يؤكد خبراء الاقتصاد حول العالم استمرار صعود أسعار الذهب خلال عام 2024 عالميًا، بسبب الاضطرابات الجيوسياسية بالمنطقة العربية، والحرب على غزة، مع استمرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على دول العالم أجمع، إلى جانب اتجاه الأفراد والمؤسسات المالية والمصرفية حول العالم، إلى شراء كميات من الذهب كاستثمار آمن وحفاظا على مدخرات الأفراد والدول فى ظل استمرار الصراعات والنزاعات والحروب.

وفى هذا الشأن، تتوقع الدكتورة هدى الملاح، خبيرة الاقتصاد ومدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية، استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال 2024، مع زيادة الطلب عليه محليا وعالميا، نتيجة لاضطراب الأوضاع السياسية بالمنطقة، والحرب على غزة، ودعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية للكيان الإسرائيلى، وتزايد التوترات على الحدود المصرية، فضلا عن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

وأضافت مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية، أن تلك العوامل مجتمعة دفعت المواطنين إلى القلق والخوف على مدخراتهم، مع فقد الثقة فى الاستثمار مع تغيرات العملة وانخفاض قيمة الجنيه، حتى أصبح الاستثمار فى الذهب من وجهة نظر الكثيرين هو الملاذ الآمن الذى يضمن أموالهم مع تحقيق مكاسب كبيرة بمرور الوقت.

وأكدت «الملاح» أن هناك شُحاً فى الدولار فى السوق المصرى، بالإضافة إلى انخفاض القيمة الشرائية للجنيه، وهما عاملان دفعا المواطنين إلى الامتناع عن الاستثمار فى الدولار بسبب قلته وعدم استقرار أسعار الصرف، وأصبح الملاذ الآمن الآن هما: الذهب والعقارات، لافتة إلى ارتفاع أسعار العقارات إلى أرقام فلكية أيضاً، ومع نقص الخبرة فى تسويق العقارات وارتفاع أسعارها والتعرض لمحاولات نصب، بالإضافة إلى مشكلة عدم القدرة على التصرف فى العقارات بسرعة، كل هذه العوامل أدت إلى زيادة الإقبال على الذهب، وكل هذه العوامل تعزز من فرص الذهب لتحقيق ارتفاعات كبيرة خلال عام 2024.

وأشارت إلى تراجع واردات مصر من الذهب بنسبة 90% خلال العام الماضى 2023، بسبب نقص الدولار، علاوة على ارتفاع السعر العالمى للذهب، وإقبال البنوك المركزية على شراء كميات كبيرة منه لرفع احتياطيها، وتراجع الاعتماد على الدولار كاحتياطى رئيسى لدى البنوك المركزية عالميا، ولذلك من المتوقع أن يسجل الذهب ارتفاعات قياسية خلال 2024، على المستوى المحلى والعالمى، بالأخص مع ارتفاع حجم الطلب محليا ودوليا سواء من الدول أو الأفراد فى ظل استمرار الصراعات الجيوسياسية فى العالم.

وتابعت أن هناك عاملا آخر جوهريا من شأنه الصعود بأسعار الذهب، حتى مع تحقيق الوفرة واستقرار السوق من حيث المعروض، ألا وهو «احتكار الذهب» من قبل التجار والمضاربة عليه، إضافة إلى غياب الدور الرقابى للدولة على سوق الصاغة، لافتة إلى أن سعر الذهب فى السوق المصرى، مرتفع عن السعر العالمى بنسب عالية، بسبب احتكار تجار الذهب وسيطرتهم على السوق، مع تكالب المواطنين على الشراء وقلة المعروض.

من جانبه، استبعد المهندس هانى ميلاد رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات فكرة حدوث ارتفاع فى أسعار الذهب خلال عام 2024، قائلا: «ماقدرش أقول هيحصل إيه.. لكن هناك مؤشرات تؤكد أن الذهب قابل للارتفاع خلال 2024».

وأوضح أن العوامل التى أدت إلى ارتفاع الذهب لمستويات قياسية خلال عام 2023 «قائمة»، ولا نتوقع انتهاءها، فالحروب والنزاعات مستمرة سواء فى الشرق الأوسط أو فى روسيا، والظروف الاقتصادية كما هى، بالإضافة لانخفاض معدلات الفائدة على الدولار، فكل هذه العوامل ستعزز من فرص الذهب فى الصعود.

