بوابة الوفد:
2025-02-24@06:25:13 GMT

أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

لا شك أن رحلة الإسراء والمعراج هى أعظم رحلة فى تاريخ البشرية، وباسمها سميت سورة الإسراء، حيث يقول رب العزة (عز وجل) فى مفتتحها: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

وقد تعلمنا من الإسراء والمعراج أن مع العسر يسرًا وبعد الشدة فرجًا، ولا يغلب عسر يسرين، فحين تداعى أهل الأرض على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولقى من قومه وأهل الطائف ما لقى فتحت له السماوات العلا أبوابها فى أعظم رحلة تكريم فى تاريخ الإنسانية، حيث يقول الحق سبحانه: «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى» (النجم: 1-10).

ولا شك أن رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا لخاتم الأنبياء والمرسلين، وتسرية عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، ذلك أنه (صلى الله عليه وسلم) بعد أن لقى من مشركى مكة فى سبيل إبلاغ دعوة الله (عز وجل) ورسالته ما لقى من الأذى، خرج إلى الطائف لعله يجد عند أهلها النخوة أو النصرة، فكانوا أشد أذى وقسوة عليه (صلى الله عليه وسلم) من بنى قومه، ذلك أنهم سلطوا عليه عبيدهم وصبيانهم يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وتوجه (صلى الله عليه وسلم) إلى ربه (عز وجل) بدعائه الذى سجله التاريخ فى سطور من نور: «اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي، وَقِلّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِى عَلَى النّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي، إلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِى أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِى غَضَبَك، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ، لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك».

هذا الدعاء الذى يحمل كل معانى العبودية والانكسار لله وحده لا لأحد سواه، ذلك أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كانت حركاته وسكناته خالصة لله (عز وجل) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى مخاطبًا إياه: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ» (الأنعام: 162)، فمقام العبودية لله (عز وجل) هو الذى سما بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أعلى الدرجات ونيل المكرمات.

وهذا المقام يعلو بأمرين: الذكر واليقين فى الله, حيث يقول سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد: 28)، ويقول سبحانه فى شأن التمكين لأهل الصبر واليقين فى الله (عز وجل): «وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ» (السجدة:24).

لقد أسرى رب العزة عز وجل بنبينا (صلى اللّه عليه وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ ليربط بين المسجدين المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد الأقصى بالقدس الشريف برباط وثيق، ليظل هذا الرباط الوثيق حاضرًا فى وجدان أمة الإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن الأقصى كان المعراج بنبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا، حيث رأى (صلى الله عليه وسلم) ما رأى من آيات ربه الكبرى.

ونتعلم من هذه الرحلة المباركة ألا نجزع عند الشدائد, إنما نتقى ونصبر ونتذلل ونتضرع لله (عز وجل) مع أخذنا بكل أسباب العلم والعمل، وإعلاء قيمة التوكل ونبذ كل ألوان التواكل.

كما أن علينا أن ندرك ونتيقن أن الأمر كله لله، وأَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، ويقول سبحانه وتعالى: «مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (فاطر: 2)، ويقول الحق سبحانه: «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِى بِرَحْمَةٍ هَلْهُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ» (الزمر: 38).

 

وزير الأوقاف 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رحلة تكريم تاريخ الانسانية لإنسانية صلى الله علیه وسلم ه علیه وسلم حیث یقول صلى الل عز وجل

إقرأ أيضاً:

دعاء الصبر.. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين

دعاء الصبر حيث يُعتبر الصبر من أعظم الفضائل التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، فهو من صفات المؤمنين الذين يواجهون الابتلاءات والشدائد برضا وثبات، ولأن الصبر يحتاج إلى قوة نفسية وروحية، جاءت الأدعية كوسيلة للتقرب إلى الله وطلب المعونة على التحلي بهذه الفضيلة العظيمة، دعاء الصبر.

وأكدت دار الإفتاء أن دعاء الصبر يُعين المسلم على تحمل المصاعب وتجاوز الأزمات بثبات وإيمان، مشيرة إلى أنه من الأدعية التي وردت في القرآن الكريم دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عندما أصابه البلاء: «رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين» (سورة الأنبياء: 83)، لافتة إلى أن هذا الدعاء يعكس تسليم العبد لربه واستعانته برحمته الواسعة لتفريج الكرب.

أدعية الصبر في السنة النبوية 

وحول ما ورد في السنة النبوية، حول دعاء الصبر، دعاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد: «للهم إني أسألك الصبر عند القضاء، ومنازل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء، ومرافقة الأنبياء»، هذا الدعاء يعكس طلب الصبر والرضا بمقادير الله، والاستعانة به لتحقيق الثبات والقوة في مواجهة الأزمات.

دعاء الصبر

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تكرار الأدعية المأثورة يعين المسلم على التحلي بالصبر والطمأنينة، ويزرع في قلبه اليقين بأن الفرج قريب، وأن الابتلاءات ما هي إلا امتحان من الله لإيمانه. كما أشارت إلى أهمية الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كوسيلة لتعزيز الصبر والسكينة في القلب.

وأكدت في دعاء الصبر أنه يُنصح المسلم بالمداومة على دعاء الصبر في أوقات الشدة والرخاء، مع الثقة بأن الله سيمنحه القوة والتحمل لتجاوز كل المحن، فاللجوء إلى الله بالدعاء هو سر الصبر والثبات في مواجهة تحديات الحياة. 

مقالات مشابهة

  • دعاء الصبر.. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين
  • ركعتان تفتحان لك أبواب الجنة .. واظب عليهما بإخلاص
  • دعاء البرد الشديد.. كلمات لا ترد في هذا الطقس القارس
  • حديث البرد عدو.. ماذا قال النبي عن موجة الصقيع وما نهى عنه؟
  • سورة للتكفير عن الذنوب.. لا تستغرق سوى 5 دقائق
  • ابتهاجاً بذكرى مرور 3 قرون على إقامة الدولة السعودية.. اقتصاديون وخبراء: التأسيس.. صنع أعظم قصة نجاح في العالم
  • بعد حديثه حول «الجنّة والنار».. مفتي مصر السابق يثير جدلاً واسعاً!
  • مفتي مصر السابق يشعل ضجة بتصريح حول فناء النار ودخول الجنّة
  • أعظم ثلاث دعوات فى القرآن.. داوم عليها كل يوم
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إلهي، سيدي ومولاي