فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بأغلبية ساحقة في المنافسة الأولى من السباق الجمهوري بولاية أيوا، بأكبر عدد من الأصوات في جميع مقاطعات الولاية البالغ عددها 99 مقاطعة باستثناء واحدة، خسرها بصوت واحد.

هل يعود ترامب للبيت الابيض؟

حصل ترامب على 51%، مقابل 21% لمنافسه "ديسانتيس"، و19% لـ"هيلي"، والآن، بعد أن أصبح الفائز في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا، اتخذ الخطوة الأولى المهمة نحو أن يصبح مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.

وفاز ترامب بالانتخابات العامة في ولاية آيوا في كل من عامي 2016 و2020، لكنه خسر المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا لعام 2016 أمام السيناتور تيد كروز قبل أن يفوز بولاية نيو هامبشاير ثم الترشيح.

ويشار إلى أنه كان قبل عامين و22 شهرا و25 يوما، أنهى ترامب فترة ولايته الرئاسية الأولى وسط الكثير من الجدل، وبلغت حملته لتحدي خسارته أمام الديمقراطي جو بايدن ذروتها في أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير .

وقد تجعل النتيجة فوز ترامب أكثر قوة، حيث لا تزال استراتيجية، فرّق تسد، التي يتبناها قائمة بالكامل مع انطلاق العملية التمهيدية للحزب الجمهوري.

وجاءت نيكي هيلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، في المركز الثالث المخيب للآمال، خلف ديسانتيس مباشرة، ولكن أقل من التوقعات.

ومن المرجح أن تكون المنافسة المتقاربة علامة جيدة لهيلي، التي تتقدم في استطلاعات الرأي بفارق كبير على ديسانتيس في نيو هامبشاير، التي تصوت بعد ثمانية أيام من ولاية آيوا.

وأعرب رئيس الحزب الجمهوري في ولاية آيوا، جيف كوفمان، عن تفاؤله بشأن إقبال الناخبين، وقال لصحيفة The Hill إنه يشعر "بالرضا" تجاه المشاركة بالنظر إلى حرث الشوارع وتوقف الثلوج.

وقال إنه لا يتوقع أن يصل العدد إلى الرقم القياسي الذي يبلغ حوالي 187 ألفًا، لكنه يشعر “بالرضا عما نحن فيه”.

ضعف موقف بايدن 

يشار إلى أن الحرب على غزة والدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على غزة، كان أحد أسباب تعثر حملة جو بايدن الانتخابية التي قد يخسر بسببها الرئاسة أمام منافسه المتوقع دونالد ترامب.

وحسب "المونيتور" الأمريكية، فإن تعثر حملة بايدن لإعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا، ترجع جزئيًا إلى موقفه بشأن غزة، مشيرة إلى توقع خسارته في سباق الرئاسة أمام منافسه المتوقع دونالد ترامب، مضيفة "إذا كان هناك من هو أسوأ بالنسبة لهذه المنطقة من بايدن، فهو ترامب".

وعلق "بايدن" الثلاثاء، على فوز الرئيس السابق دونالد ترامب: "إن ذلك يبرهن على أنّه الأوفر حظًا لنيل بطاقة الترشيح الجمهورية"، حسبما أوردت "قناة الحرة" الأمريكية.

يأتي ذلك مع إعلان عدد من الموظفين الفيدراليين في 22 وكالة اتحادية بالحكومة الأمريكية ترك وظائفهم احتجاجًا على تعامل إدارة بايدن مع الحرب في غزة، حيث تتألف المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم "الفيدراليون المتحدون من أجل السلام"، من عشرات الموظفين الحكوميين الذين سيقيمون "يوم حداد" بمناسبة مرور 100 يوم على الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق موقع "المونيتور".

وبحسب القائمة التي حصل عليها "المونيتور"، فإن الموظفين يشملون أيضًا موظفين في البيت الأبيض، ووكالة الأمن القومي، ووزارة الخارجية، والبنتاجون، ومكتب الأمن الداخلي، ومكتب شؤون المحاربين القدامى، بالإضافة إلى وزارة الجنسية الأمريكية، وخدمات الهجرة ومختبر الأبحاث البحرية، إضافة إلى موظفين آخرين من المتوقع أن ينضموا إلى الاحتجاج قادمين من إدارة الغذاء والدواء، وخدمة المتنزهات الوطنية، وإدارة الطيران الفيدرالية ووكالة حماية البيئة.

