حصلت الجزيرة على شهادات وصور توثق إعدام قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 مدنيا فلسطينيا داخل مبنى سكني بمدينة غزة في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبحسب الشهادات، جرى الإعدام الجماعي للمدنيين داخل "عمارة عنان" بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة غزة.

وتؤكد الفتاة رولا وشقيقها عدي أن الجنود الإسرائيليين فصلوا الرجال عن النساء قبل أن يطلقوا عليهم النار، وكان والدهما أيمن (44 عاما) بين الضحايا.

وفي ذلك اليوم، استشهدت شقيقة رولا الصغرى ندى (3 سنوات) بين أحضانها بعد إصابتها بجروح خطيرة في العمارة السكنية التي وقعت فيها المجزرة المروعة.

وتروي رولا ما جرى بقولها "فصلونا عن الرجال أولا، وبعدما نكلوا بنا نحن النساء والأطفال، أخذونا من غرفة إلى أخرى، كنا نسمع صوت إعدامات الرجال في الغرف الأخرى من المنزل".

وتمضي في روايتها "كان هناك نحو 15 رجلا في المبنى. جردوهم من ملابسهم وعذبوهم أمامنا، كسروا فك زوجي بأعقاب البنادق، وكسروا ذراعيه بشدة، وهو يتأوه من الألم، ثم قاموا بعدها بإعدام جميع الرجال بالرصاص بلا رحمة وهم مستلقون على بطونهم".

وبعد الإعدامات بقليل -تضيف الفتاة الفلسطينية- بدأت قذائف الدبابات ونيران مسيرات "الكواد كابتر" الإسرائيلية تنهمر على النساء والأطفال".

وتتابع رولا أنها حاولت حماية شقيقتها ندى، ولكن جراحها الخطيرة لم تمهلها، وتقول إن النساء والأطفال كانوا مصابين.

ويؤكد شقيقها عدي رواتها للواقعة، ويروي كيف تم إعدام الرجال أمامه، ومن ضمنهم والده.

أما والدتهما هبة سالم، فتتذكرما حدث في ذلك اليوم بالقول "يوم لا ننساه، ولن ننساه".

مشاهد حصرية

وتظهر مشاهد حصرية حصلت عليها الجزيرة المبنى السكني الذي وقع فيه الإعدام الجماعي، وتوثق مشاهد أخرى الصور الأولى لجثمان ندى بعيد استشهادها.

كما تظهر مشاهد أخرى جثامين الرجال وهم مستلقون على وجوههم مع وجود جروح غائرة في أجسادهم وآثار الرصاص في أنحاء متفرقة منها، مما يشير إلى عمليات قتل بأسلوب الإعدام.

وتظهر لقطات داخلية أخرى للمبنى آثار قصف الدبابات المتواصلة عليه، كما ترصد الكاميرا مكان الجريمة التي ارتكبها جنود الاحتلال، وتظهر فيها بقع الدماء على الجدران والأرضيات، والعديد من أغلفة الرصاص الفارغة.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال -في بيان سابق- بشأن الواقعة إن "عمليات القتل والإعدام الميداني، هي واحدة من أنماط الانتهاكات الفظيعة التي تمارسها القوات الإسرائيلية في مناطق التوغل، والتي تشمل عمليات النهب، والترويع، والاعتقال التعسفي، والتعذيب، والتدمير الواسع دون أي ضرورة أو تناسب".

وطالب المرصد بوجوب فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في مناطق توغله بقطاع غزة، ومنها عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب والتهديد باغتصاب نساء، وفق شهادات جمعها لمدنيين مفرج عنهم.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مشاهد مؤلمة من وحي جريمة طابور البسكويت

غزة - «عُمان» - بهاء طباسي: بخطًى بريئة هرولت الطفلة زينة سعيد الغول، 10 أعوام، نحو استشهادها، داخل مدرسة لإيواء النازحين في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، حيث قتلتها قنبلة جيش الاحتلال العمياء في طابور البسكويت، غير مبالية بحداثة سنها، ولا جسدها الهزيل أو بطنها الخاوية.

هنا مدرسة أسماء مسرح جريمة الاحتلال بحق الإنسانية الطفلة.. الزمان: نهار يوم 27 أكتوبر 2024. المكان: فناء مدرسة أسماء في مخيم الشاطئ.

