«سليم حسن».. شخصية الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
اختارت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى سينعقد فى الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، عالم المصريات الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية الدورة الـ55، تكريماً لجهوده فى خدمة علم الآثار المصرى، ومساهماته فى إبراز الحضارة القديمة للعالم، حيث يعد أحد أشهر الأثريين المصريين وأبرز الشخصيات التى ساهمت فى إثراء المعرفة عن الحضارة الفرعونية، حيث قدم العديد من الاكتشافات المهمة، وألف العديد من الكتب والدراسات التى تناولت تاريخ مصر القديم.
وحسب وزارة الثقافة، فإن «سليم حسن» ولد فى قرية ميت ناجى بمحافظة الدقهلية عام 1893، وتوفى والده وهو صغير، فقامت أمه برعايته وأصرت على تعليمه، حتى تخرج فى مدرسة المعلمين العليا عام 1913، وعمل مدرساً للتاريخ بالمدارس الأميرية، ثم التحق بالمتحف المصرى عام 1920، وسافر فى بعثة إلى فرنسا عام 1925، حيث حصل على شهادات فى علم الآثار واللغات الشرقية.
وبدأ أعمال التنقيب الأثرى فى منطقة الهرم عام 1929، واكتشفت خلال تلك الفترة حوالى مائتى مقبرة، إضافة إلى مئات القطع الأثرية والتماثيل ومراكب الشمس الحجرية للملِكَين خوفو وخفرع، ثم عُيِّن وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية عام 1939، وقاد حملة إنقاذ آثار النوبة من بناء السد العالى، وانتُخِب عضواً فى أكاديمية نيويورك عام 1960، وتوفى عام 1961.
كان له العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة فى المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، من أهمها مقبرة «رع ور»، وترك بصمة واضحة فى علم المصريات، حيث ساهمت أعماله فى زيادة الوعى بالحضارة المصرية القديمة، وجذبت اهتمام العالم بها.
وكان أهم أعمال سليم حسن اكتشافه مقبرة «رع ور» فى عام 1929، وكانت كبيرة وضخمة، وجد بها العديد من الآثار، بما فى ذلك تمثال ضخم للملك «رع ور»، كما أجرى العديد من أعمال التنقيب الأثرية فى مناطق أخرى من مصر، بما فى ذلك «سقارة، الأقصر، أسوان»، وساهمت هذه الأعمال فى اكتشاف العديد من الآثار المهمة، التى أدت إلى الإثراء والمعرفة بالحضارة الفرعونية.
بالإضافة إلى أعماله الأثرية كان «سليم حسن»، أيضاً، كاتباً وباحثاً مهماً، حيث ألف العديد من الكتب والدراسات التى تناولت تاريخ مصر القديم، بما فى ذلك موسوعة مصر القديمة، التى تعد من أهم الأعمال التى ألفها عن الحضارة الفرعونية، كما كان مترجماً متميزاً، ومن أبرز أعماله ترجمته لكتاب «فجر الضمير» لهنرى برستد، الذى يتناول الحضارة المصرية القديمة، ويؤكد أهمية هذا الكتاب فى إبراز الحضارة المصرية للعالم، وفى مقدمة ترجمة الكتاب أكد أن هذا الكتاب خير إصدار فى عصره، وأنه يثبت أن مصر هى أصل حضارة العالم.
وواجه الأثرى الراحل العديد من الصعوبات خلال حياته المهنية، فقد تعرض للمضايقات فى عهد الملك فاروق، بسبب موقفه من نقل الآثار المصرية إلى الخارج، كما تعرض للهجوم من بعض العلماء الأوروبيين، بسبب معارضتهم لأفكاره حول تاريخ مصر القديم، وعلى الرغم من هذه الصعوبات فإنه استمر فى عمله الدؤوب، وساهم فى إثراء المعرفة عن الحضارة الفرعونية، ورحل عن عالمنا فى عام 1961، عن عمر ناهز 75 عاماً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولى للكتاب الدورة الـ55 قصور الثقافة نصنع المعرفة نصون الكلمة الحضارة الفرعونیة العدید من سلیم حسن
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي الدولي للكتاب».. «مجتمع المعرفة.. معرفة المجتمع»
أبوظبي (الاتحاد)
تتزامن الدورة الرابعة والثلاثون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تنطلق فعالياتها اليوم 26 أبريل وحتى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، مع تخصيص عام 2025 عاماً للمجتمع في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، وذلك «بهدف تعزيز الروابط داخل الأسر والمجتمع من خلال تنمية العلاقات بين الأجيال وتهيئة مساحات شاملة ترسخ قيم التعاون والانتماء والتجارب المشتركة، إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي. وتشجيع جميع من يعتبر دولة الإمارات وطناً له على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال الخدمة المجتمعية، والتطوع، والمبادرات المؤثرة التي تُرسخ ثقافة المسؤولية المشتركة، وتدفع عجلة التقدم الجماعي.
ويركز «عام المجتمع» على إطلاق الإمكانيات والقدرات لدى الأفراد والأسر والمؤسسات عبر تطوير المهارات، ورعاية المواهب، وتشجيع الابتكار في شتى المجالات، ومنها ريادة الأعمال والصناعات المستقبلية مثل الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأولويات الوطنية لدولة الإمارات، بما يحقق نمواً شاملاً وأثراً إيجابياً مستداماً يسهم في قصة بناء الوطن».
وانسجاماً مع هذه الأهداف النبيلة والأصيلة، تحمل النسخة الجديدة من «أبوظبي للكتاب» شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، مما يجعلها نسخة استثنائية وحافلة بالفعاليات والمبادرات التي ترسخ الترابط والقيم الأصيلة والترابط وتمكين المجتمع.
وفي حديثه لـ «الاتحاد»، قال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «حرصنا في برامج معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام على التنوع الثقافي لإرضاء مختلف الاحتياجات المعرفية، ومخاطبة شرائح المجتمع كافة، لترسيخ مفاهيم عدة من ضمنها تعزيز اللغة العربية، والارتقاء بالوعي، وتشجيع الأفكار وتحفيز الابتكار. وتم اختيار العالِم الموسوعي ابن سينا، الشخصية المحورية، بوصفه ظاهرة فكرية عظيمة قدّمت للبشرية نتاجاً فكرياً ثرياً بات مرجعاً في الطب والعلوم والفلسفة في القرون الوسطى. من جهة أخرى، تمثل الحكاية جزءاً لا يتجزأ من تراث الشعوب، والثقافة القديمة التي بنت عليها حضارتها، لكن كتاب (ألف ليلة وليلة) يعد من أكثر كتب الحكايات الأدبية شهرة واهتماماً ونقداً. ولعل تسميته (كتاب العالم) لهذه الدورة من المعرض، يساعد على اكتشاف الأفكار، واستشراف التطور الذي حدث لأدبيات الشعوب، وبناء رؤى مستقبلية لهذا الأدب أو ذاك. كما أن الخيال غير المنقطع في السرد القصصي المتداخل بين الوقائع والأساطير، المتفرد في خصائصه اللغوية أو البنائية، يحفّز المواهب والمبدعين على تخليق فن أدبي أو حكائي مبتكر».
وحول مسألة «الإبداع الإنساني والمجتمع» وتفاعله مع العلوم المتقدمة، قال الدكتور علي بن تميم: «الإبداع الإنساني هو أحد أهم أدوات تقدم المجتمعات وازدهارها. وهو في الوقت ذاته انعكاس للمجتمع الحضاري المتطور. فتبنّي أي مجتمع للثقافة والإبداع يضمن له تحقيق التنمية المستدامة، فكيف إذا تنوعت الثقافات وتعددت في المجتمع. ولا شك أن تعدد الثقافات من الميزات المهمة لمجتمع الإمارات، لذا يحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على إظهار تنوع الثقافات، ويتيح لأبناء المجتمع فرص التفاعل مع ثقافات مختلفة، بهدف توسيع آفاقهم المعرفية، ويدفع بهم نحو مزيد من التعايش والتسامح وقبول الآخر واحترام اختلافاته الثقافية، ويعمل عبر برامجه المتنوعة وفعالياته المختلفة، على إثراء المجتمع بالإبداع والابتكار والمعرفة، عبر مسارين، هما: التعرف إلى ثقافة وإبداع الآخر، وتقديم ثقافتنا وإبداعنا للآخر، مع تكريس الحفاظ على هويتنا الوطنية وتراثنا الثقافي وإبداعنا الإنساني، واستخدام التكنولوجيا الحديثة بما يخدم هذا التراث والإبداع والثقافة، وأيضاً بما يعزز جسور التواصل والتفاهم المتبادل مع الثقافات المختلفة».
وفي إجابته عن سؤال: كيف يمكن للحوارات والنقاشات وتوفير مصادر متعددة للمعرفة، أن توسع مفهوم «مساحات إبداعية مجتمعية»، تؤمن بالمخيلة الأدبية والشعرية والشعبية والعلمية، قال الدكتور علي بن تميم: «الإيمان بالمخيلة الأدبية والعلمية، هو تقديرٌ للخصوصية والبصمة والهوية. وهو لا يمنع استثمار فرص التعرّف إلى الآخر، ولا يلغي أهمية الاستفادة من تجاربه وخبراته. فالتواصل يعني التبادل المعرفي، لا النقل والاقتباس، والسرد الإنساني مهم جداً، سواء صدر عن إمارتي أو عربي أو غربي، لأنه يمثّل خلاصة تجارب وخبرات ومعارف. لهذا يحرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب، على استقطاب كبار الأكاديميين والمفكرين والأدباء والخبراء التقنيين، ويستضيفهم في برامجه الحوارية، للاستماع إلى آرائهم المفيدة والاطلاع على تجاربهم الفريدة، التي توفر لجمهور المعرض مصادر متعددة ومتجددة، فالتطور على الصعد كافة، يبدأ بالكلمة والفكرة، وهما معاً يكوّنان ركيزة أساسية لبناء ثقافة المجتمعات الإنسانية».
يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام يحتضن 1.400 جهة عارضة من 96 بلداً، ويقدِّم برنامجاً متكاملاً يتضمَّن نحو 2.000 فعالية ونشاط، لتلبية اهتمامات القرّاء والمفكّرين والناشرين وصُنّاع المحتوى، ما يعزِّز دوره منصة عالمية للحوار الثقافي، ويرسِّخ مكانة أبوظبي وجهة دولية رائدة للتبادل المعرفي والإبداعي، ويعكس الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في الاستثمار في الثقافة، ودعم صناعة الكتاب والنشر، وتعزيز الحوار بين الحضارات.
وتحتفي الدورة الحالية من المعرض بالعالِم الموسوعي «ابن سينا» شخصية محورية، تزامناً مع مرور ألف عام على إصدار كتابه «القانون في الطب».
وتحلُّ ثقافة دول حوض الكاريبي ضيف شرف على دورة هذا العام، في خطوة تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز الشراكات الثقافية العالمية، وتقديم تجارب معرفية غنية تُسهم في تعميق التبادل المعرفي بين الشعوب، ما يرسِّخ مكانة أبوظبي وجهة رئيسة للتلاقي الثقافي والفكري.