داعش يواصل توسعه في آسيا.. هجوم كرمان بإيران يكشف مخاطر التنظيم المتطرف
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
فاجئ تنظيم “داعش - خراسان” في مطلع العام الجاري، الجميع بمدى تقدمه تواجده على الأرض. وفي عرض لقدراته على موائمة أفعاله مع الخطاب المتطرف، أعلن داعش مسؤوليته عن هجوم كرمان بإيران، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
هذا الهجوم أكد على نجاح استراتيجيات التجنيد لـ"داعش - خراسان"، معلنًا عن وجوده فى آسيا.
يمكن قراءة تورط المجندين الطاجيك في هجوم كرمان بإيران في سياق نجاح استراتيجية داعش خرسان في تجنيد عناصرمتعددة، خارج تواجدها التقليدي في هذه المنطقة، حيث تعد الأراضي "الأساسية" لتنظيم داعش في هذه المنطقة هي أفغانستان وباكستان.
ولا يقتصر تواجد تنظيم داعش في جنوب آسيا على أفغانستان وباكستان، بل يمتد ليشمل الأراضي "المحيطة"، بما في ذلك الهند، وبنجلاديش، وميانمار، وجزر المالديف، وسريلانكا.
ويرى المراقبون أن معاملة طالبان القاسية للأقليات في أفغانستان، بما في ذلك الطاجيك، هو ما خلق تربة خصبة لتجنيد الشباب هناك.
وكانت المخاوف بشأن تجنيد المواطنين الطاجيكيين في تنظيم “داعش - خراسان” موجودة منذ فترة، حيث تم القبض على العديد من المواطنين الطاجيكيين فيما يتعلق بمؤامرة ضد أهداف أمريكية وحلف شمال الأطلسي في ألمانيا في 2020.
واعتقلت السلطات الألمانية والهولندية المزيد من أعضاء داعش الطاجيكيين في تنظيم “داعش-خراسان” في أواخر 2023 كجزء من عملية لإحباط مؤامرة وداعش-خراسان.
وتشير العملية الإرهابية الأخيرة بإيران إلى تحول خطير حيث نقل معركة داعش-خراسان مباشرة إلى رموز القيادات الشيعية، يعطي مصداقية أيديولوجية لداعش أمام اتباعه، كما أنه يزيد فرصة تجنيد العناصر المناهضة للشيعة في العالم الإسلامي، وبالتالي توسيع رقعة انتشارهها في مناطق أوسع.
علاوة على ذلك أن فرص تنظيم داعش-خراسان لاستغلال موقعها للأستفادة من الانقسام السني الشيعي والكراهية المتجذرة تجاه إيران، بسبب تورطها في أفغانستان وباكستان.
فمنذ تولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، تزايد التهديد الذي يشكله الإرهاب في المنطقة. ومع ذلك، فإن التهديد الرئيسي ليس حركة طالبان ولا حليفها التقليدي تنظيم القاعدة، بل فرع داعش الإقليمي فى "ولاية خراسان".
يرى الدكتور رفيق الدياسطي أستاذ الجغرافية السياسية بكلية الدراسات الآسيوية العليا، أن تنظيم داعش يعيش الآن صراعا وجوديا، من أجل الحفاظ على أهميته في مواجهة المنافسة مع الجماعات المسلحة المتنافسة، والضغوط القوية لمكافحة الإرهاب.
وأشار “الدياسطي” إلى أن هذه الجماعة سعت إلى عمل حملة دعائية موسعة بهدف التجنيد وتوسيع رقعتها وجذب الأتباع في جميع أنحاء جنوب ووسط آسيا، ووضع نفسها كمنافس إقليمي لما تعتبره أنظمة قمعية.
الجدير بالذكر أن أجندة “داعش - خراسان” التى تهدف إلى إقامة خلافة إسلامية في وسط وجنوب آسيا، تم تنفيذها بقوة منذ عام 2021، وساعدها في ذلك الانهيار اللاحق للحكومة الأفغانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إرهاب داعش طران تفجيرات ايران هناء قنديل داعش خراسان تنظیم داعش
إقرأ أيضاً:
توكل كرمان تدعو في مؤتمر دولي إلى إنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان ومحاسبة مجرمي الحرب
دعت الناشطة الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، إلى تكثيف الجهود الدولية لإنهاء الحروب المنسية في اليمن والسودان، محذرة من أن تجاهل هذه الحروب يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم الأوضاع الإنسانية.
