أحمد بالهول الفلاسي: التقدم التكنولوجي هو المحرك الأساسي للتقدم الإنساني
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
الإمارات-«الخليج»:
شارك الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير التربية والتعليم، في جلسة نقاشية رفيعة المستوى حول «التعليم والذكاء الاصطناعي»، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي المنعقد في دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير الجاري، ناقش خلالها دور الوسائل التكنولوجية المتقدمة في تطوير المنظومة التعليمية وتحسين المخرجات.
شارك في الجلسة بيتينا شتارك-فاتزنيغر، وزيرة التعليم والبحث الألمانية؛ وهادي بارتوفي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة «Code.org»؛ وجيفري آر. تار الرئيس التنفيذي لشركة «سكيل سوفت»، وأدار الحوار الصحفية الجنوب إفريقية زينغا كونتا.
وناقش المشاركون في الجلسة الفرص والتحديات المرتبطة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي، وأبرز الممارسات الواجب تبنيها لضمان تحقيق أقصى استفادة وبما يعود بالنفع على الطلاب والمعلمين لتحقيق أفضل مخرجات تعليمية تلبي متطلبات سوق العمل وتسهم في رفد الطلاب بالعلوم والمعارف المتطورة.
وأكد الفلاسي أن التقدم التكنولوجي هو المحرك الأساسي للتقدم الإنساني كونه يفتح آفاقاً جديدة للتطور تمكّن كافة القطاعات من النمو، ويتيح للدول والحكومات تأهيل الأفراد وتنمية المجتمعات لبناء مستقبل أفضل، مشيراً إلى أهمية تطبيق التقنيات الحديثة بشكل آمن، مع مراعاة أن الدول القادرة على استيعاب هذه القفزات ستكون أكثر استعداداً وجاهزية لحصد ثمارها في المستقبل على شكل تنمية شاملة ومستدامة في كافة القطاعات.
وأضاف الفلاسي أننا شهدنا على مدار السنوات والعقود الماضية العديد من الابتكارات التي أثرت بشكل جذري على آلية عمل العديد من القطاعات وتحدت المفاهيم التقليدية السائدة التي اعتبرها البعض أمراً مسلماً به.
ونوّه إلى أن المجال التعليمي لم يكن بمعزل عن هذه التطورات، بل إن العقود الماضية شهدت نقاشات طويلة ومعمقة حول مخاطر تبني هذه التقنيات والابتكارات الحديثة على غرار جدوى تضمين الآلة الحاسبة أو الكمبيوتر أو الإنترنت ضمن النظم التعليمية، ولكن التجربة أثبتت في كل مرة أن المقاربة الأكثر صواباً تكون في دراسة التقنيات الحديثة وتقييمها بشكل معمق والحرص على الاستفادة من مزاياها بما ينعكس إيجاباً على كافة مكونات العملية التعليمية ويجعلها أكثر كفاءة وجودة.
وأشار إلى عدم دقة تخوف البعض من تأثير التطورات التكنولوجية على دور المعلمين، لافتاً إلى أن دور التكنولوجيا هو مكمل لدور المعلم وداعم له، ولا يقدم بديلاً له بحال من الأحوال. وشدد الدكتور الفلاسي على أن دور المعلم يظل أساسياً ومحورياً في العملية التعليمية وفي تشكيل وعي الطلبة وبناء مهاراتهم وقدراتهم. وقال إن العالم بحاجة لمزيد من المعلمين المؤهلين والقادرين على تزويد الطلبة بعلوم المستقبل، ويمكن للابتكارات التكنولوجية أن تساهم في ردم هذه الفجوة، وتساهم في تأهيل مزيد من المعلمين ليكونوا أكثر قدرة على أداء مهامهم بكفاءة.
وسلط الدكتور الفلاسي في مداخلته الضوء على تجربة دولة الإمارات الرائدة في الاستفادة من الإمكانات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي وربطها بتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، كما كانت الإمارات أول دولة في العالم تنشئ وزارة متخصصة للذكاء الاصطناعي بما يؤكد تبني حكومة الإمارات نهجاً استباقياً لمواكبة التطور التكنولوجي والاستفادة من الفرص التي يتيحها.
وأفاد بأن مقاربة وزارة التربية والتعليم في الإمارات لتضمين الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي في الدولة كانت مسؤولة، حيث ركزت على تصميم منصات تتسم بالشفافية والموثوقية وتراعي الخصوصية الثقافية والاجتماعية للمجتمع الإماراتي، لافتاً إلى أن الوزارة تواصل العمل على دراسة التغذية الراجعة من التطبيق التجريبي للذكاء الاصطناعي في التعليم، وذلك بهدف تطوير التجربة وضمان مساهمتها في الارتقاء بجودة التعليم، وترسيخ ثقافة الابتكار، وبناء أجيال تمتلك مهارات وعلوم المستقبل.
ويهدف المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار «إعادة بناء الثقة»، إلى استعادة القدرة الجماعية وتعزيز المبادئ الأساسية للشفافية والاتساق والمساءلة بين القادة. ويجمع المنتدى سنوياً أكثر من 3,000 من قادة القطاعين العام والخاص، وممثلي كبرى الشركات العالمية والمنظمات غير الربحية والأكاديميين والمتخصصين في كافة أنحاء العالم بهدف بحث كافة المسائل السياسية والاقتصادية والتنموية التي تؤثر في العالم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المنتدى الاقتصادي العالمي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي الإمارات دافوس التعليم الذكاء الاصطناعي فيديوهات
إقرأ أيضاً:
اليونسكو تنظم ندوة عن كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التعليم
اجتمع خبراء ومعلمون من جميع أنحاء العالم، في ندوة بمناسبة اليوم العالمي للتعليم في 24 يناير، لاستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتدريب المعلمين، ومحو الأمية الرقمية، والاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا في الفصول الدراسية.
ووفرت هذه الندوة، التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، منصة للتفكير الجماعي حول كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسات التدريس وتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للمستقبل.
وذكرت الينسكو، في بيان على موقعها الإلكتروني اليوم /السبت/، أن موتلو كوكوروفا، الأستاذ في جامعة لندن، افتتح النقاش بتسليط الضوء على الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في المجتمع، وخاصة في التعليم.
وقال كوكوروفا، إنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تساعد المعلمين على أن يصبحوا أكثر كفاءة من خلال إنشاء المحتوى وتطوير الأنشطة وتبسيط المهام الإدارية، كما يمكن أن يؤدي الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي من قبل المعلمين والطلاب إلى تحسين النتائج وتعزيز تنمية المهارات.
وأكد ضرورة أن يراقب المعلمون المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي بعناية، لافتا إلى أن تدريب المعلمين وتكييف ممارسات التدريس يشكلان أولوية بالنسبة لليونسكو، وذلك من أجل ضمان جودة التعليم الرقمي والتكامل الفعال للذكاء الاصطناعي.
من جانبه، استعرض موتلو تشوكوروفا أستاذ التعلم والذكاء الاصطناعي، في جامعة لندن، المخاطر والتحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي في التعليم، معربا عن مخاوفه بشأن إمكانية تدريب المعلمين والوصول إلى التكنولوجيا في المناطق المحرومة.
من جانبه، أكد رئيس التعلم الرقمي والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في اليونسكو، شيتانشو ميشرا، أهمية تطوير أطر أخلاقية تتكيف بشكل خاص مع التعليم، مشيرا إلى أن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم تختلف عن الأخلاقيات العامة للذكاء الاصطناعي.
وأكد "ميشرا" على الحاجة إلى التعاون العالمي للحد من المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي غير المنظم، داعيًا إلى توحيد المعايير الأخلاقية بين البلدان.
وفي حين أعرب المعلمون عن مخاوفهم بشأن حماية بيانات الطلاب ومنع التحيز الخوارزمي، سلط شيتانشو ميشرا الضوء على أهمية تزويد كل من المعلمين والطلاب بالإرشادات والمهارات الاجتماعية والعاطفية، لضمان الاستخدام المسؤول والشامل للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية.