عبدالله الهنائي: هناك قرّاء عمانيون شاركوا في نقل القراءات والتأليف فيها حفظ القرآن في الصغر وتعلمه يورث أخلاقا عالية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
الإبحار في علوم القرآن الكريم واستلهام هداياته، وكشف أسراره، واستخلاص مناهجه في تشكيل شخصية المسلم تمثل أهمية كبيرة عند المسلمين عامة وعند حفظة الذكر الحكيم خاصة الذين اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، فهل اكتشاف هذه الأسرار والهدايات علوم يهبها الله لمن يشاء، وما الطرق والوسائل التي تعين المسلم في تمثُّل روح القرآن، ما هو المنهج القرآني في معالجة وكبح الشهوات، وما الوسائل المعينة لربط الناشئة بهذا الكتاب العظيم، كل هذه الأمور وغيرها طرحناها في حوارنا مع الدكتور عبدالله بن سالم بن حمد الهنائي أستاذ الدراسات القرآنية المشارك بجامعة السلطان قابوس والعضو المؤسس بالجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم.
- هل كشف أسرار القرآن وهداياته علوم يهبها الله لمن يشاء.. أم أنها مبثوثة في السنة النبوية؟
أسرار القرآن وهداياته يهبها الله لمن يشاء من عباده الصالحين، ومعلوم أن صلاح العبد مدخل عظيم لتلكم الأسرار والهدايات هذا من حيث الإجمال وإلا فإن أسرار القرآن مبثوثة في القرآن نفسه والسنة النبوية وكتب التفسير وشروح الحديث، بل إن هناك كتبا مختصة بذلك بيد أن ذلك كله لا يجدي شئيا إلا بتوفيق الله وحده، ومن ثم يورث ذلك هداية الله وأسرار القرآن.
– هل نستطيع ربط انتشار الكثير من الأمراض النفسية لدى الناس بابتعادهم عن قراءة القرآن وتدبره؟ وكيف ذلك؟
ليس ذلك على إطلاقه ومن المعلوم أن ابن آدم يتكون من عقل وجسم وقلب، وعليه فكل من الثلاث يأخذ الثلث، لكن الواقع أن كثيرا من الناس يركزون على الناحية الجسمية، وعليه فيتأثر ابن آدم سلبا والمطلوب أن تكون القسمة ثلاثية ومنها الناحية القلبية التي تحتاج إلى تغذيتها بالناحية العبادية من تأدية الشعائر مثل الصلاة والصوم والحج والزكاة وكثرة ذكر الله ومن ذلك قراءة القرآن.
إذا بعد الإنسان عن الجانب الروحي فيحصل فراغ روحي، يتأثر الإنسان بذلك من حيث الخواء الروحي الذي يورث بدوره انتشار كثير من الأمراض العقلية والنفسية بل الجسمية؟ والدليل على ذلك واقع الناس المعاش فكل إنسان يكثر من ذكر الله خاصة قراءة القرآن فإنه يحصل له تلذذ يورثه راحة وهدوء بال.
وأجريت دراسات في عدة جامعات غربية وعربية أثبتت كلها تأثير قراءة القرآن على جميع من قرأه بل حتى مستمعيه من غير المسلمين، بل إن هناك دراسة أجريت في إحدى الجامعات اليابانية أثبتت تأثير القرآن على نمو النباتات. وصدق منزل الكتاب إذ يقول "إِنّ هَذَا الْقُرْآنَ يهْدِي للّتي هي أَقْوَمُ" ويقول "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" وجاء خذ ما شئت من القرآن لما شئت.
- ما هي الطرق والوسائل التي تعين المسلم في تَمَثُّل روح القرآن؟
الطرق كثير والوسائل متعددة لكن الناس لا يسلكون الطرق السوية ومن هنا كانت مشكلتهم مع القرآن. وأهم طريقين مختصرين يؤديان إلى الوصول إلى القرآن هما أمران:
الأول: البعد عن المعاصي لأنها تنكد على القلب نكتا سوداء "بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُون" فالران يغطي ويحجب من وصول نور القرآن إليه.
الثاني: سلوك الطريق القويم إلى القرآن وذلك بثلاثة أمور
تبدأ من تعلم تلاوته الصحيحة وهكذا بدأ النبي مع الصحابة الكرام فأول آيات أنزلت عليه هي "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ..." الآيات الخمس من أول سورة العلق ومع التلاوة يمكن الحفظ وكان الرعيل الأول يسلكون هذا المسلك ولذا قيل:" من حفظ خمسا خمسا لم ينس"
وتدبره من خلال فهمه بعلوم الآلة التي تساعد على ذلك مثل النحو والبلاغة وعلوم القرآن والتفسير.
والعمل بما في القرآن ومعنى ذلك أن لا ينفك صاحب القرآن عن العمل بالقرآن وإلا لا فائدة من حشو الدماغ بالألفاظ المجردة ويصدق ذلك أو يكذبه حسن الخلق "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" و"وكان خُلقه القرآن" والله قسّم الأخلاق كما قسّم الأرزاق فحسن الخلق أعظم من المال، فكلما كان الإنسان على خلق عظيم كان أقرب إلى الله وإلى عباده، فرب إنسان يَصِلُ بحسن خلقه إلى درجة القائمين والصائمين، ولربما كان العكس والعياذ بالله.
ـ ما هو المنهج القرآني في معالجة وكبح الشهوات؟
المنهج القرآني في كبح الشهوات هنالك منهجان عام ويتمثل في غرس الإيمان الحق قبل كل شيء من الإيمان بالله واليوم الآخر...ألخ ثم يعلم الشخص شرائع الإسلام من الصلاة والصوم وسائر الشعائر التعبدية، كما يعرف بالمنهيات كي يجتنبها ثم يرضع الإنسان الأخلاق والقيم، فكل هذه الأمور مجتعمة تورث المسلم خوف الله وتربي فيه الضمير الحي الذي يكبح الشهوات، ويراقب الله سرا وعلانية وإذا ما زل الإنسان -لا قدر الله- بسبب بشريته وأتى ببعض المعاصي فليتستر بستر الله وهنالك عقوبات تردع مثل تلكم الأمور قررها القرآن والسنة النبوية.
أما المنهج الخاص فيتمثل في قراءة القرآن الذي فيه شفاء لأمراض القلوب والأبدان، كما قال تعالى: "قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ" وقال تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ".
وليس للاستشفاء به حد معين ينتهي إليه، بل مهما أكثر العبد من قراءة القرآن بحضور قلب وتدبر حصل له مراده من الاستشفاء به -بإذن الله- وليعلم أن قراءة القرآن بتدبر وفهم وحضور قلب من أعظم مذهبات أمراض الشهوات؛ لما اشتمل عليه القرآن من التزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة، ولما للقرآن من تأثير غريب عجيب على ابن آدم بشرط أن يكون الشخص يريد ذلك ويرغب فيه "وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا"
فالقرآن له تأثير قوي على قلوب بني آدم كما قال تعالى:" لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ".
- ما أبرز جهود العمانيين في مجال القراءات القرآنية؟
جهود العمانيين في مجال القراءات القرآنية كثيرة -لا كما يظن بعض الناس- وقد تتبعت جهودهم العلمية بالتأليف والعلمية بتعليم القراءات ونشرها فألفيتها تقارب الأربعين شخصية منذ القرن الأول وحتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري وبحول الله سيخرج هذا العمل في كتاب سميته (معجم القراء العمانيين) ومن أبرز ما توصلت إليه:
ثبت في البحث بما لا يدع مجالا للشك أن هناك قراء عمانيين شاركوا في نقل القراءات والتأليف فيها كالدوري والخليل بن أحمد وأبي محمد الحسن بن علي بن سعيد.
وابتدأ وجود القراء العمانيين من القرن الأول الهجري خير القرون، (جابر بن زيد) وسار كذلك إلى القرن الثالث عشر الهجري، ومن خلال التتبع وجد الباحث أن بعض العمانيين أخذ عن بعضهم الآخر كيمان العماني الذي أخذ عن جابر بن زيد، وعلي بن نصر الصغير الذي أخذ عن أبيه نصر بن علي.
وأخذ القرنان الثاني والثالث الهجريان نصيب الأسد في وجود القراء العمانيين فيهما ولعل السبب يعود إلى انتشار الفن وانتشار القراء والمدارس ووجود معظم أولئك القراء في الحواضر الإسلامية كالبصرة والكوفة وبغداد ومكة والمدينة.
ولا يكاد يخلو قرن من القرون من وجود قراء عمانيين سكنوا عمان أو خارجها، وهو وجود فني علمي إذ هذا الوجود يمكن من التخصص الدقيق ولربما وصل إلى حد التأليف الدقيق الشائق منقطع النظير كمؤلفات أبي محمد العماني وابن عريق المعولي.
