لماذا يسعى بايدن في اليمن إلى إضعاف الحوثيين وليس إلى تدميرهم ؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
يقول خبراء إن إستراتيجية الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المستجدة بشأن اليمن تهدف إلى إضعاف المسلحين الحوثيين، إلا أنها لا تصل إلى حد محاولة هزيمة الجماعة، أو التصدي مباشرة لإيران، الراعي الرئيسي للحوثيين، بما يزيد من مخاطر نشوب صراع طويل.
ويبدو أن هذه الإستراتيجية، التي هي عبارة عن خليط من الضربات العسكرية المحدودة والعقوبات، تهدف إلى منع نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، حتى في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لعقاب الحوثيين على هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر.
غير أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الإستراتيجية ستحقق هدف بايدن الرئيس، وهو وقف هجمات المسلحين الحوثيين.
ويحذّر محللون من أن محاولة الوصول إلى طريق وسط قد تعني استمرار عدم الاستقرار على طول نقطة عبور مهمة للشحن العالمي الحيوي مع بقاء خطر حدوث مواجهة عسكرية إقليمية أكبر.
قال سيث جونز نائب الرئيس الأول
في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: "أعتقد أن الإستراتيجية مستدامة، إلا أنني لا أعتقد أنها ستنجح" .
وأضاف: "الضربات المحدودة ضد أهداف الحوثيين لن تردع الهجمات حول البحر الأحمر".
يقول الحوثيون إن هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر تهدف إلى دعم الفلسطينيين ضد إسرائيل، وهي قضية تحظى بالشعبية في اليمن.
وعطلت حملة الحوثيين التجارة العالمية وأثارت مخاوف من التضخم، وفاقمت المخاوف من أن تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط.
وبعد أشهر من التحذيرات، أقر بايدن، الأسبوع الماضي، موجة من الغارات الجوية ضد أهداف عسكرية للحوثيين، وأصابت الضربات الصواريخ والطائرات المسيّرة ومحطات الرادار. إلا أن الحوثيين واصلوا هجماتهم.
وقصف الجيش الأمريكي، يوم الثلاثاء، أربعة صواريخ باليستية مضادة للسفن، بينما كان الحوثيون يستعدون لإطلاقها على أهداف في البحر الأحمر، كما دمرت الضربات، يوم الأربعاء، 14 صاروخا إضافيا.
يشير كلا الإجراءين إلى أن الولايات المتحدة تختار أهدافا عسكرية بناءً على معلومات استخباراتية بشكل فوري.
وقال مسؤول أمريكي: "إذا رأينا هدفا فسنضربه". وألمح مستشار الأمن القومي لبايدن علنا إلى الحاجة المحتملة لمزيد من العمل العسكري.
وقال جيك سوليفان يوم الثلاثاء: "توقعنا أن يواصل الحوثيون مساعيهم في تعريض هذا الشريان الحيوي للخطر، وما زلنا نحتفظ بالحق في اتخاذ مزيد من الإجراءات".
ويعتقد بعض المسؤولين والخبراء الأمريكيين أن الحوثيين يرحبون بالمواجهة مع الولايات المتحدة، قائلين إنها تساعدهم على كسب الدعم الشعبي في اليمن، وتسوقهم في الشرق الأوسط كجزء من "محور المقاومة"، المدعوم من إيران.
ويبدو أن الحوثيين يعتقدون أن بإمكانهم تحمل القصف الأمريكي، حتى لو تم تدمير بعض مخزونات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقال جيرالد فايرشتاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن: "حقيقة الأمر هي أن (الطائرات المسيّرة والصواريخ) يمكن استبدالها بسهولة نسبية".
وأضاف: "وإذا ما حصلوا على المحركات أو أنظمة التوجيه أو أي شيء آخر من إيران، فيمكنهم تجميع القطع بأنفسهم".
- تصنيفهم كإرهابيين
كانت إستراتيجية التصعيد المتوازنة الأمريكية واضحة، يوم الأربعاء، عندما أعادت إدارة بايدن الحوثيين إلى قائمة الجماعات الإرهابية.
غير أنها أخرت التنفيذ لمدة 30 يوما، للمساعدة في الحد من التأثير على المساعدات الإنسانية لليمن، كما لم يصل بايدن إلى حد إعادة إدراج الجماعة على أنها "منظمة إرهابية أجنبية".
ويتضمن تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية تدابير أكثر صرامة بكثير من تصنيف الحوثيين الجديد كإرهابيين عالميين بشكل خاص.
وقال جريجوري جونسن، وهو زميل غير مقيم في معهد دول الخليج العربية، إنه يشك في أن تكون هذه الخطوة فعالة.
وقال: "هذا عمل رمزي إلى حد كبير سيكون له بعض التداعيات الإنسانية، إلا أنه لن يفعل أي شيء لمنع الحوثيين من تنفيذ هذه الهجمات".
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن للصحفيين بشأن القرار: "إن واشنطن لا تزال ملتزمة بحل الصراع في اليمن، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين السعودية والحوثيين".
وقال جوناثان لورد، مدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد: "إن بايدن كان يأمل في ردع الحوثيين، والتمسك بشكل فعال بإحلال شكل من السلام المتفاوض عليه في اليمن".
غير أن لورد، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، قال إن الإستراتيجية تجاهلت إلى حد كبير الداعم الرئيس للحوثيين، إيران، وستستدعي أصول البحرية الأمريكية القيمة والمكلفة.
وأضاف لورد: "يمكن لإيران تزويد الحوثيين بقدرات أرخص بشكل غير متماثل".
وأضاف أن "قدرات الولايات المتحدة، إلى حد كبير، تتواجد على حاملات الطائرات والسفن البحرية الأخرى، التي تحتاج إلى الدخول والخروج من المنطقة، إلا أن هناك حاجة إليها أيضا في أماكن أخرى من العالم".
-
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول .. رئيس المكتب السياسي السابق لحركة الحوثيين يوجه دعوة هامة لكافة الأطراف اليمنية شمالاً وجنوباً
حيروت – خاص
وجه رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثيين السابق صالح هبرة دعوة للأطراف المتصارعة في اليمن لوضع حلول معقولة تجنب البلاد الانزلاق نحو المجهول .
وقال صالح هبرة ، في منشور على حسابه في فيسبوك تابعه حيروت الإخباري ، بأن الحرب ليست في مصلحة اليمنيين ككل، وإن تدخلت القوى الأجنبية في بلدكم تحت أي ذريعة؛ فإن معناه: أنكم تهيؤون للأجنبي أن يحتل بلدكم من جديد، وأنه سيعود الاحتلال البريطاني، وأن بريطانيا ستحتل شبوة وعدن وباب المندب… وغيرها من الأماكن الحساسة، وستبقى فيها بحجة حماية خفر السواحل وممرات الملاحة الدولية.
وأشار إلى أن الحرب إذا اشتعلت في اليمن مع تدخل مباشر للأجنبي فإن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع وتصفية حسابات دولية وإقليمية، وسيدخل اليمن في مستنقع ونفق مظلم يصعب الخروج منه.
ودعا هبرة : “مجلس القيادة الرئاسي” و “المجلس السياسي الأعلى” و “قوى الحراك الجنوبي”، و كافة القوى الوطنية وعقلاء اليمن من شماله إلى جنوبه إلى استدراك الوضع وتقديم مبادرات تتضمن حلولا معقولة لتجنيب اليمن الانزلاق إلى المجهول؛ “فاليمن ملك ومسؤلية كل اليمنيين” ، حد وصفه .
إليكم نص المنشور :
أكرّر وأذكّر جميع اليمنيين بأن الحرب ليست حلًا:
ليست الحرب في مصلحة اليمنيين ككل، وإن تدخلت القوى الأجنبية في بلدكم تحت أي ذريعة؛ فإن معناه: أنكم تهيؤون للأجنبي أن يحتل بلدكم من جديد، وأنه سيعود الاحتلال البريطاني، وأن بريطانيا ستحتل شبوة وعدن وباب المندب… وغيرها من الأماكن الحساسة، وستبقى فيها بحجة حماية خفر السواحل وممرات الملاحة الدولية.
وأن الحرب إذا اشتعلت في اليمن مع تدخل مباشر للأجنبي فإن اليمن سيتحول إلى ساحة صراع وتصفية حسابات دولية وإقليمية، وسيدخل اليمن في مستنقع ونفق مظلم يصعب الخروج منه.
ومن منطلق الشعور بالمسؤولية أدعو: “مجلس القيادة الرئاسي” و “المجلس السياسي الأعلى” و “قوى الحراك الجنوبي”، وأدعو كافة القوى الوطنية وعقلاء اليمن من شماله إلى جنوبه أن تستدركوا الوضع وأن تقدموا مبادرات تتضمن حلولا معقولة، وأن تجنبوا اليمن الانزلاق إلى المجهول؛ فاليمن ملك ومسؤلية كل اليمنيين.
بل :أتوقع أن الأجنبي لو تدخل عسكريا في اليمن فإنه لن يمكِّن طرفا من حكم اليمن، ولن يعمل على إخراج طرف من الأطراف المتصارعة من المشهد السياسي نهائيًا، وإنما سيحد من قوة كل طرف بما لا يشكل خطرًا عليه، مع الاحتفاظ بجزء من قوته بما يضمن بقاء الصراع قائما؛ لخلق مبرر لتواجده المستمر، بل وسيعمل على عدم استقرار الوضع؛ ليبقى هو.
فبحجر الله عليكم أنقذوا اليمن قبل أن يقع الفأس الثاني في الرأس، أما الفأس الأول فقد وقع.