منظمة العمل ضد الجوع: الغارات الأخيرة في اليمن تهدد قدرة المنظمات على توصيل إمداداتها الإنسانية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
أكدت منظمة "العمل ضد الجوع" أن الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، تهدد قدرة المنظمات الإنسانية على توصيل الإمدادات وتثير مخاوف كبيرة بشأن التصعيد المحتمل في واحدة من أفقر دول العالم.
وقالت المنظمة، في بيان لها إن الأعمال العدائية الجارية ستؤدي إلى تعريض سلامة المدنيين للخطر وزيادة تدهور ظروفهم المعيشية، لا سيما من خلال تهديد الإمدادات الغذائية والطبية.
وأضافت أن 21.6 مليون شخص، أو 75% من السكان، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في اليمن.
وأشارت إلى إن تدهور الوضع الاقتصادي، وانخفاض قيمة العملة، ونقص الوقود، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية المستوردة، وعدم وجود دخل مستقر، جعل الاحتياجات الأساسية غير قادرة على تحمل تكاليفها بالنسبة لجزء كبير من السكان اليمنيين.
وأوضحت أنه ومنذ الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يومي 12 و13 يناير/كانون الثاني، اضطرت العديد من المنظمات الإنسانية إلى تقليص عملياتها لأسباب أمنية.
وقالت آن غاريلا، مديرة عمليات العمل ضد الجوع في الشرق الأوسط، إن اليمن يعتمد بشكل شبه كامل على الواردات الغذائية والطبية، والتي يتم نقلها إلى حد كبير عبر موانئ الحديدة وعدن.
ولفتت إلى أنه مع تزايد التوترات في البحر الأحمر، تجد المنظمات الإنسانية صعوبة متزايدة في جلب الأدوية، التي تعتبر ضرورية لبقاء السكان على قيد الحياة، في حين تضاعفت تكاليف الإمدادات في غضون بضعة أسابيع.
وأردفت: "لقد نفد مخزوننا من الأدوية عمليا، وفي ظل عدم الاستقرار الحالي، لا يمكننا أن نضمن تجديد مخزوننا في غضون فترة زمنية معقولة. وإذا استمر هذا الوضع، فقد تكون له عواقب وخيمة، بالنظر إلى أن حوالي 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدة الرعاية الصحية في اليمن".
وأكدت أن انخفاض الإمدادات الغذائية سيؤدي إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي لملايين اليمنيين.
وقالت المنظمة، بأن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في 2023م، في حين ظل معدل سوء التغذية الحاد بين النساء والأطفال في اليمن من بين أعلى المعدلات في العالم، حيث يحتاج 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضعة و2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى علاج من الحالات الحادة. سوء التغذية.
ونوهت إلى أنه و"على الرغم من حجم الاحتياجات، لا تزال الأزمة في اليمن تعاني من نقص التمويل"، مشيرة إلى أن انخفاض التمويل الدولي أدى إلى إعلان برنامج الأغذية العالمي في ديسمبر الماضي لـ "وقف مؤقت" لبرنامج المساعدة الغذائية العامة، مما أثر على 9.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شمال اليمن.
وبيّنت أن "الزيادة في تكاليف النقل والتأمين، المرتبطة بعدم الاستقرار في البحر الأحمر، لها تأثير مباشر على البرامج الإنسانية، حيث سيتعين خصم هذه التكاليف من الميزانيات المخصصة للبرامج".
وتحدث البيان عن استمرار القيود والعقبات البيروقراطية العديدة تعيق الوصول السريع والآمن للمساعدات الإنسانية في اليمن، وخاصة في المناطق النائية.
وعملت منظمة العمل ضد الجوع في 2023م، على تحسين الحالة الصحية والتغذوية للسكان الضعفاء من خلال تعزيز الوصول إلى خدمات الصحة والتغذية الأولية وجودتها في المراكز الصحية ومن خلال فرقها المتنقلة - بما في ذلك من خلال توفير الأدوية، المعدات الطبية والتدريب.
كما تم تقديم برامج الرعاية الصحية الأولية والصحة الإنجابية والتطعيم، بالإضافة إلى اكتشاف وعلاج سوء التغذية الحاد المتوسط والشديد لدى الأطفال دون سن الخامسة وبين النساء الحوامل والمرضعات.
كما قامت منظمة العمل ضد الجوع بإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وأنظمة إدارة النفايات الطبية ودعمت بناء مصادر المياه المجتمعية لضمان الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي في المراكز الصحية والمجتمعات الضعيفة. كما تم تقديم الدعم لرعاية الرضع والأطفال الصغار وممارسات التغذية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: البحر الأحمر اليمن واشنطن مليشيا الحوثي الحرب في اليمن ملیون شخص فی الیمن من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
مؤشرات أخلاقيات المنظمة (2)
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هناك عدة مؤشرات توضح إذا ما كانت أي منظمة تتميز بالسلوك الأخلاقي أم لا، أهمها توجه المنظمة نحو النتائج، إذ لا ينبغي للمنظمة أن تسعى إلى تحقيق النتائج بأي ثمن. بل يجب أن يتم كل العمل لتحقيق النتائج ضمن منظومة القيم الخاصة بالشركة. ويجب تحقيق النتائج في سياق تطوير المنتجات وفقًا لاحتياجات العملاء، ويجب إنتاجها وتسليمها بسعر عادل لجميع الأطراف المعنية. وفي الشركة الأخلاقية، تكون النتائج أكثر من مجرد أرقام. فهي معايير ودروس للمستقبل وأهداف للحاضر.
كذلك المنظمات التي تنجح وتنمو؛ تفعل ذلك من خلال المخاطرة. لا تلتزم هذه المنظمات بالمسار الآمن. الشركات العظيمة تبتكر، وتشجع التفكير "خارج الصندوق"، وتجرب أشياء جديدة. هذه الشركات تعيد اختراع نفسها وتكافئ المجازفين.
طالما يتم الالتزام بفلسفة الشركة الأخلاقية، فإن المخاطرة لا تشكل تهديدًا للأخلاق. الشركات العظيمة تجتذب الموظفين الذين على استعداد للمخاطرة. ويتم تشجيع الموظفين ودعمهم ومكافأتهم على المخاطرة المحسوبة. إذا كانت المخاطر تؤتي ثمارها، فإن المجازفين يتقاسمون المكافآت. إذا لم تؤتي المخاطر ثمارها، يتم إجراء مراجعات لتحليل ما حدث خطأ وما يجب القيام به في المستقبل لتجنب الوقوع في هذا الفخ.
بالإضافة إلى الشغف، فالمنظمات العظيمة تتكون من أشخاص لديهم شغف بما يفعلونه. هؤلاء هم الأشخاص الذين يعملون من أجل تحدي الوظيفة وليس فقط من أجل الحصول على راتب. هؤلاء الموظفون متحمسون ويعتقدون أن عملهم يمكن أن يحدث فرقًا. يظهر الناس شغفهم بطرق مختلفة، يمكن أن يكون ذلك من خلال بذل جهد إضافي في مشروع أو العمل في عطلة نهاية الأسبوع أو حتى التشجيع بحماس. بدون الشغف، يبذل الموظفون الحد الأدنى من الجهد في العمل.
ثم المثابرة، يتمتع العاملون في المنظمات المتميزة بالإرادة للاستمرار. فهم يواصلون العمل حتى عندما لا تكون النتائج على النحو المرغوب، أو عندما يرفض العملاء الشراء. وهذا الاستمرار هو نتيجة لشغفهم بما يفعلونه. فهم يعملون بجدية أكبر، ويستمرون في المخاطرة. ويتصرفون بشرف ونزاهة. ويركزون على احتياجات ورغبات العملاء. ولا يشعرون بالرضا إلا عندما يحققون الأهداف والنتائج المتوقعة.