وعدم وجود القراء العمانيين بكثرة في بعض القرون لا يعني بحال من الأحوال عدم الاعتناء بالفن، ففن القراءات هو فن علمي قل الاعتناء به في كثير من الحواضر الإسلامية ولربما زاد في بعض القرون وفي بعض الحواضر الإسلامية لأسباب سياسية وعلمية.
واعتناء القراء العمانيين بالتأليف في فن القراءات اعتناء نوعيا وليس كميا ففي تلكم المؤلفات تظهر الدقة والتنوع وحسن التبويب.
ويظهر من خلال تتبع تراجم القراء العمانيين أن كثيرا منهم له اعتناء واسع باللغة العربية وفنونها، وهذا ما أهلهم لإنتاج نوعي متخصص دقيق.
ومن هؤلاء من ألف في القراءات ويأتي على رأسهم العلامة الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن سعيد المقرئ العماني صاحب المرشد وإذا أُطلق لقب العماني في كتب علوم القرآن فهو المراد وله مؤلفات من أهمها:
الكتاب الأوسط في علم القراءات وهو كتاب ألفه في القراءات الثمان وهي السبع المشهورة إضافة إلى يعقوب الحضرمي البصري، والكتاب مطبوع بدار الفكر الدمشقية إلا أنه مفقود منه ما يتعلق بفرشيات الحروف.
والكتاب الجامع، وهو كثيرا ما كان يحيل عليه الإمام أبو محمد في مواطن كثيرة من الكتاب الأوسط، بل إنه قد ذكر في مقدمة هذا الأخير ما نصه "وسميته الكتاب الأوسط في علم القراءات، إذ قد شرعت في وضع كتاب هو أتم منه يرتفع المراد منه مع مرور الأوقات ومساعدة الأيام".
وظاهر من العبارة أنه قد بدأ بتأليفه غير أني -شخصيًا- لا أملك دليلا علميا هل أنجزه أم لا؟
والمغني في معرفة وقوف القراءات: وقد نص عليه نفسه في مقدمة كتابه المرشد حين قال: فلما وقع الفراغ من الكتاب الموسوم بالمغني في معرفة وقوف القرآن... أحببت أن أعقبه بهذا الكتاب الذي هو أتم منه ومن سائر الكتب المعمولة في هذا العلم".
وكتاب المرشد في الوقف والابتداء، وهو كتاب حافل جميل غزير حُقق مؤخرا من قبل الدكتور أبي يوسف محمد حديد الكفراوي من جامعة الأزهر وعسى أن يرى النور قريبا.
- مع كثرة الملهيات والمغريات في هذا العصر، ما الوسائل المعينة لربط الناشئة بالقرآن الكريم؟
أهم شيء في ذلك هو الاعتناء بهم منذ نعومة أظفارهم "علموا أولادكم القرآن فإنه أول ما ينبغي أن يتعلم من علم الله هو" كما قال المعصوم -صلى الله عليه وسلم- ويروى عن بعض السلف قوله: " علموا أولادكم القرآن فإنه سيعلمهم كل شيء" وجاء في بعض الآثار " مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ فِي شَبِيبَتِهِ اخْتَلَطَ الْقُرْآنُ بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ"
فحفظ القرآن في الصغر وتعلمه يورث أخلاقا عالية في الجيل كما يبعدهم عن الشرور، ومما ينبغي مراعاته في هذا الجانب أن يراعى مع الطالب مناسبة سنه لما يحفظ فيبدأ بقصار السور ثم أوسطها ثم طوالها
أن يكون المدرس لطيفا ظريفا مع صغار السن.
أن يستعان بالوسائل المعاصرة في حفظ القرآن وتلاوته وفهمه باستخدام البرامج المحوسبة والألعاب المعاونة وقد ألف هلال الريامي منهج القلاع السبع الذي يعاون على ذلك، وتوجد برامج مخصصة للأطفال في الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم ومدارس نموذجية تعنى بهذا الجانب كالمدرسة الوقفية بالعامرات.
