ناصر الماغوط بالأمس عاد صديقي أبو فرحان من الغربة ليقضي إجازته في حضن الوطن. سررت لسماعي هذا الخبر، لأن أبا فرحان صديق قديم. ذهبت إلى داره لأسلم عليه. كيفك يا أبا فرحان، كيف العائلة، كيف الجميع. فأجابني بأنه سعيد جدا لأن من أهم إنجازاته في الغربة والعالم الحر الحضاري هو أنه قد وجد ذاته. ليش وين كنت مضيعها؟ سألته مستغربا.
قال لي: في هذا الجسد. لم أفهم عليه. ظننت أن أبا فرحان قد صار فيلسوفا، يتحدث كلاما لا أفهمه أنا كإنسان عادي بسيط. قلت له: خذني بحنانك وبحلمك يا أبا فرحان. أنا ما زلت في هذا الوطن ولم أتطور مثلك كونك تعيش في عالم متقدم ديمقراطي حر متحضر، بينما نحن نعيش في بلد متخلف لا يقارن بمثل بلدانك، لذلك خذني بحنانك وقل لي ماذا تقصد؟ قال لي: سأحدثك بصراحة. طوال عمري وأنا لدي شعور عميق وإحساس دفين بأنني أنثى. وعندما سافرت إلى السويد والتقيت بنصفي الآخر، شعرت أني قد وجدت ذاتي. وماذا عن نصفك الآخر أم فرحان، على سلامتها، وأولادك الثلاثة؟ قال لي بمنتهى البساطة: طلقتها. خير ما عملت يا أبا فرحان، قلت له بشيء من المرارة. ومين صاحب الحظ السعيد؟ فدخل رجل أصلع زمك قدمه لي على أنه “أبو جورج” هو شريك حياته. وجلس بجانبه وأمسك بيده وابتسم لي. رآني كما لو أنني تفاجأت أو انزعجت، فسألني أبو فرحان: شو زعلت لأني تزوجت شخصا مسيحيا؟ لم أرد. فقال لي: لا عادي، المهم الحب والتفاهم، والأديان كلها كذب بكذب وهي وجدت أصلا لقهر الإنسان وإخضاعه لقوى غيبية لم يثبت العلم وجودها. بقيت صامتا. وتابع قائلا: أكيد تفكر أين أولادي
الثلاثة الذين كنت تحبهم كأولادك. دعني أخبرك فرحان تزوج شخصا يهوديا وهما سعيدان جدا اليوم. ابنتي ليلى تزوجت صديقتها البوذية، وهي تواعد بذات الوقت صديقة هندوسية، وهنَّ الثلاثة يعشن حياة هادئة وسعداء جدا. أما ابنتي الصغرى مارغريت ذات العشر سنوات، فهي لازالت صغيرة، لكنها تفكر أن تتزوج في المستقبل صديقتها في الصف لأنها تحبها كثيرا، هذا هو ما يسمونه حب منذ الطفولة. تمنيت لهم جميعا حياة سعيدة. نظرت إلى “أبو جورج” زوج صديقي وسألته حضرتك عندك أولاد؟ فقال لي: بأن ابنه الوحيد جورج للأسف طلع شاذ، وأكثر من ذلك، فقد تزوج
فتاة مسلمة وينوي أن يسافر معها إلى بلاد المسلمين. وتابع قائلا: مع أني لم أوافقه الرأي، لكني تمنيت له حياة طيبة، فهذا خياره، وقلت له: يا ابني الدنيا ملياني شباب وما عليك إلا أن تختار، لماذا تختار فتاة وتكون شاذا. لكنه أصر على الزواج من فتاة. هنا شعرت بقرف شديد، وأردت أن أطلق صرخة مكتومة في داخلي بصوت عال: أوفقوا هذه الكرة الأرضية عن الدوران، أود النزول.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
محكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج عبد الله إلى يونيو
أرجأت محكمة الاستئناف الفرنسية، اليوم الخميس، إصدار قرارها بشأن طلب الإفراج عن جورج عبد الله، الذي يقضي عقوبة السجن منذ أكثر من 40 عاما في فرنسا، حتى 19 يونيو المقبل.

