مسؤول أمريكي: إدارة بايدن لم تحقق من أهداف الحرب سوى التمسك بدعم إسرائيل
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
قال المدير السابق، لمشروعات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، دانيال ليفي، إن إدارة الرئيس جو بايدن، بحاجة لإعادة الضبط مع إسرائيل، خاصة أنها لم تحقق من أيا من أهداف الحرب على غزة.
وأوضح في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، ترجمته "عربي21"، بأن بنيامين نتنياهو، كان يتفاخر خلال لقاء لم ينتبه أنه مسجل عام 2001، في مستوطنة عوفرا بالضفة الغربية، أنه من السهل تحريك أمريكا وقام هو بتحريكها بالاتجاه الصحيح، إبان حكم بيل كلينتون.
وأضاف: "تفاخر أيضا، بأنه قوض الجهود الدبلوماسية التي قادتها واشنطن عندما تولى رئاسة الوزراء لأول مرة، ولكن كلامه يبدو وبعد أكثر من 20 عاما صحيحا وبطريقة غير مريحة.
وقال ليفي إن نتنياهو منذ إعلان بايدن عن دعم لا يتزحزح للاحتلال، تباطأ بتنفيذ طلبات واشنطن منه، ومع دخول الشهر الرابع، واستشهاد أكثر من 23 ألف فلسطيني منهم 10 آلاف طفل، لم تحقق إدارة بايدن أيا من أهدافها بأفعال وسياسات إسرائيل، علاوة على أن شبح المجاعة يلوح في الأفق.
وتابع: "النجاح الوحيد الذي تزعم الولايات المتحدة تحقيقه، هو الدعم الثابت لإسرائيل، لكن طبيعة الدعم غير المشروط، تقف أمام تحقيق أهداف سياسية، والعثور على مخرج من هذا الرعب".
ورأى أن تخفيض عدد الجنود شمال غزة، والتركيز على الجنوب والوسط، خطوات مدفوعة بتقليل الخسائر في حرب المدن، وتخفيف بعض آلام الاقتصاد الإسرائيلي، وربما التحضير للتصعيد في الشمال.
وقال إن هذا التحول لا يهدف لمنع التوترات الإقليمية المتزايدة ولا منع المعاناة الإنسانية، وبدا الرئيس جو بايدن محبطا من التطورات على الجبهات، وبدلا من تضخيم عبارات عدم الارتياح، على فريق بايدن البدء في تصحيح المسار، وممارسة نفوذ سياسي وعسكري حقيقي ومتاح وتحريك إسرائيل نحو المسار الحقيقي وليس العكس.
وشدد على أهم المطلوب من إدارة بايدن، الاعتراف بأهمية وقف إطلاق النار بالكامل، وأن يكون المطلب حقيقيا وليس مجرد كلام، وعلى واشنطن اشتراك نقل السلاح إلى إسرائيل، بوقف الحرب، والتوقف عن التسبب بمعاناة الفلسطينيين وخلق آلية إسرائيل بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية المتاحة لإسرائيل.
وشدد على أن وقف الحرب على غزة، هو الطريق المؤكد لتجنب حرب إقليمية، والمفتاح لإنهاء المفاوضات والإفراج عن المحتجزين لدى حماس.
وشدد على أنه "يمكن للولايات المتحدة استخدام المناقشات الجارية في محكمة العدل الدولية والتي اتهمت فيها جنوب أفريقيا، إسرائيل بانتهاكات التزاماتها لقانون وكبلد موقع على ميثاق الإبادة الجماعية، 1948، ومن الواضح أن إسرائيل تشعر بالعصبية من المرافعات أمام محكمة العدل الدولية، لأن قرارها له وزن، وبالتأكيد، ربما فعلت جنوب أفريقيا المزيد لتغيير مسار الأحداث وأكثر من ثلاثة أشهر من نفض اليد الأمريكية".
وأضاف: "لا تحتاج إدارة بايدن دعم المزاعم الجنوب أفريقية، وكل ما يمكنها عمله ويجب أن تفعله هو الإلتزام والإسترشاد بأي نتائج تتوصل إليها المحكمة".
ورأى أن على إدارة بايدن، وقف إصدار التعويذات بشأن حل الدولتين، التي يتجاهلها نتنياهو بسهولة، ويجب التعامل بجدية مع رفض حكومته القاطع لدولة فلسطينية، و"الدعائم الإرشادية لإئتلافه التي تؤكد على حق الشعب اليهودي الإستثنائي وغير قابل للتصرف في كل أجزاء أرض إسرائيل".
وأضاف: "بدلا من ذلك على واشنطن تحدي إسرائيل لتقديم مقترح حول كيفية عيش من هم تحت سيطرتها بمساواة وازدهار وبقية الحقوق المدنية. وعمل هذا سيترك بعدا إضافيا ولتحدي موقف نتنياهو. ومع أنه وطد من قاعدته دعمه الشعبية في الوقت الحالي، إلا أن تحالفه معرض للإنهيار بانشقاق عدد صغير من أعضائه. ولا تريد سوى نسبة 15 بالمئة من سكان إسرائيل، بقاء نتنياهو في السلطة وبعد نهاية الحرب، حسب آخر استطلاعات وربما عادت تظاهرات الشوارع في أي وقت".
وقال ليفي إن نتنياهو لم يرد نهاية هذه الحرب، لأسباب أيديولوجية وعسكرية وأسباب شخصية سياسية. ومع أن خروجه من الساحة السياسية لن يكون حلا سحريا للتقدم، ولا بالنسبة للهدف الأمريكي الواضح، إلا أنه سيكون مقدمة لخلق الظروف لتعزيز الحقوق الفلسطينية. وعلى الولايات المتحدة إبعاد نفسها عن كارثة غزة وعن قادة إسرائيل المتطرفين.
ولو لم تغير واشنطن نهجها، فإن فشلها في هذه الحرب ستكون له تداعيات، وحتى خارج أزمة غزة المباشرة ولا الأعمال العدوانية التي ينخرط فيها الحوثيون أو المخاطر التي تتجمع وتهدد بحرب إقليمية. فالعالم يراقب ولا تستطيع واشنطن التقليل من مدى الغضب ضد الهجوم على غزة، وليس فقط الحرب الإسرائيلية ولكن من أمريكا أيضا.
فتزويد الحكومة الأمريكية الأسلحة لإسرائيل والغطاء الدبلوماسي والسياسي لها، بما في ذلك التلويح والتهديد باستخدام الفيتو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجعل من تورطها في الحرب واضحا للعيان ومدمرا في الوقت نفسه.
وستترك الحرب آثارا أمنية بعيدة المدى، فالحملة العسكرية الإسرائيلية القاسية وأثرها العميق على المدنيين ستكون بمثابة الأداة للتجنيد المادي للمقاومة المسلحة ولسنوات قادمة، وستجد الدول العربية أن التعاون وتطبيع العلاقات مع إسرائيل محملة بالأعباء، أما أعداء إسرائيل فسيجدون تقبلا لحماس ولصلابتها وصمودها والحوثيون لقدراتهم التخريبية المثيرة للإعجاب وحزب الله لضبط النفس العالي.
وبمواصلة إسرائيل التأكيد على أنها ستواصل السير على هذا المسار الخطير، قولا وفعلا، وبدون أي اعتبار لاحتياجات وتوقعات الولايات المتحدة، فإن بايدن لا يستطيع البقاء بعيدا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحرب غزة امريكا غزة الاحتلال حرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إدارة بایدن على أن
إقرأ أيضاً:
هل يسعى بايدن لتوريط بلاده عسكريا قبل تسليمها لترامب
الديمقراطيون فى الولايات المتحدة الشر متأصل فى داخلهم حتى على بلادهم، محاولات مستميتة ويائسة لتوريط الرئيس المنتخب ترامب مع تسلمه مهام الرئاسة رسميا فى الـ 20 من يناير القادم، وعلى طريقة الأرض المحروقة يريد بايدن وإدارته تسليم العالم مشتعلا لترامب. وكأنه يريد أن يقول له وعدت أن تنهى كافة النزاعات والحروب بمجرد انتخابك، ها نحن ذا فلنرَ ماذا أنت فاعل؟!!
بايدن النائم تقريبا طوال فترة ولايته قرر ألا يكون «بطة عرجاء» فى الأيام الأخيرة ما قبل وصول الرئيس المنتخب، اتجه إلى إشعال العديد من بؤر الصراع المشتعلة بالأساس على مستوى العالم. بالتزامن مع الانتخابات الأمريكية اتخذت إدارة بايدن قرارا بنشر عدة قاذفات من طراز بي-52 القادرة على حمل رؤوس نووية وسرب من الطائرات المقاتلة وطائرات التزود بالوقود ومدمرات بحرية فى الشرق الأوسط دعما للحليف التقليدى إسرائيل وكأنها تقول لنتنياهو أنها أكثر سخاء معه من حليفه ترامب. وحتى على مستوى لبنان تحاول إدارة بايدن عدم إعطاء هدايا مجانية للرئيس المنتخب حيث أعلنت أنها تريد المضى قدمًا فى مساعى إنهاء الحرب فى لبنان من خلال مسودة الاتفاق التى قدمتها عاجلاً وليس آجلاً. وإن كان الأمر هنا فى النهاية بيد نتنياهو.
وأوكرانيا، ومع مرور 1000 يوم على الحرب فى أوكرانيا، أعطى بايدن الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ باليستية بعيدة المدى من نوع «أتاكمز- ATACMS» قدمتها الولايات المتحدة لضرب روسيا. وأوكرانيا لم تكذب خبرا وعلى الفور قامت باستهداف منطقة بريانسك الحدودية الروسية بستة صواريخ باليستية. وهو ما دفع الرئيس الروسى فى المقابل إلى التلويح بسلاح الردع النووى، ووقع مرسوماً لتحديث العقيدة النووية الروسية يوسع من حالات اللجوء للسلاح النووى. كذلك أعلنت الخارجية الأمريكية فى «نفحة» ربما تكون الأخيرة للرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 275 مليون دولار، تشمل أسلحة وذخائر حيوية لم تشهدها الجبهة الأوكرانية من قبل.
بايدن لم يقف عند هذا الحد، فقد سمح بإرسال ألغام مضادة للأفراد إلى أوكرانيا للمرة الأولى وذلك فى تحول كبير آخر فى سياسة الدعم العسكرى الأمريكى لأوكرانيا بزعم تعزيز الخطوط الدفاعية داخل الأراضى الأوكرانية ذات السيادة، وهو هنا على وجه التحديد يضرب مقترح ترامب لإنهاء النزاع الروسى الأوكرانى فى مقتل لأنه قائم بالأساس على وقف إطلاق النار وفقا لخطوط المعركة السائدة خلال محادثات السلام. بما يعنى ضمنيا احتفاظ روسيا بالأراضى التى ضمتها من أوكرانيا.
إدارة بايدن لم تكتف وتقف عند الدعم العسكرى المخالف تماما لما أعلنه الرئيس المنتخب ترامب، بل عملت على رفع مستوى الاستفزاز السياسى والعسكرى لموسكو من خلال إقامة قاعدة للدفاع الصاروخى فى بولندا، وهو ما اعتبرته موسكو استفزازا خطيرا ينتج عنه عواقب وخيمة.
هذه المحاولات المستميتة من الإدارة الديمقراطية الراحلة لتوريط ترامب أو على الأقل جعل الـ 100 يوم الأولى من ولايته أكثر صعوبة، لم تمر مرور الكرام على المعسكر الجمهورى، دونالد ترامب جونيور على موقع التواصل (x) كتب أن الرئيس يحاول «إشعال حرب عالمية ثالثة» قبل أن يتولى والده منصبه، ترامب الأبن أضاف «يبدو أن المجمع الصناعى العسكرى يريد التأكد من بدء الحرب العالمية الثالثة قبل أن تتاح لوالدى فرصة خلق السلام وإنقاذ الأرواح».