بغداد اليوم- متابعة

يقدم متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون (LACMA) معرضاً إسلامياً الأول من نوعه عن تقاليد الطهي وبينها الخبز العراقي بعنوان "عشاء مع السلطان".

ومن بين المعروضات كتاب طبخ نُشر في طهران في القرن الثالث عشر، وصواني نحاسية مزخرفة، وأطباق وملاعق من اليشم مزينة بالأحجار الكريمة، بالإضافة إلى غرفة استقبال كاملة من القرن الثامن عشر، تم إنقاذها من قصر في دمشق.

 

هذا هو المعرض الأول المخصص للفن الإسلامي في سياق تقاليد الطهي وهو من تقييم ليندا كوماروف، أمينة ورئيسة قسم فنون الشرق الأوسط في LACMA.

"بالنسبة للكثيرين، إن لم يكن معظمنا، فإن التعرف الأول على ثقافة أخرى لا يرتبط بفنها أو أدبها أو تاريخها، بل بمطبخها. ومن خلال منظور شغفنا الحديث بفن الطهي، يقدم لنا تاريخ ثقافة الطهي الإسلامية وقال كوماروف: "إنها قناة قوية لفهم وتقدير الفنون الجميلة بشكل أفضل".

يتضمن المعرض تسعة أقسام مواضيعية، يستكشف كل منها بعض جوانب أو تأثير ثقافة الطهي الإسلامية في الزمان والمكان.

يضم المعرض ثلاثة تركيبات خاصة، منها غرفة دمشق (1776-67/1180هـ). تقع غرفة الاستقبال المزخرفة هذه في منزل عثماني متأخر مع فناء وتتميز بجدران خشبية منحوتة مطلية بشكل جميل. 

وتظهر المواد الفاخرة ثروة الأسرة ومكانتها الاجتماعية، كانت منازل الأثرياء في دمشق في العصر العثماني ذات مظهر خارجي بسيط، ولكن داخل هذه المنازل كانت هناك غرف استقبال مزينة بشكل متقن.

معرض خاص آخر هو "السفرة" (قطعة قماش تغطي السطح الذي يأكل المرء خلفه). وعادة ما يتم وضعها على الأرض في أجزاء كثيرة من العالم الإسلامي التقليدي. ودعوة الضيوف للجلوس على وسائد فاخرة لـ "وليمة افتراضية" وشم الصناديق العطرية مع الهيل وماء الورد وزهور البرتقال وغيرها.

وتظهر الأعمال الفنية المعروضة في مكان قريب مجموعة واسعة من الأطباق والأواني وأدوات المائدة، مثل المناديل وأواني غسل الأيدي التي ترتبط بالعيد الرائع.


واحدة من أكثر التركيبات إبداعًا ورائعة هي قطعة بتكليف من LACMA لإقامة علاقة بين ممارسات تناول الطعام التقليدية والحديثة. 

وقدم الفنان صادق كويش الفراجي تركيباً متعدد الوسائط يتكون من رسومات وصور فوتوغرافية وفيلم رسوم متحركة. يعيد هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ست دقائق إحياء ذكريات الطفولة وأحاسيسها وراحتها. يتخيل الفراجي ويحتفظ بذكريات ملموسة عن الخبز الذي كانت والدته تصنعه يدويًا، وصولاً إلى طعمه ورائحته وملمسه. إنه يعكس تجربة عائلية عالمية، مثل كيف أن تناول الطعام معًا يجمع الناس معًا، على الرغم من أن التأثير العاطفي غالبًا ما يكون حلوًا ومرًا. ويمكن لزوار المعرض مسح رمز الاستجابة السريعة للتعرف على وصفة الخبز العراقي التقليدي الذي أعدته والدة الفنانة.

وفقًا لمايكل جوفان، الرئيس التنفيذي لـ LACMA ومدير متحف واليس أننبرغ، فإن "عشاء مع السلطان" هو معرض كبير للفن الإسلامي يفتح آفاقًا جديدة في التركيز على ممارسة مشتركة بين جميع الثقافات - الولائم. ويمثل هذا المعرض أيضًا المرة الأولى التي تكون فيها قاعة دمشق متاحة للجمهور الأمريكي.

معرض "عشاء مع السلطان: فن الولائم الدقيق"، الذي يجمع حوالي 250 قطعة من 30 مجموعة عامة وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأوسط يعود تاريخها إلى القرن السابع - أوائل القرن العشرين، والذي تم تقديمه في سياق تقاليد الطهي وتناول الطعام، مفتوح للجمهور حتى 4 أغسطس آب 2024.




المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟

دمشق – "كل شيء قد اختلف، حركة الناس والمحلات والوضع المعيشي، يشعر المرء وكأن الناس في الشام أصبحت تتنفس بشكل أفضل"، بهذه العبارة يشرح خالد السلوم (43 عاما) الاختلاف الذي لمسه بعد مضي 15 يوما على شهر رمضان الأول الذي يشهده السوريون بعد رحيل نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويضيف السلوم، في حديث للجزيرة نت، "كان هناك الكثير من الشبان المطلوبين للخدمة الإلزامية في الجيش أصبح بإمكانهم اليوم التحرك بحرية، ومن الاختلافات الملحوظة أيضا أن أعداد الناس في رمضان هذا العام وكأنها قد تضاعفت".

ويؤكد الرجل الأربعيني شعوره بالفرحة الغامرة لتمكنه من مواكبة أجواء رمضان هذا العام في سوريا بعد سقوط النظام السابق، وهو الشعور المشترك الذي رصدته الجزيرة نت لدى كثير من السوريين في دمشق.

الأنشطة الدينية الإسلامية كانت قد شهدت تضييقا ممنهجا في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد (الجزيرة) حرية دينية

أجمع بعض السوريون في دمشق ممن تواصلت معهم الجزيرة نت على أن الحرية الدينية ربما تكون أبرز ما لمسوه من اختلاف بين شهور رمضان في ظل حكم النظام السابق ورمضان هذا العام.

وحول ذلك تقول لينا العجلوني (26 عاما) للجزيرة نت "نتمتع في رمضان هذا العام بالحرية، أن يستمع الإنسان للقرآن الكريم أينما كان وأن يصلي أمام جميع الناس من دون أن يمنعه أحد"، وتضيف "هذه الحرية لم تكن موجودة في السابق، وأعتقد أن ذلك يمثل فرحة لنا ولكل المسلمين حول العالم".

ومن جهته، يشير الطالب الجامعي أحمد الحلبي إلى جانب آخر يتمثل في زيادة إقبال الناس على زيارة الجوامع بدمشق في رمضان هذا العام، وزيادة إقبالهم على صلوات التراويح والقيام.

إعلان

بالإضافة إلى ذلك تخلص السوريون من ظواهر عديدة كـ"بسطات الدخان أمام الجوامع" والتي كانت تعود بالغالب إلى "مخابرات النظام"، وظاهرة المجاهرة بالإفطار في الشوارع التي كانت تستفز مشاعر الصائمين و"تقلل من هيبة الإسلام"، على حد تعبير الحلبي.

مشاعر الخوف والقلق اختفت من ملامح الناس في دمشق (الجزيرة) زيارة مختلفة

ضبط كثير من السوريين المغتربين توقيت زيارتهم إلى بلدهم هذا العام مع حلول الشهر الفضيل، ليتسنى لهم معايشة أجواء رمضانية استثنائية في سوريا الوليدة، ومن بينهم سمير صابونجي، وهو مغترب سوري في الولايات المتحدة الأميركية، قدم إلى سوريا لمعانقة هذه الأجواء.

وعن ذلك يقول صابونجي للجزيرة نت "إنه أول رمضان لي في سوريا بعد غياب 15 عاما، وأشعر بسعادة لا توصف، ويبدو لي أن الناس قد استعادت بلدها وأرضها، وهي تجربة مختلفة جدا عن كل تجاربي التي عشتها في الشام سابقا".

ويضيف صابونجي "رغم أن الأجواء أخفّ من المعتاد بسبب أزمتي الكهرباء والسيولة، فإن الخوف الذي كان يسيطر على الناس قد اختفى، ولمست أُلفة وطاقة إيجابية تعم الشوارع والجوامع، وأنا ممتن لكل ذلك".

مشاهد الأسواق في رمضان مختلفة تماما عن آخر 15 سنة (الجزيرة)

 

بدوره، عبّر المهندس حذيفة الشهابي، المغترب في ألمانيا، عن مشاعره المختلطة بزيارة بلده في رمضان بالقول "فرحة ونشوة وحب ورغبة بالبقاء في الشارع والحكي مع الناس، والكثير من المشاعر الأخرى التي تنتابني كلما خرجت من المنزل لأتجول في حارات دمشق وشوراعها".

ويتابع الشهابي في حديث للجزيرة نت "رغم ضيق أحوال الناس والفقر الذي خلفه حكم الأسد، فإن إيمانهم الثابت بالله وبهجتهم بالأجواء الرمضانية تعطيني الأمل في هذه البلاد التي شبعت من القسوة والدمار".

وكانت الأنشطة الدينية الإسلامية قد شهدت تضييقا ممنهجا في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد منذ عام 1970 حتى 2024، وتحكمت الأجهزة الأمنية في مفاصل المؤسسة الدينية الرسمية، ومُنعت الصلوات في الجيش، وفُرض تشديد على الخطب والدروس الدينية في المساجد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض “روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية” في المتحف الوطني العماني
  • سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»
  • المتحف الوطني يفتتح معرض "روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية"
  • ما الذي قاله وزير الدفاع الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي خلال اتصال بينهما؟
  • معرض “صدى الحرية” في حلب يقدم إبداعات شبابية متنوعة
  • إقبال جماهيري.. معرض فيصل الثالث عشر للكتاب يواصل فعالياته الثقافية والفنية
  • معرض فيصل الـ13 للكتاب يشهد فعاليات ثقافية وفنية متميزة وإقبالًا جماهيريًا كبيرًا
  • معرض استهلاكي للأسر المنتجة ببهلا
  • ما الاختلاف الذي لمسه السوريون في أول رمضان بدون الأسد؟
  • إقبال جماهيري على معرض فيصل الثالث عشر للكتاب