التجربة السنغافورية في تطوير التعليم
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
#التجربة_السنغافورية في #تطوير_التعليم
يبقى التعليم هو المحرك الأساسي لنهضة الشعوب والأمم، وهو الركيزة الأساسية التي يرتكز عليها أي تطور ورقي، وهو العنصر الرئيسي في بناء المجتمع ثقافياً وعلمياً، وهو السبيل لتعليم الأفراد كيف يكونون منتجين من خلال التدريب العلمي والتعليم المتخصص، كما أنه يوسع الآفاق ويزيد من قدرة الأفراد على التفكير والإبداع والإنتاج مما يؤسس لمجتمع منتج قوي ومتطور مبدع .
ولعل تجربة سنغافورة مع التعليم خير دلي على ما يمكن أن يحدثه التعليم من تغيير ونهضة في أي بلد، فسنغافورة كانت بلدا شحيحة الموارد وتعاني من الفقر ،وارتفاع نسبة البطالة ، ولكنها باتت اليوم إحدى أفضل الدول اقتصادياً بعد أن رمت بنظامها التعليمي القديم، واستحدثت نظاما جديدا يحتوي على طرق حديثة تتواكب مع معطيات اليوم وآفاق المستقبل.
لقد أيقنت دولة سنغافورة أن النهضة الاقتصادية والعلمية لا تتحقق من خلال التعليم والارتقاء بمستواه، وأن مفاتيح هذه النهضة هي إعداد جيل متسلح بالعلم.في العام 1997 عقد المؤتمر الدولي السابع للتفكير في سنغافورة وفي هذا المؤتمر طرح رئيس الوزراء السنغافوري مبادرته لتطوير التعليم في بلاده تحت شعار (مدرسة تفكر.. وطن يتعلم) وطالب المسئولين عن التعليم في بلاده بنقل مفهوم التربية من التلقين المعتمد على الحفظ إلى تعليم الطلاب والطالبات مهارات التفكير والاتجاه نحو التعلم والتقصي الذاتي. والتفكير الناقد والابداعي والتعليم المبني على الاستكشاف . وسخرت سنغافورة جميع إمكانياتها لتطوير التعليم وبذلت كل ما في وسعها للنهضة بالعملية التعليمية.
مقالات ذات صلة منح دراسية للأردنيين / تفاصيل 2024/01/16ويقول وزير التعليم خلال الفترة من 2008 إلى 2011: «عملنا على أن يجد جميع الأطفال الفرصة لتعليم ما يجيدونه من مهارات، وبدلاً من أن نجتهد على أن نجعل الأطفال متلائمين مع النظام التعليمي نقوم بجعل النظام التعليمي ملائما لهم».
عملت سنغافورة على عدة محاور أهمها رفع كفاءة المعلمين ومستواهم المعيشي، وتغيير المناهج وفق احتياجات المجتمع، وإدخال جانب التسلية وتبسيط المعلومات للطلاب، مع التركيز على الطلاب المتفوقين والاستثمار فيهم.
ومن صور الممارسات التعليمية التي تبناها النظام التعليمي الجديد في سنغافورة على سبيل المثال لا الحصر:
– تم استبدال الطابور الصباحي بنصف ساعة لقراءة الصحف بهدف تعزيز مهارات القراءة والاطلاع.
– تم إدخال الأنشطة الإلكترونية وبرمجة الروبوتات في جميع المراحل الدراسية بهدف مواكبة عالم البرمجة والذكاء الاصطناعي.
– إن المدارس لا تركز على كمية ما يتعلمه التلاميذ، بل يولون أهمية قصوى لتعليم الطلاب كيف يعتمدون على تعليم أنفسهم مدى الحياة.
– التعليم في المرحلة الابتدائية يعتمد على التعليم عن طريق اللعب لجعل المدرسة بيئة جاذبة، ويحثون الطلاب على الاكتشاف والاستكشاف والتعلم من التجربة والمشاهدة والاستنتاج من أجل استيعاب أسرع وترسيخ للمعلومة أطول فترة
ممكنة.
والاهتمام في المعلمين واعداد الدورات والتدريب المستمر من أجل مواكبة تطورات العصر المعرفي .
ومن أهم الأطر التي يعمل من خلالها السنغافوريون من أجل صناعة كفاءات من الطلاب في القرن الحادي والعشرين:
-القيم الجوهرية: القيم هي جوهر شخصية المرء، التي تعمل على تشكيل معتقدات ومواقف وأفعال الشخص.
وتشمل القيم الأساسية للشعب السنغافوري الاحترام والمسئولية والمرونة والنزاهة وأيضا الرعاية والوئام، وهذه القيم هي التي تشكل أساس القيم المجتمعية والوطنية.
-الاحترام: يظهر الطلاب السنغافوريين الاحترام عندما يؤمنون بقيمتهم الذاتية والقيمة الجوهرية للناس.
-المسؤولية: يشعر الطلاب في سنغافورة بالمسؤولية عندما يدركون أن عليهم واجبا تجاه أنفسهم وعائلاتهم ومجتمعهم وأمتهم والعالم أيضا، كما يقوم الطلاب بكافة مسئوليتهم بالحب والالتزام.
-المرونة: يتسم الطلاب السنغافوريين بالمرونة عندما يظهرون القوة العاطفية والمثابرة في مواجهة التحديات، كما يظهرون الشجاعة والتفاؤل والقدرة على التكيف والحيلة.
-النزاهة: يُظهر الطلاب النزاهة عندما يتمسكون بالمبادئ الأخلاقية ولديهم الشجاعة الأخلاقية للدفاع عن الصواب.
-الرعاية: يهتم الطلاب بتصرفاتهم التي تتسم بالطف والرحمة، ويساهمون في تحسين المجتمع والعالم.
-الانسجام: يدعم الطلاب السنغافوريين الانسجام عندما يعززون التماسك الاجتماعي ويقدرون وحدة وتنوع مجتمع متعدد الثقافات.
اليوم سنغافورة تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم من ناحية جودة التعليم، وتم تصنيفها من قبل البنك الدولي كأفضل مكان لتطوير القدرات البشرية، فالطفل البالغ في سنغافورة يكون قادراً على الإنتاج بنسبة كبيرة.
الباحثة الدكتورة المعلمة : ختام علي محاسنة
وزارة التربية والتعليم
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تطوير التعليم فی سنغافورة
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: 23 مليار جنيه لمشروعات التعليم الجامعي في سيناء
حَظي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بدعم كبير من جانب القيادة السياسية، وساهم ذلك في تحقيق التنمية في هذا الإقليم الهام في ظل “الجمهورية الجديدة”، في إطار احتفالات جمهورية مصر العربية بحلول الذكرى الـ43 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، وفي ضوء الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للمشروعات القومية الكبرى، وخاصة في شبه جزيرة سيناء ومدن القناة.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية شبه جزيرة سيناء ومدن القناة في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، من خلال تنفيذ مشروعات قومية وتنموية كبرى، تؤكد وضع سيناء في مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقًا لرؤية مصر 2030، موضحًا أن الدولة نفذت عدة مشروعات في مجال التعليم العالي بسيناء، بتكلفة إجمالية بلغت 23 مليار جنيه.
التوسع في منظومة التعليم العالي لاستيعاب الإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم الجامعيوأشار الوزير إلى أن منظومة التعليم العالي تشهد توسعًا كبيرًا بفضل الدعم الهائل الذي تقدمه القيادة السياسية لاستيعاب الإقبال المتزايد على الالتحاق بالتعليم الجامعي، مشيرًا إلى أن النمو السكاني يتطلب التوسع في إنشاء الجامعات المختلفة، لافتًا إلى توجه الجامعات نحو تقديم برامج دراسية بينية حديثة تواكب متطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وكذلك المساهمة في جذب الطلاب للالتحاق بالجامعات، وتدريب الطلاب عمليًا بالتعاون مع الشركات المختلفة لتأهيلهم لسوق العمل، وصقل خبراتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، بما يتماشى مع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ورؤية مصر 2030.
ومن جانبه، أوضح الدكتور حسن الدمرداش رئيس جامعة العريش أن الجامعة تضم 11 كلية ومعهدًا للدراسات العليا، مشيرًا إلى زيادة أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعة خلال العام الدراسي الحالي، مما يؤكد على زيادة الأمن والأمان في سيناء، فضلًا عن زيادة عدد الكليات لتقديم العديد من التخصصات المتنوعة، واستيعاب أعداد أكبر من الطلاب، وذلك في إطار تحقيق الدور الخدمي والتعليمي والمجتمعي للجامعة، حيث تستهدف الجامعة أن تكون منارة للعلم وقاطرة للتنمية في شمال سيناء، مشيرًا إلى الدور الفعال لمركز كرياتيفا الذي يعد نتاجًا للتعاون بين الجامعة ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث يتم توفير تدريبات مجانية للطلاب والخريجين لتأهيلهم لسوق العمل، بالإضافة إلى مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة لخدمة هذه الفئة والاستماع إلى مقترحاتهم وأفكارهم، وتذليل كافة العقبات التي تواجههم، فضلًا عن الدور المهم لمركز رفع الجدارات بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتأهيل الطلاب لسوق العمل.
وأشار رئيس جامعة العريش إلى أنه سيتم بدء إنشاء المجمع الطبي الجديد للجامعة على مساحة 50 فدانًا، وسيضم المستشفى الجامعي، ومستشفى الطوارئ، وكلية الصيدلة، وكلية التمريض، وعيادات متنوعة، بالإضافة إلى مكان مخصص لاستضافة الأطباء وفرق التمريض، مؤكدًا اهتمام الجامعة بتوفير الرعاية الصحية الشاملة المتكاملة لأهالي سيناء بطريقة ميسرة، وتنظيم وتعزيز الرعاية الصحية في سيناء كنظام صحي فعال ومتكامل، والارتقاء بجودة الخدمات الطبية المقدمة، فضلًا عن رفع كفاءة العديد من المباني واستمرار أعمال التطوير لتوفير بيئة تعليمية متميزة.
وأضاف الدكتور حسن الدمرداش أن الجامعة تنفذ العديد من المشروعات التعليمية والخدمية والإنتاجية، إلى جانب تطوير البنية التحتية والمعلوماتية، وتحديث منظومة الأمن لتسهيل دخول الطلاب إلى الحرم الجامعي إلكترونيًا، فضلًا عن قرب الانتهاء من كافة الأعمال الإنشائية والتنفيذية لمبنى كلية الحاسبات والمعلومات، وتزويد مباني الجامعة بالأجهزة التكنولوجية الحديثة والمعدات المطلوبة، بما يسهم في تهيئة بيئة ملائمة لتطوير العملية التعليمية، بالإضافة إلى الاهتمام بتقديم برامج دراسية حديثة وتدريب الطلاب عمليًا لصقل خبراتهم وتنمية مهاراتهم لمواكبة متطلبات سوق العمل المعاصر والمستقبلي، لافتًا إلى تشجيع الطلاب على المشاركة في الأنشطة الطلابية المختلفة، وإطلاق قوافل تنموية شاملة، وحملات للتبرع بالدم، وتنظيم الندوات التوعوية والتثقيفية لتعزيز وعي الطلاب.
وصرح الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الدولة تواصل تقديم الدعم للجامعات الحكومية التي وصل عددها إلى 28 جامعة بمختلف أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى انضمام الجامعات للتحالفات الإقليمية والتعاون مع المؤسسات الإنتاجية والبحثية والصناعية، تنفيذًا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، فضلًا عن إطلاق القوافل الطبية، وذلك في إطار تنفيذ الدور المجتمعي للجامعات في تنمية المجتمع.
وأضاف المتحدث الرسمي أن جامعة العريش تمثل إضافة للتنمية في قطاع التعليم الجامعي بمحافظة شمال سيناء، حيث تزخر الجامعة بالكوادر البشرية المتميزة، وتقدم برامج دراسية متنوعة تواكب متطلبات سوق العمل، لافتًا إلى اهتمام الجامعة بالتعاون مع المؤسسات الإنتاجية والصناعية للارتقاء بمستوى الخريجين وتزويد سوق العمل بالخريجين المؤهلين، دعمًا لجهود الدولة في تنمية سيناء.