أول جمعة من رجب.. ذكرى اغتيال الدولة اليمنية والنظام الجمهوري
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
اعتاد اليمنيون على اتخاذ أول جمعة من رجب الحرام، بجعله عيداً كبقية الأعياد الإسلامية، ويحتفون به باللبس الجديد، كونه اليوم الذي نعمت فيه اليمن بالإسلام في السنة الثامنة للهجرة، فهو يعد يوماً عظيماً عند اليمنيين، من جهة أخرى وبعد عقود من الزمن وبدلاً من الاحتفاء بهذا اليوم العظيم، تم فيه استهداف الدولة والنظام الجمهوري في أول جمعة من رجب التي صادفت 1 رجب 1432هـ، الموافق 3 يونيو 2011م.
في الوقت الذي كانت تشهد فيه اليمن فوضى عارمة من قبل مجموعة من الشبان يقودهم بعض قادة الخراب والدمار في ما يسمى بـ"الربيع العربي"، وتحديداً في 1 رجب 1432هـ، تم استهداف مسجد دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، في عمل إرهابي غادر وجريمة بشعة لم تراع حرمة بيت الله وحرمة شهر رجب الحرام.
ومع استهداف مسجد دار الرئاسة، الذي سقط فيه عدد من كبار وقيادات الدولة، هتف صناع الفوضى في ساحات الخراب بالتهليل والتكبير، فرحاً بالتفجير الذي حدث في مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ووسائل الإعلام المؤيدة لهم تنشر الأخبار العاجلة عن وفيات قادة الدولة ونظامها الجمهوري.
حينها أدرك الشعب اليمني حجم الخطر الذي وصلت إليه البلاد، إثر الجريمة الشنعاء التي استهدفت كبار قيادات الدولة، وخيم الحزن أوساط الشارع اليمني، حتى جاء خطاب الرئيس علي عبدالله صالح، مساء اليوم ذاته ليطمئن الشعب اليمني بأنه بخير، وقال جملته الشهيرة "إذا أنتم بخير فأنا بخير".
عندما وجه الرئيس صالح خطاب الاطمئنان للشعب اليمني، فإنه كان يدرك بأن هناك حرباً سوف تندلع بين مكونات المجتمع اليمني، فجاء ذلك الخطاب ليكون بمثابة تطمين وتوعيه وتهدئة لكل أبناء الشعب اليمني، وتحذيراً من الرد على تلك الحادثة بأعمال أخرى، فما كان من أبناء الشعب اليمني إلا الامتثال لأوامر الرئيس صالح.
أشاع شركاء نكبة 11 فبراير، أن رئيس الجمهورية وعددا من قيادات الدولة قد قُتلوا إثر الإصابات التي تعرضوا لها في جامع دار الرئاسة، فكان ظهور الرئيس صالح صاعقة ضربت أوكارهم، وأفشلت جانبا كبيرا من مشروعهم التدميري والتخريبي لهذا الوطن.
رغم التغطية الإعلامية المؤيدة لنكبة 11 فبراير، وبث سموم الكراهية في أوساط اليمنيين، ونشر ونقل الأكاذيب، فإن هناك من أدرك وتيقن أن استهداف مسجد دار الرئاسة وكبار قيادات الدولة أثناء أداء صلاة الجمعة في أول جمعة من رجب، البداية التي قد ينتج عنها إسقاط الدولة والنظام الجمهوري، والبداية لإدخال اليمن في نفق مظلم وحروب داخلية وفوضى مستمرة، وهو ما حدث فعلاً، فاليمن ما تزال تعاني من ويلات نكبة 11 فبراير 2011م، وتذوق مرارة تلك الساحات الفوضوية، واستمرار شركاء النكبة في تدمير اليمن والعبث بمقدراته.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الشعب الیمنی دار الرئاسة
إقرأ أيضاً:
منها القشلة وجبل يامة .. استهداف أمريكي للمعالم اليمنية
وقد تم تنفيذ الغارات الأميركية على القلعة في الثامن من أبريل ودانتها وزارة الثقافة وناشطون على مواقع التواصل.
واستنكرت وزارة الثقافة والسياحة هذا العدوان السافر على المعالم الأثرية اليمنية معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية التي تُجرم الاعتداء على الشواهد التاريخية والحضارية".
وأضافت -في بيان- أن القلعة "معلم أثري يتوج أعلى قمة جبل نقم، ويمثل أحد أبرز الشواهد المعمارية والتاريخية في اليمن".
بدوره، قال مجلس الترويج السياحي بصنعاء إن "قلعة القشلة تعد إرثا حضاريا فريدا يجسّد امتدادا لتاريخ اليمن العريق، إذ بُنيت على أنقاض مبنى أثري يعود إلى العصر السبئي، وتم العثور فيها على نقوش بخط المسند وقطع أثرية نادرة، فضلا عن بِركتها الصخرية التي تُعد شاهدا على عبقرية الهندسة المائية القديمة".
ولفت إلى أن موقع القلعة "ليس مجرد رمز وطني، بل تراث إنساني عالمي يستحق الحماية وفقا للمواثيق والمعاهدات الدولية، كونه ارتبط بذاكرة جيل كامل كشاهد أثري وجمالي كالتاج يزين رأس جبل نقم ويميزه".
واعتبر المجلس أن "هذا العدوان جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية التي تُجرِّم استهداف الممتلكات الثقافية، وتدمير ممنهج للهوية التاريخية لليمن، وتصعيد خطير ضمن سلسلة اعتداءات متعمدة تستهدف طمس الهوية الثقافية اليمنية، التي تُشكِّل ركيزة أساسية لتاريخ المنطقة والعالم".
ومضى البيان قائلا إن "صمت العالم تجاه تدمير التراث الثقافي تواطؤ مع جريمة تُنهي آلاف السنين من الحضارة في لحظات ويشجِّع على استمرارها".
تدمير كامل للقلعة
وتعليقا على حجم الأضرار، يقول أحمد الحماسي، مدير مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف في صنعاء، إن "العدوان الأميركي" استهدف قلعة القشلة التاريخية، مما أدى إلى تدميرها تدميرا كاملا.
وأشار -في تصريح اعلامي إلى أن "هذا العدوان جريمة حرب مكتملة الأركان، واستهداف للتاريخ اليمني، وحقد على اليمن نتيجة موقفه التاريخي في إسناد الشعب المظلوم في قطاع غزة".
وشدد على أهمية هذه القلعة قائلا إنها بنيت في عهد العثمانيين، وموقعها يعود إلى العهد السبئي قبل حوالي ألفي سنة، وإن تدميرها عدوان على الإرث التاريخي اليمني.
والحضارة السبئية نشأت جنوب الجزيرة العربية، وازدهرت في الفترة من القرن التاسع قبل الميلاد حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت مركزا سياسيا واقتصاديا مهما في المنطقة.
ودعا الحماسي إلى ضرورة تجنيب المواقع الأثرية والبنية التحتية والأعيان المدنية تبعات الاستهداف، كونها مواقع لا تمت بأي صلة لأي صراع، وهي ملك لليمن كله.
وطالب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بإدانة هذه الجريمة ودعم اليمن من أجل إعادة بناء وترميم القلعة الأثرية.
بدوره، يفيد الصحفي والباحث في القطاع السياحي ماجد التميمي بأن القلعة تعد من المعالم التاريخية التي تطل على صنعاء من جهتها الشرقية، وقد أحسن العثمانيون اختيار موقعها وبناءها في القرن الـ19 في أثناء وجودهم في اليمن .
وأضاف التميمي أن القلعة -مثل كثير من القلاع في عموم اليمن الشمالي- تم توظيفها من قبل العثمانيين لأغراض عسكرية ولتعزيز وجودهم وفرض سيطرتهم على المدينة التي كان يستخدمها القائم مقام (القائد في الجيش العثماني) عاصمة مركزية للحكم.
وأشار التميمي إلى أنه بالنظر إلى موقعها فإن استخدامها لم يتجاوز الجانب العسكري، بالنظر إلى تصميمها المعماري السائد خلال تلك الحقبة التاريخية.
ومضى قائلا إنه في وقتنا الحالي تنظر اليمن إلى القلعة باعتبارها إرثا تاريخيا وموقعا سياحيا بعيدا عن أي مسمى، معتبرا أنه بموجب الاتفاقيات الدولية فإن هذا الموقع وغيره من المواقع يحرم استهدافها لأنها واقعة في دائرة التراث الإنساني كما أنه يتصل بشكل مباشر بصنعاء القديمة، إحدى مواقع التراث العالمي.
تفاعل الناشطين حول القلعة
أثار استهداف القلعة تفاعلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي ومن قبل الإعلام اليمني والدولي.
وقال الإعلامي أحمد النعمي -عبر منصة إكس- إن "قلعة القشلة تعد واحدة من الرموز التاريخية التي تُجسّد العمق الحضاري لليمن، واستهدافها يمثّل جريمة ثقافية كبرى تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال الهوية والحضارة اليمنية".
بدوره، قال الصحفي أصيل سارية -عبر حسابه على فيسبوك-
شيء محزن أن نرى بلدنا يتم تدميره، وتاريخه يتم محوه، وذكريات الطفولة تتآكل يوما بعد يوم".
استهداف موقع أثري آخر
ويوم الاثنين 14 أبريل أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء أن "العدوان الأميركي استهدف مؤخرا حصن جبل نامة التاريخي الواقع في عزلة الثوابي بمديرية جبلة في محافظة إب" .
واعتبرت الهيئة -في بيان- أن "هذا الاستهداف يُعد اعتداء سافرا على التاريخ والإرث الثقافي اليمني الأصيل".
وكشف البيان عن أن "الهجوم ألحق أضرارا بالغة بهذا المعلم الأثري التاريخي، الذي يعود تاريخه إلى عهد الدولة الحميرية (نشأت قبل الميلاد)، وهو ما تؤكده الشواهد الأثرية الموجودة في قمة الجبل، ومنها المسجد القديم الذي شُيّد بأحجار من بقايا الموقع، ويرتكز سقف المسجد على أعمدة رخامية كانت وما زالت (موجودة) حتى وقت الاستهداف".