الحدث: أطفال يصطفون في طابور لتوزيع البسكويت والكعك، وحولهم أشخاص كثيرون، من نازحين، وأولياء أمور، وصحفيون، ومصورون، وفي مقدمة الطابور نحو 3 مشرفين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). الأبطال: الطفلة الشهيدة زينة سعيد الغول، والد الطفلة زينة، ووالدتها، وشقيقها.

المشهد الأول

تقف الطفلة زينة في منتصف طابور البسكويت، وعلى وجهها ابتسامة خفيفة مشرقة، تنكسر عبوسًا مع أشعة الشمس القاسية.

تخوض الطفلة حوارًا داخليًا مع ذاتها، لا يسمعه الناس، بل يقرأه أصحاب القلوب الرقيقة في عينيها.

علبة الكعك تلمع من بعيد، لا يفصلني عنها سوى هذا الطابور ويد الموزعة. آه نسيت.. مقاتلات جيش الاحتلال تحلق في سماء المكان، لكن لا يهم، أريد التهام قطعة كاملة من تلك العلبة أو ربما قطعتين.

يا سلام لو تمنحني المشرفة قطعتين أو ثلاث، سآكل كعكعة وأمنح أخي كعكعة، ونقتسم الثالثة سويًا! منذ زمن لم نر الكعك المحلى. نفتقد طعمه الحلو، ورائحته الزكية، وملمسه الناعم.

المشهد الثاني

تفتح الكاميرا عدستها لتظهر الواقفين في الطابور أمام زينة، التي تراقب بعينيها الطابور يتحرك ببطء، وهو سريع، قبل أن تغلق الكاميرا عدستها مجددًا على تنهيدة طويلة للطفلة، تعبر عن نفاد صبرها، فيما تقول في قرارة نفسها: هيا أسرعوا...

تركز الكاميرا على مقدمة الطابور، يتحرك الطفل الأول، فالذي يليه، وهكذا الثالث، بعد أن حصلوا على مبتغاهم.

تعود الكاميرا إلى وجه زينة يتهلل مستبشرًا: ها أنا أقترب، باقي ثلاثة أطفال، وأنا الرابعة. والآن قد حان دوري.

المشهد الثالث

تفتح المشرفة عبوة البسكويت، وتخرج منها كيسًا، وبينما تمد يدها لتناوله زينة، تهبط قنبلة من مقاتلة حربية إسرائيلية فوق مبنى المدرسة، ثم تتطاير منها شظية تطيح بزينة عن الصف.

المشهد الرابع

حالة من الهرج والمرج، أشخاص يحملون شهداءً ومصابين، وآخرون يفتشون بين الركام عن شهداء أو مصابين أو ناجين. ولكن أين الطفلة زينة؟!

المشهد الخامس

والد ووالدة الطفلة زينة يطوفون في الأرجاء بحثًا عنها، وعلى وجهيهما أمارات القلق الشديد، ينادي الأب سعيد الغول بصوت عالٍ وخلفه الأم: زينة.. زينة.. زينة... ولا يتلقيان إلا الصمت.

ثم يظهر شخص مغبر، يخبر الأبوين: هناك طفلة في هذا الركن، يبحث المنقذون عن ذويها.

المشهد السادس

يتحرك الأبوان باتجاه المكان، حيث يتجمع نحو 6 أشخاص حول الطفلة زينة، ويحملها أحدهم مضرجة في دمائها، ثم يخبر أبويها الفزعين: هذه ابنتكما.. الله يرحمها ويصبركم.

المشهد السابع

من هول الفاجعة يسقط الأبوان قاعدين على الأرض، قبل أن يتلقف الأب الطفلة، ويضمها بشدة إلى أحضانه، ويطلق النحيب في العنان صارخًا: «ابنتي»، وتتبعه الأم بصرخات مكتومة محيطة بذراعيها حول جثمان زينة: «يا وجعنا فيك يا حبيبتي».

المشهد الثامن

يظهر في الكادر طفل صغير، يبدو أنه يبلغ من العمر عامين، يمشي مترنحًا، ويقلب وجهه في الأرجاء، لا يفهم ما يحدث، لكنه يشعر به.

المشهد التاسع

أم تنوح وطفل يبكي: ماتت الأخت الكبرى وهي تحضر قطعتين من البسكويت، واحدة لها، والأخرى لأخيها.

