ميدان وسور العقر بنزوى يمنحان السائح فرصة فريدة لمشاهدة مآثر الحارة
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
أكمل وكلاء وقف وسور حارة العقر بولاية نزوى المرحلة الأولى من ترميم وإعادة تأهيل سور وميدان العقر ليمثل المَعلمان فرصة فريدة لزائري الحارة للاطلاع على المآثر التاريخية والشواهد الحضارية التي تتفرد بها الحارة في مشهد بانورامي جميل يضيف بعدًا جديدًا للسياحة الأثرية التي تشهدها الولاية وقد جاء مشروع الترميم بشراكة ناجحة بين وكلاء الوقف وشركة بوارق نزوى الدولية للاستثمار التي تدير وتشغّل عددًا من النزل التراثية والأماكن الأثرية التي تستقطب الزائرين وتمنحهم فرصة فريدة للتعرّف على تفاصيل الحياة القديمة ومكونات الحارات العمانية بما تتميز به من أبواب " صباحات" وأبراج حماية وغرف مراقبة؛ ويعد سور العقر معلمًا أثريا في قرية العقر بولاية نزوى حيث يحيط بالحارة القديمة على امتداد قلعة نزوى ويظهر في الصور القديمة السور ملاصقًا للقلعة وتحيط بحارة العقر بذراعيها.
قال إسحاق بن هلال الشرياني رئيس مجلس إدارة شركة بوارق نزوى الدولية للاستثمار: إن إعادة إحياء البيوت الأثرية التي هُجرت منذ عشرات السنين وأصبحت اليوم وجهة ضمن الخرائط المحلية والعالمية والدولية والوجهة المفضلة الأولى في السياحة الداخلية كان الهدف الرئيس للشركة، فمن 18غرفة قبل سبع سنوات عند ميلاد الفكرة وبدء المشروع أصبحت الحارة تضم ما يزيد على 200 غرفة والعدد في تزايد مع مرافق نوعية عديدة فهناك أكثر من 15 مقهىً ومتحفين ومكتبة عامة ومجلسين بالإضافة إلى مركز للتعريف بالإسلام ومدرسة للقرآن وقريبًا عيادة شعبية على اعتبار أن أول مستشفى في نزوى كان في حارة العقر كما أسهمت هذه المشروعات في خلق مئات الوظائف للشباب بين كاملة وجزئية ووطنت الأموال وأصّلت ثقافة العمل الحر وألهمت الكثير على الحذو حذوها.
استعادة التاريخ
من جانبه قال سليمان بن محمد السليماني وكيل سور العقر: أن هذا السور وعبر سنين طويلة بقي صامدا شاهدا إلى اليوم، وتذكر الكتب أن السور شيده الإمام الصلت بن مالك الخروصي في القرن الثالث الهجري وبقي فترة من الزمن وفي أواخر القرن التاسع الهجري حدثت جرفة عظيمة في نزوى فكانت من بين مآسيها أن هدم الوادي الجزء الشرقي من سور العقر؛ واستمر السور على حاله حتى الانتهاء من بناء قلعة نزوى عام 1668م إذ شرع الإمام سلطان بن سيف اليعربي في إعادة بناء سور العقر حيث استغرق ذلك سبع سنوات؛ ومنذ حوالي سبعين عامًا عانى السور الإهمال الشديد حتى انهارت كثير من أركانه وشواهده وتداخلت مواقعه مع المنازل والمزارع حيث لم يبقى من أثره إلا القواعد؛ ومن هنا انبثقت الفكرة حيث استلمنا وقف حارة العقر عام 2016 وبدأنا في تنفيذ الفكرة وطرحها كتعاون مع شركة بوارق ليشمّر الجميع عن سواعدهم من أجل استعادة تاريخ السور فبدأنا في إعادة ترميمه إذ يبلغ طوله قرابة 2000 متر وقد بدأنا في ترميم البوابة الرئيسة بوابة وبرج الصبخة ومنها انطلق العمل في ترميم السور وخلال هذه المرحلة التي اكتملت تم ترميم حوالي 415 متر طولي بالإضافة إلى ترميم الأبراج الموجود بالسور وكذلك غرف المراقبة لتكون مساحة ما أعيد بناؤه وترميمه قرابة 9000 متر مربع حيث تضمّن السور عدة أبراج على ارتفاعات متنوّعة وبلغ أعلى ارتفاع ١٣ متر وأعلى ارتفاع في الصباحات ١٠ أمتار فيما بلغ أعلى ارتفاع للسور ٩ متر تقريبا وأقلها أربعة أمتار ونصف.
واختتم السليماني حديثه قائلًا: لا يحسب أي زائرٍ لهذه الحارة أن ما تم فيها كان سهلًا يسيرًا بسيطًا بل استدعى ذلك تضحياتٍ جليلة في الوقت والمالِ والجانب المعنوي والنفسي مما لاقيناه لتحويل الحارة لما هي عليه حيث رافق العمل في هذا المشروع والذي لم ننته منه إلى الآن تضحياتٍ ما كنا نقدر عليها لولا عون الله لنا والغيورين على مجد أمتهم ووطنهم والمخلصين من المعنيين.
