الغيطي: رواية حائط بلا مبكى يجب أن تدرس بالمدارس
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
قال الإعلامي والسيناريست محمد الغيطي إن رواية حائط بلا مبكي للكاتبة فكرية أحمد عمل وثائقي خطير، وأؤكد بإنصاف أن فكرية أحمد أخر عنقود السلسال الذهبي في التوثيق الأدبي، وإذا كان يوجد إنصاف أدبي على الساحة لتم وضع هذه الرواية ضمن مناهج التعليم للطلاب في المدارس لأهميتها، لأنها توثق تاريخ فلسطين بدقة وموضوعية في شكل أدبي متميز، وبها جهد خرافي يضعها في مصاف الكتب الوثائقية الهامة، وكنت أعتقد أن الكاتبة فكرية احمد استعانت بفريق من الباحثين لمساعدتها في إعداد ما تضمنته الرواية من معلومات وثائقية وبحثية تاريخية مكثفة، ولكن فوجئت أنها فعلت كل هذا العمل والبحث بمفردها خلال ثلاثة أشهر فقط، وهو أمر فريد.
الروائية فكرية احمد وعلى يسارها الكاتب أسامة إبراهيم وعلى يمينها الإعلامي محمد الغيطي والمؤرخ محمد الشافعيالوقوف دقيقة تحية لأرواح الشهداء في فلسطين جانب من الحضور في ندوة نقابة الصحفيين لمناقشة رواية حائط بلا مبكى
وتابع الغيطي: لقد انفعلت فكرية أحمد وتأثرت بأحداث غزه، وأرى أنها كتبت الرواية تحت القصف وتحت الضغط النفسي في وقت قياسي وهذا عمل بطولي، وقد كافحت الكاتبة كفاحاً مريراً كي تخرج الرواية بهذه الصورة في عمل توثيقي بالدرجة الأولى، رغم أنها تحمل بين طياتها قصص حب فلسطينية أكثر من رائعة، وأقول بإنصاف أن فكرية أحمد أخر عنقود السلسال الذهبي في التوثيق الأدبي.
وأشاد الغيطي بأن فكرية لديها براعة الاستهلال في الحدث الدرامي يجذب القارئ بشدة، حتى وإنا مالت الرواية إلي التقرير الصحفي الجميل بنكهة أدبية رائعة، فهذا لا يعيبها أبداً، بل هناك مدارس عديدة ترسخ هذا النهج من الكتابة.
جاء ذلك في الندوة التي أقامتها اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين تحت إشراف محمود كامل رئيس اللجنة، والتي أدارها الكاتب أسامة إبراهيم رئيس مجلس إدارة النخبة العربية للنشر والتوزيع، وناقشها الغيطي والكاتب المؤرخ محمد الشافعي، والتي شرفها بالحضور خالد البلشي نقيب الصحفيين، وقد استهلت الندوة فعالياتها بالوقوف دقيقة حداد وتحية لأرواح شهداء فلسطين .
وقال الكاتب والمؤرخ محمد الشافعي: أتمنى ألا تكون شهادتي مجروحة لأني من المتابعين الجيدين لكتابات فكرية أحمد، وارى أنها وقد وضعت نفسها على الهواء مباشرة بكتابتها عن 7 أكتوبر الذي لا تزل أحداثه جارية، وإذا قلت أنها تفوقت على أنا شخصياً في توثيق وتأريخ الأحداث في فلسطين بدءاً من موجهات الهجرات اليهودية الخمس وحتى هذه الحرب الوحشية الدائرة في غزه، فهذا اعتراف مني وهذا حقها، العمل به جهد رائع وكبير، لأني شخصياً استفدت كثيراً من المعلومات التاريخية التي وردت في الرواية، حقاً الجهد الصحفي بهذا العمل كان أكثر من الجهد الأدبي ولكن أكاد أُجزم بأن هذا الجهد الخرافي التي قامت به فكرية للخروج بهذا العمل يستحق كل التقدير والاحترام.
فيما قالت الكاتب أسامة إبراهيم انه يعتبر فكرية أحمد واحدة من أهم المبدعين في هذا الوقت، ولكنها لم تحصل بعد على ما تستحقه من اهتمام أدبي ونقدي، وهي كاتبة جادة، وكل أعمالها الأدبية هادفة، وهذا هو العمل الروائي الخامس عشر بالنسبة لها، مشيراً إلى أن الكاتبة لها نجاحات وصولات وجولات في عالم الصحافة، وهو ما منحها الثقل في التمكن من قلمها وأدواتها الأدبية، وأنه شخصياً يستمتع وهو يقرأ أي عمل أدبي للكاتبة، ويتمنى أن تحصل على ما تستحقه، لأنها كاتبة متميزة مقارنة بالكثير ممن هم على الساحة وتم تسليط الأضواء عليهم.
وقالت الروائية فكرية أحمد إنها منذ اللحظة الأولى للحرب الغاشمة على غزة وقد أصيبت بحالة نفسية سيئة، وظلت تنشر أخباراً وصوراً وفيديوهات تلك المذابح، وفوجئت بمواقع التواصل وعلى رأسها فيس بوك تقوم بحذف كل ما تنشره وتعاقبها بالقيود على النشر بزعم أن صور تلك المذابح تسيء لمشاعر المجتمع، وهو ما أصابها بالدهشة والتساؤل، هل نشر المذابح يسيء لمشاعر المجتمع الدولي، وتنفيذ المذابح نفسه لا يسيء لضمير وعدالة المجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين مع الحق الفلسطيني الواضح وضوح الشمس.
وتتابع فكرية أحمد بقولها ومن هنا ادركت أن كل توثيق إلكتروني حول وحشية الاحتلال سيتم حذفه وحجبه، وتأكد لها هذا عندما كانت تبحث عن معلومات حول ممارسات الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين وغيرها من عشرات التجاوزات اللا إنسانية ضد أصحاب الحق والأرض الفلسطينيين، ولم تجد أثراً لهذه المعلومات، فقد تم حجب الصفحات كاملة.
ومن هنا قررت الاعتكاف وكتابة تلك الرواية الوثائقية لتوثق تاريخ فلسطين وتاريخ الاحتلال وكل المذابح التي تم ارتكابها في حق فلسطين واختارت اسم حائط بلا مبكى لتقدم بشارة إلى شعب فلسطين بان تحرير حائط البراق سيتم أن أجلاً أو عاجلا من بكائيات اليهود وسيعود حائط بلا مبكي وسيتم تطهير القدس وكل الرموز الدينية في فلسطين من الصهاينة.
وهكذا عزلت نفسها أكثر من ثلاث اشهر تكتب ليل نهار وهي تحت الضغط النفسي من صور المآسي التي يتعرض لها أهل غزه، تلك الجثث ونزيف الدماء والأشلاء تحت الأنقاض، وبدأت الرواية بمقتطفات عبارات من فيديوهات وأخبار صحفية حول بعض الشهداء والأسر المكلومة التي فقدت أبنائها وأفراد عائلاتها في تلك الحرب الوحشية التي تنفذها إسرائيل ضد غزه.
وتقول الكاتبة: الكتاب وثائقي، وبه فصل كامل للصور لمعظم الأحداث وأعمال الإبادة التي ينفذها الاحتلال، فإذا كانت آلة الإعلام الصهيونية ستحذف الصور والأحداث من ماكينات البحث الإلكتروني، سيجدها الأجيال في هذه الرواية وفي مثيلاتها من الروايات الوثائقية، خاصة أن سلطات الاحتلال عمدت إلى حذف معلومات هائلة حول تاريخ فلسطين وتاريخ الاحتلال اليهودي الصهيوني والمقاومة الفلسطينية وذلك من المناهج الدراسية للطلاب في المناطق الواقعة تحت الاحتلال، وهو تعمد لتشويه الهوية، وحتى تنشأ أجيال لا تعرف شيئاً عن حقيقة الاحتلال وحقيقة أن فلسطين عربية وارض خالصة لأصحابها.
وختمت الكاتبة بقولها إنها رواية اهديها إلى أرواح الشهداء، إلى المقاومة وإذا كانت اللغة الصحفية غالبة على الأدب، ففي الواقع الأحداث جعلتني ابتعد قليلا عن رومانسية اللغة الأدبية رغم ذلك لم تخلو الرواية من المشاعر كما أشار الأستاذ الغيطي، خاصة في قصص الحب التي استحالت أن تتحول إلى زواج بسبب الفواصل والحواجز التي أقامها المحتل ليفرق أبناء الأرض خلف جدار عازل أو داخل غزة المحاصرة، حيث قال الغيطي وهل هناك ابشع من تلك العوازل لتمنع إتمام قصص الحب في فلسطين.
وأكدت فكرية أحمد أنها تعمدت ترك النهايات مفتوحة لأن كل الحكايات كذلك في فلسطين فتوحة وبلا نهايات إلا نهاية الموت التي اعتاد عليها شعب فلسطين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلسط غزة المحاصرة تاريخ فلسطين والمقاومة فلسطين الحرب فكرية أحمد نقابة مجلس المجتمع رواية محمد القدس فکریة أحمد فی فلسطین
إقرأ أيضاً:
إحصائية بالخسائر التي خلفتها حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة .. تقرير
الجديد برس|
كشفت معطيات إحصائية جديدة حجم ما ألحقته آلة القتل والتدمير الإسرائيلية في القطاع غزة على مدار 470 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي طاولت كل مقومات الحياة الإنسانية.
وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في تقرير إحصائي نشره اليوم الثلاثاء، الخسائر الأولية المباشرة للحرب بأكثر من 38 مليار دولار، فيما بلغت نسبة الدمار 88%.
وبين أن جيش الاحتلال ألقى طوال فترة الحرب على غزة 100 ألف طن من المتفجرات، استشهد على إثرها 46 ألفًا و960 مواطنا، بينهم 17 ألفًا و861 طفلًا منهم 214 رضيعًا و808 أطفال دون عمر السنة، بالإضافة لارتقاء 12 ألفًا و316 امرأة، مشيرا إلى نسبة الأطفال والنساء تشكل 70% من إجمالي عدد الضحايا.
وسجل الإعلام الحكومي 14 ألفًا و222 مفقودًا، ونحو 110 آلاف و725 إصابة، بينهم 15 ألفًا بحاجة لعمليات تأهيل طويلة الأمد، و4 آلاف و500 حالة بتر، موضحا أن 18% من إجمالي حالات البتر سجلت بين الأطفال، فيما يحتاج 12 ألفًا و700 جريح للعلاج في الخارج.
وأوضح الإعلام الحكومي أن 38495 طفلًا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، فيما فقدت 13901 من النساء أزواجهن خلال الحرب.
وفي تفاصيل ممارساته الإجرامية، ارتكب الاحتلال مجازر مروّعة ضد العائلات الفلسطينية طيلة أشهر الحرب، حيث أباد 2092 عائلة بمجموع عدد أفراد 5967 شهيدًا، في حين أنّ 4889 عائلة أخرى فقدت جميع أفرادها باستثناء فرد واحد (الناجي الوحيد)، ليصل عدد شهداء هذه العائلات إلى أكثر من 8980 شهيدًا.
النزوح والجوع
في حين أجبرت حرب الإبادة مليونين من مواطني قطاع غزة البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء، حسب إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي. وأشار إلى أنّ 110 ألف خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين، فيما أُصيب أكثر من مليونين و136 ألفًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، فيما انتقلت عدوى التهابات الكبد الوبائي لنحو 71 ألفًا و338 نازحًا.
