أكثر ما يثير الاستغراب فى وقتنا هذا هو نفاق البشر والمثالية التى يصطنعونها، حتى أصبحنا نعيش فى زمن كثر فيه النفاق واللامبالاة.. مقوله مشهورة أكثر صدقا لهذا الواقع وهى «إذا أردت أن تخسر الناس صارحهم، وإذا أردت أن تكون مكروهًا قل كلمة حق، وإذا أردت أن تكسب الناس كن منافقًا»، فقد أصبحنا نعيش وسط مجتمع غريب الأطوار يتلذذون بما يفعلون يكذبون ويجاملون ويقولون ما لا يفعلون يلعبون على أعصاب ومشاعر الناس ولا يبالون، ظاهرهم ليس كباطنهم، حديثهم شيء وحقيقتهم شيء آخر، إن الكمال لله وحده ولكن يكفيك فخرا ألا تكون شخصا منافقًا ولا يجامل ولا يوهم الناس بأشياء مزيفة، فأصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين
أما أصحاب الرذائل يموتون مئات المرات كل يوم.
نعيش فى زمن قاس، هجرته المشاعر، نفتقد الصراحة وكلمة الحق واستقامة المبادئ، ما رأيناه من قسوة الناس جعل قلوبنا تصبح لأحاسيسنا مقابر، فكم نتمنى الهروب من ضجيج الحياة إلى مكان هادئ، مكان ليس فيه غش وكذب ونفاق، فالإنسان الطيب صار اليوم كالجوهر النادر، كم نحتاج إلى لحظة صدق، لحظة حب حقيقية، وميض فرحٍ مفاجئ، لحظات سعادة ليست فى الحسبان، ولكن رغم قسوة الحياة نعيش على أمل لقاء قلوب تشبه قلوبنا لتطمئننا أنّ العالم مازال بخير... العقول أصبحت متبلدة والصداقة تأتى لأهداف ثم ترحل وَالحب أصبح تسلية لوقت الفراغ، لم يعد هناك شيء حقيقى نصدقه، بتنا حذرين من كل الأشياء الآتية إلينا وأكثر استعدادًا لرحيلها عن استقبالها.
الناس كلها حلوة وقت الضحك والهزار والخروج لكن وقت الخلاف وتعارض المصلحة كله بيطلع اللى جواه وبيظهر على حقيقته، عد مين وقف معاك وقت شدتك ومين فى غضبه وخصامه حافظ على سرك وماخنش ومتزودش عليهم حد.
فهناك من يعرف قيمتك فَيبيعك، وهناك من يعرفها فيشتريك، هناكَ من عرف نقاطَ ضعفك فأذاك، وهناك من عرفها فداواك، هناك من وجودهم وباء ومن قربهم حياة، هم بجانبك ولا تراهم يواسونك بكلمة أو سؤال عابر، لن تعرفهم فى أيام نورك هم فقط يأتون فى ظلامك ليضيئوك ويحتووك، قد يتأخرون ولكن لا محالة سيأتون.. وهناك أشخاص أفرغونا من الداخل، وجعلونا فاقدين للثقة لكل ما حولنا ومن حولنا، امتصوا كل الأشياء الجميلة التى بداخلنا، أوجعوا قلوبنا وجعلونا نخشى بقية الناس ونتجنبهم، حتى اذا أرهقنا إدراك كل شىء حلت علينا لعنة الوعى ورحنا نتساءل، من التغابى يلزمنا للعيش .
وفى أى أرض نحن غير « أرض النفاق». اللهم لا تجعلناً من المنافقين والكذابين فى زمن كثر فيه النفاق والكذب وزاد فيه الرياء وكذب فيه الصادق وصدق فيه الكاذب، يارب ثبتنا على قول كلمة الحق فى وجه الظلمة وأعوانهم، اللهم أبعد عنا المنافقين والكذابين كما باعدت بين المشرق والمغرب ولا تجعلنا من الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، أو ممن يقولون مالا يفعلون. اللهم إنا نعوذ بك من المكابرة والعمى عن رؤية أخطائنا فى حق أنفسنا أو حقوق الآخرين، وثبتنا بالقول الثابت فى الدنيا والآخرة.
سكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية ورئيس لجنة المرأة بالقليوبية.
magda [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أرض النفاق الاستغراب
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا ستضمن حياة الجنود الأوكرانيين في كورسك ولكن بشرط الاستسلام
أعلن فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، يوم الجمعة أن روسيا مستعدة لضمان حياة الجنود الأوكرانيين في منطقة كورسك الغربية إذا قررت كييف طلب استسلامهم، وذلك بعد مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجنب وقوع "مجزرة" وشيكة.
يأتي ذلك بعد ورود تقارير تفيد بأن القوات الأوكرانية محاصرة بالكامل في المنطقة.
في هذا السياق، دعا ترامب، الذي نشر تغريدة عبر منصة "تروث سوشال"، بوتين إلى إنقاذ الجنود الأوكرانيين الذين وصفهم بأنهم "محاصرون بالكامل" و"في خطر داهم"، محذرًا من أن إراقة دمائهم ستكون "مجزرة رهيبة" لن يشهد العالم مثلها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضاف ترامب: "لقد طلبت بشكل قوي من الرئيس بوتين أن يُنقذ حياة هؤلاء الجنود".
من جانبه، أكد بوتين في اجتماع مع مجلس الأمن الروسي أنه قرأ مناشدة ترامب، وأنه إلى يفهم تلك الدعوة لاتخاذ إجراءات إنسانية.
وتابع سيد الكرملين: "إذا ألقى الجنود الأوكرانيون أسلحتهم واستسلموا، سيتم ضمان حياتهم ومعاملتهم بشكل لائق وفقًا للقوانين الدولية والقانون الروسي". وأوضح أن تنفيذ هذه المناشدة يتطلب أمرًا من القيادة العسكرية الأوكرانية بشأن استسلام الجنود.
على الجانب الآخر، حذر ديمتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من أن كييف ستواجه "الدمار" إذا رفضت قواتها الاستسلام، مشيرًا إلى أن الجنود الأوكرانيين سيتم "تدميرهم بلا رحمة".
منذ أغسطس الماضي، أصبحت منطقة كورسكمسرحًا رئيسيًا للصراع بعد أن استعادت القوات الأوكرانية أجزاءً من الأراضي الروسية. وتواصل القوات الروسية محاولات استعادة هذه المناطق، بينما تواصل الولايات المتحدة الضغط على موسكو لقبول وقف إطلاق النار.
فيما نفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية التقارير التي تحدثت عن محاصرة قواتها، مؤكدة أن هذه الادعاءات هي جزء من دعاية روسية تهدف إلى الضغط السياسي. وأشارت إلى أن الوضع على الجبهة لم يتغير بشكل جوهري بعد الاشتباكات التي جرت يوم الجمعة.
بدوره، أشاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بالهجوم الأوكراني في منطقة كورسك، مؤكدًا أن العملية العسكرية نجحت في تحويل الأنظار بعيدًا عن الجبهات الأخرى. وأضاف أن قواته تمكنت من التراجع إلى مواقع أكثر أمانًا، مما سمح لها بمواصلة تنفيذ مهامها بنجاح.
في سياق متصل، أفاد الناشط الأوكراني سيرهي ستيرننكو بأن القوات الروسية نفذت عمليات إعدام لعدد من أسرى الحرب الأوكرانيين في كورسك، حيث أشار إلى مقتل خمسة أسرى على الأقل الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في وقت تكثف فيه روسيا عملياتها العسكرية في المنطقة.
من جانبه، اتهم بوتين القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم ضد المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، واصفًا هذه الأفعال بـ "الإرهاب" وفقًا لتصنيف مكتب المدعي العام الروسي.
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استعادة السيطرة على بلدة غونشاروفكا في كورسك. في الوقت نفسه، أكد حرس الحدود الأوكراني نجاحهم في صدّ محاولة دخول مجموعة استطلاعية روسية عبر الحدود في منطقة سومي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إيران في مواجهة العقوبات: دعم الصين وروسيا يفتح الباب للحوار النووي 337 مسيرة أوكرانية فوق سماء روسيا تخلف خسائر مادية وبشرية تقرير: صفقة وشيكة بين سوريا روسيا تضمن احتفاظ موسكو بقاعدتي حميميم وطرطوس فما المقابل؟ فلاديمير بوتينروسيادونالد ترامبكورسكالحرب في أوكرانيا