آخر شىء يمكن أن تتوقعه أو تفكر فيه هو أن تتهم مصر بالتخلى عن القضية الفلسطينية وعدم دعم الشعب الفلسطينى، كأن تتهم بقتل ابنك أو أحد أفراد الأسرة، اتهام فى محض خيال دولة الاحتلال الصهيونى إسرائيل، التى تعرف هى ذاتها أنه من «رابع المستحيلات»، فمصر هى المدافع الأول والأهم والأكبر عن القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، هى من قدمت آلاف الشهداء والمصابين وخاضت حروب فى سبيل الدفاع عن فلسطين ونصرتها منذ عام 1948، ومازالت الدولة المصرية تقف فى وجه العالم الغربى المتجبر الظالم والقوى الدولية الكبرى التى تدعم الاحتلال الإسرائيلى وتدافع عن جرائمه الوحشية وانتهاكاته الصارخة ضد الشعب الفلسطينى الأبى الصامد.

مصر ليست فى موقف للدفاع عن نفسها إزاء ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية منذ أيام قليلة من ادعاءات باطلة وأكاذيب مضحكة، فلم يجد فريق الدفاع الإسرائيلى حجج وأسانيد لتبرئة جيش الاحتلال الغاشم من اتهامات جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى لأن العالم كله شاهد على مدار أكثر من ثلاثة أشهر منذ 7 أكتوبر الماضى على هذه الجرائم وما ترتكبه إسرائيل من قتل وتدمير فى قطاع غزة وقصف المساكن والمبانى والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وحصار لأهالى غزة وتجويعهم وتعطيشهم، جرائم مصورة صوتًا وصورة على الهواء ليلاً ونهاراً، مما دفع الرأى العام العالمى إلى مناصرة القضية الفلسطينية والخروج فى مظاهرات حاشدة وعارمة فى مختلف دول العالم للتنديد بجرائم ومجازر جيش الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى الأعزل.

الحقيقة أن ما روجه فريق الدفاع الإسرائيلى فى محكمة العدل الدولية هو إفلاس، فليس لديه ما يقدمه ليدافع عن جرائم إبادة جماعية موثقة ضد الشعب الفلسطينى، وبالطبع هذه الادعاءات الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، فمصر لم تغلق معبر رفح من الجانب المصرى منذ 7 أكتوبر الماضى، والعالم كله شاهد قوافل المساعدات الإنسانية والإغاثية مصطفة أمام معبر رفح لأيام متتالية فى انتظار دخول المساعدات بسبب تعنت الجانب الإسرائيلى ومحاولة تعطيل دخول المساعدات وقيام جيش الاحتلال بضرب وقصف المعبر من الجانب الفلسطينى أكثر من مرة. 

فمصر لديها السيادة فقط على معبر رفح من الجانب المصرى، ولم تقم بإغلاقه وأعلنت السلطات المصرية مراراً وتكراراً أن المعبر مفتوح، وإسرائيل تحاول التنصل من جرائمها ومحاصرتها للشعب الفلسطينى فى غزة فمنعت عنهم الغذاء والمياه والكهرباء والوقود وكل مستلزمات الحياة ودمرت القطاع الصحى الذى انهار تماماً، وقصفت المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء ومراكز الإيواء داخل كل قطاع غزة، بجانب تعطيل وإعاقة دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى داخل القطاع عبر معبر رفح، فكيف بعد كل ذلك تأخذها البجاحة وتوجه أكاذيبها تجاه مصر، رغم أن جميع الوفود الدولية والأمين العام للأمم المتحدة ورؤساء وقادة الدول من مختلف دول العالم ممن زاروا معبر رفح، رأوا بأعينهم أن معبر رفح مفتوح من الجانب المصرى، ورأوا المئات من شاحنات المساعدات المصطفة فى مدينة رفح المصرية، فى انتظار دخولها إلى القطاع؟

مصر منذ الأزمة تقوم بدور وموقف مشرف لدعم القضية الفلسطينية، وأكثر من 70% من المساعدات التى دخلت القطاع من مصر، واستقبلت المصابين من غزة للعلاج، وتتصدى بكل قوة لمخطط تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، فضلاً عن قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى والسلطة المصرية مراراً وتكراراً بالتحذير من خطورة عملية العقاب الجماعى والتجويع التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وأنها بذلك تدفعهم للنزوح فى اتجاه الحدود المصرية، ومصر ضغطت على كل الأطراف للضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية، وكان له دور كبير فى التوصل لهدنة لوقف إطلاق النار قبل أن يعود جيش الاحتلال ويواصل القصف بعد انتهاء الهدنة.