وأكد رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات، أن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء الذهب، تحوطا وحفاظا على قيمة أموالهم من خفض قيمة الجنيه، نتج عن ذلك نقص المعروض ودفع الأسعار إلى الارتفاعات القياسية، مشيرا إلى أن سوق الذهب فى مصر، ينتظر انفراجة خلال فترة إجازة نصف العام، مع دخول كميات من الذهب مع العائدين من الخارج، لتعويض النقص فى السوق، لافتا إلى دخول 2.5 طن ذهب خلال 2023 مع القادمين من المصريين بالخارج والأجانب، والسوق مجرد رد فعل لكل ما يدور حوله من صراعات ونزاعات وأزمات اقتصادية.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المعدن الأصفر أسعار الذهب الذهب خ أسعار الذهب خلال عام

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار الذهب بقيمة 20 جنيها للجرام منتصف تعاملات اليوم

ارتفع الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد في ظل تحول المستثمرين إلى الذهب كملاذ آمن وتحوط ضد المخاوف المتعلقة بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي من شأنها أن تزيد من التضخم وتؤدي إلى حرب تجارية عالمية.


وسجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم بنسبة 0.7% ليسجل أعلى مستوى تاريخي جديد عند 2954 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2934 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2952 دولار للأونصة، وفق جولد بيليون.


وارتفع الذهب منذ بداية العام بنسبة 12.6% حتى الآن وسجل قمة تاريخية جديدة للمرة العاشرة وسط مخاوف من رسوم ترامب الجمركية، حيث تجتمع العوامل السياسة والاقتصادية الحالية لصالح دفع الذهب لمزيد من المكاسب ليقترب من مستهدفه عند 3000 دولار للأونصة.


ومنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي فرض رسوما جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية ورسوما جمركية أخرى بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم. وقال يوم الأربعاء إنه سيعلن عن التعريفات الجمركية المتعلقة بالأخشاب والسيارات وأشباه الموصلات والمستحضرات الصيدلانية خلال الشهر المقبل أو قبل ذلك.


تسببت سياساته في تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن وذلك على الرغم من قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة خلال أول اجتماع له هذا العام، وأظهر في محضر اجتماعه الذهب صدور يوم أمس أن المقترحات السياسية الأولية لترامب أثارت مخاوف بشأن ارتفاع التضخم وأكدت استمرار التوقف المؤقت لخفض أسعار الفائدة.


تصريحات أعضاء البنك الفيدرالي خلال الأيام الأخيرة أكدت على نفس الفكرة، وبالتالي لن يجد الذهب دعم من انخفاض أسعار الفائدة الأمريكي على المدى القريب، إلا أن هذا لن يوقف صعود الذهب بسبب الدعم الكبير الذي يجده من كونه ملاذ آمن.

قامت مؤسسة جولدمان ساكس المالية برفع توقعاتها لسعر الذهب إلى 3100 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025 من 2890 دولار للأونصة، وذلك بسبب الطلب المرتفع من البنوك المركزية، وأشارت جولدمان ساكس أنه إذا ظلت حالة عدم اليقين السياسي ومخاوف التعريفات الجمركية، فقد تصل أسعار الذهب إلى المستوى 3300 دولار للأونصة بحلول نهاية العام.


أما عن سوق الذهب المادي فقد شهد انتقال للذهب من بورصات لندن وأوروبا بشكل عام إلى الولايات المتحدة الأمريكي بسبب تحوط المستثمرين من إمكانية ارتفاع رسوم واردات الذهب، وقد تسبب هذا في تأخر عمليات تسليم عقود الذهب وبالتالي ارتفاع أسعاره.


وأعلن البنك المركزي الصيني عن إضافة 5 أطنان أخرى إلى احتياطاته من الذهب في يناير الماضي لتمثل ثالث زيادة شهرية متتالية، لتبلغ حيازاته الرسمية من الذهب الآن 2285 طناً أي ما يمثل 5.9% من إجمالي الاحتياطيات.


إلى جانب هذا زادت عمليات سحب الذهب من بورصة شنغهاي للذهب بنسبة 3% على أساس شهري إلى 125 طنًا، ومع ذلك تظل عمليات السحب الإجمالية أقل بكثير من المستويات التي شوهدت في السنوات الماضية مما يسلط الضوء على التأثير السلبي لارتفاع أسعار الذهب على الطلب على أطنان المجوهرات الذهبية.
الذهب مستمر في الارتفاع إلى مستهدفه وسط ترقب الأسواق لموعد التصحيح السلبي، والذي قد يحدث إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا برعاية أمريكية، ولكن تصريحات الرئيس الأمريكي الأخيرة ضد الرئيس الأوكراني زيلينسكي قد تدل على تأخر التوصل إلى اتفاق، وهو ما انعكس اليوم بشكل إيجابي كبير على أسعار الذهب العالمي.


أسعار الذهب محلياً
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع مع بداية تداولات اليوم بدعم من استمرار صعود الذهب العالمي وتسجيله مستوى تاريخي جديد اليوم قبل أن يتراجع السعر بشكل قليل، يأتي هذا على الرغم من تراجع محدود في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية بعد ارتفاعه الأيام الماضي.


افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الخميس عند المستوى 4175 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 4168 جنيه للجرام، وكان قد تراجع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 20 جنيه ليغلق عند المستوى 4145 جنيه للجرام بعد أن افتتح تداولات اليوم عند 4165 جنيه للجرام.


يقترب سعر الذهب المحلي أكثر من أعلى مستوى تاريخي سجله عند 4200 جنيه للجرام وذلك بدعم من استمرار ارتفاع سعر الذهب العالمي وتسجيله مستوى تاريخي جديد خلال جلسة اليوم، خاصة أن تحركات سعر الذهب العالمي هو المؤثر الرئيسي على تسعير الذهب المحلي خلال الفترة الحالية.


من جهة أخرى شهد سعر صرف الدولار مقابل الجنيه تراجع محدود خلال تداولات اليوم بعد ارتفاعه خلال الأيام الماضي، ولكن لم يؤثر هذا التراجع بشكل كبير على تسعير الذهب الذي يتأثر بشكل أكبر بحركة الذهب العالمي.


اليوم يجتمع البنك المركزي المصري لتقرير سعر الفائدة وهو الاجتماع الأول لهذا العام، وتتباين الآراء بشأن قرار البنك اليوم وهل سيبدأ موجة خفض أسعار الفائدة أم ستظل ثابتة عند أعلى مستوياتها.

الإسكان: بيع محال لزيادة الخدمات ودفع العمل بـ"سكن لكل المصريين" بسوهاج الجديدةمؤشرات وول ستريت تتجاهل إشارات الفيدرالي وتسجل مستويات قياسية


هذا وقد شهد التضخم تراجع تدريجي خلال الشهور الأخيرة ولكن لا يزال عند مستويات مرتفعة بالإضافة إلى عدم استدامة التراجع بوتيرة مناسبة، الأمر الذي قد يدفع البنك المركزي للإبقاء على الفائدة دون تغيير، وهو الأمر الذي سيكون حيادي بالنسبة لسعر الذهب المحلي.


توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية


ارتفع سعر الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد بدعم من استمرار التوترات من قرارات الرئيس الأمريكي المتعلقة بالتعريفات الجمركية، بالإضافة إلى تصريحاته ضد الرئيس الاوكراني مما قد يؤخر عملية التوصل لاتفاق انهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع عند افتتاح جلسة اليوم بدعم من تسجيل الذهب العالمي قمة تاريخية جديدة، وذلك على الرغم من تراجع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من أعلى مستوى سجله اليومين الماضيين.

ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي ليسجل مستوى تاريخي جديد عند 2954 دولار للأونصة ليستمر بالصعود بالرغم من تشبع المؤشرات الفنية بالشراء ولكنها لم تظهر علامة واضحة على البيع حتى الآن، وقد نشهد المزيد من الصعود مع استهداف منطقة المستوى 2970 دولار للأونصة كمستوى مقاومة للسعر.

أما عن السعر المحلي:


وصل سعر الذهب المحلي عيار 21 إلى المستوى 4175 جنيه للجرام مع بداية تداولات اليوم ليقترب من المستوى 4200 جنيه للجرام الذي يعد أعلى مستوى تم تسجيله، ويستمر الدعم لأسعار الذهب التي تستمر في الصعود بدون الدخول في تصحيح سلبي حتى الآن والذي قد يعطي فرصة لتجميع المزيد من الزخم الصاعد.

مقالات مشابهة

  • استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية بالعراق: 623 ألفا لكل مثقال عيار 21
  • الذهب رايح على فين؟ ارتفاع الأسعار بنسبة 25% خلال عام لم يحدث من قبل.. وحالة ركود في السوق بسبب الأسعار
  • للمرة العاشرة.. مستوى تاريخي جديد للذهب في البورصة العالمية عند 2952 دولارًا للأونصة
  • أسعار الذهب العالمية تحقق مستوى تاريخيا جديدا.. كم سجلت اليوم؟
  • ارتفاع أسعار الذهب بقيمة 20 جنيها للجرام منتصف تعاملات اليوم
  • جولد بيليون: مستوى تاريخي جديد لـ سعر الذهب في البورصة العالمية
  • ارتفاع أسعار الذهب
  • سعر الذهب الآن في مصر.. ارتفاع «المعدن الأصفر» بـ سوق الصاغة
  • الذهب يتصدر مشهد الأسواق وسط التهديدات الجمركية
  • ارتفاع قياسي جديد على أسعار الذهب