شبكة انباء العراق:
2025-01-05@04:02:11 GMT

السيادة تحت قصف الجوار

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

بقلم: هادي جلو مرعي ..

على مدى عقود من الزمن تقدم دول الجوار الإقليمي مبررات مختلفة، وتسوق أشكالا من التصورات عن تهديدات محتملة، وأخرى تأتي من الداخل العراقي، وواضح تماما القوة والتأثير الذي تمتلكه تركيا وإيران في ظل مخاوف تقليدية من وجود مجموعات كوردية قتالية لديها مطالب سياسية ومواقف من الوجود والدور والسلوك ونوع الحقوق التي ترى أنها مستلبة من الشعوب الكوردية عبر التاريخ، ولطالما كانت الطائرات والمدافع التركية تقصف مواقع في مناطق مختلفة من الإقليم، وتتسبب بمقتل مواطنين عزل وتدمير مزروعات ومناطق مأهولة وقرى.

. بمستوى أقل كانت القوات الإيرانية تقصف مواقع في الإقليم، وبقية العراق، وسبق أن قصفت مواقع لمنظمة مجاهدي خلق قبل أن يتم إبعاد عناصرها بترتيبات خاصة. لكن المبررات تختلف عادة من طرف لآخر. ففي حين كانت أنقرة تركز على مخاوفها من طموحات حزب العمال الكردستاني الذي له وجود في مرتفعات مشتركة، كانت جارتها إيران تخشى من تهديدات مزدوجة من قوى المعارضة الكردية ومنظمة مجاهدي خلق. وكان العراق الرسمي ينقاد لتلك المواقف مرة، ويتجاهلها مرة لأسباب تختلف من مرحلة الى أخرى وفقا لمعطيات وعناصر ضعف وقوة.
بعد العام 2003 ومع التغيير في البنية السياسية العراقية إستمرت القضية الكردية في نسق متصاعد، ومع تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية في كردستان العراق وتوافق في الداخل العراقي على نمط حكم تطبعه الشراكة بين الحكومة الإتحادية والإقليم، فإن الأوضاع في جنوب شرق تركيا ومناطق مشتركة بين تركيا وإيران والعراق ظلت تؤرق صانع القرار في أنقرة وطهران مع العجز في معالجة الأمور، وغياب الحلول، وشهدت مناطق كردستان عمليات عسكرية، وقصف متكرر ، وبمبررات مختلفة، وكانت أصابع الإتهام توجه الى العراق الرسمي بسبب الإزدواجية في المعايير التي يرى البعض أنها السبب في نقد السلوك التركي والإحتجاج عليه، بينما لانجد ذات الردود في حال قامت إيران بعمليات قصف مماثلة؟ ولانستوضح ماإذا كان ذلك عجزا، أم ممالاة.
الحكومة العراقية كان لها موقف متقدم، وربما فوجيء به المراقبون ردا على القصف الإيراني لمناطق في كردستان بالرغم من آراء كانت قاسية، ووصفت الموقف الرسمي بالعاجز، وربما طالبت حكومة السوداني بإعلان الحرب! لكن البيانات الرسمية كانت واضحة بإدانة القصف، وذهب السوداني الى تشكيل لجنة للتحقيق، والتلويح بتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي، وهو موقف لم يكن منتظرا بسبب التعقيدات التي تطبع العلاقة مع إيران، ونوع التأثير الإيراني، والتحالفات التي تعقدها طهران مع قوى فاعلة في المنطقة تمكنها عادة من تجنب الحرج حين تشتبك الأحداث، لكن الحكومة العراقية وقوى سياسية قدمت أطروحة مختلفة للموقف الرسمي بدت وكأنها نوع من التحدي، والبحث عن تحقيق نقاط في مواجهة ماجرى من قصف صاروخي، وعدت ذلك إنتهاكا للسيادة، وقد تناقلت وسائل الإعلام طبيعة الرد العراقي، ووفقا لوسائل إعلام فقد ( أعلنت الخارجية العراقية، تقديم شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية هجومها الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق وأدى لسقوط قتلى وجرحى مدنيين) وهو موقف يشير الى إن موقفا ما بدا يتبلور تجاه القضايا الهامة لايخضع لمعايير مزدوجة، ويمثل تحولا في السياسة العراقية، وشروعا بترتيبات غير تقليدية تظهر العراق في موقف الرافض لأي قصف على الأراضي العراقية، وقد وصفت الخارجية العراقية ماجرى بأنه عدوان صارخ على السيادة.

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

السفير الإيراني:العراق الخط الإيراني الأول في الدفاع عن سوريا لتحقيق مصالح إيران

آخر تحديث: 2 يناير 2025 - 9:36 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد السفير الإيراني لدى بغداد، محمد كاظم آل صادق، أمس الأربعاء، أن العراق يلعب دورا محوريا لصالح إيران في الحوار العربي الإسلامي من أجل الحفاظ على سيادة وأمن سوريا.وقال آل صادق خلال كلمته في المهرجان التأبيني الذي نظمته السفارة الإيرانية في بغداد بمناسبة الذكرى الخامسة لاستشهاد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، إن المنطقة تشهد تطورات كبيرة وسريعة مؤثرة بعد عمليات “طوفان الأقصى”، وأضاف أن من أبرز التحديات الإقليمية الحالية هي الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، والإبادة الجماعية هناك، إلى جانب حربه في لبنان، وتداعيات الأوضاع في سوريا.وأكد السفير الإيراني أن استشهاد قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس كان غدرا وليس مواجهة نزيهة، مشيرا إلى أن اسرائيل تتحدث عن الانتصار، بينما الواقع يشير إلى هزيمة نتنياهو.وفيما يخص الوضع في سوريا، شدد آل صادق على أن الموقف الإيراني هو نفس الموقف العراقي الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، مطالبا بتشكيل حكومة شاملة تضم جميع القوميات والتيارات الفكرية وان تحمي مرقد زينب ، وأكد أن المصالح والأمن الوطني للعراق وإيران واحد.

مقالات مشابهة

  • هجوم مُسيرة على مهبط للطائرات التركية قرب الحدود العراقية
  • تركز على الرد السريع.. إيران تبدأ مناورات قرب حدود العراق
  • مساع لبنانية لتعزيز السيادة ومواجهة طائرات إيران
  • صراع النفوذ يعرقل تشكيل حكومة كردستان العراق
  • العراق ودول الجوار
  • العلاقات العراقية الإيرانية بعد زلزال سوريا
  • السلطات العراقية تغلق مقرات لحزب العمال الكردستاني في السليمانية
  • مصدر إطاري:اجتماع زعماء الإطار المقبل سيؤكد على الموقف السياسي الواحد مع إيران
  • السفير الإيراني:العراق الخط الإيراني الأول في الدفاع عن سوريا لتحقيق مصالح إيران
  • وثائق بريطانية: دعم الأسد للمقاومة الفلسطينية مجرد كلام.. وهذا موقف لندن وواشنطن