دافوس: «الخليج»
بحثت لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي، سبل دعم جهود الحكومات في تهيئة البيئة الحاضنة والممكنة لابتكار الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، واستخدامها بشكل فعال، ما يترجم أهداف اللجنة وسعيها المستمر لتصميم أطر عمل جديدة.
جاء ذلك، خلال اجتماع اللجنة الذي عقد ضمن أعمال الدورة الـ 54 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، في دافوس.


وتمثل اللجنة مبادرة من المنتدى، تضم 10 من القيادات العالمية البارزة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتجمع الحكومات والشركات والخبراء، في جهد عالمي مشترك لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه وإدارته بشكل مسؤول، وضمان الوصول الشامل إلى هذه التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وتحسين جودة البيانات وتوافرها.
وأكد عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد في دولة الإمارات، عضو اللجنة، أن حكومة دولة الإمارات تركز على استشراف المستقبل الرقمي ورسم توجهاته والبناء على إمكاناته الكبيرة بما ينعكس إيجاباً على الأجيال القادمة، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة بالتركيز على تطوير تكنولوجيا المستقبل والتحول الرقمي الشامل، لتعزيز ريادة الدولة وتنافسيتها.
وقال إن التعاون الدولي ومشاركة الخبرات والمعارف عاملان أساسيان في دعم جهود تطوير المشهد التكنولوجي العالمي وبناء مستقبل رقمي واعد، وتمكين المجتمعات من الاستفادة من حلوله المبتكرة، مع ضمان تطوير الأطر التنظيمية المعززة للاستخدام المسؤول لهذه الحلول، وترسيخ البيئة المحفزة لابتكار المزيد منها على أسس استباقية.
وقالت باولا إنجابير، وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا «تهدف مشاركة رواندا في لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى ضمان أن رواندا شريك أساسي في تشكيل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الوصول الرقمي. وتماشياً مع هذه الجهود، سيستضيف مركز رواندا للثورة الصناعية الرابعة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، قمة رفيعة عن الذكاء الاصطناعي في إفريقيا في نهاية عام 2024، ما يخلق منصة معرفية تهدف إلى خلق حوار هادف عن دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل إفريقيا وتوحيد الدول الأفريقية في مواجهة التحديات وتحديد الفرص المشتركة ووضع استراتيجية موحدة للذكاء الاصطناعي في إفريقيا.
وقالت كاثي لي، رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي والبيانات والميتافيرس بمؤسسة المنتدى: إن للجنة دوراً حاسماً في تعزيز الوصول إلى الموارد المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والمساهمة في ترسيخ نظام بيئي أكثر شمولاً ومسؤولية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، لذلك علينا تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات لضمان أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في أيدي الجميع.
ومن جهتها قالت غاري كوهن، نائبة رئيس شركة «آي بي إم»: «في حين أننا نواصل تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة، يجب علينا الأخذ في الحسبان، الاستخدامات المسؤولة لهذه التكنولوجيا والتعاون مع الحكومات والشركات والمجتمعات على مستوى العالم لإنشاء أطر أخلاقية وسياسية تحدد كيفية تصميم الذكاء الاصطناعي».
وقال بول دوجيرتي، كبير مسؤولي الابتكار التكنولوجي في شركة «أكسنتشر» «يتميز الذكاء الاصطناعي بتسارع تطوره الكبير على مدى الوقت ما يجعل تعاون القطاعين الحكومي والخاص أولوية لتبادل الأفكار وأفضل الممارسات لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي مسؤولة وأخلاقية وتوسيع نطاقه بشكل كبير. كما أنه يبرز دور القادة مع تصاعد هذه التطور لإعطاء الأولوية للذكاء الاصطناعي الشامل لتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الأسواق الناشئة».
وبحثت لجنة حوكمة بالتعاون مع شركتي «آي بي إم» و «إكسنتشر» نتائج دراسات وأوراق بحثية أعدتها الشركتان، ركزت على الإمكانات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وقدرته على تمكين الحكومات والمجتمعات من مواجهة المتغيرات العالمية. واستعرضت تحديات توسع الفجوات الرقمية ونشوء فجوات جديدة، في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والسباق الدولي للاستفادة من حلوله وابتكاراته، وسبل معالجة الفجوات الرقمية لضمان لحاق مليارات الأشخاص بالركب المستقبلي العالمي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات دافوس الذكاء الاصطناعي حوکمة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی للذکاء الاصطناعی لجنة حوکمة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟

في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.

jebadr@

مقالات مشابهة

  • منتدى التنمية الصيني
  • الروبوت الذي يتعلم كالبشر.. سابقة في مجال الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي في الإمارات.. محرك التحوّل نحو مستقبل ذكي
  • من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
  • Gmail يطور ميزة البحث .. الذكاء الاصطناعي يحدد ما تحتاجه أولا
  • لجنة لإعداد دراسة جدوى حول إنشاء مصانع السكر بالقرب من مزارع البنجر
  • تشكيل لجنة برئاسة وزارة الصناعة لإعداد دراسة جدوى لإنشاء مصانع السكر
  • الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
  • برلماني: انضمام مصر لمؤشر جاهزية الأعمال خطوة لتحسين بيئة الأعمال
  • أول صحيفة مطبوعة في العالم يحررها الذكاء الاصطناعي بالكامل