ابن طفيل يحكي قصته وآراءه في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
يقدِّم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 55 لزوَّاره كتاب "أبو بكر بن طفيل الأندلسي وَآراؤُه الفلسفيَّة"، بقلم دكتور محمد أبو عاقلة الترابي، من إصدارات مجمع البحوث الإسلامية.
يلفت المؤلف في كتابه أن الفلسفة الإسلامية تحتل مكانة بارزة في تاريخ الفكر الفلسفي الإنساني، وأن مفكري العرب والمسلمين ـ ومنهم ابن طفيل ـ هم الذين أيقظوا أُمَمًا أوروبية، وبعثوا فيها الحياة بعد أن ضلَّت طريقها، وجمدت على المتوارث من آراء أفلاطون وأرسطو.
ويذكر المؤلف أن الفلسفة الإسلامية قد حَظِيتْ في القرن الحالي بعناية فائقة من طرف الباحثين، وأصبحت لها مكانتها المتزايدة في مجال التَّيارات الإنسانيَّة، ولكن مع هذا الاهتمام، فإن أغلب هذه الأبحاث تتصل بالفلسفة الإسلامية في المشرق العربي، أمَّا فيما يتصل بفلاسفة المسلمين في المغرب العربي؛ كابن باجة، وابن طفيل ـ فإنهم لم يجدوا حظهم من الدراسة بمثل الاهتمام الذي حَظِيَ به فلاسفة المشرق كالفارابي وابن سينا مثلًا، وإن كان ابن رشد قد نال حظًّا من الدراسة لا يقل عن أشقائه من فلاسفة المشرق؛ وذلك من أجل مقابلة آرائه بآراء الإمام الغزالي، مع بيان مدى أثره في فلسفة العصور الوسطى، أما بقيَّة فلاسفة المغرب العربي فإنهم لم ينالوا حظًّا من الدارسين يعطيهم مكانتهم ودورهم في تأصيل الفكر الإسلامي.
يهدف هذا الكتاب إلى الكشف -بقدر المستطاع- عن تاريخ وحياة ابن طفيل، والوقوف على مدى مشاركته في الحركة الفلسفية الأندلسية في عصره، إلى جانب إظهار مذهبه الفلسفي وإبرازه في صورة متكاملة الأجزاء، فقد كان ابنُ طفيل أقل فلاسفة الأندلس حظًّا من البحث والدراسة، وإن لم يكن دونهم في الأصالة والابتكار، كما أنه من الموضوعات التي لم تظفر بعناية الباحثين الإسلاميين، لا سيما أنه عُرِفَ لدى الفكر الغربي وقدَّره حق قدره؛ فقد عَبَرَتْ قصته القارات، وساحت في الآفاق، وتلقتها شتى اللغات في الشرق والغرب، وفازت بإقبال وتقدير، فنحن أولى بأن نقدره ونعرف فضله ومنزلته، ولا سيما أنه فيلسوف عربي مسلم.
ويتكون الكتاب من: مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، أما المقدمة فقد قدَّم فيها الباحث أهمية الموضوع، والمنهج الذي اتبعه في الرسالة، إضافة إلى صعوبات البحث، والخطة التي اشتمل عليها.
فيما جاء الباب الأول بعنوان: "ابن طفيل: عصره وحياته ومؤلفاته"، الباب الثاني: الفلسفة الرمزية عند ابن طفيل من خلال قصة حي بن يقظان، فيما ناقش الباب الثالث آراء ابن طفيل في مجال النقد والتربية واللغة والاجتماع، ويأتي الباب الرابع والأخير بعنوان: "ما وراء الطبيعة عند ابن طفيل".
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ابن طفیل
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الخط العربي فن يتجلى في كتاب الله ويجمع بين الجمال والدقة
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، إن «ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة» يحظى بشرف الزمان وشرف المكان، موضحا أن شرف الزمان يأتي من شرف تلك الأيام المباركة التي نستقبل فيها شهر رمضان المبارك، داعيا المولى عز وجل أن يعيدها على المسلمين بكل خير، وأن يوفق فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في جهوده الحثيثة لجمع كلمة المسلمين في «مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي» الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الأيام المقبلة.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته في افتتاح النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر السنوي للخط العربي والزخرفة، أن شرف المكان يتجلى في الجامع الأزهر الذي يستضيف فعاليات الملتقى، مؤكدا أن الجامع الأزهر يمثل منارة علمية وفكرية لا تحتاج إلى تعريف، فهو كعود المسك الذي لا يزيده المدح طيبًا، مضيفًا أن هذا الصرح العلمي العريق احتضن علوم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنها فن الخط العربي الذي يرتبط بالقرآن ارتباطًا وثيقًا.
وأشار، إلى أن الحرف العربي حظي بتكريم إلهي، حيث أقسم الله به في قوله تعالى: «ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ»، موضحًا أن هذا القسم الإلهي يبرز عظمة الخط العربي، الذي ظل سرّه محفوظًا لا يعلمه إلا الله، كما أن كمال خلق النبي وعقله لا يدركه على حقيقته إلا الله جل جلاله.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر أن الخطاطين أبدعوا في رسم الحروف وتزيين المصاحف، تمامًا كما يزين القراء القرآن بأصواتهم، مشيرًا إلى أن ملتقى الأزهر للخط العربي يشهد هذا العام احتفاءً متزايدًا بهذا الفن الأصيل، حيث تتعدد أساليبه وتتنوع مهارات الخطاطين فيه، رغم أن القواعد الأساسية تظل ثابتة. وختم فضيلته كلمته بالإشادة بالجهود المبذولة في الملتقى لإبراز جماليات الخط العربي والمحافظة على أصالته.
ويشهد الجامع الأزهر اليوم انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الأزهر السنوي للخط العربي والزخرفة، برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتعقد في الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، ويشارك فيه نخبة من علماء الأزهر وفناني الخط العربي، ويضم الملتقى باقة من أبرز اللوحات والأعمال الفنية التي تبرز جمال الخط العربي، كما ينظم عددا من الورش التفاعلية بمشاركة كبار الفنانين والخطاطين من مصر وخارجها، وعددا من الندوات الحوارية، وللمرة الأولى، يحتضن الملتقى معرضا يضم لوحات وأعمال المشاركين.
يأتي انعقاد الملتقى ضمن مبادرات الأزهر للاحتفاء بالخط العربي، والتوعية بأهمية اللغة العربية ومكانتها عالميا، وتحقيقا للأهداف الرامية إلى المحافظة على الهُوِيَّة العربية والإسلامية، وتنمية المجالات الفنية التي تتناول التصميمات والزخارف وطرق الكتابة التي تستعمل الحروف العربية.