شهد فرع ثقافة الفيوم مجموعة متنوعة من اللقاءات الثقافية والفنية ضمن البرنامج الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، خلال شهر يناير الجاري.  

 يأتي هذا فى إطار الفعاليات التي ينظمها الفرع تحت إشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، بقصر ثقافة الفيوم والمكتبات الفرعية.

  خلال ذلك عقد نادي أدب قصر ثقافة الفيوم مناقشة لديوان "مخطوطة الغيم الأحمر" للشاعر أدهم مطير، الصادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع عام ٢٠٢٣، شارك فيها القاص والأديب عويس معوض، والشاعر خالد سعيد، والشاعر محمود بلال، أدارت اللقاء الشاعرة نور جودة، بحضور عدد من الشعراء والأدباء منهم الشاعر مجدي أحمد عبد الحميد، والشاعر أحمد السواح، والشاعر عبدالله الخطيب، والفنان مصطفي الشامي. 

 استهل المؤلف الشاعر أدهم مطير حديثه حول الديوان مشيرا إلي أنه يناقش مرحلة معينة في التاريخ الإنساني والاجتماعي، وتتمحور أغلب القصائد حول أفكار ممزوجة بروح الأسطورة الإنسانية والدينية على السواء، كما أنها تحمل قالب فكري معين خاص بمناقشة تكوين الخطيئة منذ البداية، وتطور الروح الشريرة على مدى زمني معين وهذا ما سوف نلاحظه في بعض القصائد مثل "العهد الأسود، عرائس الخراب، ميقات العدم". 

 وأضاف "مطير" أن الديوان يتنقل حول موضوعات كثيرة منها: الإسقاط حول فكرة التابو التي تتلخص في سيرة الأب أو زعيم القبيلة وعلاقته بالشيطان، ثم يأتي التناص أسطوري ليلخص ماهية الشر الأول؛ ورغم كل ذلك ينتصر الله في نهاية المطاف، وكأن الشر هو الشرارة التي تعلن ظهور شعلة الخير ونجدها بارزة في قصيدة "الغيم الأحمر، طريد الفراديس، عنقود الضوء"، ويمتد الديوان ليشمل بعض القصائد التي تبرز ملامح جديدة حول ظهور معالم مختلفة فيما يخص الجانب الإفريقي وطقوس ظهرت للحياة البدائية في أرض الصومال والحبشة كالتي ظهرت في قصيدة " ماهية الروح الأخيرة ".  

ثم تحدث الأديب عويس معوض موضحاً أولا مضمون النصوص الشعرية للديوان قائلا: بأنها حالة إنسان لم يستطع تحقيق أحلامه فتمرد علي الواقع والظروف، ومالت نفسه إلي الحزن الممزوج بالشر، فصار يكتب بإبداع يبرر الشر ويشجعه ليشبع رغبته، ولكن لم يلبث أن يقنع نفسه بالصراع بداخله، ثم استرسل الأبيات في إخراج النفس الكامنة "الخير" لتنتصر في النهاية، ليختتم أبياته منشدا بها، أشاد "معوض" أيضا بعنوان الديوان، موضحا أن الغيم في أصلها البياض وقول المؤلف "الغيم الأحمر" تشير إلى حالة الحزن والتشاؤم التي استهدفها المؤلف، وبقراءتنا للنصوص الشعرية نلاحظ تناسق الصور والموسيقى التي لا تجذب القارئ فقط بل تجعله يشارك الشاعر حالته الشعورية.  

من جانبه أكد الشاعر محمود بلال علي روح الفلسفة في الأبيات التي تعطي المعني الذي يقصده المؤلف، وفي ذات الوقت لا تطغى علي الجانب الأدبي وهذا من سمات الشاعر المحترف. 

 ثم أضاف الشاعر خالد سعيد مؤكدا علي روعة ختام الأبيات، التي تبرز أنه شاعر يمتلك كافة الأدوات سواء من ناحية الشعر والتأثير ف القارئ، والحالة الشعورية من ناحية أخرى، واختتم اللقاء بمداخلات مع السادة الحضور، وإلقاء قصائد شعرية متنوعة. 

 "مخطوطة الغيم الأحمر".. ديوان شعري يتألف من ٢٤ قصيدة

  يذكر أن ديوان "مخطوطة الغيم الأحمر" تم كتابته في أكثر من دولة مختلفة، مما كان له بالغ الأثر علي المؤلف في الاختلاط بمختلف الثقافات والحضارات، وهو يطرح فكرة تتعلق بالأسطورة والتي يعالجها على شكل من أشكال علم الإنسانيات أو الإنثروبولوجي، وهو ديوان شعري يتألف من ٢٤ قصيدة، ويشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام. 

 جاء اللقاء ضمن الأنشطة المقامة بإشراف إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، والمنفذة بفرع ثقافة الفيوم برئاسة سماح كامل مدير عام الفرع. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفيوم الشاعر ديوان قصيدة ثقافة الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد ثقافة الفیوم

إقرأ أيضاً:

بيت الشعر في الشارقة يتغنى بالغربة والحنين

 نظّم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة، أمسية شعرية، أمس الثلاثاء، شارك فيها الشعراء: يزن عيسى من سوريا، وأبوبكر الجنيد يونس من السودان، وعلي مصطفى لون من نيجيريا، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت

قدم الأمسية الإعلامي بشار صقر، قائلاً: "أهلاً بكم في أمسيةٍ من أمسيات بيت الشعر في الشارقة، هذا الصرح الذي افتتحه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وله كل الشكر والعرفان من المثقفين والشعراء والأدباء والمحبين ، لما قدمه ويقدمه لبيت الشعر والشعراء الناطقين بلغة الضاد والمحافظين على تراث الأمة وديوان العرب.
بدأت الأمسية بالشاعر يزن عيسى الحائز المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي 2023 عن ديوانه "أجنحة تحاول فهم الريح"، واستهلها بـ "بطاقة تعريف" عابرًا محطات الحياة بفرحها وحزنها:
ها أبلُغُ العشرينَ...أجمَعُ
أحرُفي عامـاً فعاما
كــــي أكتُبَ البيتَ الأخيرَ
عسى أُخَلِّدُني خِتاما
أحيا لأمنَحَ أســــطُري
حرباً، وتمنَحَني الـسَّــلاما
أمشي كـأنّ الأرضَ بيتُ
أبي، وأحتَرِفُ الأَماما
أبدو كما أبدو...ولكـنْ
لـســـتُ أُشْـبِهُني تمـامــا
أما الشاعر أبوبكر الجنيد يونس، فقد قرأ للوطن وعذاباته، والاغتراب وقسماته، ونوّع في مضامين قصائده، واتخذ من القناع طريقًا للعبور إلى غاياته، وذوب العاطفة في طرقات الوطن، وعزف على وتر العاطفة التي تتملكه، والحنين الذي يتلبسه لتفاصيل المكان وأثره عليه، فكانت ليلاه حاضرة بنيلها، لكنه حضور يضن عليه بالوصل، فيقول:
سُدًى.. يهفو إلى.. ليلىٰ.. فُؤادي
وليلىٰ.. عنهُ في.. شُغُلٍ.. بِوادي
يقاسيها حنينًا واشتِياقًا
وصبرًا وانتِشارًا في البوادي
سُدًى.. حيثُ القصائدُ أمنِياتٌ
بِخاطِرِهِ وحيثُ النهرُ صادي
وذو شَغَفٍ بِها وكأيِّ ليلىٰ..
تُمارِسُ.. فيهِ مُتعةَ الِاضطِهادِ
وكانَ ولا يزالُ.. رهينَ عِشقٍ..
لِعينيها ويكتبُها: بِلادي

واختتم القراءات الشعرية الشاعر النيجيري علي مصطفى لون، الذي حلّق عاليا بالجمهور في نصوص جمعت تجليات الشّاعر وتماهيه مع روحه ورؤاه الحياتية، فرسم صورا شعرية تنساب بإيقاعاتها الموسيقية، وفي قصيدته "متوضيء بالنور"، استحضر الشّاعر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع في طيات قصيدته فضائله وصفاته، ضمن نسيج شعري موغل في الصدق، واصفا شوقه للقائه وإخلاصه في اقتفاء أثره، فيقول:
أتَيْتُ أنثرُ أشْواقًا يُطَوِّقُهَا
مِنِّي فَؤَادٌ بِوَمْضِ المصْطفَى نَضَحَا
يقتَاتُ هَذَا الظَّلامُ المحْضُ عُشْبَ دَمِي
وحينَ جئتُ إلى محرابك افْتَضَحَا
إني سمعتك نَجْوَى كنْتُ أَفْهَمُهَا
من نَشْوَةِ الطَّيْفِ والنَّقْشِ الذِّي امّسَحَا
 وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد عبدالله البريكي المشاركين .

مقالات مشابهة

  • قضايا
  • نوتا بيني البريطانية تكشف قائمتها القصيرة
  • أنشطة متنوعة لقصور الثقافة بأسوان ضمن فعاليات مبادرة "بداية"
  • احتفالية كبرى بقصر ثقافة الزقازيق احتفالًا بالمولد النبوي الشريف
  • استشهاد فتى برصاص الاحتلال قرب نعلين غرب رام الله
  • بيت الشعر في الشارقة يتغنى بالغربة والحنين
  • احتفالاً بالمولد النبوي.. لقاءات تثقيفية وعروض فنية لقصور الثقافة بالبحر الأحمر
  • الرئيس الألماني يكرم المؤلف الموسيقي المصري باسم درويش بحضور الرئيس السيسي
  • إنشاد ديني ضمن احتفالات ثقافة الفيوم بالمولد النبوي الشريف 
  • "دور المشروعات الصغيرة في مسيرة التنمية" ضمن نقاشات ثقافة الفيوم