وطالب رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، بطرد الموظفين الفيدراليين الذين يخططون للإضراب عن العمل، احتجاجًا على دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وفق "فوكس نيوز" الأمريكية.

ويعكس الاحتجاج الغضب المتزايد بين المسؤولين الأمريكيين بشأن رفض إدارة بايدن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

ويأتي احتجاج الموظفين الأمريكيين بسبب تزويد واشنطن إسرائيل بالقنابل التي تزن 900 كيلوجرام والتي دمرت غزة، إضافة إلى أطنان من الأسلحة الأخرى، كما استخدمت أمريكا حق النقض (الفيتو) ضد مطالب الأمم المتحدة والعالم بوقف إطلاق النار ودخول وتوصيل المياه والغذاء والمأوى والدواء إلى غزة لإعالة 1.9 مليون من سكان غزة الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الهجوم الإسرائيلي، وبسبب الجفاف والمجاعة والأمراض التي تطارد أنقاض غزة، وفق الصحيفة.

ماذا عن الشرق الاوسط؟

هناك الكثير من التساؤلات حول مسار عدد من الملفات في الشرق الاوسط حال عودة ترامب إلى سدة الحكم في 2024.

فيما يخص موقف ترامب من الحرب في غزة بشكل خاص ، فقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إن إسرائيل لم تكن لتتعرض لهجوم لو كان لا يزال رئيسا وتعهد بحل الوضع "بسرعة كبيرة" إذا أعيد انتخابه رئيسا.

وفي حديثه بعد فوزه الكبير في المؤتمر الحزبي الجمهوري الأول في البلاد في ولاية أيوا، وصف ترامب الرئيس الحالي جو بايدن بأنه "أسوأ رئيس شهدناه في تاريخ البلاد".

واعتبر أنه لو كان لا يزال رئيسا "لم تكن روسيا لتهاجم، ولم تكن إسرائيل لتهاجم أبدا"، متعهدا بحل القضيتين بسرعة إذا أعيد انتخابه في نوفمبر.

وأضاف: "الوضع في أوكرانيا مروع للغاية، والوضع الإسرائيلي مروع للغاية.. سنعمل على حلها، وسنعمل على حلها بسرعة كبيرة"، دون أن يذكر تفاصيل.

ووفقاً لما قاله بعض المحللين السياسيين لــفرانس 24 فإنه إذا سارت ولاية ترامب الثانية والمحتملة على نمط الأولى، فحتما ستقع تغيرات في الشرق الأوسط، بداية من إيران التي من المتوقع أن يعمل الرئيس الأمريكي الجديد على عزلها وفك العلاقة التي نسجتها السعودية مع الجمهورية الإسلامية، كما من المرجح أنه سيواصل دعمه لإسرائيل .

أما في منطقة الخليج، فبعدما ساند ترامب في عهدته الأولى السعودية والمحور الذي شكلته لمقاطعة قطر في 2017، فمن المتوقع جدا حسب التحليلات ألا يكرر الرئيس الأمريكي الجديد المحتمل "نفس الغلطة" بحكم أن قطر استعادت مكانتها من بين المفضلين من قبل البيت الأبيض، إضافة إلى المصالح الاقتصادية والعسكرية المتشعبة التي تربط واشنطن بالدوحة.

قلق أوروبي 

ويشار إلى أن دول الناتو يخشون أن يدير الرئيس الأمريكي السابق ظهره لحلف الناتو، بعدما قال في وقت سابق إنه "عفا عليه الزمن"، كما يخشوا أن يترك أوكرانيا دون دعم إذا سعى لاسترضاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وكشف تقرير لـ"نيويورك تايمز" خوف أوروبا من انهيار الحلف، حال وصول ترامب للحكم، رغم أنه على مدار 74 عامًا كان الحلف أهم تحالف عسكري في أمريكا، باعتبار أنه يعزز تأثير الولايات المتحدة من خلال توحيد الدول على جانبي المحيط الأطلسي في تعهد بالدفاع عن بعضها.

إلا أن ترامب قال بوضوح، إنه يرى الحلف عبئًا على الموارد الأمريكية، وفي كتابه الصادر عام 2000، بعنوان "أمريكا التي نستحقها"، كتب ترامب إن الانسحاب من أوروبا من شأنه أن يوفر ملايين الدولارات سنويًا، وعندما كان رئيسًا هدد بانسحاب الولايات المتحدة من الحلف.

وفي خطوة استباقية ونتيجة لتهديدات ترامب السابقة، تبنى مجلس الشيوخ تشريعًا جديدًا في الشهر الماضي، يقضي بمنع أي رئيس من الانسحاب من الناتو في غياب تصويت ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ أو قانون صادر عن الكونجرس.

وكشفت مجلة "فروين بوليسي"، أن شركاء واشنطن يشعرون بالقلق من إمكانية عودة ترامب، خاصة أنهم غير مستعدين لمواجهة احتمال انسحاب أمريكا من حلف الناتو، وحتى إن لم يفعل ترامب ذلك، فإن التهديد بخروج الولايات المتحدة سيخلق مستوى من عدم الاستقرار والاضطراب، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الدعم الذي يوفره الحلف للأعضاء.

وتأسس الناتو بعد الحرب العالمية الثانية للحفاظ على السلام في أوروبا والعمل كحصن ضد الاتحاد السوفييتي، وتطور الناتو ليصبح أداة تعمل من خلالها الولايات المتحدة مع حلفائها في القضايا العسكرية حول العالم.

أما بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية، في حال عودة الرئيس الأمريكي السابق، والتي قد تمثل ضربة قاصمة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، وفي رسالة جديدة نشرها ترامب الأربعاء الماضي، حذر من خطورة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، ووصف الأمر بـ"الخطير".

وفي تصريح سابق، قال ترامب، إن "الترسانة الأمريكية " فارغة، وكذا خزينة الدولة، وإن الولايات المتحدة تدفع لأوكرانيا أكثر من دول الناتو الأخرى.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب دونالد ترامب بايدن واشنطن إسرائيل أمريكا غزة الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی دونالد ترامب ولایة آیوا فی ولایة فی غزة رئیس ا

إقرأ أيضاً:

السعودية تتصدر الشرق الأوسط في تصنيف جديد للأمم المتحدة

السعودية – حققت المملكة العربية السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفق مؤشر البنية التحتية للجودة في التنمية المستدامة «QI4SD» لعام 2024.

واحتلت المملكة المرتبة الـ20 على المستوى العالمي، لتقفز 25 مرتبة بالمقارنة مع المؤشر الذي صدر في 2022، والذي يصدر كل عامين عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «UNIDO».

وقال محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي إنّ نتائج المؤشر تعكس الجهود الوطنية التي تقوم بها المواصفات السعودية بالشراكة مع المركز السعودي للاعتماد، والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص.

وأضاف أن هذه النتائج تأتي نتيجة الدعم غير المحدود الذي تحظى به منظومة الجودة من القيادة الرشيدة لتحقيق مستهدفات رؤية 2030، وتعزز من مكانة المملكة عالمياً وتسهم في بناء اقتصاد مزدهر وأكثر تنافسية.

وأشاد محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة بتطور منظومة الجودة في المملكة، ودورها في تحسين جودة الحياة، والنمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الأداء وتسهيل ممارسة الأعمال، مما أسهم في تقدم المملكة في المؤشرات الدولية.

ويأتي تصنيف المملكة ضمن أفضل 20 دولة حول العالم ليؤكد التزامها بتطوير منظومة البنية التحتية للجودة، والارتقاء بتشريعاتها وتنظيماتها، حيث تشمل عناصر البنية التحتية للجودة التي يتم قياسها في هذا المؤشر: المواصفات، القياس والمعايرة، الاعتماد، تقويم المطابقة والسياسات الوطنية.

المصدر: عكاظ

مقالات مشابهة

  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط أقام صلات تجارية سابقة مع دول خليجية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى خلق مساحة لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • السعودية تتصدر الشرق الأوسط في تصنيف جديد للأمم المتحدة
  • محمد المزروعي ووزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط يبحثان التعاون
  • مايك والتز: حان الوقت لاتفاق جديد من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط
  • الشرق الأوسط ومذكرة اعتقال نتنياهو على طاولة "مجموعة السبع"
  • مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
  • واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
  • كيف تكشف ترشيحات ترامب شكل السياسة الخارجية لإدارته الثانية في الشرق الأوسط؟!
  • منصور بن محمد يلتقي الرئيس التنفيذي لـ «بورشه»