هذا غير أن إسرائيل وعلى لسان مسئوليها الرسميين اعترفوا وصرحوا أكثر من مرة فى الأسابيع الأولى أنهم لن يسمحوا بدخول أى مساعدات، والجميع يتذكر رفضهم إدخال شاحنات الوقود والغاز إلى أن ضغطت مصر وقام الجانب الأمريكى بالضغط على إسرائيل لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بما فيها شاحنات الوقود، ونرى كل يوم المنظمات التابعة للأمم المتحدة وتصريحات قادة الحكومات والدول توجه دعوات لإسرائيل لتسهيل إدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، ويقابلها جيش الاحتلال بتعنت.

ختاماً.. موقف مصر قيادة وشعباً من القضية الفلسطينية واضح وثابت وصلب فى الدفاع عنها وعن حقوق الشعب الفلسطينى، ومصر لن تقبل أى مزايدات، فالقضية الفلسطينية هى قضية القضايا وعلى أولويات الدولة المصرية لأنها جزء من الأمن القومى المصرى والعربى.

 

عضو  مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القضية الفلسطينية وأكاذيب تتهم مصر القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینى دخول المساعدات جیش الاحتلال من الجانب معبر رفح

إقرأ أيضاً:

ضرب مواقع نووية أو مصالح استراتيجية.. ملامح الرد الإسرائيلى على إيران

كشف الدكتور عبدالحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية، ما تحمله الأيام من خلال قراءاته للموقف التصعيدي بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن ما حدث من تطورات خلال الأيام الماضية ينذر بحرب شاملة.

جيش الاحتلال: الفرقة 36 انضمت للمناورات البرية على جبهة لبنان الاحتلال يقتحم عدة مدن فلسطينية فجر اليوم المشهد السياسي

وأضاف، خلال مداخلة عبر القاهرة الإخبارية، أن رد الفعل الإسرائيلي على ما قامت به إيران ليلة أمس، هو ما سيرسم المشهد السياسي العام برمته، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يكون الرد الإسرائيلي عبارة عن استهداف مواقع استراتيجية أو نفطية، ومصالح نووية.

وتابع: "إسرائيل مجبرة على الرد على إيران لترميم الصورة وحفظ ماء الوجه، ولكن حجم رد الفعل وطبيعته هو ما ستعتمد عليه التطورات، فإذا اكتفت بهذا الأمر لن ندخل في اتساع رقعة الصراع".

قوات الاحتلال

وواصل: "نشوة النصر التي عاشتها قوات الاحتلال والحكومة الإسرائيلية بعد استهداف قادة حزب الله واغتيال حسن نصرالله، وما حدث في تفجيرات البيجر، يضع إسرائيل في زاوية ضيقة، وهو الأمر الذي يحتم أن يكون الرد الإسرائيلي قويًا".

مقالات مشابهة

  • مركز الدراسات الإستراتيجية: إيران تُزايد على العرب في دعم القضية الفلسطينية
  • النعيمي يؤكد أهمية حضور الشعر والكلمة الحرة في دعم القضية الفلسطينية
  • ضرب مواقع نووية أو مصالح استراتيجية.. ملامح الرد الإسرائيلى على إيران
  • فصائل المقاومة الفلسطينية: إطلاق الصواريخ الإيرانية رسالة قوية لردع جرائم “إسرائيل”
  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • «الجيل»: الرئيس السيسي تصدى لمخططات تصفية القضية الفلسطينية
  • الاحتلال يعرقل دخول المساعدات إلى غزة
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • الإمارات تدعو لإخراج القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة
  • الإمارات تدعو لانتشال القضية الفلسطينية من الحلقة المفرغة بدولة مستقلة