اعلان
وأوضح محامي عبد الله، جان لوي شالانسيه، أن المحكمة طلبت من موكله تقديم إثبات بشأن تعويض الأطراف المدنية، وهو ما رفضه السجين اللبناني مرارًا.
وتابع شالانسيه معربا عن استيائه: "مرة أخرى، تستسلم فرنسا للولايات المتحدة الأمريكية".

وكانت محكمة استئناف فرنسية قد وافقت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على طلب الإفراج المشروط عن عبد الله، المدان بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي عام 1987، إلا أن القرار لم يُطبق كما كان مقررًا.
وعن ذلك، نقلت وكالة "رويترز" أن وزارة العدل الأمريكية كانت قد عارضت بشدة في جلسة استماع أمام محكمة فرنسية في كانون الأول/ديسمبر إطلاق سراح السجين اللبناني.
Related بعد 39 عاماً خلف القضبان.. اللبناني جورج عبد
الله يطلب مجدداً من القضاء الفرنسي الإفراج عنهشقيق جورج عبد الله : فرنسا التي تدعي حقوق الإنسان والديمقراطية لا تريد الخروج من تاريخها الاستعماريبعد 40 عاما في سجون فرنسا.. جورج إبراهيم عبد الله حرا طليقا في ديسمبر
وجاء في الرسالة المؤرخة في 16 ديسمبر/كانون الأول، بحسب الوكالة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن إرسال السيد عبد الله إلى لبنان، وتحديدًا إلى مسقط رأسه، سيكون له تأثير مزعزع للاستقرار في منطقة مضطربة أصلًا وسيؤدي إلى اضطراب عام شديد".
وبالعودة إلى القانون الفرنسي، كان يمكن إطلاق سراح عبد الله منذ عام 1999، لكن جميع طلبات الإفراج المشروط أُجهضت.
ويعتبر عبد الله قائدًا سابقًا في الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي مجموعة من الشباب الماركسيين الذين حملوا السلاح لمحاربة إسرائيل عام 1982.
وقد أدين اليساري عام 1987، بالتواطؤ في اغتيال الإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف والدبلوماسي الأمريكي تشارلز روبرت داي، وكان من أبرز منفذي موجة الاعتداءات التي ضربت فرنسا في أوائل ثمانينات القرن الماضي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون "ريكويب": هوس جنسي وإدمان على القمار وقتل للحيوانات ساركوزي أمام القضاء بتهمة "التمويل الليبي" لحملته الرئاسية عام 2007 حكم السجنمحكمةفرنساإطلاق سراحاغتيال

اعلاناخترنا لك

يعرض الآنNext نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟

يعرض الآنNext واشنطن وبكين.. صفقات من هنا وانتقادات من هناك

يعرض الآنNext الكرملين: شعبية زيلينسكي تتراجع وكييف تفضّل التبعية واستخدام أموال الغرب دون رقابة

يعرض الآنNext إسرائيل تتسلم جثث أربعة من الأسرى كانوا لدى حماس

يعرض الآنNextعاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك

اعلانالاكثر قراءة ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار كاتانيا قطر بسمائها ورمالها وبحرها: السياحة الشتوية في أفضل صورها بالمشاركة مع
Media City اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع
Hong Kong حب وجنس في فيلم" لوف" ترامب يحمل أوكرانيا مسؤولية الحرب التي دمرت أراضيها ويدعو لإجراء انتخابات

اعلان
LoaderSearch

ابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبقطاع غزةأسرىحركة حماسالحرب في أوكرانيا فولوديمير زيلينسكيواشنطنالسياسة الأوروبيةالصحةإسرائيلروسيا

الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعونا









النشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025