أقام المجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، وبأمانة الدكتور هشام عزمى؛ مائدة مستديرة تحت عنوان: “الإعلام ودعم الفعاليات الثقافية.. معرض الكتاب نموذجًا”، وذلك مساء أمس.

 

 نظمت الندوة لجنة الإعلام بالمجلس، وأدارها مقرر اللجنة الدكتور جمال الشاعر، وشارك فيها كل من: الدكتور أحمد بهى الدين العساسى؛ رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وعمرو بسيونى؛ رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتورة رانيا يحيى؛ عميدة المعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، والدكتور خالد داغر؛ رئيس دار الأوبرا المصرية، والدكتور وليد قانوش؛ رئيس صندوق التنمية الثقافية، والأستاذة نائلة فاروق رئيسة قطاع التلفزيون المصرى، والأستاذ محمد نوار؛ رئيس الإذاعة المصرية، والأستاذ خالد مرسى؛ رئيس قطاع التطوير بالتليفزيون وعضو اللجنة، والأستاذ إيهاب حفنى؛ مدير البرامج بقناة النيل الثقافية وعضو اللجنة، والإعلامية أنس الوجود رضوان؛ عضوة اللجنة، والكاتب الصحفى الدكتور حسام الضمرانى؛ عضو اللجنة.

رئيس هيئة قصور الثقافة: الإعلام مكمل أساسي للفعاليات الثقافية

 

تحدث رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو بسيونى مؤكدًا أهمية موضوع الندوة الذى يُعد مستمدًا من أهمية الكبيرة التى يحوزها الإعلام بصورة عامة، وبشكلٍ خاص فيما يخص دور الإعلام فى تسليط الضوء على الفعاليات الثقافية فى مصر، واستطرد متابعًا .

رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة عمرو بسيونى

وأشار إلى أن معرض القاهرة الدولى للكتاب يمثل أبرز الفعاليات الثقافية المصرية وأهمها بما يحظى به من أصداء ثقافية عربية ودولية واسعة المجال، وبالتأكيد لدينا بجانب معرض القاهرة الدولى للكتاب فعاليات ثقافية كبيرة أخرى؛ حيث قدمت الهيئة العامة لقصور الثقافة عدة فعاليات خلال العام المنصرم، وأوضح بسيونى فى مختتم كلمته أن الإعلام يُعتبر مكملًا اساسيًا للفعاليات الثقافية، مؤكدًا قيمة التواصل الدائم ما بين الهيئة العامة لقصور الثقافة مع مختلف المؤسسات الصحفية التى تندرج تحت عباءة الإعلام بطبيعة الحال، ولكن تبقى المسألة من وجهة تتمحور حول وسائل الإعلام المرئى، التى يقع على عاتقها تقديم تغطيات إعلامية بصورة أكبر.

رئيس دار الأوبرا المصرية يعرب عن امتنانه بجهود الإعلام المصرى

فيما أعرب الدكتور خالد داغر رئيس دار الأوبرا المصرية عن امتنانه بجهود الإعلام المصرى نحو تغطية الفعاليات الثقافية والفنية، متمثلًا فى الشركة المتحدة للإعلام التى قدمت القنوات التابعة لها عدة تغطيات متميزة تخص نقل الحفلات التى قدمتها دار الأوبرا المصرية مؤخرًا، وأشار إلى اعتزازه بالتلفزيون المصرى، مؤكدًا أنه أول جهة إعلامية بدأ مشواره بالتسجيل معها، وأبدى استعداده لتعظيم حجم التعاون والتنسيق بين دار الأوبرا المصرية والشركة المتحدة للإعلام والتلفزيون المصرى بشكل عام، موضحًا أهمية ألا تنحصر التغطيات الإعلامية على مهرجان الموسيقى العربية ومهرجان محكى القلعة فقط، مؤكدًا فى مختتم حديثه أن دار الأوبرا المصرية تقدم العديد من الفعاليات والتظاهرات الفنية والثقافية، التى لابد من أن يتم تسليط الضوء عليها، مثل مهرجان دندره للموسيقى والغناء الذى انطلقت دورته الثالثة العام المنصرم، وبدأت أولى دوراته فى عام 2020، وشهد هذا المهرجان بشكل عام مشاركة عدد كبير من الفنانين، وسط إقبال جماهيرى منقطع النظير، لذلك لا شك فى أهمية تكثيف التغطيات الإعلامية لهذه الفعاليات الفنية والثقافية، وهو ما يؤكد كذلك أهمية دور الإعلام فى دعم وتعزيز نقل الفعاليات الثقافية للمواطنين.

 

ومن جانبه أكد رئيس قطاع التطوير بالتليفزيون المصرى خالد مرسى، أن فكرة نقل الفعاليات الثقافية والفنية على الهواء مباشرة  تولدت بسبب عمل الآخرين على الاستفادة والكسب من وراء نشر تراثنا؛ لذا كان حرى بنا توجيه الاهتمام وتسليط الضوء على حضارتنا العريقة وتراثنا الفريد، وتابع خالد مرسى مشيرًا إلى أن التلفزيون سيعمل على تغطية العديد من الحفلات والفعاليات التى تطلقها دار الأوبرا المصرية، كما سيتم بطبيعة الحال تسليط الضوء على معرض القاهرة الدولى للكتاب خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن التلفزيون المصرى بالفعل عمل على تغطية مختلف الأحداث الثقافية، بداية من مطلع العام الجارى 2024م، كما سيتم تخصيص استديو دائم داخل أرض المعارض لتغطية الدورة القادمة من معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى مختتم حديثه أكد أنه علاوة على ما يقدمه التليفزيون المصرى من تغطيات تخص الفعاليات الثقافية السابق ذكرها، ستعمل القنوات التلفزيونية الفضائية التابعة لشركة المتحدة للإعلام كذلك على تغطية مختلف فعاليات وندوات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فلا شك أن هذا هو دور الإعلام الحقيقى، الذى سيتم تعزيزه خلال الفترة المقبلة من تغطيات إعلامية تهدف إلى تسيلط الضوء على الثقافة والفنون المصرية.


فيما أشار رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة إلى أن المجلس الأعلى للثقافة يرحب دائما بالتعاون مع التلفزيون المصرى ومختلف المؤسسات الإعلامية خاصة الوطنية والعربية بالتأكيد، موضحًا أن المجلس الأعلى للثقافة يضم بين جنباته أربعًا وعشرين لجنة متخصصة تقدم بدورها العديد من الفعاليات الثقافية باستمرار، ولا شك فى أن أهميه دور الإعلام تكمن فى أنه يعتبر حلقة الوصل بين المتلقى والمتخصصين، الذين يقدمون هذه الفعاليات الثقافية بالمجلس من أدباء وفنانين وأكاديميين ومثقفين على سبيل المثال، لذلك نحن فى المجلس الأعلى للثقافة على أتم استعداد لتقديم  سبل التعاون مع مؤسسات الإعلام المختلفة، وأشار فى مختتم حديثه إلى أن دور المجلس الأعلى للثقافة يرتكز على وضع الاستراتيجيات الثقافية، التى توجه بدورها الأنشطة والفعاليات الثقافية التى تحقق هذه تلك الاستراتيجيات.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق معرض القاهرة الدولى للكتاب إحدى الأدوات الفاعلة للتعبير عن القوة الناعمة المصرية

يظل الكتاب الورقى وثيقة خالدة، ويحمل بهجة خاصة لدى الكتاب والمؤلفين، وهذا لا ينفى الحراك الحيوى الذى صنعه الكتاب الإلكتروني، القادر على الوصول إلى قطاعات أوسع من المتلقين، من جهة، والذى يمكن أن يعضد من صناعة النشر من جهة ثانية، وبما يتطلب مدونة من التشريعات المحددة، التى تحفظ حقوق الجميع.

وتكمن أهمية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى كونه إحدى الأدوات الفاعلة للتعبير عن القوة الناعمة المصرية، ويحسب للدولة المصرية أنها وضعت كافة الإمكانات المادية والتقنية كى تظهر الثقافة فى وضعية أفضل فى (مركز مصر للمعارض الدولية).

إن وصول الثقافة إلى قطاعات متعددة من المتلقين مسألة حيوية، وهذا ما يوجب علينا جميعًا عملًا مستمرًا من أجل تعزيز معنى الثقافة فى الفضاء الاجتماعي، والاهتمام بمكونات صناعة العقل العام.

إن المثقف الذى وصفه المفكر إدوارد سعيد بأنه أعلى تمثيلات الحقيقة، يجد فى المعرض نقطة التماس مع الجمهور العام الذى لا تجده فى الندوات النوعية التى يرتادها جمهور متخصص فى الغالب، هنا تجد انفتاحًا على قطاعات أوسع من الجمهور، وبما يعنى ضرورة تعزيز قيم التقدم والاستنارة والانتماء، وتأكيد معنى الهوية المصرية ذات الجذور الحضارية المركبة.

ويشكل معرض القاهرة الدولى للكتاب جزءًا من الذاكرة الجمعية للنخب، والجماهير على حد سواء، وربما أستعيد وقائع الفعاليات الأولى التى شاركت فيها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكنت لم أزل معيدًا فى الجامعة، غير أننى أجد نفسى أعود إلى الوراء قليلًا، واسترجع كتبًا ومؤلفات مركزية اقتنيتها قبل ذلك، ومن أهمها وأقربها إلى نفسى كتاب «مستقبل الثقافة فى مصر» للدكتور طه حسين الذى يُعد ملهمًا بالنسبة لي، ويكتسى هذا الكتاب بأهمية موضوعية لم تجعله يفقد بريقه على الرغم من مرور عشرات السنين على تأليفه، وقد جاء فى ظل سياقات سياسية وثقافية مركبة، فعقب معاهدة ١٩٣٦ بين مصر وبريطانيا، جاء كتاب «مستقبل الثقافة فى مصر»، مشيرًا إلى الجذر الحضارى للأمة المصرية، بانتمائها إلى الحضارة المصرية القديمة التى خرجت من عباءتها، ونبه إلى الانتماء المصرى لثقافة البحر المتوسط، ومن ثم فالصلة بين مصر وأوروبا وثيقة للغاية، ولذا كان البناء الجديد الذى يأتى عقب الاستقلال النسبى لمصر عن بريطانيا يجب أن ينهض من وجهة نظره على قيم الحداثة لإمكانية اللحاق بالعالم المتقدم. كان طه حسين أيضًا مفكرًا إجرائيًا، لا يمنح لقرائه تصورات نظرية محضة فحسب، ومن ثم نبه إلى إشكاليات التعليم الديني، وحذر من ازدواجية التعليم لدينا ما بين مدنى وديني، وربما تكمن الأهمية الحقيقية لكتاب «مستقبل الثقافة فى مصر» فى كونه تأسيسًا لفلسفة تقدمية تحوى أفكارًا مؤسسة عن التعليم وإمكانية تطويره وعصرنته.

وفى الحقيقة، فإن كتب طه حسين جميعها تُعد ملهمة لي، ولغيرى من النقاد، والمفكرين، فحين تقرأ بتمعن المشروع الفكرى والإبداعى لطه حسين، تشعر وكأنه كان معنيًا بالتأثير الفعلى فى حياة أمته، فنصوصه الإبداعية بدت تأسيسًا ملهمًا للسرد فى بواكير علاقة العرب بالرواية الحديثة، ونصوصه المكتملة مثل «دعاء الكروان»، و«الحب الضائع» تمثل نقلة نوعية فى مسار السردية العربية، وأعماله النقدية، وفى المتن منها «حديث الأربعاء»، و«من أدبنا المعاصر» بدت زوايا نظر عميقة للنص العربى قديمه وحديثه، وأحيانًا تأسيسًا مبكرًا للغاية لطروحات فى نقد النقد، أو درسًا تطبيقيًا رفيعًا فى الأدب المقارن من زاوية التأثير والتأثر بين نصين ينتميان لثقافتين وأدبين مختلفين. وفى مناخات العتامة والتطرف الدينى تصبح استعادة طه حسين واجبة، ويصبح استكمال ما بدأه أمرًا لا غنى عنه فى استئناف مشروع التحديث المصرى والعربى من جهة، وتكريس فكرة الدفاع عن العقلانية بوصفها جوهر التنوير من جهة ثانية.

ومن بين الكتب الملهمة بالنسبة لى أيضًا كتاب إدوارد سعيد «العالم والنص والناقد»، حيث يمثل نظرة وسيعة ومعمقة للفكر النقدى، وللنظرية الأدبية المعاصرة.

ولا يمكن ذكر إدوارد سعيد من دون الإشارة إلى مؤلفه المهم «صور المثقف»، وقد بدا إدوارد سعيد مشغولًا دائمًا بمعنى المثقف، وتعبيره عن محيطه الاجتماعى، والمثقف لديه يجب أن يكون أعلى تمثيلات الحقيقة، وهو أيضا عينة ممثلة لجمهوره، فلا يجب أن يخذلهم.

وربما يعد الكتاب مركزًا للمعرض، إنه الحقيقة، والاحتفاء معًا، وصاحب التأثير الفاعل الخلاق. وفى الآونة الأخيرة التى سبقت معرض القاهرة الدولى للكتاب انتهيت من قراءة المجموعة القصصية «حفيف صندل» للدكتور أحمد الخميسي، وهى مجموعة قصصية لافتة، تعزز من تنويعات القصة وتحولاتها فى اللحظة الراهنة، مع الوعى النافذ بخصوصية هذا الفن، وقدرته على الوجود فى صيغ سردية متعددة على مستوى المتن القصصى من جهة، وعلى مستوى التكنيكات المستخدمة من جهة ثانية. إنها إضافة نوعية وجمالية لفن القصة القصيرة.

ومن اللافت أيضًا استعادة القصة القصيرة لعافيتها فى السنوات القليلة الماضية، وقد تجلى ذلك فى عشرات الإصدارات الإبداعية التى سيكون للمعرض فى ٢٠٢٥ حظ وافر منها.

وبعد.. معرض الكتاب عيد حقيقى للكتاب، وانحياز للتفاعل الخلاق والممتد بين الثقافة وجمهورها العام.

مقالات مشابهة

  • محافظ المنيا ونائب رئيس قصور الثقافة يشهدان انطلاق الملتقى الأول للمبدع الصغير
  • عاجل - سعر تذكرة معرض الكتاب 2025.. وجدول الفعاليات الثقافية والفنية اليوم
  • الأعلى للثقافة يناقش الاقتصاد البرتقالي والثقافة المصرية.. شراكة من أجل مستقبل مستدام
  • سعر تذكرة معرض الكتاب 2025.. وجدول الفعاليات الثقافية والفنية اليوم
  • شيخة المحروقي: العلاقات المصرية العمانية نموذج يحتذى به.. ولا نشعر بأننا ضيوف في مصر
  • معلومات الوزراء: معرض الكتاب منصة ثقافية تعزز قوة مصر الناعمة وتدعم المعرفة
  • مسئول عماني: معرض القاهرة للكتاب من أهم المعارض الثقافية عالميا
  • نائب رئيس حزب مصر أكتوبر : هدفنا تقديم نموذج فعال في الحياة السياسية المصرية
  • وزير الثقافة يتفقد معرض الكتاب.. ويؤكد: المعرض مزارًا ثقافيًا ومعرفيًا يعكس حب المصريين للثقافة
  • د. يسرى عبد الله يكتب:  «الكتاب».. الحقيقة والاحتفاء