مودرن دبلوماسي: لماذا وسع نتنياهو نطاق حرب غزة بقصف لبنان واغتيال العاروري؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
"إذا تساءل المرء إلى متى قد يستمر العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن الإجابة الوحيدة الممكنة هي إلى أن يشعر بيبي بالارتياح تجاه دعمه الانتخابي".. هكذا لخص موقع مودرن دبلوماسي الدفاع الأساسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في توسعة الحرب على القطاع المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
وذكر الموقع في تحليل نشره للبروفسير أرشد خان، أنه من أجل استمرار الحرب لتحقيق الغرض ذاته، حاول نتنياهو توسيع منطقة عملياته من خلال قصف الضاحية الجنوبية لبيروت وقتل نائب الرئيس السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية "حماس" صالح العاروري، الذي كان من مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس ويرأسه في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن الهجوم الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية والمنطقة التي يسيطر عليها حزب الله أثار غضب الجماعة المدعومة من إيران، وتعهدت نتيجة لذلك بالانتقام.
وذكر خان أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله، وصف اغتيال العاروري بالحادث الخطير، وأعلن أن جماعته ستقاتل إسرائيل بدون سقف ولا ضوابط "إذا فرضت علينا الحرب"
وأشار إلى أن خطوة نتنياهو لتوسعة الحرب بقصف الضاحية الجنوبية واغتيال العاروري في معقل حزب الله بلبنان ربما يفتح صندوق الشرور على إسرائيل، وربما يكون نتنياهو بدافع جشع انتخابي قد يكون قضم لقمة كبيرة لا يستطيع مضغها.
وأوضح أن حماس هي حركة سنية وتتطلع نحو مصر وشمال أفريقيا، وبالتالي، إذا اندلعت حرب أوسع نطاقا مع إسرائيل، فقد تشمل الشرق الأوسط بأكمله تقريبًا.
وفي هذا الصدد، أكدت جماعة الحوثي اليمنية، أن العدوان الإسرائيلي على غزة هو سبب هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، ومن الواضح أن الحرب لم تعد تقتصر على حدود إسرائيل.
اقرأ أيضاً
اغتيال العاروري.. شبكة أمريكية تكشف الجهة المنفذة للعملية ومن التالي
وأشار خان إلي أن حلفاء حزب الله، ردوا على اغتيال العاروري، وفي مقدمتهم الحوثيين، وهم أيضًا شيعة ومثل حزب الله موالين لإيران، الذين اختارت إيذاء الاقتصاد الإسرائيلي من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، وتحديدًا في مضيق باب المندب الضيق بالقرب منهم.
وبالفعل تم استهداف العديد من السفن التجارية، والآن يرغب أصحابها في إضافة تسعة أيام إلى الرحلة من خلال الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح بدلاً من المخاطرة بفقدان سفينة.
وتعني مسافة السفر الأطول المزيد من النفقات التي تزيد من تكلفة البضائع وتضر بالاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعاني بطبيعة الحال بسبب تجمد نشاط السياحة، وتقلص عدد العمال بسبب استدعاء الشباب للخدمة في الجيش في الحرب ضد حماس وحزب الله التي يقدر البنك المركزي تكلفتها بنحو 600 مليون دولار أسبوعيا.
يعتقد خبير الاقتصاد الإسرائيلي جوزيف زيرا، أن فرص إصابة الاقتصاد الإسرائيلي بالركود كبيرة، مشيرا إلى أنه سيكون ركودا عميقا.
يعتقد زيرا، وهو أيضا أستاذ في الجامعة العبرية، أن السبب هو الحرب التي طال أمدها، وعدم اليقين الناجم عنها، وانخفاض الاستثمار والطلب وحتى السياحة.
ورأي خان أنه غني عن القول إنه لو أجريت الانتخابات الإسرائيلية اليوم، سيكون نتنياهو خاسرا وسيخرج من الحكومة على الفور.
ورأي خان إن الإسرائيليين كانوا سيؤيدون تنفيذ اشتباك عقابي قصير مع حماس بعد شنها هجوم طوفان الأقصى على جنوب إسرائيل، لكن ليس "مهزلة الغميضة الجارية" التي يتم لعبها في الأنفاق العديدة التي حفرتها حماس في غزة استعدادًا لهجوم إسرائيلي كلما حدث ذلك.
