمن جميع البلدان
  • انطلاق مبادرة “ديهاد + روما” في جامعة لويس الإيطالية لدعم العمل الإنساني العالمي
  • مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة التاريخية.. اقتصاديون: مصر تمتلك فرص استثمارية واعدة في المجالات التنموية.. وتعزيز التعاون يحقق الاستقرار للمنطقة
  • أبوبكر الديب يكتب: 5 عوامل وراء ازدهار العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية
  • الشباب والرياضة تختتم المنتدى الثقيفي لطلاب جامعة الأزهر بالإسكندرية