أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – «والزراق فوقا تقول حرير»
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
(والزراق فوقا تقول حرير)،والكتابة لمجلة الحرير وحاديها السلطان على السلطان تستدعى من الذاكرة السمعية رائعة وردى النوبى السمح و إسماعين ود حسن السودانى القح تلك المقوسة بدارجة لم اجد إستهلالا دونها اروع لهذه الإصدارة نزولا عند رغبة استاذى على،والإستدعاء وراؤه وجودى بمدينة جبيت أحد محطات نزوحى المتعددة منذ خروجى بعد سبعة أشهر تحت نير حرب السودان بالخرطوم بحرى،وذكرياتى مع هذه المدينة الشرقاوية طفولية وشبابية واسرية غير توقفى مستقلا قطار الإكسبريس محطة عبور لمدينة بورتسودان مرتع نشأتى الأولى بديم الشاطئ رفقة اسرتى وربانها والدى البلال الطيب من دخلها تاجرا فى اربعين القرن الماضى وفيها جوز غربان جلبهما مستر برنقل وعربيتين تاكسى وكارو وحيدة صاحبها اليوم من اعيان بورتسودان من إقترح الإنجليز تشييدها جوار سنكات واركويت وجبيت ثالوث جمال الطبيعة الجبلية الساحرة بالشرق ولكن،إذ يعيب بورتسودان جوها الرطيب وطقسها المتقلب القاسى لقربها من الاحمر المالح وتبدو جبيت الاقرب لاختيار الإنجليز منها عاصمةً للشرق لجمال موقعها وتوهطها بين سلسلة جبلية تحيطها بحنو ورفق الأم وتصلبها طولها لمقاومة كل صنوف الوأد والصروف، وحلولى فيها نازحا وقاصرا لجهلى بأيام إقامتى فيها، يمكننى من التمعن والتفرس والتغزل فى مفاتنها وموقعها المطوق بين طبيعة جبلية يخالط جمال ألوانها قبة السماء لتبدو جبيت تلك المرأة السودانية الحليوة المغطاة بثوب زراق فى عيون شاعرنا اسمعين بدا حريرا،وجبيت تحت قبة السماء تبين من تحت الغلالة جبلية شفيفة زراقها أنعم من الحرير.
مقطوعة الطارى شواهد على دفنها حية وبحياة واعدة تنبض لولا أن وأدها محاربو إنسان السودان مرة بالسياسة فضعضعتها واخرى بالإقتصادية القاضية الطامعة بتحقيق الربح الخاص على العام تحت شعار براق بيد أنه كذوب،فذروا به الرماد فى العيون وكشحوا كل شئ( بلا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد) والمحصلة محطة جبيت بكل زراق الحرير قاعا صفصفا إلا من بعض عاملين عليها وجدت احدهم مجترا ذكرياتٍ مقبورة وحيدا على اريكة خشبية منصوبة مجلسا بعناية لحضرة الناظر ليراقب قدوم الإكسبريس محملا بالثروات الإنسانية والحيوانية وشتى الخيرات من أرجاء المعمورة السودانية، ليس مجرد قطار بل دنيا من الحياة من حضر وبدو ومن عاصمتنا المؤودة لما تبلغ المحطة الجميلة جبيت فى انتظارها دنيا اخرى بين مسافرة منتظرة ومستقبلة ومودعة وضجة من هواجس العاملين ضبطا لحركية حديدية على بق بن ساعة المؤسسين حتى قضت عليها ساعة المخربين من متوالية حكم فاشلة هاهى توردنا حرب هالكة لو توقفت فنظرة من جيل مختلف لرمزية جبيت المحطة وتاريخية سكة حديد فى إعادتها إعادة للحمتنا المفقودة ودولتنا المنهوبة مغطاة بزراق فوقا تقول حرير يسر الناظرين من القادمين خُطابا مستثمرين فى انتظار زفتهم سيرة سودانية عروستها القمر بوبا متوهجة مشتعلة فتضئ دنيانا وجبيت المحطة.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أجراس الأرض عاصم البلال فجاج
إقرأ أيضاً:
أدب الكبار مع الأكابر.. رواد السوشيال يعلقون على حمل الأزهري أوراق الطيب باحتفالية المولد -فيديو
كتب - محمود مصطفى أبوطالب:
تداول نشطاء على صفحات "فيسبوك" فيديو حمل الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف الأوراق التي دوّن فيها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف، التي عقدت يوم الاثنين 16 من سبتمبر الجاري، بمركز المنارة للمؤتمرات بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأثناء توجه شيخ الأزهر للمنصة الرئيسية لإلقاء كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف، أصرّ وزير الأوقاف بشدة على حمل الأوراق التي كتب فيها شيخ الأزهر كلمته والسير خلفه، ورفض الإمام الأكبر في البداية، إلا أن تمسك الدكتور أسامة الأزهري بموقفه، جعل الطيب يوافق في النهاية، ما أثار إعجاب الحضور.
وحاز موقف وزير الأوقاف، على إعجاب الكثير من رواد سوشيال ميديا، الذين أكدوا أن هذا ليس بجديد على العلماء ورجال الدين.
وعلّق الكثير من رواد فيسبوك على موقف شيخ الأزهر ووزير الأوقاف بقولهم:""أدب الكبار مع الأكابر، وأهل الأدب والولايا، فقه الكبار، أدب الأستاذ مع التلميذ".