وقالت كرمان: إن التاريخ سيحاكمنا من خلال طريقة استجابتنا لمعاناة الآخرين، وإن ما يجري في اليمن والسودان من حروب ليست مجرد أزمات محصورة الحدود، بل هي اختبار حقيقي لالتزامنا العالمي بالعدالة وحقوق الإنسان والسلام.
كما طالبت بمحاسبة مجرمي الحرب من خلال المحكمة الجنائية الدولية والآليات القضائية الأخرى، مشيرة إلى أن العدالة لا ينبغي أن تكون انتقائية، بل يجب أن تشمل جميع المتورطين في الانتهاكات.
جاء ذلك في كلمة لها خلال مؤتمر دولي للصليب الأحمر الكندي بالشراكة مع قسم العدالة والتنمية العالمية في جامعة ترينت الكندية، بعنوان "الصراعات المنسية: السودان واليمن"، عقد في 7 مارس/آذار 2025، في كندا.
وأكدت كرمان، على أهمية زيادة الوعي العالمي بهذه الحروب، مشددة على ضرورة أن تواصل وسائل الإعلام تسليط الضوء عليها، وألا يقتصر الاهتمام الدولي على الاستجابة في لحظات الأزمات الكبرى فقط.
.
وشددت كرمان على ضرورة تعزيز المساعدات الإنسانية، داعية إلى ضمان وصول الإغاثة الفورية وغير المقيدة إلى المتضررين، إلى جانب دعم التحولات الديمقراطية من خلال معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتعزيز الحكم الديمقراطي، والمصالحة الوطنية.
وفي هذا السياق، حثت على إنهاء التدخلات الخارجية، معتبرة أن هذه التدخلات تساهم في إطالة أمد النزاعات بدلاً من حلها، داعية المجتمع الدولي إلى الدفع باتجاه حلول دبلوماسية تحترم سيادة الشعوب.
وأكدت كرمان أن التاريخ سيحاكم الجميع بناءً على استجابتهم لهذه المعاناة، وداعية إلى موقف دولي موحد لمنع استمرار هذه الأزمات.
وأضافت لا ينبغي لنا أن نسمح لهذه الحروب بأن تظل منسية خصوصاً وأن ضحايا هذه الصراعات ليسوا بلا صوت، بل يتم إسكاتهم من قبل عالم اختار أن يشيح بوجهه عنهم.
وتابعت كرمان: يقع على عاتقنا واجب إيصال أصواتهم إلى العالم، والمطالبة بالعدالة، والسعي نحو مستقبل لا تُترك فيه أي حرب طي النسيان
وشددت كرمان على ضرورة الوقوف معًا من أجل اليمن والسودان، والنهوض من أجل عالمٍ لا تكون فيه العدالة امتيازًا، بل حقًا مكفولًا للجميع.
وقالت كرمان: لنجعل من يقظة الضمير الإنساني جدارًا يحول دون نسيان أي حرب، مهما بدت بعيدة.
واعتبرت كرمان أن أعظم مصير تراجيدي قد يكابده المرء هو أن يجد نفسه أسير حرب منسية اختار العالم أن يتجاهلها، فالحروب التي تستأثر باهتمام المجتمع الدولي غالبًا ما تواجه ضغوطًا تُعجل بنهايتها، أما تلك التي تدور رحاها في الظل فإنها تستمر لسنوات طويلة وتخلف وراءها جراحا وندوباً غائرة في جسد ونسيج الأمم والمجتمعات.
وأشارت كرمان إلى أن الحروب التي يتجاهلها العالم يخرج من رحمها أزمات إنسانية مروعة يعيث فيها الطغاة وأمراء الحرب فسادًا، ويرتكبون الفظائع بغير وازع ولا حساب.
وحول إخفاقات النظام الدولي قالت الناشطة الدولية توكل كرمان إن حربي اليمن والسودان لم تكونا سبباً في معاناة إنسانية مهولة فحسب، بل وأزاحتا الستار أيضاً عن إخفاقات النظام الدولي في معالجة الصراعات الممتدة.
وأوضحت كرمان أن اليمن والسودان غارقتان في حروب لم تحظى بما تستحقه من الاهتمام العالم، فعلى الرغم من الانتهاكات المروعة التي ارتكبها مسعروها إلا أن المساءلة لا تزال غائبة.
وأكدت كرمان أن عدم اخضاع مجرمي الحرب للمحاسبة لا يؤدي فقط إلى إطالة أمد المعاناة، بل ويقوض في الآن نفسه مفهوم العدالة ذاتها، ويقضي على كل أمل في عالم عادل.