الحرة:
2025-03-06@04:04:19 GMT

غضب وحداد في السويداء السورية ومفترق طرق خطير

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

غضب وحداد في السويداء السورية ومفترق طرق خطير

"أم نزيه روزا الحلبي" هي آخر الضحايا الذين تم انتشالهم من تحت أنقاض منزلها في قرية عرمان بريف محافظة السويداء جنوب سوريا، وواحدة من بين 10 مدنيين قتلوا بحسب شبكات إخبارية محلية و"المرصد السوري لحقوق الإنسان" إثر قصف جوي نسب إلى "طائرات حربية أردنية" فجر يوم الأربعاء.

ولم يصدر أي تعليق بتبني مسؤولية القصف أو نفيها من جانب الجيش الأردني، وتواصل موقع "الحرة" مع الناطق باسمه العميد مصطفى الحياري، ولم يتلق ردا حتى ساعة نشر هذا التقرير.

مباشر من بلدة عرمان ومواصلة اعمال البحث من قبل الأهالي وفوج الاطفاء عن مدنيين

Posted by ‎السويداء 24‎ on Thursday, January 18, 2024

ومع ذلك كان المسؤولون الأردنيون قد هددوا مرارا وتكرارا في الفترة الأخيرة بملاحقة مهربي المخدرات، بعدما تصاعد نشاطهم على نحو كبير من داخل الأراضي السورية، ووصل إلى حد إدخال أسلحة ومخدرات عبر الحدود.

وفي التفاصيل ذكر مدير "شبكة السويداء 24" المحلية، ريان معروف لموقع "الحرة" أن الضحايا العشرة ومن بينهم "أم نزيه" التي تبلغ من العمر 80 عاما قتلوا بغارتين على بلدة عرمان.

واستهدفت الغارة الأولى منزل منزل عمر طلب، في أحد الاحياء المتطرفة عن البلدة، والثانية منزل تركي الحلبي المؤلف من طابقين، في وسط البلدة.

وبينا تسبب القصف الأول بمقتل عمر طلب، ووالدته آمال زين الدين، وعمّته اتحاد طلب، كانت الفاجعة مضاعفة في منزل تركي الحلبي وفق معروف، حيث قُتل سبعة من أفراد العائلة، بينهم طفلتين لا تتجاوز أعمارهما خمس سنوات (ديما وفرح).

"غضب وحداد"

وبعد ظهر الأربعاء وفي أعقاب انتهاء فرق الإنقاذ السورية من انتشال القتلى وآخرهم "أم نزيه" من تحت الأنقاض شيع المواطنون في بلدة عرمان الضحايا، وسط أجواء من الغضب والحداد.

مباشر من بلدة عرمان في الريف الجنوبي لمحافظة السويداء، حيث تنقل لكم شبكة #الراصد تشييع جثامين الضحايا الذين سقطوا نتيجة القصف الأردني على منازل المواطنين. الأهالي قدموا بالمئات من المحافظة لوداع الضحايا من الأطفال والنساء والرجال ..

Posted by ‎الراصد‎ on Thursday, January 18, 2024

كما شهدت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء مظاهرات احتجاجية تخللتها دقيقة صمت مع رفع لافتات تدين "الجريمة المروعة التي ارتكبتها المقاتلات الأردنية".

وألقى أقرباء الضحايا كلمات خلال مراسم التشييع في عرمان، وقال أحدهم في تسجيل مصور نشرته شبكة "الراصد": "ندفع جميعا ضريبة باهظة الثمن في دولة تخلت عن دورها في الحماية من كل أنواع الخوف التي نعايشها يوميا والتي ضمنتها العهود والمواثيق الدولية".

وأضاف: "إلى متى سنبقى ضحايا مجانيين ومقابل ماذا؟ بأي ذنب قتلوا. إذا كانت لديكم براهينكم يجب أن تتبعوا الوسائل القانونية. نحن لنا حقوق وأولها حق العيش بكرامة".

وتابع آخر: "سوف يخاطبكم شهداء الاستهتار والمصالح الدولية القذرة: بأي ذنب قتلتمونا؟ أخي الشهيد كان مزارعا وأمه مرة مكافحة وعمتي امرأة أرملة كافحت وربت ابنتها حتى تخرجت طبيبة ولم تفرح بها بعد!. قتلتموهم بدم بارد".

الناشط السياسي مروان حمزة وهو أحد قادة الحراك السلمي في السويداء يشير في حديث لموقع "الحرة" إلى "حالة استياء كبيرة تشهدها المحافظة بسبب المجزرة البشعة التي حصلت".

ويقول: "هناك من يقول إن القصف يرجح أنه أردني. من له مصلحة بالضرب الجوي هناك إلا الأردن وبتوافق مع النظام السوري".

حمزة يضيف أن "السكان في السويداء ليسوا ضد مكافحة المخدرات على طول الحدود، لكن يؤكدون أن النظام السوري لا يسأل عن أي روح مواطن هناك ومن يذهب بالقصف هم أبرياء".

وهذه الضربة الجوية هي الرابعة من نوعها التي تنسب إلى عمّان دون أن يتبناها الأردن.

ومنذ مطلع العام الحالي حصلت ضربتان الأولى في الخامس من يناير والتاسع من الشهر ذاته.

ونقلت رويترز عن مصادر استخباراتية إقليمية أن "القصف الأردني استهدف مخابئ ومستودعات يستخدمها مهربو مخدرات وأسلحة، ومدعومون من إيران في الجنوب السوري". 

لكن ناشطين من جنوب سوريا وبالأخص من السويداء التي تتركز الضربات على ريفها الجنوبي يجادلون بأن الضربات تستهدف "تجار مخدرات"، ويشيرون إلى قائمة من الضحايا المدنيين، آخرهم العشرة من أبناء قرية عرمان.

ويضيف الناشط حمزة: "ما يحصل لا يتعلق بحقوق الإنسان والشرائع الدولية".

ويتابع: "النظام السوري هو من يروج لتجارة المخدرات عبر وكلاء له ومعروفون جيدا. لكن من يقتل بالقصف هم الأبرياء ونحن نستنكر هذا العمل الجبان. الناس قتلوا وهم آمنون ونائمون". 

"مفترق طرق خطير"

ولا يعرف ما إذا كان هناك تنسيق أمني وعسكري بين الجيش الأردني وقوات النظام السوري بشأن الضربات التي تنسب لعمان في جنوب سوريا. 

وكانت 3 من الغارات الجوية قد تبعت "اشتباكات واسعة وكبيرة" خاضها الجيش الأردني على طول الحدود مع سوريا.

صدمة وحزن في #السويداء ناتج وفاة عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء بغارة جوية أردنية استهدفت منزلين في بلدة عرمان بالريف الجنوبي للمحافظة..

المشاهد من بدء تشييع الضحايا في بيت الجنازة قبل وصول الرجال لنقل الجثامين. pic.twitter.com/b4CtDNzAoz

— راصد السويداء (@alrasd_sy) January 18, 2024

وقال لمرتين منذ منتصف ديسمبر الماضي إنه أفشل "مخططا لاستهداف الأمن الوطني".

ويعتقد الكاتب والناشط السياسي السوري، حافظ قرقوط أن "المنطقة وأهالي القرى في السويداء باتوا أمام مفترق طرق خطير، مع تتالي الضربات الجوية التي ينفذها الطيران الأردني".

ويقول لموقع "الحرة" إن "ما يحصل إرهاب للمدنيين أكثر من اجتثاث تجار المخدرات الكبار التابعين للفرقة الرابعة وحزب الله".

ودائما ما قدم السكان في السويداء "رسائل إيجابية كجيران وعشائر ومجتمع محلي واحد للجانب الأردني"، وفق قرقوط.

ويتابع متسائلا: "لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد ولاسيما أن عمّان تدرك أن أساس التهريب مرتبط بالحكومة في دمشق".

ويشير الصحفي السوري، ريان معروف، إلى أن "الرأي العام في السويداء كان يؤيد في وقت سابق الجهود الأردنية ضد عمليات التهريب وبشكل كبير".

لكن وبعدما تكرر سقوط ضحايا مدنيين "حصل انقلاب كبير في الرأي"، حسب معروف. 

وأشار شيخ عقل الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، قبل أيام، موجها خطابه للأردن بالقول إن "عدوكم وعدونا واحد"، في إشارة منه إلى إيران.

كما طالب بتجنيد المدنيين على طول الحدود، وكان هذا الموقف الوحيد من قبل شيوخ العقل، كما يوضح معروف. 

ويتوقع أن تكون هناك "مواقف جديدة وخاصة أن الاستياء كبير بعد مجزرة بلدة عرمان".

من جانبه، كتب السياسي السوري المعارض، الدكتور يحيى العريضي، عبر "إكس": "المطلوب من الأردن، على أعلى مستوى، مبدئيا المسارعة إلى تعزية ذوي ضحايا القصف الأردني جنوبي سوريا".

وأضاف: "وإن أرادت عمّان مواجهة إدمان النظام في دمشق على تجارة المخدرات، فالأردن أدرى بكيفية اجتثاث أساس المشكلة تحت مظلة الشرعية الدولية، وترك الإنشغال بالأعراض الجانبية، التي يدفع ثمنه المدنيون السوريون في السويداء".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: النظام السوری فی السویداء

إقرأ أيضاً:

اعتقال ياسر عرمان في نيروبي على خلفية مطالبة بورسودان بتسليمه عبر الانتربول

التغيير، نيروبي

اعتقلت السلطات الكينية بمطار جومو كنياتا  الدولي بنيروبي  الأربعاء رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- التيار الثوري الديمقراطي- ياسر عرمان استنادا إلى  مذكرة توقيف صادرة من “سلطة بورتسودان”  وصلت عبر الشرطة الدولية “الإنتربول”.

وعلمت “التغيير”  أن عرمان مازال  محتجزا  في فندق بنيروبي في انتظار اجراء تحقيقات  على خلفية أمر القبض الصادر في مواجهته عن مكتب الإنتربول بالعاصمة الكينية.

وأفاد مصدر مقرب من عرمان انه اجرى اتصالات بالسلطات الكينية في اطار توضيح ان المذكرة ذات طابع سياسي ولا علاقة لها بالقانون

وتحصلت التغيير على صورة من خطاب صادر من النيابة العامة السودانية يطالب بتسليم عرمان للسلطات السودانية للتحقيق معه في انتهاكات للقانون السوداني والقانون الإنساني الدولي.

 

وكانت “اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع في السودان” دونت بلاغات في ابريل 2024 ضد قيادات  تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” شملت رئيسها د. عبدالله حمدوك، وياسر عرمان وعمر الدقير وخالد عمر يوسف ومحمد الفكي سليمان وزينب الصادق المهدي  ومريم الصادق المهدي وصديق الصادق المهدي مطالبة إياهم بتسليم أنفسهم خلال أسبوع بغرض محاكمتهم بالتورط في “جرائم حرب”.

ثم  تطور الأمر إلى مطالبة النيابة العامة لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول”، بإصدار نشرة حمراء بحق المتهمين الذين صدرت بحقهم أوامر قبض على خلفية اتهامهم بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع في حرب  15 أبريل 2023.

وقد اثارت هذه “النشرة” موجة من الاستنكار في الاوساط الحقوقية باعتبارها استغلال للقانون في تصفية الحسابات السياسية.

يذكر ان “النشرة الحمراء”  هي طلب يقدَّم إلى أجهزة إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم لتحديد مكان شخص واعتقاله مؤقتا في انتظار تسليمه أو ترحيله أو اتخاذ إجراء قانوني مماثل. وهي ليست مذكرة اعتقال دولية، وتبتّ البلدان الأعضاء استنادا إلى قوانينها الخاصة في اعتقال الشخص المعني أو عدم اعتقاله.

وكانت اللجنة القانونية لتنسيقية  “تقدم” دفعت  بمذكرة إلى الأمانة العامة للإنتربول ولجنة الرقابة على ملفات الإنتربول (CCF) طالبت فيها برفض الطلب المقدم من نيابة حكومة بورتسودان والخاص بإصدار نشرة حمراء ضد عدد من قياداتها استنادا إلى أن الاتهامات الموجهة ضد هذه القيادات ذات طابع سياسي وكيدي، وان اتهامات”تقويض النظام الدستوري”، “الإبادة الجماعية”، و”التحريض ضد الدولة” هي محاولات لتشويه سمعة القيادات المدنية والديمقراطية التي تسعى إلى وقف الحرب في السودان، والدعوة للحوار والمفاوضات لحل الأزمة سلمياً.

مقالات مشابهة

  • توقف سياسي سوداني بمطار نيروبي بناءً على مذكرة من الإنتربول
  • لن تكون التسوية بأية حال، الامتثال لقرار الإنتربول بترحيل ياسر عرمان إلى السودان
  • اعتقال ياسر عرمان في نيروبي على خلفية مطالبة بورسودان بتسليمه عبر الانتربول
  • مآرب نتنياهو في فتح الجبهة السورية.. قراءة متأنية في الأوراق التي يحاول اللعب بها!
  • بوتين: 2.2 مليار دولار حجم الخسائر الناجمة عن الجرائم الإلكترونية في 2024 وربع الضحايا من المتقاعدين
  • الدفاع المدني السوري: اندلاع حريق حراجي كبير في منطقة الدريكيش بمحافظة طرطوس وفرق الإطفاء وصلت إلى المكان وبدأت بعزل الحريق في ظل تحديات كبيرة بسبب وعورة المنطقة وعدم قدرة سيارات الإطفاء في الوصول إليها وسرعة الرياح التي تزيد من سرعة وتمدد الحريق
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تتوغل في “سويسة” بريف القنيطرة السورية
  • علم الضحايا.. كتاب مرجعي ومصدر وقائي كيلا تكون ضحية دون أن تدري
  • الزراعة السورية: نحتاج للتمور العراقية وهذه أبرز التحديات التي نواجهها
  • إضرام النار بعلم الاحتلال في السويداء السورية بعد رفعه من قبل مجهولين (شاهد)