بعد أسبوع من هجمات السابع من أكتوبر، صعدت الفلسطينية عائشة العزة (19 عاما)، إلى سطح منزلها بمدينة الخليل بالضفة الغربية، لتجد نفسها أمام مستوطن يسكن في المنزل المجاور، لكنه ظهر بملابس مختلفة عن المعتاد تمثلت في "زي عسكري كامل"، حاملا بندقية من طراز "إم 16".

قالت الشابة لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، إنها عندما ظهرت أمامه قام بسبها، مضيفة أنه "لقم سلاحه" قبل أن يبدأ بعدها في إلقاء الحجارة نحوها، حتى اختفت من أمام عينيه من على سطح منزلها.

وقبل شهر، حينما كانت العزة في طريقها نحو منزلها، ومرت بنقطة تفتيش عسكرية، وهناك وجدت مستوطن آخر يسكن قريبا من منزلها، بزي عسكري أيضًا. وأضافت للصحيفة أنه طلب منها إبراز هويتها وإعطاءه هاتفها، وحينما رفضت تسليمه الهاتف هدد باحتجازها.

وقالت الشابة: "المستوطنون أكثر قسوة كجنود من الجنود العاديين. وهم يتولون المسؤولية حاليا".

وأشار تقرير هآرتس إلى تزايد العنف الذي يسببه المستوطنون، وذلك في أعقاب تجنيد وتسليح الآلاف منهم، إثر هجمات السابع من أكتوبر التي شنتها حركة حماس على إسرائيل.

"اعتداءات وسرقات"

وأوضحت الصحيفة، أن "حوالي 5500 مستوطن تم تجنيدهم فيما يعرف بكتائب (الدفاع الإقليمي) للخدمة في مستوطناتهم، وبالقرب من القرى الفلسطينية المجاورة لهم".

33 رقما من الحرب الأكثر دموية.. ماذا جرى بـ100 يوم في غزة؟ بعد مرور 100 يوم على بدايتها، باتت الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس بمثابة الصراع الأطول زمنا والأكثر دموية وتدميرا بين العدوين اللدودين.

وبحسب ما نقلته "هآرتس" عن مصدر عسكري إسرائيلي، فإن عدد المنضوين تحت تلك الكتائب يبلغ "نحو 7 آلاف شخص، وزع الجيش عليهم حوالي 7 آلاف قطعة سلاح".

وأضافت الصحيفة نقلا عن الجيش الإسرائيلي، أن عملية التجنيد المكثفة "ضرورية لحماية المستوطنات، بعد تغيير تمركز القوات الأساسية من الضفة إلى شمالي وجنوبي إسرائيل".

ووفق "هآرتس"، فإن "مستوطنا واحدا على الأقل تم تجنيده ومنحه سلاحا، اعترف سابقا في إطار صفقة إقرار بالذنب، بالاعتداء على فلسطيني وناشط يساري". وفي حالة أخرى، حصل مستوطن على سلاح "رغم اعترافه في صفقة مشابهة بالسرقة ومهاجمة الفلسطينيين".

ومنذ بدء خدمة المستوطنين، انتشرت مقاطع فيديو وروايات مباشرة عن مشاركة أفراد معروفين من المستوطنين في أعمال العنف والتهديدات وتدمير الممتلكات الفلسطينية، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى أنه في بعض الوقائع، قرر الجيش فصلهم من الخدمة ومصادرة أسلحتهم، بينما في حالات أخرى كان الحديث فقط يدور حول "تشديد اللوائح".

القوات الإسرائيلية تداهم مخيم الفارعة بالضفة الغربية داهمت القوات الإسرائيلية، السبت، مخيم الفارعة شمالي الضفة الغربية، مما أسفر عن إصابة شخصين، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

من جانبه، قال الناشط من الخليل، عيسى عمرو: "في الماضي، لو رأيت مستوطنا تم تجنيده ويخدم في الجيش بالمنطقة، ويعيش قريبا منا، كنا نقدم شكوى ويتم نقله".

وأضاف لهآرتس أنه "منذ اليوم الأول للحرب الجارية حاليا، تعرض للاحتجاز بواسطة مستوطنين جنود يعيشون بالقرب من منزله"، وقال إنهم "قيدوه وأغموا عينيه وضربوه وهددوه، لحوالي 10 ساعات".

وقائع متكررة

في يوم 16 أكتوبر، هاجم جنود من بينهم مستوطن، قرية خربة سوسة ومعهم جرافة. تعرف الفلسطينيون بالقرية على سائق الجرافة وهو مستوطن يعيش في الجوار.

وبحسب رواياتهم، دمر الجنود والمستوطنون البنى التحتية والمحاصيل، واقتلعوا أشجار الزيتون من جذورها، ودمروا 3 آبار مياه، حسب هآرتس.

דחפור בו נהג מתנחל בליווי חיילים שהרס מבנים ותשתיות בכפר סוסיא, באוקטובר pic.twitter.com/MtrtH78HKF

— הארץ חדשות (@haaretznewsv) January 5, 2024

بعد أسبوعين آخرين، روى الفلسطيني أحمد جابر، إنه في يوم 28 أكتوبر، وصل جنود بعضهم ملثمين إلى منزله، وأثاروا رعب ابنتيه البالغتين 7 و8 سنوات، وأخرجوه من منزله واعتدوا عليه بالضرب.

ونقلت هآرتس أن جندي قال له: "أمامك 24 ساعة لهدم منزلك بنفسك. لو جئت هنا مرة أخرى وكان المنزل كما هو، سأطلق عليك النار". وأضاف جابر أنه أصيب في رأسه ولم يتمكن من الذهاب إلى المستشفى، لأن الطريق كان مغلقا في المنطقة.

ولفتت صحيفة هآرتس، أنها تواصلت مع الجيش الإسرائيلي لطلب تعليق عن الواقعة، وأن متحدثا باسمه قال إنه "لا علم لديه" عن التفاصيل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لم تتمكن من التأكد مما إذا كان الجنود الذين وصلوا بسيارتين غير عسكريتين، من كتائب الدفاع الإقليمية أم مدنيين يتظاهرون بأنهم جنود، أم أنهم بالفعل جنود عاديون.

وذكرت أيضا أن جنديين اثنين دخلا في 12 نوفمبر إلى مدرسة في قرية التواني جنوبي الخليل، وحاولوا إزالة العلم الفلسطيني، وتم تصوير أحدهما وهو يقول لفلسطيني: "أنا في منزلي".

ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيلي، أنه تم فتح 13 تحقيقا من قبل الشرطة العسكرية فيما يتعلق بسلوك جنود الاحتياط في الضفة الغربية.

وحسب مكتب المتحدث باسم الجيش، فإن اثنين من تلك التحقيقات تتعلق بجنود في كتائب الدفاع الإقليمي.

وفي الثامن من ديسمبر، شاركت إحدى كتائب الدفاع الإقليمية في نشاط جنوبي الخليل، حيث تمت مداهمة قرية فلسطينية بواسطة الكتيبة التي تضم نحو 21 جنديا من المستوطنات، بهدف جمع معلومات استخباراتية والبحث عن أسلحة.

وأوضحت "هآرتس" أن الجنود دخلوا القرية في سيارة دفع رباعي مدنية، فيما وصل آخرون في مركبات بيضاء.

وفي حديث للصحيفة، قال سكان بالقرية إن المداهمة "كانت عنيفة، ودمر الجنود الممتلكات، مثل شاشات التلفاز وألواح الطاقة الشمسية، بجانب سرقة أموالهم".

ونفى الجيش الإسرائيلي سرقة أي أموال من سكان القرية، لكنه أشار بعد ذلك إلى أن الأمر قيد الفحص.

منظمة: ارتفاع "غير مسبوق" بعدد المستوطنات الإسرائيلية العشوائية في الضفة الغربية ذكرت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية في تقرير جديد أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين قد ازداد "بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب في قطاع غزة.

وبدأت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، أدى إلى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية.

في المقابل، أعلنت إسرائيل الحرب بهدف "القضاء على حماس"، وشنت غارات جوية مدمرة على قطاع غزة ترافقت بتدخل بري واسع النطاق بدأ 27 أكتوبر، مما أسفر عن وقوع 24448 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة.

وفي الضفة الغربية، وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى 347 شخصا، فيما بلغ إجمالي عدد القتلى في الضفة من الفلسطينيين أكثر من 520 فلسطينيا خلال عام 2023.

من جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إن عملياته في الضفة الغربية تهدف إلى "البحث عن مطلوبين بتهم إرهابية".

ويقيم نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، حيث يعيش أيضا نحو 500 ألف إسرائيلي في مستوطنات "غير قانونية" وفقا للمجتمع الدولي.

وذكرت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية في تقرير  الصادر هذا الشهر، أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين "زاد بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة، منذ بداية الحرب في قطاع غزة.

واستنادا إلى هذه المنظمة، أقيمت "9 بؤر استيطانية" في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب الحالية.

وشهدت الضفة الغربية التي يحتلها الجيش الإسرائيلي منذ عام 1967، ارتفاعا حادا في أعمال العنف منذ بداية الحرب في غزة، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى "تهميش" الفلسطينيين هناك، وفق منظمة "السلام الآن". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة غیر مسبوق فی غزة

إقرأ أيضاً:

في مخيم بلاطة..قتيل و9 جرحى بعد عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الجمعة، إن شاباً قتل، في حين أصيب 9 فلسطينيين آخرين، في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيّم بلاطة بالضفة الغربية المحتلة. 

وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية إنّ شاباً، 18 عاماً "استشهد متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحامه مخيّم بلاطة". 

#عاجل
ارتقاء الفتى محمد مدحت أمين عامر (18 عاما) متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال خلال اقتحامه مخيم بلاطة pic.twitter.com/94zvfPArjS

— Wafa News Agency (@WAFA_PS) January 3, 2025

وأضافت، أن "9 إصابات، بينها 4 بحالة خطيرة، نُقلت من مخيّم بلاطة خلال اقتحام قوات الاحتلال" الإسرائيلي.
وحسب الوكالة "اقتحمت قوات الاحتلال محيط مخيّم بلاطة من حاجز عورتا، ونشرت عدداً من القناصة على أسطح البنايات القريبة".
وقال الجيش الإسرائيلي السبت، إن قواته تعرّضت لهجوم "أثناء عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة نابلس"، وأشار إلى أن "إرهابيين وضعوا متفجرات في المنطقة لايذاء الجنود، ورموا مواد متفجرة، وزجاجات حارقة، وحجارة ومفرقعات نارية"، مؤكداً أن "القوات أطلقت النار على  الإرهابيين لإزالة الخطر".


وتصاعد  العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إثر هجوم الحركة على جنوب إسرائيل.

????صور| موكب تشييع جثمان الشهيد محمد عامر من مشفى رفيديا بنابلس إلى مخيم بلاطة pic.twitter.com/aeDUscLFOK

— وكالة سند للأنباء - Snd News Agency (@Snd_pal) January 4, 2025

ووفقاً لوزارة الصحة في رام الله، قُتل ما لا يقلّ عن 815 فلسطينياً في الضفة الغربية في هجمات الجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ اندلاع الحرب في القطاع.
كما أسفرت هجمات فلسطينيين على إسرائيليين عن 25 قتيلاً في الفترة نفسها في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يجدد اقتحام نابلس وطولكرم في الضفة الغربية
  • أول تعليق من حماس على إطلاق النار على الضفة الغربية
  • عاجل. هزة أرضية بقوة 2.7 ريختر شعر بها السكان في شرق منطقة السامرة شمال الضفة الغربية المحتلة
  • هآرتس: بن غفير خسر معركة لكن المحاكم الجبانة خسرت الحرب
  • 534 شهيدا بينهم 80 طفلا في الضفة الغربية والقدس خلال عام 2024
  • قتيل وتسعة جرحى بعملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة  
  • في مخيم بلاطة..قتيل و9 جرحى بعد عملية عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية
  • معاناة أهل بلادنا بسبب الحرب العبثية!
  • عاجل | الجبهة الداخلية الإسرائيلية: صفارات الإنذار تنطلق في تل أبيب الكبرى والقدس ومستوطنات الضفة الغربية
  • محافظ الغربية يُنهي معاناة ثلاث سنوات بإصلاح مصعد الإدارة الاجتماعية بالمحلة