توقفنا فى المقال السابق عند قيام عباس حلمى الثانى بالتفاوض مع الباب العالى من أجل تحديد حدود مصر الشرقية، وبعد الكثير من الخلافات حول رسم الحدود الشرقية بين مصر والشام وبين مصر والدولة العثمانية، تم توقيع اتفاقية تعيين الحدود عام 1906.
أرسل الخديو برسالة إلى الصدر الأعظم للدولة العثمانية، فريد باشا تتعلق بـمسألة العقبة، وذلك ضمن الجدل الدائر مع الدولة العثمانية حول ترسيم حدود مصر، وهى القضية التى يشرح أحمد شفيق باشا جميع تفاصيلها فى مذكراته ويذكر فيها أنها بدأت مع تولى عباس الثانى حكم مصر «8 يناير 1892 - 19 ديسمبر 1914»، حيث أرادت تركيا إخراج سيناء من فرمان التولية، فعارضت انجلترا كقوة احتلال لمصر، وانتهى الخلاف بأن بقيت إدارتها فى يد الحكومة المصرية، ويقول «شفيق»: «فى يناير 1906 أصدرت الحكومة أمرها إلى براملى بك، مفتش جزيرة سيناء بوضع خفر من البوليس فى نقب العقبة، لمراقبة الحدود، منعًا لتهريب الأسلحة، فلم يسمح اللواء رشدى باشا قائد الحامية التركية بالعقبة بذلك، فأخطر الحكومة التى طلبت من السلطان تعيين لجنة من الأتراك والمصريين لتحديد التخوم بين سيناء وسوريا، فلم يحرك ساكنا، وعند ذلك أرسلت الحكومة المصرية «بلوكا» من العساكر النظامية مع الأميرالايين سعد رفعت بك قومندان سيناء، وبراملى بك، على الوابور «نور البحر» لاحتلال وادى طابا فنزلوا بها، رغم معارضة الأتراك.
كان عدد الجنود المصريين الذين نزلوا فى طابا 50 جنديًا، وبالرغم من أن رشدى باشا حاول إقناع القائدين «رفعت بك وبراملى بك» بأنه لا محل لإقامتهما، إلا أنهما أصرا على رأيهما، فاستدعى الخديو عباس ناظر خارجيته بطرس باشا غالى، وتفاهم معه فى الموضوع، ثم اجتمع «غالى» بعد ذلك بالنظار، وتم الاتفاق - بعد أن صدر الأمر بسحب القوة المصرية إلى جزيرة فرعون- على توجيه خطاب الصدر الأعظم جاء فيه: «من القديم فإن موقع طابا تحت إدارة الحكومة المصرية، ومن الثابت أن التلغراف الوارد من مقامكم السامى يوم 11 رمضان سنة 1309 هجرية - 9 إبريل 1892 بخصوص شبه جزيرة سيناء يقرر حفظ الحالة على ما كانت عليه، ومن حيث إن قومندان العقبة يمانع فى وجود العساكر المصرية هناك، فى حين أن الغرض من وجودهم هو منع تهريب الأسلحة، ولكن منعا لسوء التفاهم أمرنا بسحبهم، ومن حيث إن ثقتى بأن هذا لا يرضى صاحب الجلالة الخليفة، فحسمًا لهذه المشاكل ومنع تكرارها، أرجو تعيين مندوب من قبلكم ليتفق مع المندوب المصرى على تعيين الحد الفاصل، وبذلك لا يقع تعرض آخر لإقامة العساكر المصرية الذين تقضى الضرورة بوجودهم».
رد الصدر الأعظم فى أواخر يناير، بأنه لعدم وجود خلاف بنقطة طابا المجاورة للعقبة، فلا محل لتعيين خط فاصل، ونرجو بذل همتكم فى منع الخطر الذى يحدث من إنشاء قوة عسكرية هناك»، ويقول «شفيق باشا، إنه بناء على هذا الرد أرسلت المدرعة «ديانا» الإنجليزية إلى طابا فى 17 فبراير لمنع العساكر التركية من التوغل فى سيناء وللمحافظة على القوة المصرية بجزيرة فرعون وعدم احتلال الأتراك لها».