اقرأ أيضاً
رد أولي على اغتيال العاروري.. حزب الله يعلن استهداف قاعدة إسرائيلية بـ62 صاروخا
المصدر | أرشد خان/مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة بنيامين نتنياهو اغتيال صالح العاروري في لبنان اغتیال العاروری حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
عضوة كنيست سابقة: يجب على نتنياهو شن حرب على الفلسطينيين وليس حماس فقط
نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تقريرا مثيرا حول العدوان الوحشي على قطاع غزة، والهدف منه.
وقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "فشل في الفوز بالحرب في غزة"، ونقلت عن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط إينات ويلف، قولها: "الآن، لا ينبغي لنتنياهو أن يفعل أكثر من إعادة الرهائن إلى ديارهم ثم إعادة إطلاق الحرب ــ هذه المرة ضد الفلسطينيين وليس حماس".
ويلف وهي عضو سابقة في الكنيست، قالت في حديث تلفزيوني نقلته "يديعوت": "يتعين على رئيس الوزراء أن يقبل أن العملية برمتها في غزة كانت سيئة الإدارة، وأنه فشل، وأنه بحاجة إلى تقليص خسائره". وحثت نتنياهو على "فدية" الأسرى من خلال صفقة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار الحالية وإخراجهم من غزة.
وقالت ويلف: "كفى من عمليات التنقيط المتتالية أسبوعاً بعد أسبوع". وأضافت أنه بمجرد إطلاق سراح الأسرى، فإنه يتعين على إسرائيل أن تحول تركيزها إلى "الحرب الفعلية التي كان ينبغي خوضها".
وأوضحت ويلف أن "هجوم السابع من أكتوبر لم يكن من تنفيذ حماس فحسب، بل الأيديولوجية الفلسطينية التي لا وجود لدولة يهودية فيها". ووصفت حماس بأنها "الذراع التنفيذية" لهذه الأيديولوجية، وقالت إن نتنياهو يجب أن يخوض الآن "الحرب الفعلية التي كان ينبغي أن تشن قبل 15 عامًا" لتفكيك نظام الاعتقاد الذي يمنع السلام.
وحرضت ويلف على إيران بشدة، وقالت "إذا لم تتعامل بشكل مباشر مع العدو واستمررت في الهروب إلى المشاريع التي تشعر بأنها أكثر ملاءمة لمنصبك، فلن تتمكن من التعامل مع التهديد الحقيقي".
بدورها، نقلت "يديعوت" عن محلل الاستخبارات الأمريكي السابق جوناثان بولارد، وهو الآن شخصية بارزة في الشؤون الإسرائيلية، قوله إنه في حين أن القضية الفلسطينية قد تكون هي القضية الجذرية، فإن طموحات إيران النووية المباشرة تظل تشكل مصدر قلق كبير.
وقال بولارد لقناة آي إل تي في التلفزيونية: "عندما يكون لديك نظام شمولي جريح يدرك أنه فقد دعم شعبه، فإنه يكون قادرًا على فعل أي شيء في تلك اللحظة. والحيلة هي نزع فتيل التهديد النووي، وإسقاط الحكومة، والسماح بحدوث انتفاضة شعبية دون تدمير البلاد".
وأشار إلى أن إسرائيل تمتلك قدرات "تقنية" لإضعاف القيادة الإيرانية.
وقال بولارد: "لقد كنت بالفعل واضحا للغاية بشأن حاجتنا إلى استخدام سلاح نووي - سلاح النبض الكهرومغناطيسي".
وتابع: "تفجير قنبلة كهرومغناطيسية في الهواء من شأنه أن يؤدي إلى تعطيل كافة الأنظمة الإلكترونية، بما في ذلك تلك التي تشكل أهمية حيوية للبرنامج النووي الإيراني".
وأضاف بولارد أن "أجهزة الطرد المركزي الإلكترونية لا تدور إلا إذا كانت مزودة بالكهرباء، وبمجرد تدمير قدرة النظام على السيطرة على الشرطة والأجهزة الأمنية والجيش، فإنه يمكن أن تحدث انتفاضة شعبية".