غياب العمال الفلسطينيين يكبّد اقتصاد إسرائيل 820 مليون دولار يوميا
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن 12 عضوًا من الكنيست (البرلمان) قولهم إن تجمد قطاعات اقتصادية في إسرائيل نتيجة منع دخول العمال الفلسطينيين إلى داخل الخط الأخضر للعمل يكّلف 3.1 مليارات شيكل يوميًا (820 مليون دولار) بناء على بيانات من وزارة المالية.
ودعا الأعضاء المنتمون لحزب الليكود، بالإضافة إلى وزيرين، وزراء حزبهم إلى الامتناع عن دعم أي قرار للسماح للعمال الفلسطينيين من الضفة الغربية بدخول إسرائيل، وفق الصحيفة.
جاء الالتماس بعد حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، السبت، عن درس برنامج تجريبي لدخول العمال الفلسطينيين الذين تبلغ أعمارهم 45 عاما فأكثر، وبعد أن حذر وزير الدفاع يوآف غالانت هذا الأسبوع من أن عدم السماح للفلسطينيين بالعمل في إسرائيل من شأنه أن يقوي شوكة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضفة الغربية، ويؤدي في المجمل إلى تدهور الوضع الأمني، حسبما ذكرت الصحيفة.
وكان موقع "والا" الإسرائيلي ذكر في وقت سابق هذا الأسبوع، أن سلطة السكان والهجرة تدرس اقتراحًا من رئيس جمعية المقاولين، عيران سيف، بشأن إنشاء ملف شخصي لكل عامل ينوي القدوم إلى إسرائيل، بهدف تسهيل دخول العمال الفلسطينيين الأكبر سنًا الذين لديهم "سجل أمني نظيف" -وفق تعبيره- بجانب الذين يعملون في إسرائيل منذ سنوات.
وأضاف أعضاء الكنيست أنه -منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- تجمدت القطاعات المركزية للاقتصاد بسبب اعتمادها على العمال من الضفة وغزة، مقترحين أن يتم استقدام العدد المطلوب من العمال من عدد من الدول الأخرى، وفق جيروزاليم بوست.
وبحسب الالتماس، يقول الموقعون "ثمة حديث بالحكومة عن إعادة عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل، وكأن 7 أكتوبر/تشرين الأول لم يحدث أبداً.. ليس من الواضح كيف ترغب الحكومة في إجراء (رحلة تجريبية) على أمن مواطنيها؟" قائلين إن 83% من الفلسطينيين في الضفة يؤيدون عملية طوفان الأقصى، حسبما نقلت عنهم الصحيفة.
انقساموبحسب جيروزاليم بوست، أحدثت مسألة عودة العمال الفلسطينيين انقسامًا بين السياسيين في كل من الائتلاف الحاكم والمعارضة، وحتى داخل الأحزاب السياسية نفسها، لأسابيع.
وقد دفع أعضاء الكنيست من الليكود الذين وقعوا على العريضة، وأعضاء آخرون من حزبي "الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية" للقول إنه رغم الفحص الوقائي الذي يجريه جهاز الشاباك، يمكن لهؤلاء العمال أن يشكلوا خطرًا أمنيًا ويقدموا معلومات لهجمات مستقبلية ضد إسرائيل.
أما الوزيران الموقعان على العريضة فهما وزير الاقتصاد نير بركات، ووزير الشتات ومكافحة معاداة السامية عميحاي شيكلي.
وبركات هو المرشح الرئيسي لرئاسة الليكود في حالة تنحي نتنياهو أو إقالته من منصبه، وقد انتقد باستمرار طريقة تعامل رئيس الوزراء ووزراء الدفاع مع الحرب، وفق الصحيفة.
وقال بركات، في بيان صدر في وقت سابق هذا الأسبوع "يعيش غالانت في المفهوم الخاطئ لما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول. ومن المحزن أن نرى غالانت لا يزال يعتقد أن توزيع الأموال على الفلسطينيين سيشتري لنا الهدوء من الإرهاب.. ليست مهمة إسرائيل إيجاد فرص عمل للعمال الفلسطينيين.. ما حدث لن يتكرر" حسبما نقلت عنه جيروزاليم بوست.
"درس قاس"ونقلت الصحيفة عن دان إيلوز، أحد أعضاء الكنيست الذين وقعوا على العريضة، قوله الأربعاء "مذبحة 7 أكتوبر، التي ساهم فيها عمال فلسطينيون من غزة باستخدام تصاريح عملهم، درس قاس ضد الاستهانة بالتهديدات المتطرفة. لقد بددت هذه المأساة الوهم بأن تعزيز الاقتصاد الفلسطيني سيؤدي إلى السلام. والحقيقة أن هؤلاء الإرهابيين تحركهم أيديولوجية الكراهية النازية، وليس الصعوبات الاقتصادية".
وأضاف "على إسرائيل الآن أن تتصرف بشكل حاسم. علينا أن نوقف دخول العمال الفلسطينيين من يهودا والسامرة (الضفة الغربية) لأن دعمهم لمثل هذه الفظائع يمثل خطرا واضحًا. أمتنا ليست مسؤولة عن سبل عيش الفلسطينيين. يجب عليهم تطوير اقتصادهم الخاص. لتلبية احتياجاتنا من العمالة، توجد بدائل عالمية ولكن نحتاج فقط الإشارة إلى أن هذه ليست مجرد حلول مؤقتة" حسبما نقلت عنه الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العمال الفلسطینیین جیروزالیم بوست
إقرأ أيضاً:
ميزانية إسرائيل 2025.. إنقاذ سياسي أم كارثة اقتصادية؟
تشهد إسرائيل تصعيدا في الجدل السياسي والاقتصادي مع اقتراب التصويت على ميزانية 2025، حيث كشفت وثائق رسمية عن زيادة كبيرة في ميزانيات الوزارات والمكاتب الحكومية غير الأساسية، ما أثار انتقادات واسعة من المعارضة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة كالكاليست الإسرائيلية، فقد ارتفعت مخصصات هذه الوزارات والمكاتب بمقدار 709 ملايين شيكل (حوالي 194 مليون دولار)، مقارنة بالميزانية التي تمت الموافقة عليها في القراءة الأولى في يناير/كانون الثاني 2025.
وتُظهر الوثائق، التي أصدرتها وزارة المالية الإسرائيلية إلى لجنة المالية في الكنيست، أن هذه الزيادات تشمل أموالا من الميزانية العامة، بالإضافة إلى تخصيصات الأموال الائتلافية، والتي تصل إلى أكثر من 5 مليارات شيكل (1.37 مليار دولار).
ميزانيات كبيرة للوزاراتأحد الأمثلة الأبرز على هذه الزيادات -حسب كالكاليست- هو ميزانية وزارة الاستيطان، التي ترأسها أوريت ستروك من حزب الصهيونية الدينية، حيث قفزت من 123 مليون شيكل (حوالي 33.6 مليون دولار) في القراءة الأولى إلى 391 مليون شيكل (106.7 ملايين دولار)، بزيادة ضخمة بلغت 268 مليون شيكل (73.1 مليون دولار)، أي ارتفاع بنسبة 320%.
كما شهدت وزارة التراث، التي استقال منها الوزير عميحاي إلياهو من حزب عوتسما يهوديت، زيادة في ميزانيتها من 71 مليون شيكل (19.4 مليون دولار) إلى 77.9 مليون شيكل (21.3 مليون دولار). وتشمل هذه الزيادة 6 ملايين شيكل (1.6 مليون دولار) في الإنفاق المباشر، بالإضافة إلى 6 ملايين شيكل أخرى في إطار السماح بالالتزامات المالية المستقبلية.
إعلانوفي وزارة القدس والتقاليد، التي يقودها مئير بوروش من حزب يهودوت هتوراه، فقد ارتفعت الميزانية من 28 مليون شيكل (7.7 ملايين دولار) إلى 118 مليون شيكل (32.2 مليون دولار)، أي بزيادة 90 مليون شيكل (24.5 مليون دولار) في الإنفاق المباشر، بالإضافة إلى 40 مليون شيكل (10.9 ملايين دولار) في التزامات مستقبلية، مما يمثل زيادة بنسبة 420%، مقارنة بالميزانية الأصلية المعتمدة في القراءة الأولى.
انتقادات لاذعة من المعارضةالزيادات الكبيرة في الإنفاق أثارت غضب المعارضة، حيث انتقدت النائبة نعاما لازيمي من حزب العمل الميزانية بشدة، ووصفتها بأنها "سرقة في وضح النهار"، مشيرة إلى أن الحكومة تعمل على "إرضاء المقربين سياسيا على حساب المواطنين الذين يعملون ويؤدون الخدمة العسكرية".
وأضافت لازيمي "هذه الميزانية هي الأكثر قسوة من حيث فرض الأعباء المالية على الشعب، لكنها في الوقت نفسه ميزانية الأحلام للائتلاف الحاكم. إنهم يدمرون مستقبل أطفالنا فقط لضمان بقائهم السياسي".
تصويت حاسمومن المقرر أن يبدأ الكنيست مناقشاته حول مشروع قانون الميزانية الاثنين المقبل، مع تحديد التصويت في القراءة الثانية والثالثة يومي 25 أو 26 مارس/آذار، وتشير التوقعات إلى أن الائتلاف الحاكم سيضمن تمرير الميزانية، نظرا لأن فشل تمريرها سيؤدي إلى حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة، وهو سيناريو يسعى الائتلاف إلى تجنبه بأي ثمن.
ويرى محللون أن التوسّع المالي الكبير في بعض الوزارات، لا سيما تلك التي تتبع أحزابا في الائتلاف الحاكم، قد يؤدي إلى تفجر أزمة مالية، خاصة مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة والتباطؤ في النمو الذي تعاني منه إسرائيل.
في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحديات مالية كبرى، تتجه الأنظار إلى التصويت النهائي في الكنيست، حيث سيحدد مسار السياسة الاقتصادية للعام المقبل، في ظل انتقادات متزايدة حول إهدار المال العام لخدمة المصالح السياسية على حساب الاقتصاد الوطني.
إعلان