المشهد العاشر

تقترب عدسة الكاميرا بشكل عامودي من فتافيت بسكويت مختلطة بالدماء ملقاة على الأرض، تغطي صورة الفتافيت المخضبة بالدماء الكادر، ترتفع الكاميرا شيئًا فشيئًا، لتتلاشى معها الصورة تدريجيًا، إلى ما يشبه الضباب.

غيم يبتلع المدرسة والناس، غيم أسود، يغطي سماء العالم المزيف، يعمي أنظاره عن جراح غزة.

مناشدة ابنة العم

وعبرت ابنة عم الطفلة زينة عن حزنها الشديد على فراق الطفلة البريئة، مناشدة العالم المتحضر عما تعرضت له قريبتها، ويتعرض له كثير من أطفال قطاع غزة من عنف وإبادة جماعية على يد جيش الاحتلال، مناشدة إياه التدخل من أجل إيقاف نزيف الدماء وإنهاء احتلال القطاع، والانتصار للإنسانية.

الوقوف مع غزة من أجل الإنسانية

تقول: «اليوم، استشهدت ابنة عمي الصغيرة زينة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت تحاول ببساطة الحصول على الطعام من مدرسة أسماء في شمال غزة. لم تكن زينة سوى طفلة، مثل كثيرين آخرين، وقعت في رعب العنف والقمع. لقد تم قطع حياتها في هجوم وحشي يعد جزءًا من إبادة جماعية أكبر ومستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة».

وتضيف: «يجب على العالم ألا يغض الطرف عن معاناة المدنيين الأبرياء. هذه ليست مجرد أرقام أو إحصائيات، بل هم أطفال وأسر وبشر لديهم أحلام وآمال ومستقبل. يجب علينا أن نقف ونتحدث علناً ونطالب بوضع حد لقتل أرواح الأبرياء».

وتؤكد أن «صمت المجتمع الدولي هو تواطؤ. إن سكان غزة بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات؛ إنهم بحاجة إلى العمل، وإلى الدعم، وإلى العدالة. ونحن نطلب منكم الوقوف معنا، ورفع أصواتكم، والدعوة إلى وضع حد فوري لهذا العنف والاحتلال».

طوابير الأطفال الجياع

ويعيش قطاع غزة مجاعة قاسية وسط الحرب الإسرائيلية والحصار المستمران على القطاع منذ 13 شهرًا، إذ بات أغلب سكان القطاع يتسولون المساعدات الإنسانية، فيما يعاني أطفالهم من سوء التغذية.

وثقت «عُمان» مشاهد تظهر معاناة الأطفال الفلسطينيين في مدينة دير البلح خانيونس، وسط وجنوب قطاع غزة، وهم مصطفون في طوابير إحدى التكيات الخيرية، من أجل الحصول على بعض الحساء لسد جوعهم.

ويحاول الغزاويون الحصول على وجبة طعام مجانية وسط المجاعة التي يعاني منها السكان النازحون في القطاع. وتظهر هذه الصور معاناة الأطفال في سعيهم للحصول على لقمة تسد رمق جوعهم.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يعلن تنفيذ 26 عملية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي
  • تناول البيض يخفض الكوليسترول.. دراسة تكشف
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها للمعارك بين كتائب القسام وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جباليا بشمال غزة
  • مشاهد مؤلمة من وحي جريمة طابور البسكويت
  • علي الرغم من قمع المرأة في إيران.. لا تزال النساء يقاتلن من أجل الحرية.. طالبة تحتج بالملابس الداخلية.. والسلطات تنقلها إلى مركز للأمراض النفسية.. والأمم المتحدة تسلط الضوء علي حقوق الإنسان في البلاد
  • فيديو نشره حزب الله.. شاهدوا كيف قصف وزارة الدفاع الإسرائيليّة بصاروخ قادر 2
  • مشاهد توثق قصف القسام قوات الاحتلال في نتساريم بصواريخ 107
  • إيران تحارب خلع الحجاب بـالعلاج النفسي ومنظمات تدين: محاولة أخرى لقمع النساء
  • النيابة الإدارية في أسبوع| تزوير شهادات جامعية وطبيبة النساء والتوليد وبصمات سيلكون مقلدة
  • شهادات مؤلمة لمصابين بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة