مرت 13 عاماً على الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها عناصر خارجة عن النظام والقانون، والتي تمت بدراسة وتخطيط من قبل قيادات مثيري الشغب والفوضى، من داخل ساحات الاعتصام، وكانت المنطلق لتدمير الدولة والقضاء على النظام الجمهوري بأكمله، كما أنها كانت الشرارة الأولى لإدخال اليمن في مستنقع الحروب.

ثلاثة عشر عاماً مرت منذ جريمة تفجير جامع دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، واستهداف رئيس الجمهورية مع عدد من كبار قيادات الدولة، راح إثر تلك الجريمة عدد من الشهداء والجرحى، وكانت ساحات الخراب تضج بمكبرات الصوت بالأغاني والرقص فرحاً بذلك الاستهداف الذي اعتقدوا فيه أن الرئيس علي عبدالله صالح قد توفي فيه، لكن ظهوره من الرياض أفجعهم وأرعبهم، واستمروا في تمردهم بأعمال إرهابية وفوضوية في عدد من المحافظات من أجل الضغط على النظام بالرحيل.

بعد أن نقل الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية آنذاك للسلطة في 27 فبراير 2012م، مارس قادة الدولة الجدد العنصرية والتطرف، وعملوا وفق الحزبية والمناطقية التي ينتمون لها، فبعد أشهر من توليهم سدة الحكم، حتى أفرجوا عن عدد من منفذي جريمة تفجير جامع دار الرئاسة، رغم اعترافهم بارتكابهم للجريمة، وتقاضيهم مبالغ مالية كبيرة من أشخاص وشخصيات حزبية.

تعاقبت الأحداث وتوالت، حتى سيطرت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً على مؤسسات الدولة في العام 2014م، وأعقبها قيام التحالف العربي ببدء عاصفتي الحزم والأمل، واندلعت معارك عدة في جبهات ومناطق مختلفة، سقط فيها آلاف القتلى والجرحى من طرفي الصراع، ووقع العديد من مقاتليهم أسرى لدى أطراف الصراع، وتم بعدها الإفراج عن بقية منفذي جريمة تفجير جامع دار الرئاسة من قبل مليشيا الحوثي وفق صفقة تبادل للأسرى مع جماعة الإخوان في مأرب.

تلك الصفقة والقبول بها والسماح لمنفذي جريمة تفجير جامع دار الرئاسة بالعيش خارج الوطن بتسهيل ودعم قيادات حكومية، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك بأن النظام الجمهوري والدولة اليمنية قد انتهت في العام 2012م، وأن ما بعدها كان مجرد حكم عصابات وقيادات تشجع الإرهاب وتثير الفتنة وتتلاعب بالقانون والدستور، حيث كان الأحرى محاكمتهم من قبل الدولة كمجرمين إرهابيين، أما أن يكونوا خارج القضبان فإن هذا يعني تمييعا للقضية وتعاونا مع منفذيها.

بحسب الأحداث التي يعيشها الشعب اليمني، فإن ما يحدث كان قد حذر منه الرئيس علي عبدالله صالح، ودعواته حينها إلى تغليب مصلحة الوطن قبل كل شيء، وترك الماضي، وحثهم على فتح صفحة جديدة لبناء هذا الوطن، كما حذرهم من أسلوب الحكم الطائفي، وأن ذلك ستكون عواقبه وخيمة يتضرر منها الوطن والشعب، وأكد حينها أن حكمهم الفوضوي سيكون نافذة وفراغا لتوسع التنظيمات الإرهابية. وهو ما حدث فعلاً.

وتزامناً مع الذكرى الثالثة عشرة لجريمة تفجير مسجد دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، يتذكر اليمنيون أيام الدولة التي كان ينعم بها كل يمني في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، والأمن والأمان والاستقرار الذي كان يسود اليمن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وغيرها الكثير والكثير من الأشياء التي يتذكرها اليمنيون قبل العام 2011م ويتمنون العودة إليها، مؤكدين أن ذلك العهد هو العهد الذي يجب أن يدونه التاريخ في وقتنا الراهن.

للمزيد..

- أول جمعة من رجب.. ذكرى اغتيال الدولة اليمنية والنظام الجمهوري
- في الذكرى الثالثة عشرة.. التداعيات الكارثية لجريمة استهداف كبار قيادات الدولة اليمنية بتفجير مسجد الرئاسة
- جريمة تفجير جامع دار الرئاسة بداية انزلاق اليمن نحو المسلسل الدموي

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الدولة الیمنیة عدد من

إقرأ أيضاً:

دعم دولي واسع للحكومة اليمنية في استعادة مؤسسات الدولة

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكد سفراء مجموعة بي 3+ 2، الثلاثاء، التزامهم بدعم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، وحكومته الشرعية، ومؤسساتها.

جاء ذلك، خلال لقاء رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، بسفراء المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، ودولة الإمارات، والجمهورية الفرنسية، والمملكة المتحدة.

وحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، فإن اللقاء الذي جرى في العاصمة السعودية الرياض، جاء “في إطار تأكيد الشراكة القوية مع المجتمع الدولي لدعم اليمن، والشعب اليمني”.

وذكرت الوكالة أن مجلس القيادة أكد في اللقاء “التزامه الكامل بتحقيق الأولويات الاقتصادية والسياسية والأمنية بما يلبي آمال وتطلعات الشعب اليمني”.

من جهتهم، أكد السفراء “التزامهم الثابت بدعم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية ومؤسساتها، لتقديم الخدمات الأساسية، وتعزيز الحوكمة، ودعم التنمية الاقتصادية في البلاد”.

يأتي ذلك، على وقع حراك دبلوماسي تقوده الحكومة المعترف بها دولياً، بممثلي البعثات الدبلوماسية للدول المعنية بالملف اليمني، تزامنا مع المتغيرات والأحداث التي شهدتها المنطقة، والتي كان آخرها ما حدث في سوريا.

لقاءات يمنية مكثفة مع المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين لمواجهة الحوثيين

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن
  • العراق خارج قائمة كبار الدول الحائزة على السندات الأمريكية
  • علي الكعبي: رئيس الدولة حريص على رعاية كبار المواطنين
  • دعم دولي واسع للحكومة اليمنية في استعادة مؤسسات الدولة
  • يقوم كبار قادة الجنجويد بالانسحاب من مدني وترحيل أسرهم
  • اعلان غير سار من اليونيسيف للأسر اليمنية التي كانت تحصل على مساعدات نقدية
  • ما مصير كميات الحنطة والشلب التي تزرع خارج الخطة الزراعية؟
  • برلماني: وحدة المصريين أفشلت مخططات وشائعات الجماعة الإرهابية
  • الفرقة السادسة مشاة: ارتفاع قتلى مُسيّرة المليشيا التي استهدفت سوقا بالفاشر إلى ٤٠ قتيلاً و٢٥ جريحاً
  • المشدد من 7 لـ 10 سنوات للمتهمين بخلية الكتائب الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية