شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، أن استمرار الحرب الاسرائيلية في غزة، والغارة الامريكية التي قتلت قياديا في الحشد الشعبي في العراق، تمثل "اختبارا" لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعلاقاتها مع حكومة محمد شياع السوداني، التي تقع تحت ضغط متزايد للعمل من اجل اخراج القوات الامريكية من العراق. 

ولفت التقرير الأمريكي إلى أن الاشتباكات بين الميليشيات المدعومة من ايران في العراق والمنطقة، مع القوات الامريكية، تهدد باعادة جعل العراق منطقة حرب مجددا، مشيرا بهذا السياق الى الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران على اربيل، في وقت يقول السوداني انه يسعى الى سحب الجنود الأمريكيين الـ2500 المتمركزين في العراق.

 

وبرغم ان التقرير اشار الى ان واشنطن تقول إنها لا تخطط للانسحاب من العراق، الا انه تابع أنه في حال نفذ السوداني التزامه، فأنه لن يكون أمام واشنطن خيار سوى المغادرة، وهو ما سيجعل الجنود الأمريكيين الـ900 المتمركزين في سوريا وكأنهم على جزيرة، بما قد يجبرهم على الانسحاب أيضاً.

ونقل التقرير عن الباحث في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكي بيل روجيو، قوله إن ذلك "سيمثل نصرا هائلا للإيرانيين، وهو كله جزء من استراتيجية كبرى لإضعاف الولايات المتحدة في المنطقة".

وتابع التقرير أنه في حين أن القرار المتعلق بانسحاب القوات الامريكية ليس مؤكدا بشكل تام، إلا أن الضغط الشعبي يتزايد على قادة العراق لسحب القوات الامريكية بعد الغارة القاتلة التي نفذتها ضد قيادي في الحشد الشعبي في بغداد مؤخرا، حيث أعلن السوداني انه سيسعى الى عقد اجتماع ثنائي مع الأمريكيين، لبحث قضية سحب قواتهم، كما قال لوكالة "رويترز" أنه انهاء وجود القوات الأمريكية سيمنع حدوث المزيد من التوترات فيما يتعلق بالقضايا الأمنية الداخلية والاقليمية المتداخلة". 

وبالاضافة الى ذلك، لفت التقرير الى الضربات الايرانية على اربيل، وادانة السوداني لهذه الهجمات وتأكيده ان لجنة تحقيق ستحقق في العراق بينما استدعت بغداد سفيرها من طهران. 

ورأى التقرير الامريكي ان الضربات المتكررة تهدد بجر العراق الى معركة خطيرة بين إيران ووكلائها وبين الولايات المتحدة، في وقت يخرج العراق من عقد من الحرب بعد الغزو الامريكي ثم سنوات اخرى من القتال ضد التنظيمات الارهابية مثل داعش، مشيرا الى ان السوداني قام بتصوير الجنود الأمريكيين على انهم معتدون من خلال مواجهتهم مع الميليشيات المدعومة من إيران. 

وفي حين لفت التقرير الى تعاطف العراقيين، كغيرهم في الدول العربية الاخرى، مع الفلسطينيين في مواجهة الهجوم الاسرائيلي على غزة، نقل عن الأستاذ في جامعة "تكساس ايه اند ام" الامريكية غريغوري غوس، قوله أن عدد العراقيين الذين لديهم وجهة نظر سلبية تجاه الولايات المتحدة، أكبر من عددهم تجاه ايران، موضحا ان الحرب في غزة تساهم في توسيع هذه الفجوة.

وبحسب غوس ايضا فانه من المرجح أن السوداني، لا يريد إخراج الولايات المتحدة من العراق، خوفا من السماح للنفوذ الايراني بالتزايد بلا اي رادع، وهو احتمال كانت صحيفة "بوليتيكو" قد اشارت اليه مؤخرا عندما قالت ان المسؤولين العراقيين يسعون سرا الى إبقاء الولايات المتحدة في البلد. 

وفي اشارة الى الوجود الامريكي في العراق، قال غوس ايضا انه "يمنحه (السوداني) القليل من النفوذ في مواجهة إيران". 

وتابع قائلا انه "من المثير للاهتمام ان الايرانيين هم من بدأ هذه الهجمات على القوات الامريكية، وان الولايات المتحدة هي التي ترد، وليس العكس، وهو ما يثير إحساسا بأن الإيرانيين يعتبرون ان هذا هو الوقت المناسب للضغط من أجل إخراج الأمريكيين من العراق، وهو ما كان أحد أهدافهم منذ العام 2003". 

وفي الوقت نفسه، فإن غوس يقول إن الضغوط ستتزايد في حال تواصلت حرب اسرائيل في غزة، ولهذا فإن حسابات السوداني قد تتغير، موضحا أنه "كلما طالت فترة حرب غزة، فإن احتمال أن تؤدي الضغوط السياسية في العراق الى تزايد تحرك رئيس الحكومة فعليا للتخلص من الاميركيين، ولكنني لا اعتقد انه يسعى حقا الى القيام بذلك، إلا انه قد يشعر أنه مضطر ان يقوم بذلك". 

واشار التقرير الى أن انسحاب الولايات المتحدة قد يخلق فراغا في السلطة في المنطقة من المرجح ان تستغله إيران وروسيا وخصوم آخرون.

ونقل التقرير عن الباحثة في "المركز العربي في واشنطن" الامريكي باتريشيا كرم قولها، ان قوات الحشد الشعبي نمت لتصبح "قوة جبارة بالامكان استخدامها ضد معارضي السوداني، حيث تتمتع بخبرة قتالية وامتداد جغرافي وامكانية الوصول بشكل غير مسبوق الى الموارد، بالاضافة الى الرعاية الايرانية لها". 

وفي حين ذكر التقرير بان برلمان العراق صوت لصالح إخراج الولايات المتحدة من اراضيه في العام 2020، وأن هذا القرار ليس ملزما، قال ان العراق هذه المرة قد يكون اكثر جدية، بالنظر إلى أن السوداني نفسه يدفع من أجل سحب الجنود الأمريكيين. 

ونقل التقرير عن روجيو، من "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، قوله "ان قوة الميليشيات نمت، والنفوذ الايراني تزايد"، موضحا ان "الحكومة العراقية قد تكون جادة في هذا الوقت، ومن الصعب على العراق أن يوازن الضغط الذي تمارسه الميليشيات والولايات المتحدة التي تشن غارات على اراضيه من دون موافقة الحكومة العراقية". 

كما نقل التقرير عن الباحثة العراقية في جامعة لانكستر ربى علي الحسني، قولها ان العراق اقل قلقا فيما يتعلق بالحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران، من قلقه فيما يتعلق بضمان السلام داخل حدوده، لكنها اشارت الى ان السوداني "يسلك مسارا دبلوماسيا لخفض التصعيد ويدرس خيار إخراج الولايات المتحدة اذا لزم الامر". 

وبحسب الحسني، فان "هذه مسالة تتعلق بالسيادة العراقية ولا تتعلق بحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران على الاراضي العراقية والتي تثير استياء العراقيين منها بوضوح".

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي العراق القوات الامريكية بايدن أمريكا الجنود الأمریکیین الولایات المتحدة القوات الامریکیة التقریر عن فی العراق من العراق

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء اليابان الجديد يؤكد لبايدن ضرورة مواصلة تعزيز التحالف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بحث رئيس الوزراء الياباني الجديد شيجيرو إيشيبا، اليوم الأربعاء، مع الرئيس الأمريكي جو بايدن سبل مواصلة تعزيز التحالف بين البلدين، مؤكدا أنه يتبع المسار الذي حدده مع رئيس الوزراء الياباني السابق فوميو كيشيدا في توسيع التحالف بشكل أقوى.
ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية عن إيشيبا قوله، خلال محادثة هاتفية، إنه يتطلع إلى تعزيز تحالف البلدين، ويعتزم اتباع المسار الذي حدده هو وكيشيدا في توسيع التحالف الثنائي وتعزيزه بشكل أكبر.
وأكد إيشيبا، الذي وصف الوضع الأمني ​​الذي تواجهه البلاد بأنه "الأشد خطورة منذ الحرب العالمية الثانية"، الحاجة إلى تعزيز دفاعات اليابان سواء من حيث الحجم (الإنفاق) أو الجوهر.
وخلال محادثتهما، التي استمرت حوالي 15 دقيقة، تطرق الزعيمان إلى أهمية التعاون المتعدد الأطراف الذي يشمل كوريا الجنوبية، وهي حليف رئيسي آخر للولايات المتحدة في آسيا، بالإضافة إلى شركاء آخرين.
وقال إيشيبا "نريد تعزيز شبكة الدول ذات التفكير المماثل"، متطرقًا إلى إطار الرباعية الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة بالإضافة إلى التعاون الثلاثي مع الفلبين، وأضاف أنه وبايدن اتفقا أيضًا على التنسيق الوثيق في حل قضية المواطنين اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية في السبعينيات والثمانينيات، بالإضافة إلى ذلك، شارك إيشيبا وبايدن "مخاوفهم الجادة" بشأن احتمال اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط في أعقاب الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل وأدانوا بشدة التصعيد، وفقًا للحكومة اليابانية.
بدوره، ذكر البيت الأبيض أن بايدن اتصل بإيشيبا، وأكد أن التحالف كان بمثابة "حجر الزاوية للسلام والازدهار الإقليمي" لأكثر من 7 عقود ويصل الآن إلى آفاق جديدة.

مقالات مشابهة

  • باحثة سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تسير الأمور في الشرق الأوسط
  • لافروف: أكرانيا تُدرب الإرهابيين في سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية
  • مساعد وزير الخارجية للشئون الامريكية يستقبل رؤساء المكاتب الاقتصادية والتجارية والزراعية بالسفارة الأمريكية في القاهرة
  • العراق يُبلغ الولايات المتحدة بقرب بدء المفاوضات مع الكويت
  • السلطات الأمريكية: الخطر الإرهابي في الولايات المتحدة سيبقى عاليا في العام القادم
  • الولايات المتحدة الأمريكية تصفع الجزائر والبوليساريو وتشيد بالملك محمد السادس
  • عاجل : الزبيدي يعلن من الولايات المتحدة استخدام القوة لفرض انفصال الجنوب وهذا ما حدث في ’’شيكاغو’’ الأمريكية (تفاصيل)
  • وزير الري يلتقي سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل تعزيز التعاون
  • رئيس وزراء اليابان الجديد يؤكد لبايدن ضرورة مواصلة تعزيز التحالف
  • وزير الري يلتقى سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالقاهرة لبحث سُبل التعاون