تقرير: لماذا لن توقف الضربات الأميركية هجمات الحوثيين على السفن؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
نقل تقرير لمجلة "فوربس" الأميركية عن خبراء أن ضربات واشنطن على مواقع الحوثيين في اليمن لن تؤدي لوقف الهجمات التي تشنها الميليشيا المدعومة من إيران على السفن في البحر الأحمر.
وأعلن الجيش الأميركي أن قواته نفذت، الأربعاء، ضربات على 14 صاروخا للحوثيين كانت معدة لإطلاقها من اليمن، في رابع يوم يشهد ضربات أميركية خلال أقل من أسبوع.
وأدت الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي، المصنفة على لائحة الإرهاب الأميركية، على السفن في المنطقة منذ نوفمبر إلى تباطؤ حركة التجارة بين آسيا وأوروبا وأثارت قلق القوى الكبرى. وتهدف الضربات الأميركية إلى إضعاف قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات في البحر الأحمر.
وتقول المجلة إن "هناك إدراكا متزايدا بأن ردع الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات أو التغلب عليهم لن يكون سهلا في حال اقتصر الأمر على تنفيذ ضربات جوية".
ونقلت المجلة عن الباحث في معهد جيمس تاون مايكل هورتون القول إن قدرات الحوثيين أو استعدادهم لاستهداف السفن بشكل أكثر دقة آخذ في الازدياد".
ويضيف هورتون أن "الضربات الجوية لن تقلل بشكل كبير من قدرة الحوثيين على ضرب أهداف في البحر الأحمر"، واصفا إياهم بـ"إنهم قوة مختلطة تجمع بين جيش تقليدي وميليشيا متطورة".
وكانت السعودية والإمارات قادتا تدخلا عسكريا في اليمن في عام 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد الحوثيين المدعومين من إيران بعد استيلائهم على مساحات واسعة من البلاد في 2014، بما ذلك العاصمة صنعاء.
ويشير هورتون إلى أن "القوات الجوية السعودية والإماراتية شنت غارات على الحوثيين استمرت لأكثر من أربع سنوات، لكنها لم تفعل سوى القليل أو لا شيء على الإطلاق لتقليل قدرة الحوثيين على مواصلة القتال".
ووفقا للمجلة فإن الحوثيين واصلوا استهداف مواقع داخل السعودية والإمارات رغم الضربات الجوية، مبينة أن الحملة الجوية في حينه لم تنجح في وقف الهجمات، لعدم وضوح أماكن وجود منشآت إنتاج الأسلحة أو الصواريخ الحوثية.
وتشير إلى أن الحوثيين كسبوا خلال السنوات الماضية خبرة في التعامل مع الخصوم الذين يسيطرون على الجو وأصبحوا مجهزين جيدا بأنظمة متفرقة ومتنقلة ولامركزية بما في ذلك الرادارات وقاذفات الصواريخ المثبتة على الشاحنات. وتتابع أنه "حتى لو تم تدمير قدراتهم الهجومية، فيمكنهم بناء المزيد".
ويرى هورتون أن "الحوثيين قادرون بسهولة على إنتاج العشرات من الطائرات المسيرة البدائية خلال بضعة أسابيع بأقل تكلفة".
ويضيف أن "مرافق الإنتاج مخفية جيدا وغالبا ما تقع في مناطق حضرية كثيفة السكان."
ويعتقد هورتون أن "الحل الوحيد القابل للتطبيق للمشكلة الحالية سيكون سياسيا، ومن المرجح أن يتم بوساطة القوى الإقليمية".
ويضيف قائلا: "قد تكون هناك حاجة إلى بعض العمل العسكري، لكن يجب أن يتماشى هذا بعناية مع مبادرات سياسية".
وتؤكد المجلة أن "دعم العمل العسكري الذي يمكن أن تقدمه الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا قد يلعب دورا أيضا في الصراع".
ومع ذلك ترى أن "كل الدلائل تشير إلى أن الجولات الحالية من الهجمات بالقنابل والصواريخ لن تؤدي إلا إلى إثارة عش الدبابير".
وتختتم بالقول: "لا يتطلب الأمر سوى ضربة حظ واحدة على سفينة حربية أميركية لمنح الحوثيين النصر المزعوم وجر الغرب إلى صراع مع قوة لديها خبرة طويلة في هذا النوع من الحرب غير المتكافئة".
ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر تهدف إلى دعم الفلسطينيين ضد إسرائيل، وهي قضية شعبية في اليمن.
وقد عطلت حملة الحوثيين التجارة العالمية وزادت مخاوف ارتفاع التضخم وعززت أيضا القلق من احتمال تحول الحرب بين إسرائيل وحماس إلى اضطراب واسع بالشرق الأوسط.
وبعد شهور من التحذير، أجاز الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع الماضي توجيه ضربات جوية على أهداف عسكرية للحوثيين أصابت صواريخ وطائرات مسيرة ومحطات رادار. لكن الحوثيين واصلوا هجماتهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر الحوثیین على على السفن
إقرأ أيضاً:
تداعيات واسعة لقرار تعليق المساعدات الأمريكية على اليمن.. هذه ملامحها
قال مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في اليمن إن قرار تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يهدد بشكل كبير حياة ملايين اليمنيين ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف كأحد أفقر البلدان العربية.
ويتخوف اليمنيون ومنظمات الإغاثة من حدوث نقص حاد في مخزون السلع والمواد الغذائية في وقت يعاني ملايين السكان من سوء التغذية وارتفاع أسعار الغذاء وتدني الخدمات جراء الصراع المستمر منذ 10 سنوات والذي تسبب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم بحسب تقدير الأمم المتحدة.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن لمنع وقوع مجاعة اعتمادا على المساعدات التي يتلقاها البرنامج التابع للأمم المتحدة من المؤسسات والدول التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في شباط/ فبراير 2023 إن حجم المساعدات الأمريكية لليمن منذ بدء الصراع هناك عبر الوكالة الأمريكية للتنمية ومكتب السكان واللاجئين والهجرة بلغ أكثر من 5.4 مليار دولار.
لكن في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وجهت الأمم المتحدة نداء للمانحين الشهر الماضي لتقديم 2.47 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال عام 2025 مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص هناك يحتاجون للدعم الإنساني بينما يعاني الملايين من الجوع ويواجهون خطر الإصابة بأمراض تهدد حياتهم.
وجاء توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير على أمر تنفيذي بتعليق تمويل المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما لحين مراجعة سياسات التمويل ليربك حسابات العديد من المؤسسات الخيرية والإغاثية العاملة في اليمن.
ويأتي وقف المساعدات الأمريكية في وقت يدخل قرار ترامب بإعادة إدراج حركة الحوثي اليمنية على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" حيز التنفيذ، ليزيد الأمور تعقيدا في بلد يعاني بالفعل من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وانهيار العملة وانعدام الخدمات وحرب أوصلت واحدة من أفقر الدول العربية إلى حافة المجاعة.
تداعيات واسعة
صرح مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في عدن لوكالة "رويترز" بأن تداعيات القرار الأمريكي بدأت تظهر تباعا إذ تلقت الوزارة خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الخطابات من منظمات إغاثية وتنموية محلية تفيد بوقف أو تقليص أنشطتها وتسريح المئات من موظفيها.
وأضاف المسؤولون أن غالبية هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة جماعة الحوثي في شمال ووسط وغرب البلاد ذات الكثافة السكانية العالية.
وأحجم المسؤولون عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكنهم أكدوا أن توقف أنشطة المنظمات وتسريح المئات من الموظفين سيساهم في ارتفاع معدلات البطالة بالبلاد المرتفعة أصلا.
ويشعر عبد الله سامي بالحسرة والحزن من قرار تسريحه من منظمة إغاثة محلية تتلقى تمويلا من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ومثله كثير من زملائه فقدوا وظائفهم وأصبحوا بلا مصدر للدخل في ظل توقف الحكومة اليمنية عن توظيف الشبان منذ اندلاع الحرب قبل سنوات.
وقال سامي (32 عاما)، ويسكن مدينة عدن، إنه لم يخطر بباله قط أن توقف الولايات المتحدة تمويلاتها في اليمن، ويفقد بسبب هذا القرار دخلا جيدا كان يحصل عليه من عمله في تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا ويعينه على إعالة أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وطفلين.
وتشير تقارير محلية وأخرى للأمم المتحدة إلى أن الأزمة الاقتصادية الخانقة في اليمن قفزت بمعدل البطالة بين الشبان لنحو 60 بالمئة مقارنة مع 14 بالمئة قبل الحرب، ورفعت معدل التضخم إلى نحو 45 بالمئة والفقر إلى نحو 78 بالمئة.
وحذر رئيس منظمة إغاثية محلية في العاصمة صنعاء، طلب عدم ذكر اسمه، من أن وقف مساعدات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لن يؤثر على المستفيدين من برامج الإغاثة فحسب لكنه سيضر بالعاملين في القطاع والذين يقدر عددهم بالمئات.
مناطق الحوثي
يرى الباحث الاقتصادي في مركز اليمن والخليج للدراسات وفيق صالح أن توقف برامج المساعدات الإنسانية الأمريكية في اليمن ينذر بمزيد من تدهور الأوضاع واتساع رقعة الجوع في البلاد.
وقال إن مخاطر هذه الخطوة على الوضع الإنساني تتضاعف لأنها تتزامن مع أوضاع إنسانية متردية، وتقلص برامج مساعدات دولية أخرى تقدم لليمن، إلى جانب تدهور الاقتصاد الكلي، وتفاقم العجز في مالية الدولة وتشتت الموارد المحلية.
لكن بعض سكان صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، لا يعيرون الأمر الكثير من الاهتمام ويعتقدون أن تراجع أو توقف نشاط الوكالة الأمريكية "لن يكون له تأثير يذكر في ظل الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد".
وقال مهدي محمد البحري، أحد سكان صنعاء، إن "حضور الوكالة الأمريكية يكاد يكون منعدما على مستوى علاقتها المباشرة بالناس، فهي تشتغل على منظمات المجتمع المدني الحقوقية وهي في الغالب ليست منظمات إنسانية".
ويتفق معه في الرأي زيد الحسن الذي يقيم أيضا في صنعاء ويقول "القرار الأمريكي الجديد لم يعنينا لأن وضعنا صعب للغاية ولم نتلق خلال الفترة الماضية أي إغاثة من الوكالة الأمريكية أو أي منظمات إغاثية أخرى".
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 80 بالمئة من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 مليون شخص أو 47 بالمئة من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.