ويشارك الحديث ناصر بن عبدالله العبادي وكيل وقف الحارة والسور: إذ يقول الأفكار الشبابية مُلهمة للجميع ومن هنا كانت فكرة إحياء الحارة بعد أن اندثرت وكادت تتحوّل إلى أطلال فبدأنا في التواصل مع ملاك المنازل وكان لنا عدة مقترحات لهم كالبيع أو التأجير أو الاستثمار أو أن يقوم هو بعملية الترميم وفق المخطط العام ووجدنا تجاوبًا وصدىً كبيرًا ثم نبعت فكرة ترميم السور للاستفادة منه في رفد صندوق الوقف من أجل مزيد من الأعمال القادمة؛ وقال هذا هو الترميم الثالث للسور منذ إنشاؤه إذ أصبح السور به الكثير من المفردات التي تجتذب السائح سواءً من داخل أو خارج سلطنة عمان خلال الفترة الحالية فهناك المقاهي المنتشرة والأكشاك الصغيرة لبيع المشروبات والعصائر والوجبات الخفيفة بالإضافة إلى جلسات تتيح للزائر الاستمتاع بالمنظر وهناك مطاعم للوجبات العمانية التقليدية ومعرض للفنون وأستوديو لتصوير المقاطع المرئية وصالة الملابس العمانية؛ وقال إن ما تم ترميمه يعادل ثلث طول السور تقريبًا ومعه بوابة وستة عشر برجًا تتنوّع في شكلها بين الدائري والمربع بتكلفة قدّرت بـ 400 ألف ريال عماني ولضمان استدامته تم استحداث مصادر دخل للسور من خلال تأجير أبراجه والمواقع المحاذية له لصرف الدخل في مصاريفه المختلفة كما أضفنا له ما يجذب ويثقف الزائر ويعرفه على عمان سلطنة عمان من خلال بعض اللمسات الجمالية التي كتزويده بأنوار ملوّنة وصور تمثل جانبًا من الحياة الاجتماعية بالولاية وبعض الأدوات القديمة؛ وقال مختتمًا حديثه إن المشروع وُلد ليطوّر، وهناك خطط مستقبلية كإنشاء مكتبة وتنفيذ لوحة علماء نزوى في الميدان الرئيسي واستضافة بعض الفعاليات الثقافية والترفيهية والاحتفالات المتنوّعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
5 ديسمبر.. انطلاق فعاليات "سباق همم للجري الجبلي" بمشاركة 65 دولة
نزوى- ناصر العبري
تستعد اللجنة المنظمة لسباق همم للجري الجبلي لانطلاق النسخة الخامسة خلال الفترة من 5 إلى 7 ديسمبر 2024.
ويُعد السباق حدثًا رياضيًا بارزًا في المنطقة، إذ يستقطب مشاركة واسعة من مختلف أنحاء العالم، متجاوزًا حاجز الألف عداء يمثلون 65 دولة، مع نسبة تتجاوز 40٪ من المشاركين القادمين من خارج السلطنة، مما يعكس الأهمية الدولية المتزايدة لهذا الحدث المميز.
ويتضمن السباق ثلاث مسارات رئيسية بمسافات 110 كم، 55 كم، و20 كم، مصممة لتحدي العدائين واستعراض قدراتهم البدنية والذهنية في الطبيعة الجبلية الصعبة.
وستنطلق السباقات عبر أربع ولايات في محافظة الداخلية: نزوى، إزكي، الحمراء، والجبل الأخضر، حيث سيمر العداؤون بمناظر طبيعية خلابة وتضاريس متنوعة تجمع بين الجبال والوديان والمزارع الخضراء، مما يجعل التجربة استثنائية وفريدة.
وسيصاحب السباق الرئيسي سباقات فرعية تُقام يومي الجمعة والسبت 6 و7 ديسمبر 2024، لمسافات تتراوح من كيلومتر واحد إلى عشرة كيلومترات (1 كم - 10 كم) لتناسب مختلف الأعمار، بما في ذلك طلبة وطالبات المدارس، بهدف تعزيز الأثر الإيجابي للحدث لدى جميع أفراد المجتمع
. بالإضافة إلى ذلك، سيُقام معرض مصاحب للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ذات العلاقة بالحدث الرياضي والسياحي على مدار خمسة أيام.
ويقام الحدث بالشراكة مع وزارة السياحة والتراث ووزارة الرياضة والثقافة والشباب ومحافظة الداخلية.
ويهدف سباق همم للجري الجبلي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضًا في دعم السياحة والاقتصاد المحلي، إذ يُتوقع أن يُسهم في تعزيز السياحة الرياضية في سلطنة عمان من خلال جذب الزوار والرياضيين من جميع أنحاء العالم، مما يعزز حركة السياحة ويعرّف المشاركين بجمال البيئة العمانية والتراث الثقافي للمنطقة.