بقلم: جعفر العلوجي ..
مع كل ما رافق رحلة منتخبنا الوطني بكرة القدم الى الدوحة وصولاً الى مباراته الأولى أمام إندونيسيا وما حفلت به من أفراح وأتراح وما تبعها من سلوكيات هجينة لا أحب ولا أفكر مجرد تفكير أن أصل الى مستوى الرد عليها وهي تصرفات فردية بأخطاء متبادلة بين الإدارة الاتحادية والإعلام والطارئين وقلة المعرفة والخبرة التي لن تجد طريقها الى من هم في أعلى هرم الاتحاد ومن ألبسوهم فوق مقاسهم في التصرف الإعلامي وصار الأمر والنهي بأيديهم في الفندق والملعب ومقر الاتحاد أيضا والترتيبات التي تتعلق بالمنتخب في هذا الظرف الحساس أيضا فكانت هذه هي النتيجة المخجلة وما تحفل به من مشاهد السوء.
كل هذه الأمور أجدها ماضية وغير مؤثرة وما هو مؤثر ومفيد وينقل أجمل الصور الإيجابية عن بلدنا ومكانته هو ذلك الظهور الرائع لوزير الشباب السيد أحمد المبرقع ورئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الدكتور عقيل مفتن وتواصلهم بدبلوماسية واحتراف في العمل مع المسؤولين في الاتحادات الآسيوية او المسؤولين في قطر لخدمة قطاعات الرياضة والشباب في العراق بمختلف المجالات وفي الجانب الآخر أرسل الرجلان رسائل إيجابية جميلة جدأ عن التفاهم والتناسق بين أكبر مؤسستين رياضيتين في العراق وتناغمهما في الطرح والرؤى المشتركة بما يبدد أي صورة سابقة للخلاف، هذا من من جانب ومن جانب آخر اجتهد المبرقع ومفتن وبكل شفافية وتواضع في الظهور الإعلامي او التواصل مع الجماهير العراقية والعربية بدماثة خلق وتواضع كبير كان بمثابة رسالة ثانية أهم وأبلغ من الأولى على أن العراق بلد الحضارات زاخر بالرجال القادرين على صنع الحدث وإيصاله الى الذروة ببساطة وثقة واقتدار .
نعم لقد ترك الوزير المبرقع والدكتور مفتن أطيب الأثر في نفوسنا كإعلاميين وكجمهور تواصلوا معه في الطرقات والأسواق والملاعب وتحدثوا معه بأريحية وشفافية مطلقة ولغة إقناع جميلة بأن القادم هو الأفضل للعراق ولرياضة العراق وشباب العراق وأن الحكومة الداعمة وستستمر في نهجها العملي القويم والصريح وتكون عند حسن ظن الشعب الذي وضع ثقته بها وعبر عن ارتياحه التام لإجراءاتها الأخيرة.
همسة …
لغة التسقيط والوعيد المبتذلة لا تنتمي لإعلامنا النقي وهذه دعوة أوجهها لكل إعلامي يرى في نفسه المكانة الطيبة واحترام الذات أن يترفع وينسحب من الرد والمشاركة في المواقع المبتذلة التي لا تليق باسمه ومكانته.
جعفر العلوجي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
المدينة التي تبكي بأكملها.! (1)
صادق سريع
“من يُقنع الريح أنَّ بيوتنا تدُمرت لا تستطيع صد هديرها !؟ من يقنع المطر أن خيامنا تبللت وذابت بقطراته كما ذابت أحلامنا !؟ فلا دفئ يرجئ ولا أمان يوجد ، ولا بطون تشبع”.. هكذا يردد أهل غزة.
سُئل نازح في مخيمات النزوح بغزة: “ما شعورك تجاه من يعدْبوك، ويشردوك ويجوعوك!؟”.. أجاب بصوت جَهيرُ مُزج بجهشة البكاء، بعدما اتسعت حدقات عينيه وانهارت بالدموع: “حسابهم على الله”.
وبينما يحتمي العالم بدفء البيوت، يعيش مئات الآلاف في غزة برحمة برد الخيام المهترئة، ووحشة الدمار، وانعدام الطعام والماء والدواء، وتحت أزيز الطائرات، وأصوات الانفجارات، ونيران حمم الصواريخ، وشظايا القذائف، وصرخات الجرحى، ونُواح العزاء.
وتحت رحى طاحونة حرب الإبادة، وقانون فرض الحصار، وسياسة التجويع والتشريد والتهجير، وقهر الاغتصاب، وسجون الاعتقال وبلا حساب، والسحل والتعذيب والقتل، وسفك الدماء وحملات التطهير العِرقي على الطريقة الفاشية والخبرة النازية والنكهة الهولوكوستية.
وبعد اليوم الـ435، يحل ضيف برد الشتاء الثقيل في عامه الثاني، بينما حال أجساد أهل القطاع باردة ,قلوبهم خائفة وعيونهم باكية، وأمعائهم خاوية، ولا يزال مليارا مسلم لم يشعروا ببرد الشتاء وشدته، وألم جوع البطون في مخيمات النزوح؛ وهكذا الحال يستمر طوال العام بين برد الشتاء ولهيب الحرب.
في ليلة باردة، أرسلت من مخيمات النزوح بغزة رسائل للعرب؛ هذه واحدة منها، عنونت بـ “إلى لمن يهمه الأمر”: ” يعيش أطفالنا تحت أعمدة الخيام المهترئة، وألم الجوع وشدة البرد، وينامون جوعى في انتظار رغيف الخبز مرهقون من التعب وقهر العرب”.
في تلك الليلة الباردة، وصلت رسالة أخرى من سكان الخيمة المجاورة، مفادها: “كانت ليلة البارحة أبرد ليلة مرت علينا، تجمَّد أطفالنا من شدة البرد تحت لحاف الخيام المبللة، وبلا جدران تحميها من عواصف الريح، ولا ملابس تدفِئ أجساد الأطفال العارية، ولا طعام يشبع بطونهم الخاوية؛ ولا، ولا، ولا..!”، انتهت الرسالة بتنهيدة..
الخبر السار، الذي ينتظر النازحين وكل أهل غزة، هو إعلان وقف إطلاق النار، لكن متى يُعلن!؟ ومتى يدخل حيز التنفيذ!؟ اللهم أجعله بُشرى عاجلة.. اللهم آمين يا رب العالمين.
للتذكير، بلغت فاتورة الموت في غزة، اليوم الأحد 15 ديسمبر 2024، 45 ألف شهيد و106 ألف و625 جريح وأكثر من 15 ألف مفقود، منذ بدء العدوان الصهيو – أمريكي على غزة في أكتوبر 2023، لليوم الـ435.
اللهم هوِّن برد الخيام على المستضعفين في غزة وأبسط دفء رحمتك عليهم يا رحمن يا رحيم..