- ما وصيتكم للمقبلين على القرآن ودراسة علومه؟
وصيتي هي أن من أرد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أرد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معنا فعليه بالقرآن. وأن تهتم الأسرة بالطفل منذ نعومة أظفاره فسوف تتهذب أخلاقه وتصفو نفسه وبإذن الله سيتفوق في دراسته ونتيجة ذلك أن يخرج مجتمع صالح تقل مشكلاته وتكثر خيراته ويحسن بناء وطنه بكل أمانه وصدق وإخلاص، كما أوصي من أراد أن يتعلم القرآن حفظا وتلاوة أن يقصد المتقنين ذوي الأخلاق العالية، ووصيتي الأخيرة أن نتمثل أخلاق أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته وكما وصف رب النبي رسوله " وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" اللهم اجعلنا من أهل القرآن العاملين به واقعا وخلقا، والله أعلم وأحكم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القرآن الکریم قراءة القرآن ال ق ر آن فی بعض
إقرأ أيضاً:
أذكار النوم من القرآن وفضلها.. أسباب تجعلك لا تفوتها ليلة
أذكار النوم من القرآن وفضلها وأحكامها من الأمور التي لا ينبغي تفويتها أو الاستهانة بها بأي حال من الأحوال لما لها من فضائل عظيمة وجلية، خاصة عندما تكون أذكار النوم من القرآن ، لذا يستحب قبل دخول الفراش قراءة أذكار النوم والتحصين بها قبل الاضطجاع؛ لقول الله - عز وجل- في سورة آل عمران: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ»، ولعل ما يدل على أهمية معرفة أذكار النوم من القرآن وفضلها وأحكامها كثرة الوصايا الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقراءة أذكار النوم من القرآن .
ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم كل ليلة؟.. 16 عملا لا تفوتهمماذا يحدث عند تشغيل سورة البقرة أثناء النوم؟.. انتبه لـ5 حقائقأذكار النوم من القرآن وفضلها1- كان -صلى الله عليه وسلم- "«يجمع كفيه ثم ينفث فيهما والقراءة فيهما: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ومسح ما استطاع من الجسد يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده».
ويجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ» بسم الله الرحمن الرحيم «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ*مِن شَرِّ مَا خَلَقَ*وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ*وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ » بسم الله الرحمن الرحيم « قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ *مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ » ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده" ( يفعل ذلك ثلاث مرات ).
2- آية الكرسي: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». [البقرة 255]فضلها: أجير من الجن حتى يصبح.
3-«آخر آيتين من سورة البقرة: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». [البقرة 285 - 286]فضلها: من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
4- كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يحبّ سورة الملك، ويداوم على قراءتها كلّ ليلةٍ، وذُكر أنّه يودّ لو أنّها في قلب كلّ مسلمٍ، فقد ورد لقراءةِ سورة الملك العديدُ من الفضائل التي تعودُ بالخير على المسلم، وفيما يلي بعضٌ من فضائل قراءة هذه السورة في الليل:
1. مانعةٌ لعذاب القبر.
2. ومنجّية لمَن يحافظ ويداوم على قراءتها في ليلته قبلَ نومه.
3. مجادِلةٌ عن صاحبها يوم القيامة، فهذه السورة تأتي يوم القيامة وتجادلُ عن صاحبها لتدخلَه إلى جنان النعيم.
4. وتبعدُ عنه عذابَ جهنّم.
5. مسبّبةٌ للحسنات والثواب لصاحبها، فمن يحافظ على قراءتها يوميًّا قبل نومه يحصلْ على الكثير من الحسنات والثواب، فبكلِّ حرفٍ من القرآن حسنة، والحسنةُ بعشرةِ أمثالها والله يضاعفُ لمن يشاء، حيث يحصلُ المسلم على الكثيرِ الوارفِ من الثواب والحسنات إذا داومَ عليها.
6. شافعةٌ لصاحبها حتّى يُغفر له يومَ القيامة.
أذكار النوم وأحكامها1- يُستحبّ على الذاكر أن يردد الأذكار بتأنٍ وتعقُّل، وفهمها لينشرح صدره، وليذوق حلاوةَ الإيمان؛ لذلك لا يليق التسرع في قولها دون استحضار للقلب.
2- من السُّنة أن يقولَها بصوتٍ منخفض، بحيث يسمع نفسه فقط، ولا يرفع بصوته بها في حضرة الناس فيزعجهم، فقد الله تعالى: «ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ».
3- عدم رفع اليدين، لأنه لم يرد في السُّنة ما يدلّ على ذلك، ولأنّ رفع اليدين غير مُستحبّ في أذكار الثناء والحمد.
4- يُستحبّ أن يأتي بها منفردًا، حيثُ إنه لم يشرعْ ذكرها مع الجماعة في المسجد.
فضل أذكار النومورد لأذكار النوم العديد من الفوائد التي يجنيها المسلم، منها:
1.نيل الأجر من الله - سبحانه وتعالى-، فكلما ذكر الإنسان الله ازداد أجره وثوابه.
2. تقوية صلة العبد بربه من خلال ذكره في جميع الأوقات حتى وقت الخلود للنوم.
