يواجه رئيس الوزراء البريطانى ريشي سوناك، التحدى الأكبر من حزب المحافظين المنقسم، فإلى جانب سلسلة من المشاكل، بدءًا من العجز الذى تجاوز ١٠٪ في استطلاعات الرأى إلى أزمة تكاليف المعيشة الطاحنة، ويأتى هذا الأسبوع، أكبر مصدر لغضبه من "العائلات الخمس"، ذلك التحالف الفضفاض من الفصائل اليمينية في حزب المحافظين الذى يهدد مرة أخرى، بنسف سياسة اللجوء التى ينتهجها.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن قيام المتمردين المحتملين من حزب المحافظين بتصميم أنفسهم على غرار عائلات الجريمة المنظمة الخمس التى حكمت ذات يوم على المضارب في مدينة نيويورك، يشهد على الجاذبية الدائمة لأفلام الغوغاء مثل "The Godfather"  والصورة الذاتية للمشرعين على أنهم متشددون سياسيًا، وشباب، وأنها أيضًا أكثر من مجرد مسألة ذات حدين: "فمعظم زعماء العائلات الخمس الحقيقية انتهى بهم الأمر إلى الموت أو في السجن، ورغم ذلك ظلت تسمية العائلات الخمس عالقة".

وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المتمردين عادوا هذا الأسبوع، بتكملة لحملتهم الصاخبة التى بدأت الشهر الماضى لإجبار سوناك على تشديد التشريعات التى من شأنها ترحيل طالبى اللجوء إلى رواندا الذين وصلوا إلى الساحل البريطانى في مجموعات صغيرة "قوارب"، وكما حدث في ديسمبر الماضي، كانت هناك اجتماعات في وقت متأخر من الليل، وإحاطات إعلامية تم ترتيبها على عجل، ومنشورات متحدية على وسائل التواصل الاجتماعي، وعروض لـ"سوناك" لا يمكنه رفضها.

وظهر مؤخرًا انقسام حزب المحافظين إلى فصائل متعددة متنافسة؛ إذ يبدو أن بعض المشرعين أكثر تصميمًا على التخطيط لمستقبلهم بدلًا من توحيد الحزب في الانتخابات المقبلة ضد حزب العمال المعارض.

وقال جوتو هاري، مدير الاتصالات السابق لبوريس جونسون عندما كان رئيسًا للوزراء: "العائلات مصطلح حميد.. ما رأيناه هو بلقنة حزب المحافظين - والبلقنة تؤدى إلى صراع مستمر واضطراب وعدم القدرة على تحقيق أى شيء كقوة موحدة."

وأوضحت "نيويورك تايمز" أن سوناك رصد في الشهر الماضي، تمرد المشرعين اليمينيين الذين قالوا إن التشريع لم يكن متشددا بما فيه الكفاية، والآن، يواجه مشروع القانون جولة ثانية من التصويت، والتى سرعان ما تصاعدت إلى مواجهة أخرى.

وقال ماثيو جودوين، أستاذ السياسة في جامعة كينت، والذى نصح المحافظين مؤخرًا بشأن استخدام الهجرة كقضية انتخابية: "لدينا عدد من المحافظين الموهوبين لعام ٢٠١٩ الذين هم على وشك فقدان مقاعدهم".

وأضاف: "إنهم يحاولون الاستعداد لهذه الهزيمة بعد الانتخابات"؛ إذ ستكون هناك "حرب أهلية حول من هو المحافظ البريطاني".

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه بموجب خطة رواندا، التى اقترحها جونسون لأول مرة في عام ٢٠٢٢، يمكن نقل طالبى اللجوء جوًا إلى الدولة الأفريقية للنظر في طلباتهم هناك، وحتى لو نجحوا، فلن يُسمح لهم بالاستقرار في بريطانيا، بل سيبقون بدلًا من ذلك في رواندا".

وأضافت أن المحكمة العليا في بريطانيا قد ألغت نسخة سابقة من القانون، ويتوقع المشرعون اليمينيون أن تخضع النسخة المعاد صياغتها لمزيد من التدقيق من المحاكم في بريطانيا وأوروبا؛ إنهم يدفعون "سوناك" إلى تشديد اللغة للسماح للحكومة البريطانية، في جوهرها، بتجاهل المحاكم.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تأثير المجموعات غير الرسمية من المشرعين على يمين حزب المحافظين ليس بالأمر الجديد، ولكن في السنوات الأخيرة، لم يبرز حقا سوى فصيل واحد متشدد مؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهى مجموعة الأبحاث الأوروبية. كما طاردت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، وساعدت في تنسيق المعارضة لخططها لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وترك البرلمان في مأزق.

وقد انضم العديد من الشخصيات الرائدة في مجموعة الأبحاث الأوروبية إلى الحكومة، بما في ذلك ستيف بيكر، أحد أكثر المدافعين عن المجموعة مهارة، والرئيس الحالى لمجموعة الأبحاث الأوروبية، مارك فرانسوا، هو من المتشككين الأوروبيين الذين هاجموا ذات يوم أحد كبار رجال الأعمال الألمان الذين انتقدوا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى من خلال استحضار الحرب العالمية الثانية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ريشي سوناك حزب المحافظين نيويورك حزب المحافظین نیویورک تایمز

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تراجعوا عن تصريحات ترامب بتهجير سكان غزة

زنقة 20 | وكالات

قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعوا عن بعض العناصر من اقتراح ترامب بالسيطرة على غزة وطرد السكان الفلسطينيين، مصرين أنه لم يلتزم باستخدام القوات الأمريكية لتطهير المنطقة، وأن إعادة توطين الفلسطينيين ستكون مؤقتة.

ولقى اقتراح ترامب الذي وصفته الصحيفة بالوقح بنقل ما يصل إلى مليوني فلسطيني من غزة، والاستيلاء عليها وإعادة تطويرها على أنها أرض أمريكية بمعارضة فورية من الشركاء والمسؤولين الأمريكيين الرئيسيين في جميع أنحاء العالم، إذ أعرب الكثيرون عن دعمهم لقيام دولة فلسطينية، ووصف الخبراء الفكرة بأنها انتهاك للقانون الدولي.

وبعد أقل من 24 ساعة من طرح ترامب للخطة، سعى كبار مسؤولي الإدارة إلى تخفيفها.

كما أثارت التصريحات رفض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها على حد السواء، وأدانوه على الفور.

جاء اقتراح ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ابتسم عدة مرات بينما كان الرئيس يشرح بالتفصيل خطة لبناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وأن تتولى الولايات المتحدة الملكية فى إعادة تطوير المنطقة التي مزقتها الحرب إلى ما أطلق عليه “ريفييرا الشرق الأوسط”.

ورفضت مصر والأردن وحلفاء أمريكيون آخرون في الشرق الأوسط الفكرة نقل وفي أعقاب تصريحات ترامب، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا أكدت فيه على الحاجة إلى إعادة البناء “دون إخراج الفلسطينيين من قطاع غزة”.

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تراجعوا عن تصريحات ترامب بتهجير سكان غزة
  • "نيويورك تايمز": مستشارو ترامب يتوقعون اختفاء فكرة "ملكية غزة"
  • السلطات الأمريكية توقف تمويل صحف "بوليتيكو" و"نيويورك تايمز" ووكالة "أسوشيتد برس"
  • نيويورك تايمز .. لهذا السبب قد يتخلى ترامب عن مخطط غزة
  • مسؤولون أمريكيون لـ«نيويورك تايمز»: مقترح غزة غير قابل للتنفيذ
  • نيويورك تايمز: ترامب لا ينوي إرسال قوات إلى غزة أو إنفاق أموال عليها
  • «نيويورك تايمز»: إدارة ترامب تتراجع عن تصريحات السيطرة على غزة
  • نيويورك تايمز: اقتراح ترامب بالسيطرة على غزة يثير انتقادات فورية
  • نيويورك تايمز: ترامب ونتنياهو يجتمعان لإعادة الدفء للعلاقات بعد برودة عهد بايدن
  • غزة في مرحلة ما بعد الحرب: نيويورك تايمز تكشف عن 4 خيارات للحكم