طفرة الأسعار متواصلة منذ عامين
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
خلال العامين الماضيين ارتفعت أسعار الذهب فى مصر بشكل غير مسبوق، ووصل سعر الجرام منه إلى أرقام فلكية، حتى أن الجرام عيار 21 تخطى حاجز ثلاثة آلاف جنيه لأول مرة فى تاريخه، والغريب أن هذا الارتفاع فى الأسعار على المستوى المحلى ليس له علاقة ببورصة الذهب العالمية، وهو ما يؤكد أن الفوضى هى التى تحكم سوق الذهب فى مصر، ومن المعروف أن هذه السلعة تخضع للسعر العالمى الذى تحدده البورصة العالمية، إلا أن ما شهده السوق المصرى جاء مخالفا لهذه القاعدة.
وتشير تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى سبتمبر 2023، إلى تراجع واردات مصر من الذهب الخام غير النقدى من 9.115 مليون دولار خلال يونيو 2022، إلى 443 ألف دولار فى يونيو 2023، بانخفاض بلغ 8.672 مليون دولار، أى بنسبة 95%.
ويُرجع خبراء الاقتصاد، ارتفاعات الذهب إلى وجود «تلاعب غير مفهوم» فى السوق لا يمُت بصلة للسعر العالمى، بالإضافة إلى ارتباك السوق الدولارى داخل مصر، مؤكدين أن ارتباك سوق الذهب سيؤدى إلى انهيار حاد فى نهاية المطاف، ومن الوارد أن يصل جرام الذهب عيار 21 إلى 5 آلاف جنيه خلال عام 2024.
وأرجع الدكتور مصطفى بدرة، أستاذ الاستثمار والتمويل، والخبير الاقتصادى، ارتفاع سعر الذهب خلال العامين الماضيين إلى اتجاه البنوك المركزية حول العالم لزيادة الاحتياطى الأجنبى من الذهب، مؤكدا أن الدول العربية وكثيرا من دول العالم استبدلت الاحتياطى الأجنبى من «الدولار» بشراء كميات كبيرة من الذهب، ما ترتب عليه انخفاض الاحتياطى العالمى من الدولار فى البنوك المركزية بنحو 2%، فى خطوة لـ«التحوط» من مخاطر عملة الدولار عالميًا.
وأضاف أن عمليات شراء البنوك المركزية لكميات من الذهب ارتفعت بشكل كبير خلال عام 2023، ورأى خبراء الاقتصاد حول العالم توجه الدول نحو سلعة استراتيجية، مثل: «الذهب» أكثر أمانًا، للحفاظ على احتياطاتهم فى مأمن بعيدا عن الدولار، مؤكدا أن البنك المركزى المصرى شأنه شأن البنوك المركزية حول العالم، اتجه إلى شراء كميات من الذهب لتكوين الاحتياطى الخاص به، ما أدى إلى ارتفاع فى سعر الذهب بلغ 10%، بالإضافة إلى زيادة شراء المصريين للذهب مؤخرا، حيث أشارت تقارير اتجاهات الذهب إلى شراء المصريين 25 طنا منه خلال عام 2023، بخلاف سماح الدولة فى مايو 2023 باستيراد الذهب من الخارج بـ«أى كميات» دون دفع ضرائب سوى القيمة المضافة، بهدف تهدئة السوق على خلفية الارتفاعات الكبيرة، وتم مد قرار مجلس الوزراء الخاص بالسماح بالدخول الذهب دون ضرائب حتى مايو 2024 القادم، مؤكدا أنه تم دخول 2 طن ذهب إلى السوق المصرى عبر القادمين من الخارج منذ مايو 2023، خلاف زيادة الطلب داخل السوق المصرية فى خطوة من المواطنين للحفاظ على مدخراتهم من انخفاض قيمة الجنيه.
وأكد «بدرة» أن توجه رجال الأعمال للاستثمار فى الذهب، مسألة عادية، وتوجه البنوك المركزية للاستثمار فيه سيؤدى حتما إلى ارتفاع الأسعار عالميا، مشيرا إلى أن سعر الأونصة «31 جراما» كانت بــ1600 دولار، وصلت خلال الأشهر الأخيرة من 2023 إلى 2070 دولارا، بزيادة تقترب من 50%.
وأشار إلى أن تجار الذهب يرفعون السعر دون رقابة خاصة مع تراجع المعروض، وكثرة الطلب على المعدن الأصفر من قبل المواطنين، فالسوق محكوم بآليات العرض والطلب، فكلما كان المعروض أقل ارتفع السعر، وفى حال زاد المعروض انخفض السعر.
وتوقع أستاذ الاستثمار والتمويل زيادة أسعار الذهب خلال 2024، سواء على المستوى العالمى أو المحلى، موضحا أن مسألة تحديد سقف للسعر غير محددة ولا أحد يمكنه ذلك، لأن الذهب كل يوم بسعر ومتغيراته كثيرة، ولكن المؤشرات تؤكد أن هناك مزيد من الارتفاعات، بناءً على تنبؤات خفض سعر الفائدة عالميًا، خاصة من قبل البنك الفيدرالى الأمريكى، ما يدفع الأفراد والمؤسسات والدول إلى اللجوء أكثر للاستثمار فى الذهب.
زيادة عشوائية
وفى السياق، قال الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، إن ما يحدث فى سوق الذهب «كارثة والزيادة عشوائية»، وهناك «أيادى سوداء» تتلاعب فى سوق الذهب، متابعا: فى دول العالم هناك متغير واحد يحكم سوق الذهب وهو السعر العالمى، أما فى مصر فهناك مجموعة من المتغيرات، منها: سعر الدولار وآليات العرض والطلب وأسعار الفائدة والسوق السوداء.
وأكد «الشافعى» أن الدولة فقدت السيطرة على انتظام سوق الذهب، والكل يرغب فى تحقيق مكاسب، حتى لو على حساب الدولة واقتصادها واستقرارها، والذهب أحد روافد السوق المصرى والتحركات السعرية الحالية، نتيجة عادية لعدم انتظام السوق لأنه لم يزد عالميا غير 100 دولار فى الأوقية.
وأشار إلى أن سعر الذهب فى مصر يحدد بناء على سعر السوق السوداء للدولار، وليس على السعر الرسمى للدولة، وتكلفة أى نشاط تكون على أعلى سعر للدولار، بسبب غياب آليات ضبط السوق وغياب الرقابة المباشرة، معقبا: «كل السلع خارج الرقابة بما فى ذلك الذهب».
واسترسل: يجب على الدولة تحديد أولويات استثمارية أمام المواطنين، بدلا من الاتجاه العام نحو الاستثمار فى الذهب، حتى شهادات البنوك الناس عزفت عنها بسبب متغيرات العملة وانخفاض قيمة الجنيه، كذلك الأمر بالنسبة للمشروعات واضطراب سوق العقارات التى يصعب تسويقها الآن، لكن فى حال نجحت الدولة فى عمل انضباط فى السوق سيعود المواطن للثقة فى مختلف مجالات الاستثمار مرة أخرى.
وأوضح «الشافعى» أنه فى حال عدم قدرة الحكومة على ضبط الأسواق، سيواصل الذهب ارتفاعه خلال 2024، ولن يجد المواطنون ملاذا آمنًا للحفاظ على مدخراتهم إلا هو، ولذلك فالحكومة فى حاجة لإيجاد حلول فورية وسريعة ومواجهة تلك الأزمات برؤية وفكر اقتصادى منصف لمختلف فئات الشعب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أسعار الذهب الذهب مصر سوق الذهب ارتفاعات الذهب البنوک المرکزیة سوق الذهب من الذهب فى مصر
إقرأ أيضاً:
حصاد شئون القرآن 2024… جهود متواصلة في خدمة كتاب الله
شهد عام ٢٠٢٤ مبادرات بارزة من الأزهر الشريف، للتشجيع على حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وذلك من خلال العديد من الفعاليات والمسابقات التي نظمتها الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهريّة، برعاية وتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي يولي عناية خاصة بالقرآن الكريم وتدريس علومه، وتعزيز مكانة كتاب الله تعالى في قلوب الأطفال والشباب المصريين والوافدين.
افتتاح 620 مكتبًا جديدًا لتحفيظ القرآن الكريم بمختلف محافظات الجمهورية:
تم افتتاح 620 مكتبا جديدا لتحفيظ القرآن الكريم، في حين تقدم (1850) محفظاً للحصول على ترخيص العمل تحت إشراف الأزهر الشريف، وتم اختبارهم وفق منظومة الاختبارات الموثقة والمعتمدة من الأزهر الشريف، بالإضافة إلى تطوير ومتابعة مكاتب التحفيظ الأهلية التي تعمل تحت إشراف الأزهر الشريف، وعددها 10863 مكتباً والتي يحفظ بها أكثر من 659,400 تلميذاً من تلاميذ التربية والتعليم والتي يتم متابعتها بكل دقة من خلال التقارير الشهرية والجوالات الميدانية والتي بلغت 12 جولة خلال العام.
- مبادرات قرآنية
نفذت إدارة شؤون القرآن الكريم العديد من المبادرات القرآنية المجانية على مدار عام ٢٠٢٤، أبرزها مبادرة «السرد القرآني»، والتي انطلقت للمرة الأولى بشكل جماعي وشارك فيها (٦٢٢٥) تلميذا، ختموا القرآن الكريم كاملاً تسميعا في يوم واحد، واستمر التسميع على مدار اليوم من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء، وتم إعلان يوم 31 من شهر أغسطس من كل عام يومًا سنويًا للسرد القرآني الأزهري.
«تأهيل الطلاب للمشاركة في المسابقات الدولية في القرآن الكريم»
كما أطلقت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر، مبادرة «تأهيل الطلاب للمشاركة في المسابقات الدولية في القرآن الكريم»، وذلك من خلال اختيار مجموعة من الموهوبين من الأوائل في مسابقة الأزهر الشريف، بينما كانت مبادرة «فاتحة الهداية»، بمثابة مصدر إلهام للطلاب لفهم أعمق لمعاني سورة الفاتحة، بما يعزز ارتباطهم بالقرآن الكريم من خلال تقديم شرح مبسط وشامل يساعدهم على تطبيق معاني السورة في حياتهم اليومية.
«مشروع حافز التفوق القرآني»
أطلقت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بالأزهر الشريف، خلال عام (٢٠٢٤) عددا من المشروعات القرآنية لتشجيع الطلاب المصريين والوافدين على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، منها «مشروع حافز التفوق القرآني» لطلاب الشهادة الثانوية الأزهرية، والذي يمنح الطلاب المصريين والوافدين الناجحين في امتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية الأزهرية الحاصلين على المراكز الأربعة الأولى في المستوى الأول (حفظ القرآن الكريم كاملًا) في مسابقة الأزهر السنوية للقرآن الكريم، أو أية مسابقة دولية معترف بها في مصر، درجات تضاف إلى المجموع الكلي تتراوح من 24 درجة وحتى 4 درجات تبعًا لنوع المسابقة ومستوى المتسابق.
«منهج ميسر للتجويد في المرحلة الابتدائية»
قدمت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام ٢٠٢٤، «منهج ميسر للتجويد» يدرس لطلاب المعاهد الأزهرية مادة التجويد لأول مرة في المرحلة الابتدائية، وسيتم تدريسه اعتبارًا من بداية العام المقبل بمشيئة الله تعالى.
«المشروع القرآني الصيفي»
نفذت إدارة شؤون القرآن الكريم خلال عام (٢٠٢٤)، «المشروع القرآني الصيفي»، حيث استفاد منه (٢٨,٢٢٨) تلميذا، منهم (١٥,٧٠٥) من تلاميذ التربية والتعليم في محور (عشرة آلاف خاتم)، و (٥١٩,١٢) من تلاميذ المعاهد الأزهرية في محور (احفظ مقررك)، بالإضافة إلى «مشروع تسجيل مصحف الطلاب المرتل»، عن طريق اختيار أفضل الطلاب المتقنين للحفظ والتجويد والفائزين في مسابقة الأزهر الشريف لتسجيل المصحف الشريف كاملاً، و«مشروع تسجيل المصحف المعلم» لطلاب الأزهر الشريف.
- دعم فني وتنمية بشري
أولت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام (٢٠٢٤) عناية خاصة بجهود الدعم الفني والتنمية البشرية لأعضائها المنتشرين في جميع المحافظات المصرية، حيث تم تدريبهم على أعمال الرقمنة، وذلك بالتعاون مع إدارة التدريب التربوي بقطاع المعاهد، من أجل تيسير الأعمال وسرعة نقلها من وإلى الإدارات المختلفة، كما تم اختيار عدد (30) موجهًا جديدًا لشئون القرآن الكريم، بالإضافة إلى مراجعة وتدقيق كتب تجويد القرآن الكريم والقراءات، وهيكلة منهج القراءات للطلاب المكفوفين في المرحلتين الإعدادية والثانوية، و تغيير الوزن النسبي لمادة تجويد القرآن الكريم في المرحلة الإعدادية، كما تمت الاستعانة بأعضاء الخدمة العامة والوعاظ لسد العجز بالمعاهد.
- مسابقات قرآنية
كما نظمت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم، خلال عام (٢٠٢٤)، عددا من «المسابقات القرآنية»، على رأسها «مسابقة الأزهر الشريف السنوية في حفظ القرآن الكريم»، والتي تقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، وهي أكبر مسابقة من حيث عدد الطلاب المشاركين وقيمة الجوائز، حيث تقدم لها في نسخة 2023 /2024م (148317 ) طالبًا، وكان مجموع الجوائز 25.655.000، وفاز بها (20177) طالب وطالبة من مختلف مناطق الجمهورية، وحصلت الطالبة الفائزة بالمركز الأول على مستوى الجمهورية على مبلغ (250) ألف جنيه.
كما تم تنظيم مسابقة قرآنية بالتعاون مع هيئة البريد المصري في حفظ القرآن الكريم للعاملين بالبريد وأسرهم وقد تقدم لهذه المسابقة عدد (1025) طالبًا موزعون على جميع المناطق الأزهرية، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة لطلاب معهد القرنيين بالمنوفية، بالتنسيق إدارة الحسابات الخاصة بمشيخة الأزهر الشريف، وتنظيم مسابقات المكاتب الأهلية.
-بنوك الأسئلة والنماذج:
قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بمعاونة الإدارة العامة لرياض الأطفال التي تضطلع بتنفيذ مسابقة «الأزهري الصغير» في حفظ القرآن الكريم، بإعداد بنوك الأسئلة في القرآن الكريم والسنة النبوية لمسابقة الأزهري الصغير، وذلك من خلال عملية تقييم دقيقة؛ ووضع بنك أسئلة لكل مستوى ، ومعيار دقيق في التحكيم ، ومراجعة دقيقة لفيديوهات التوثيق، كما قام موجهو شئون القرآن بالتحكيم في المسابقة، كما قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بعمل ورش عمل لجميع واضعي الامتحانات على مستوى الجمهورية لشرح المعايير التي يجب مراعاتها عند وضع امتحان مادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده ) وتدريبهم عليها، بما يحقق العدالة والمساوة والوزن النسبي والفروق الفردية لدى التلاميذ، بالإضافة إلى مراجعة السجلات والبيانات الخاصة بمكاتب التحفيظ الأهلية مراجعة دقيقة، ومراجعة ملفات جميع المحفظين بها.
كما قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بتحديث بنك الأسئلة الخاص بامتحانات القرآن الكريم لطلاب معاهد القراءات، بالإضافة إلى إعداد معايير الورقة الامتحانية الخاصة بمادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده ) للجميع الصفوف من الصف الثالث الابتدائي وحتى الثاني الثانوي ، والتوزيع الدقيق للأسئلة والفقرات ، وتم حديث هذه المعايير بما يناسب النظام الجديد المعتمد.
نماذج استرشادية لطلاب المعاهد:
وتيسيرا على التلاميذ والمعلمين، قامت الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بعمل نماذج استرشادية لامتحان مادة ( حفظ القرآن الكريم وتجويده ) لجميع الصفوف سواء في ذلك الامتحانات الشهرية أو الفصلية وفق المعايير المعتمدة، حيث تم عمل عدد ( 40) نموذجا استرشادياً لاختبارات شهري أكتوبر ونوفمبر 2024 ، واختبارات الفصل الدراسي الأول ، وفقاً للنظام الجديد المعتمد.
انتشار إعلامي:
خلال عام (٢٠٢٤) لوحظ زيادة كبيرة في أعداد متابعي الصفحة الرسمية لإدارة شؤون القرآن الكريم على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حيث تجاوز عدد المتابعين ال( 100 ) ألف متابع في عام واحد بعد أن كان 37 ألف في العام الماضي، وذلك بعد تفعيل دورها، و نشر العديد من المقاطع القرآنية لطلاب موهوبين في الأداء بغرض تشجيعهم وتحفيز غيرهم على الحفظ والترتيل؛ مما جعل العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية على نقل تلك المقاطع وتداولها، إضافة إلى نشر العديد من المنشورات التثقيفية والدعوية، كما تم تنظيم ونشر مسابقة رمضانية في فهم القرآن الكريم على صفحة شئون القرآن، مما جعل المتابعين يحرصون على قراءة الأجزاء القرآنية والتفاعل حول فهم الآيات.