السيادة تحت قصف الجوار
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
بقلم: هادي جلو مرعي ..
على مدى عقود من الزمن تقدم دول الجوار الإقليمي مبررات مختلفة، وتسوق أشكالا من التصورات عن تهديدات محتملة، وأخرى تأتي من الداخل العراقي، وواضح تماما القوة والتأثير الذي تمتلكه تركيا وإيران في ظل مخاوف تقليدية من وجود مجموعات كوردية قتالية لديها مطالب سياسية ومواقف من الوجود والدور والسلوك ونوع الحقوق التي ترى أنها مستلبة من الشعوب الكوردية عبر التاريخ، ولطالما كانت الطائرات والمدافع التركية تقصف مواقع في مناطق مختلفة من الإقليم، وتتسبب بمقتل مواطنين عزل وتدمير مزروعات ومناطق مأهولة وقرى.
بعد العام 2003 ومع التغيير في البنية السياسية العراقية إستمرت القضية الكردية في نسق متصاعد، ومع تحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية في كردستان العراق وتوافق في الداخل العراقي على نمط حكم تطبعه الشراكة بين الحكومة الإتحادية والإقليم، فإن الأوضاع في جنوب شرق تركيا ومناطق مشتركة بين تركيا وإيران والعراق ظلت تؤرق صانع القرار في أنقرة وطهران مع العجز في معالجة الأمور، وغياب الحلول، وشهدت مناطق كردستان عمليات عسكرية، وقصف متكرر ، وبمبررات مختلفة، وكانت أصابع الإتهام توجه الى العراق الرسمي بسبب الإزدواجية في المعايير التي يرى البعض أنها السبب في نقد السلوك التركي والإحتجاج عليه، بينما لانجد ذات الردود في حال قامت إيران بعمليات قصف مماثلة؟ ولانستوضح ماإذا كان ذلك عجزا، أم ممالاة.
الحكومة العراقية كان لها موقف متقدم، وربما فوجيء به المراقبون ردا على القصف الإيراني لمناطق في كردستان بالرغم من آراء كانت قاسية، ووصفت الموقف الرسمي بالعاجز، وربما طالبت حكومة السوداني بإعلان الحرب! لكن البيانات الرسمية كانت واضحة بإدانة القصف، وذهب السوداني الى تشكيل لجنة للتحقيق، والتلويح بتقديم شكوى الى مجلس الأمن الدولي، وهو موقف لم يكن منتظرا بسبب التعقيدات التي تطبع العلاقة مع إيران، ونوع التأثير الإيراني، والتحالفات التي تعقدها طهران مع قوى فاعلة في المنطقة تمكنها عادة من تجنب الحرج حين تشتبك الأحداث، لكن الحكومة العراقية وقوى سياسية قدمت أطروحة مختلفة للموقف الرسمي بدت وكأنها نوع من التحدي، والبحث عن تحقيق نقاط في مواجهة ماجرى من قصف صاروخي، وعدت ذلك إنتهاكا للسيادة، وقد تناقلت وسائل الإعلام طبيعة الرد العراقي، ووفقا لوسائل إعلام فقد ( أعلنت الخارجية العراقية، تقديم شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية هجومها الصاروخي الذي استهدف مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق وأدى لسقوط قتلى وجرحى مدنيين) وهو موقف يشير الى إن موقفا ما بدا يتبلور تجاه القضايا الهامة لايخضع لمعايير مزدوجة، ويمثل تحولا في السياسة العراقية، وشروعا بترتيبات غير تقليدية تظهر العراق في موقف الرافض لأي قصف على الأراضي العراقية، وقد وصفت الخارجية العراقية ماجرى بأنه عدوان صارخ على السيادة.
هادي جلومرعي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
صحة الدبيبة: رفضنا عروضًا كندية وفرنسية.. وأدوية الأورام العراقية آمنة وتطابق المواصفات العالمية
???? ليبيا | وزارة الصحة بحكومة الدبيبة ترد على الجدل حول استيراد أدوية الأورام من العراق
ليبيا – أكدت وزارة الصحة بحكومة الدبيبة، خلال مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، أن استيراد أدوية الأورام من العراق جاء ضمن فواقد العطاء العام وخارج القائمة النمطية المعتمدة، مشددة على التزامها القانوني والأخلاقي بتوفير العلاج الآمن والفعال للمرضى الليبيين.
???? أسباب تأخر توفير الأدوية ⏳
أوضحت الوزارة أن تأخر توفير دواء الأورام نتج عن إجراءات إدارية معرقلة فرضتها بعض الجهات، وهو ما أبطأ عملية الاستيراد والتوزيع، رغم أن المصنع العراقي المعتمد مسجل رسمياً لدى إدارة الصيدلة وفق الإجراءات القانونية المتبعة.
???? ضوابط صارمة قبل وصول الأدوية للمريض ????
أكد مسؤولو الوزارة أن أي دواء يتم استيراده لا يصل مباشرة إلى المرضى، بل يخضع أولاً لتحاليل صارمة داخل مختبرات الرقابة على الأدوية للتأكد من جودته ومطابقته للمواصفات العالمية، وفي حال عدم مطابقته يتم رفضه فورًا.
???? تقييم المصنع العراقي والتأكيد على سلامة الإنتاج ????
ذكرت الوزارة أنها أرسلت فريق تقييم للمصنع العراقي، وتبين أنه يعمل وفق معايير دولية دون ملاحظات، ومنح شهادة “جيد ومطابق للمواصفات”، مبينة أن المصنع يعمل منذ عام 1954 ويُسوق منتجاته داخل العراق، مما يعد معياراً أساسياً لقبول الدواء حسب قولهم.
???? رفض عروض دولية غير مطابقة ❌
أشارت الوزارة إلى أنها رفضت عروضاً من شركات تصنيع أدوية في كندا ???????? وفرنسا ???????? لعدم مطابقتها للمعايير الدولية، لافتة إلى أن شركة نوفارتس التي كانت توفر بعض الأدوية سابقًا تعذرت عن الاستمرار بسبب مشاكلها مع الدولة الليبية.
???? موقف مركز الرقابة على الأغذية والأدوية ✅
طمأنت الوزارة المواطنين بأن الفيصل في قبول أو رفض أي دواء هو مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبي، الذي يتمتع بكامل الصلاحيات في هذا الشأن، مؤكدة أن المركز سيتعامل بكل مهنية مع أي دواء مستورد دون مجاملة لأي طرف.
???? رد على حملات التشكيك ????
أوضحت الوزارة أن ما أثير من جدل بشأن استيراد أدوية الأورام من العراق “ضُخّم لأغراض غير وطنية”، مشددة على أن هدفها الأول والأخير هو توفير العلاج الآمن والفعال للمريض الليبي دون الالتفات لأي حملات مغرضة.