وفي غزة، شدد المكتب على أن “الناس ماتت جوعًا ومن البرد أيضًا”، إذ استشهد 8 فلسطينيين بينهن 7 أطفال من شدة البرد في الخيام، فيما استشهد 44 نتيجة سياسة التجويع التي انتهجها الاحتلال خلال أشهر الحرب ضد سكان القطاع تحديدًا محافظتي غزة وشمالها لحملهم على الهجرة القسرية، ولا يزال الموت يتهدد نحو 3 آلاف و500 طفل في القطاع بسبب سوء التغذية.
وعلى مدار أكثر من 15 شهرا من الإبادة التي ارتكبها الاحتلال بغزة، لم يسلم القطاع الصحي من دائرة الاستهداف المباشر والحصار المشدد، حيث وصل عدد شهداء الطواقم الطبية ألف و155 شهيدًا ونحو 360 معتقلًا أعدم منهم 3 أطباء داخل السجون.
المستشفيات والدفاع المدني
ومنذ السابع من أكتوبر ألو 2023، طال العدوان 34 مستشفى في قطاع غزة من خلال حرقها أو الاعتداء عليها أو إخراجها من الخدمة، فيما تعمل بقية المستشفيات بقدرات محدودة للغاية.
وأدى العدوان، وفي معطيات الإعلام الحكومي، لإخراج 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، كما استهدف الاحتلال 162 مؤسسة صحية أخرى، فضلًا عن استهداف وتدمير 136 سيارة إسعاف مما أدى إلى شلل كبير بقدرة الطواقم الطبية على الاستجابة لحالات الطوارئ.
أما طواقم الدفاع المدني فقد استشهد منهم 94 عاملًا، واعتُقل 26 آخرين من إجمالي 6 آلاف و600 حالة اعتقال نفذها الاحتلال في قطاع غزة منذ بادية الحرب، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
وخلال الحرب دمر الاحتلال 19 مقبرة بشكلٍ كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، وانتهك حرمة الأموات بسرقة ألفي و300 جثمان من المقابر. كما اكتشفت الطواقم المختصة 7 مقابر جماعية أقامها الاحتلال داخل المستشفيات، جرى انتشال 520 شهيدًا منها.
كما لم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرض 823 مسجدًا للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و158 مسجدا بشكلٍ بليغ بحاجة لإعادة ترميم، إلى جانب استهداف وتدمير 3 كناس في القطاع، و206 مواقع أثرية.
وشدد الإعلام الحكومي على تعمد جيش الاحتلال منذ بداية الحرب، استهداف الصحفيين وملاحقتهم في محاولة لطمس الحقيقة التي أصروا على نقلها رغم المخاطر التي أحاطت بهم، إذ أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 205 صحفيين، إصابة 400 آخرين، واعتقال 48 صحفيًا معلومة هوياتهم.
البنية التحتية السكانية والخدماتية
ووفق الإحصاءات، تعرضت 161 ألفًا و600 وحدة سكنية في قطاع غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 82 ألفا أخرى أصحبت غير صالحة للسكن، و194 ألفًا تضررت بشكل جزئي بدرجات متفاوتة.
وهدم جيش الاحتلال 216 مقرًا حكوميًا بشكل كلي، وارتكب 150 جريمة استهدف فهيا عناصر شرطة وتأمين مساعدات، خلّفت 736 شهيدًا. وطالت سياسة التدمير القطاع التعليمي في غزة، حيث هدم الاحتلال كليًا 137 مدرسة وجامعة، فيما تضررت 357 مدرسة وجامعة بشكلٍ جزئي.
أما ما عدد ما قتله الاحتلال من طلبة ومعلمين وأساتذة وباحثين، فقد أحصى “الإعلام الحكومي” استشهاد 12 ألفًا و800 طالب وطالبة، و760 معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم، و150 عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا.