هل يكون نصراً لإيران؟.. خروج القوات الأمريكية اختبار العراق الصعب لبايدن
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن استمرار الحرب الاسرائيلية في غزة، والغارة الامريكية التي قتلت قياديا في الحشد الشعبي في العراق، تمثل "اختبارا" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعلاقاتها مع حكومة محمد شياع السوداني، التي تقع تحت ضغط متزايد للعمل من اجل اخراج القوات الامريكية من العراق.
ولفت التقرير الأمريكي إلى أن الاشتباكات بين الميليشيات المدعومة من ايران في العراق والمنطقة، مع القوات الامريكية، تهدد باعادة جعل العراق منطقة حرب مجددا، مشيرا بهذا السياق الى الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على اربيل، في وقت يقول السوداني انه يسعى الى سحب الجنود الأمريكيين الـ2500 المتمركزين في العراق.
وبرغم ان التقرير اشار الى ان واشنطن تقول إنها لا تخطط للانسحاب من العراق، الا انه تابع أنه في حال نفذ السوداني التزامه، فأنه لن يكون أمام واشنطن خيار سوى المغادرة، وهو ما سيجعل الجنود الأمريكيين الـ900 المتمركزين في سوريا وكأنهم على جزيرة، بما قد يجبرهم على الانسحاب أيضاً.
ونقل التقرير عن الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكي بيل روجيو، قوله إن ذلك "سيمثل نصرا هائلا للإيرانيين، وهو كله جزء من استراتيجية كبرى لإضعاف الولايات المتحدة في المنطقة".
وتابع التقرير أنه في حين أن القرار المتعلق بانسحاب القوات الامريكية ليس مؤكدا بشكل تام، إلا أن الضغط الشعبي يتزايد على قادة العراق لسحب القوات الامريكية بعد الغارة القاتلة التي نفذتها ضد قيادي في الحشد الشعبي في بغداد مؤخرا، حيث أعلن السوداني انه سيسعى الى عقد اجتماع ثنائي مع الأمريكيين، لبحث قضية سحب قواتهم، كما قال لوكالة "رويترز" أنه انهاء وجود القوات الأمريكية سيمنع حدوث المزيد من التوترات فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الداخلية والاقليمية المتداخلة".
وبالاضافة الى ذلك، لفت التقرير الى الضربات الايرانية على اربيل، وادانة السوداني لهذه الهجمات وتأكيده ان لجنة تحقيق ستحقق في العراق بينما استدعت بغداد سفيرها من طهران.
ورأى التقرير الامريكي ان الضربات المتكررة تهدد بجر العراق الى معركة خطيرة بين إيران ووكلائها وبين الولايات المتحدة، في وقت يخرج العراق من عقد من الحرب بعد الغزو الامريكي ثم سنوات اخرى من القتال ضد التنظيمات الارهابية مثل داعش، مشيرا الى ان السوداني قام بتصوير الجنود الأمريكيين على انهم معتدون من خلال مواجهتهم مع الميليشيات المدعومة من إيران.
وفي حين لفت التقرير الى تعاطف العراقيين، كغيرهم في الدول العربية الاخرى، مع الفلسطينيين في مواجهة الهجوم الاسرائيلي على غزة، نقل عن الأستاذ في جامعة "تكساس ايه اند ام" الامريكية غريغوري غوس، قوله أن عدد العراقيين الذين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الولايات المتحدة، أكبر من عددهم تجاه ايران، موضحا ان الحرب في غزة تساهم في توسيع هذه الفجوة.
وبحسب غوس ايضا فانه من المرجح أن السوداني، لا يريد إخراج الولايات المتحدة من العراق، خوفا من السماح للنفوذ الايراني بالتزايد بلا اي رادع، وهو احتمال كانت صحيفة "بوليتيكو" قد اشارت اليه مؤخرا عندما قالت ان المسؤولين العراقيين يسعون سرا الى إبقاء الولايات المتحدة في البلد.
وفي اشارة الى الوجود الامريكي في العراق، قال غوس ايضا انه "يمنحه (السوداني) القليل من النفوذ في مواجهة إيران".
وتابع قائلا انه "من المثير للاهتمام ان الايرانيين هم من بدأ هذه الهجمات على القوات الامريكية، وان الولايات المتحدة هي التي ترد، وليس العكس، وهو ما يثير إحساسا بأن الإيرانيين يعتبرون ان هذا هو الوقت المناسب للضغط من أجل إخراج الأمريكيين من العراق، وهو ما كان أحد أهدافهم منذ العام 2003".
وفي الوقت نفسه، فإن غوس يقول إن الضغوط ستتزايد في حال تواصلت حرب اسرائيل في غزة، ولهذا فإن حسابات السوداني قد تتغير، موضحا أنه "كلما طالت فترة حرب غزة، فإن احتمال أن تؤدي الضغوط السياسية في العراق الى تزايد تحرك رئيس الحكومة فعليا للتخلص من الاميركيين، ولكنني لا اعتقد انه يسعى حقا الى القيام بذلك، إلا انه قد يشعر أنه مضطر ان يقوم بذلك".
واشار التقرير الى أن انسحاب الولايات المتحدة قد يخلق فراغا في السلطة في المنطقة من المرجح ان تستغله إيران وروسيا وخصوم آخرون.
ونقل التقرير عن الباحثة في "المركز العربي في واشنطن" الامريكي باتريشيا كرم قولها، ان قوات الحشد الشعبي نمت لتصبح "قوة جبارة بالامكان استخدامها ضد معارضي السوداني، حيث تتمتع بخبرة قتالية وامتداد جغرافي وامكانية الوصول بشكل غير مسبوق الى الموارد، بالاضافة الى الرعاية الايرانية لها".
وفي حين ذكر التقرير بان برلمان العراق صوت لصالح إخراج الولايات المتحدة من اراضيه في العام 2020، وأن هذا القرار ليس ملزما، قال ان العراق هذه المرة قد يكون اكثر جدية، بالنظر إلى أن السوداني نفسه يدفع من أجل سحب الجنود الأمريكيين.
ونقل التقرير عن روجيو، من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، قوله "ان قوة الميليشيات نمت، والنفوذ الايراني تزايد"، موضحا ان "الحكومة العراقية قد تكون جادة في هذا الوقت، ومن الصعب على العراق أن يوازن الضغط الذي تمارسه الميليشيات والولايات المتحدة التي تشن غارات على اراضيه من دون موافقة الحكومة العراقية".
كما نقل التقرير عن الباحثة العراقية في جامعة لانكستر ربى علي الحسني، قولها ان العراق اقل قلقا فيما يتعلق بالحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، من قلقه فيما يتعلق بضمان السلام داخل حدوده، لكنها اشارت الى ان السوداني "يسلك مسارا دبلوماسيا لخفض التصعيد ويدرس خيار إخراج الولايات المتحدة اذا لزم الامر".
وبحسب الحسني، فان "هذه مسالة تتعلق بالسيادة العراقية ولا تتعلق بحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران على الاراضي العراقية والتي تثير استياء العراقيين منها بوضوح".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق القوات الامريكية بايدن أمريكا الجنود الأمریکیین الولایات المتحدة القوات الامریکیة التقریر عن فی العراق من العراق
إقرأ أيضاً:
الفصائل ترد على انباء خروج قياداتها الى ايران بعد التهديدات الإسرائيلية: الموساد يقف خلفها - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
رد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، على انباء خروج 9 من قيادات الفصائل الى العاصمة الإيرانية طهران بعد التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" الفصائل لا تولي أي أهمية للشائعات التي تروج لها شبكات الحرب النفسية التي يقودها الموساد الصهيوني واذرعه في المنطقة وهي تنفق ملايين الدولارات من اجل الترويج لأكاذيب وافتراءات".
وأضاف، أن" الانباء التي تتناقلها بعض المنصات والمواقع عن خروج 9 من قيادات الفصائل العراقية الى طهران غير دقيقة، والقيادات مستمرة في اداء واجباتها ضمن مسارات مقاومة الكيان الصهيوني ".
وأشار المصدر الى، أن" الفصائل العراقية جزء من محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة اجندة الكيان الصهيوني وقيادات الفصائل تدرك خطورة الموقف الحالي وهي مستمرة في أداء واجباتها، مؤكدا أن ما يطلق من شائعات وخلط للأوراق ما هو الا اجندة صهيونية برعاية أمريكية معروفة الدوافع والراي العام لن تنطلي عليه هذه الأكاذيب".
وأعلنت مواقع عربية وإسرائيلية يوم السبت الماضي، خروج عدد من قادة الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من طهران، من العراق والتوجه نحو إيران بعد تهديدات عن عزم إسرائيل تصفيتهم.
ووفقا لموقع "العين الإخبارية" فأن" القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ قادة تلك الفصائل وبعضهم قيادات في الإطار الشيعي التنسيقي (الحزب الحاكم) بضرورة الخروج من العراق، وفق مؤشرات وتهديدات على عزم إسرائيل استهداف قادة تلك الفصائل المسلحة.
ووفق المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن "الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي كان أول الشخصيات التي غادرت العراق واستقرت في مدينة مشهد شمال شرق إيران، وقد ظهر في خطبة صلاة الجمعة الماضية بطهران في الصف الأول، وهي الصلاة التي أداها المرشد علي خامنئي".
وأضاف المصدر أن "زعيم جماعة حركة كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي خرج هو الآخر من العراق عبر المنافذ البرية باتجاه إيران"، مبينا أن الولائي خرج مساء اليوم عبر منفذ مهران الحدودي بين إيران والعراق.
وتابع المصدر أن "زعيم منظمة بدر والقيادي في الإطار الشيعي هادي العامري هو الآخر خرج الجمعة الماضية من مطار النجف الدولي باتجاه طهران، بعدما زار محافظة كربلاء المقدسة لدى الشيعة وقام بزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبوالفضل العباس".
وأشار المصدر العراقي إلى أن "قائد كتائب الإمام علي شبل الزيدي هو الآخر خرج من بغداد باتجاه العراق الجمعة عبر منفذ المنذرية، الذي يربط محافظة ديالى العراقية مع محافظة كرمنشاه غرب إيران".
ويؤكد المصدر أن "زعيم كتائب حزب الله أبوحسين الحميداوي موجود في العاصمة طهران منذ قرابة ثمانية أيام، تحسباً لهجمات إسرائيلية"، منوهاً أن "زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي مستقر في محافظة قم وسط إيران منذ فترة طويلة".
وتعد كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء من الجهات التي تشن هجمات بالطائرات المسيرة على إسرائيل وكذلك القوات الأمريكية، وهي تنشر بيانات تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق".
ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات من قبل الفصائل العراقية تحرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمام الولايات المتحدة التي تعمل على ضبط تحركات إسرائيل تجاه العراق.
وقبل حوال أسبوع تلقى السوداني رسالة أمريكية تطالبه بضبط تحركات تلك الفصائل، وإلا فإن الولايات المتحدة ربما لا تستطيع إقناع إسرائيل بعدم توجيه ضربات على مواقع عسكرية للفصائل والحشد الشعبي.
ويتابع المصدر حديثه أن "السوداني طلب من زعيم تيار الحكمة الوطني المعتدل عمار الحكيم، التدخل لإقناع الفصائل بعدم التصعيد لتجنب الانخراط في صراع مشابه لحرب لبنان وغزة".
فيما يقول مصدر في كتائب حزب الله العراقية لـ"العين الإخبارية" "لقد اتخذنا كافة الإجراءات الاحترازية لحماية المواقع العسكرية في عموم العراق تحسباً لهجمات معادية"، منوهاً "الفصائل عززت التنسيق والتعاون فيما بينها لمواجهة الضربات المحتملة على العراق".
وأوضح "لقد أبلغنا السوداني أن الفصائل المقاومة تعتبر أي عدوان على العراق يعني نقض الهدنة مع القوات الأمريكية الموجودة في العراق، وسوف نقوم بهجمات غير مسبوقة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا".