بوابة الوفد:
2024-09-17@01:02:15 GMT

أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج هى أعظم رحلة فى تاريخ البشرية، وباسمها سميت سورة الإسراء، حيث يقول رب العزة (عز وجل) فى مفتتحها: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

وقد تعلمنا من الإسراء والمعراج أن مع العسر يسرًا وبعد الشدة فرجًا، ولا يغلب عسر يسرين، فحين تداعى أهل الأرض على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقى من قومه وأهل الطائف ما لقى فتحت له السماوات العلا أبوابها فى أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية، حيث يقول الحق سبحانه: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى» (النجم: 1-10).

ولا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن لقى من مشركى مكة فى سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقى من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بنى قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وتوجه (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذى سجله التاريخ فى سطور من نور: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِى عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِى أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِى غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك».

هذا الدعاء الذى يحمل كل معانى العبودية والانكسار لله وحده لا لأحد سواه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كانت حركاته وسكناته خالصة لله (عز وجل) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبًا إياه: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (الأنعام: 162)، فمقام العبودية لله (عز وجل) هو الذى سما بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات ونيل المكرمات.

وهذا المقام يعلو بأمرين: الذكر واليقين فى الله, حيث يقول سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد: 28)، ويقول سبحانه فى شأن التمكين لأهل الصبر واليقين فى الله (عز وجل): «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ» (السجدة:24).

لقد أسرى رب العزة عز وجل بنبينا (صلى اللّه عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليربط بين المسجدين المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى بالقدس الشريف برباط وثيق، ليظل هذا الرباط الوثيق حاضرًا فى وجدان أمة الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن الأقصى كان المعراج بنبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) ما رأى من آيات ربه الكبرى.

ونتعلم من هذه الرحلة المباركة ألا نجزع عند الشدائد, إنما نتقى ونصبر ونتذلل ونتضرع لله (عز وجل) مع أخذنا بكل أسباب العلم والعمل، وإعلاء قيمة التوكل ونبذ كل ألوان التواكل.

كما أن علينا أن ندرك ونتيقن أن الأمر كله لله، وأَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، ويقول سبحانه وتعالى: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول الحق سبحانه: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْهُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ» (الزمر: 38).

 

وزير الأوقاف 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رحلة تكريم تاريخ الانسانية لإنسانية صلى الله علیه وسلم ه علیه وسلم حیث یقول صلى الل عز وجل

إقرأ أيضاً:

تاريخ ميلاد الرسول ميلادي وهجري.. يوم المولد ثابت بالوحي

تاريخ ميلاد الرسول، تحل ذكراه في هذه الأيام المباركة، إذ تحتفل الأمة الإسلامية بذكريات ميلاد سيد من وطأت قدمه الأرض وهو سيد ولد آدم وسيد من خلق الله تعالي هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

تاريخ ميلاد الرسول

وعن تاريخ ميلاد الرسول، قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، والخطيب بالأوقاف، إن المفسرين وكُتَّاب السير والتراجم اختلفوا فيه، فمنهم من نقل عن الصحابة الأشراف وغيرهم أنه صلى الله عليه وسلم وُلد في عام الفيل ومنهم من نقل أنه صلى الله عليه وسلم كان ميلاده في ربيع الأول فقالوا كان لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل في ثامن ربيع الأول، وقيل في عاشر ربيع الأول، وقيل الحادي عشر وقيل الثاني عشر، وغيره مما اتسع معه الخلاف المقبول بين الفقهاء لذلك استقر الفقه والرأي في مصر على اعتبار يوم الثاني عشر من ربيع الأول الأنور هو وقت احتفالنا بيوم مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.

ميلاد الرسول 

وأشار الخطيب بالأوقاف، خلال حديثه عن تاريخ ميلاد الرسول، إلى أن الثابت وحيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يوم ميلاده الشريف يوم الاثنين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عندما سئل صلى الله عليه وسلم عن صومه في يوم الاثنين فقال «ذاك يوم ولدت فيه»، مضيفا: «لعل الحديث السابق يجعلنا نجيب بكل بساطة عن السؤال الذي أقحمه علينا بعض المتكلمين في الشأن الديني ممن قد يحفظون النصوص الشرعية دون فهم وفقه لدلاللتها الشرعية والسؤال هو (كيف نحتفل بميلاد الرسول ولم يحتفل به الصحابة ولا رسول الله نفسه فلو كان خيرا لسبقونا إليه؟».

الاحتفال بميلاد الرسول

ولفت «الجمل»، في تصريح لـ«الوطن»، إلى حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، موضحا أن شكل وطبيعة الاحتفال وسببه هو ما يحدد الحل أم الحرمة في أي مناسبة أيا كانت، مؤكدا أن الاحتفال الذي يراعي الضوابط الشرعية المعروفة هنا يكون جائزا بل قد يكون واجبا متى كان له أثر كبير في نفس المحتفل ومتى كان محفزا له لمزيد من العلم والتقدم، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل ليس فقط بمولده الشريف بل بمولد الأنبياء من قبله صلى الله عليهم وسلم، فكان شكل احتفاله صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف كما أخبرنا رسول الله في الحديث السابق بصيام يوم مولده هذا يوم الاثنين، كما احتفل رسول الله بيوم مولد الأنبياء من قبله بأن ذكر لنا تكريم وتعظيم ربه جل وعلا بيوم ميلادهم، كيوم ميلاد سيدنا يحيى عليه السلام، بقوله: (وسلام عليه يوم ولد.. ويوم يموت ويوم يبعث حيا، وكذكره يوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، في قوله تعالى: «والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا»، وغير ذلك من أدلة كثيرة قد لا يتسع لها المقام.

طرق الاحتفال بميلاد الرسول

واختتم الداعية الإسلامي، أن من أهم طرق الاحتفال بمولد سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نجمع أولادنا وأقرباءنا لنحكي لهم سيرته العطرة ونعرفهم بنبيهم أكثر وأكثر وأن نتهادى بحلوى المولد النبوي كل على قدره وقدرته، تلك الحلوى التي أصبحت عند المصريين عُرفا طيبا يرضاه الإسلام لما فيها من ذكرة طبية تشعر الناس بالسعادة والمحبة الخالصة من الإسلام بسماحته ومحبته للجميع كبيرهم وصغيرهم وبلا فرق بين مسلمهم وغير مسلمهم في وطنهم الواحد مصر.

مقالات مشابهة

  • بشارة الانجيل بمجيء رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم..
  • أسامة الأزهري: الإنسانية الكاملة مفتاح العبادة الكاملة
  • فضل زيارة مقام النبي عليه السلام وروضته الشريفة
  • إمام مسجد الحسين: ميلاد سيدنا النبي هو أعظم حدث في تاريخ البشرية
  • أمينة الفتوى: يوم ميلاد النبي أعظم من ليلة القدر (فيديو)
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • هداية مولده صلى الله وسلم عليه وعلى آله للعالمين
  • هل تاريخ مولد النبي صحيح؟.. دار الإفتاء تجيب على السؤال المحير
  • حملة "كأنه معك" تسلط الضوء على جوانب إنسانية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
  • تاريخ ميلاد الرسول ميلادي وهجري.. يوم المولد ثابت بالوحي