تشتمل هذه القضية على مكاتبات كثيرة بين السلطات المصرية، والدولة العثمانية ترتكز جميعها على نقاط الحدود المصرية وموقع طابا والعقبة فيها، حيث ترى تركيا أن طابا ليست ضمن الحدود المصرية، فيما يتمسك الاحتلال الإنجليزى لمصر بإخلاء طابا من الجنود الأتراك، وفى يوم 11 إبريل عام 1906 سافر أحمد شفيق باشا رئيس الديوان الخديو إلى الأستانة، ومعه ملف يشمل على جميع المكاتبات والوثائق التى تؤكد أن طابا أرض مصرية، وحسب شفيق باشا، تلقى يوم 22 إبريل رسالة من الخديو عباس حلمى الثانى موجهة إلى الصدر الأعظم, فماذا حملت الرسالة, هذا ما سنعرفه فى المقال القادم.
حفظ الله مصر وأهلها
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ندى صلاح صيام مصر
إقرأ أيضاً:
تفسير رؤية الميت مريض في المنام.. دلالات كثيرة حسب الرائي
الحلم بشخص متوفى عزيز عليك، دائما ما يرغب به محبيه لرؤيته في المنام، ولكن حينما يظهر بحالة مرضية أو شكل واهن وضعيف، يثير حالة من القلق للرائي، لذلك يريد معرفة تفسير حلم الميت مريض، وهل إذا كان يريد أن يقدم له رسالة أم لا.
تفسير رؤية الميت مريض في المنامرؤية الميت مريض في المنام، لها دلالات كثيرة حسب ما فسرها ابن سيرين في كتابه، محتمل أن يكون الرائي يقوم بأعمال تمس دينه أو تاركا للصلاة والصيام، وإذا كان الرائي يشعر بالخوف على المتوفى المريض في المنام، قد تدل على الندم لارتكاب المعاصي والخطايا.
بينما إذا رأيت المتوفى مريض وتقوم برعايته، فهذا يدل على الصدقة والبر إليه بعد مماته، وإذا رأيته مريضا في عينه قد يدل على عمى بصيرتك وضلالتك في شتى الأمور، في حين إذا رأيته مريض في سمعه فهذا يدل على سوء ذكره أو سيرته بين الناس.
دلالة عدم استطاعة الميت على النطق بالنسبة للرائيومن رأى الميت مريض ولا يستطيع النطق أو التحدث في المنام، قد يدل على كثرة الذنوب والخطايا للرائي، وإذا رأيته يعاني من ضيق تنفس بسبب زكام يدل على التعب الشديد أيضا، بينما رؤية الميت مريض ويخرج منه الدم تدل على الخوض في المحرمات.
إذا كان الميت مريض بالجلد في المنام، فهذا قد يدل على الموت على فضيحة للرائي، ورؤيته مريض بصدره في الحلم تدل على الذنوب والمعاصي الكثيرة، وإذا كان مريض في كبده في المنام، فهذا قد يدل على فساد ذريته، والحلم بالمتوفى مريض في الرئة يدل على فساد السريرة.
في حال رؤية الميت مريض في المنام، في أماكن متفرقة من جسده، كل عضو له دلالة مختلفة وهو ما أشرنا إليه في الفقرات السابقة، منها أيضا إذا كان الوجع في الرقبة والعنق يدل على أن الميت لم يحسن التصرف في ماله، وإذا كان في اليد يدل على أن الميت لم يوفِ أخوته حقوقهم، أو أن ماله كان من حرام.
تفسير مرض الميت في بطنهإذا كان الميت مريض بألم في وسطه وجوانبه أو البطن، قد يدل ذلك على أنه قد ظلم امرأة في حياته ولم يعطها حقها، أو كان يظلم أهله وغير بار بهم في حياته، وإذا اشتكى الميت من ألم في رجله، قد يدل ذلك على أن هذا الشخص كان قاطعا رحمه ولم يقم بالسؤال عن أهله.
تفسير رؤية الميت مريض بمرض شديد، فهذا قد يدل على أن الميت كان عليه دين في حياته وأنه يبحث عن أحد يسد له الدين، بينما إذا كنت لا تعرف الشخص الميت في الواقع، قد يدل على أنك سوف تمر بضائقة مالية أو أنك تقوم بالتفريط في دينك وأنك قاطع لرحمك.