3.الحماية من كيد الشيطان؛ حيث لا يُمكن للشيطان أن يقترب ممن يذكرون الله قبل نومهم.
4.تحمي المُسلم من أي شر قد يضره.
5.مضاعفة حسنات المُسلم في الدنيا والآخرة.
6.نيل رضا الله - سبحانه وتعالى- وشفاعة رسوله يوم القيامة.
7.الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية.
8.الحماية من العين والحسد.
9.غفران الذنوب.
10.استشعار القرب من الله - عز وجل-، وبالتالي الابتعاد عن كُل ما هو محرّم أو مكروه في الدين.
11. شعور المُسلم بقوة جسدية تجعله نشيطًا عند استيقاظه من نومه ليقوم بكافة الأعمال المطلوبة منه.
12.تعلم الاتكال على الله في كُل شيء، فالإنسان عندما يضع نفسه في الفراش فهو لا يعلم إن كان سيُصبح في اليوم التالي أم يأخذه الموت فجأة، وهكذا فإنه يتعلم أن يُسلم جميع أموره لله - سبحانه وتعالى-.
أذكار النوم1- « باسمك اللهم أموت وأحيا » رواه البخاري.
2- «باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه ، إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظهـا بما تحفظ بـه عبـادك الصـالحين » رواه البخاري ومسلم .
3- « اللهم إنك خلقت نفسي وأنت توفاها ، لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها ، وإن أمتها فاغفر لها ، اللهم إني أسألك العافية » رواه مسلم .
4- «اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك » ثلاث مرات رواه أبو داود والترمذي ، ويقوله إذا وضع يده اليمنى تحت خده.
5- « اللهم أسلمت نفسي إليك ، وفوضت أمري إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت » رواه البخاري ومسلم.
6- «الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا ، فكم ممن لا كافي له ولا مأوي » رواه مسلم.
7- «اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء ، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء ، اقضي عنا الدين وأغننا من الفقر » رواه مسلم.
8- «اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم » رواه أبو داود والترمذي .
أذكار النوم الصحيحةورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، أنه كان يردد عدة أدعية قبل النوم ودخول الفراش، تسمى أذكار النوم الصحيحة ، ومنها:
1- «بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها ، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين». (مرة واحدة) .
2-«اللّهُـمَّ إِنَّـكَ خَلَـقْتَ نَفْسـي وَأَنْـتَ تَوَفّـاهـا لَكَ ممَـاتـها وَمَحْـياها، إِنْ أَحْيَيْـتَها فاحْفَظْـها، وَإِنْ أَمَتَّـها فَاغْفِـرْ لَـها. اللّهُـمَّ إِنَّـي أَسْـأَلُـكَ العـافِـيَة». (مرة واحدة) .
3-«اللّهُـمَّ قِنـي عَذابَـكَ يَـوْمَ تَبْـعَثُ عِبـادَك». (مرة واحدة).
4-«الـحَمْدُ للهِ الَّذي أَطْـعَمَنا وَسَقـانا، وَكَفـانا، وَآوانا، فَكَـمْ مِمَّـنْ لا كـافِيَ لَـهُ وَلا مُـؤْوي». (مرة واحدة) .
5-«اللّهُـمَّ أَسْـلَمْتُ نَفْـسي إِلَـيْكَ، وَفَوَّضْـتُ أَمْـري إِلَـيْكَ، وَوَجَّـهْتُ وَجْـهي إِلَـيْكَ، وَأَلْـجَـاْتُ ظَهـري إِلَـيْكَ، رَغْبَـةً وَرَهْـبَةً إِلَـيْكَ، لا مَلْجَـأَ وَلا مَنْـجـا مِنْـكَ إِلاّ إِلَـيْكَ، آمَنْـتُ بِكِتـابِكَ الّـذي أَنْزَلْـتَ وَبِنَبِـيِّـكَ الّـذي أَرْسَلْـت». (مرة واحدة) .
6-سُبْحَانَ اللَّهِ (33 مرة) .
7-الْحَمْدُ لِلَّهِ (33 مرة) .
8-اللَّهُ أَكْبَرُ (34 مرة) .
9-«يجمع كفيه ثم ينفث فيهما والقراءة فيهما: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ومسح ما استطاع من الجسد يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده».
10-آخر آيتين من سورة البقرة: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». [البقرة 285 - 286]فضلها: من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
11-آية الكرسي: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». [البقرة 255]فضلها: أجير من الجن حتى يصبح.