(والزراق فوقا تقول حرير)،والكتابة لمجلة الحرير وحاديها السلطان على السلطان تستدعى من الذاكرة السمعية رائعة وردى النوبى السمح و إسماعين ود حسن السودانى القح تلك المقوسة بدارجة لم اجد إستهلالا دونها اروع لهذه الإصدارة نزولا عند رغبة استاذى على،والإستدعاء وراؤه وجودى بمدينة جبيت أحد محطات نزوحى المتعددة منذ خروجى بعد سبعة أشهر تحت نير حرب السودان بالخرطوم بحرى،وذكرياتى مع هذه المدينة الشرقاوية طفولية وشبابية واسرية غير توقفى مستقلا قطار الإكسبريس محطة عبور لمدينة بورتسودان مرتع نشأتى الأولى بديم الشاطئ رفقة اسرتى وربانها والدى البلال الطيب من دخلها تاجرا فى اربعين القرن الماضى وفيها جوز غربان جلبهما مستر برنقل وعربيتين تاكسى وكارو وحيدة صاحبها اليوم من اعيان بورتسودان من إقترح الإنجليز تشييدها جوار سنكات واركويت وجبيت ثالوث جمال الطبيعة الجبلية الساحرة بالشرق ولكن،إذ يعيب بورتسودان جوها الرطيب وطقسها المتقلب القاسى لقربها من الاحمر المالح وتبدو جبيت الاقرب لاختيار الإنجليز منها عاصمةً للشرق لجمال موقعها وتوهطها بين سلسلة جبلية تحيطها بحنو ورفق الأم وتصلبها طولها لمقاومة كل صنوف الوأد والصروف، وحلولى فيها نازحا وقاصرا لجهلى بأيام إقامتى فيها، يمكننى من التمعن والتفرس والتغزل فى مفاتنها وموقعها المطوق بين طبيعة جبلية يخالط جمال ألوانها قبة السماء لتبدو جبيت تلك المرأة السودانية الحليوة المغطاة بثوب زراق فى عيون شاعرنا اسمعين بدا حريرا،وجبيت تحت قبة السماء تبين من تحت الغلالة جبلية شفيفة زراقها أنعم من الحرير.

محطة سكة حديدها مشيدة على طراز أنيق نواة لمدينة مهندسة سياحيا مقسمة إقتصاديا نوتة موسيقية،البنى التحتية للمحطة ومدينتها السكنية القائمة من منتصف القرن الماضى، يناجينا صدى بيات كل مواسمها نحن السودانيين اى ماضٍ أضعتموه ونواة للنهضة!جبيت المحطة تشهق مبانيها وصنفوراتها وجبالها وعربات قاطرات متفرقة سككها الحديد

مقطوعة الطارى شواهد على دفنها حية وبحياة واعدة تنبض لولا أن وأدها محاربو إنسان السودان مرة بالسياسة فضعضعتها واخرى بالإقتصادية القاضية الطامعة بتحقيق الربح الخاص على العام تحت شعار براق بيد أنه كذوب،فذروا به الرماد فى العيون وكشحوا كل شئ( بلا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد) والمحصلة محطة جبيت بكل زراق الحرير قاعا صفصفا إلا من بعض عاملين عليها وجدت احدهم مجترا ذكرياتٍ مقبورة وحيدا على اريكة خشبية منصوبة مجلسا بعناية لحضرة الناظر ليراقب قدوم الإكسبريس محملا بالثروات الإنسانية والحيوانية وشتى الخيرات من أرجاء المعمورة السودانية، ليس مجرد قطار بل دنيا من الحياة من حضر وبدو ومن عاصمتنا المؤودة لما تبلغ المحطة الجميلة جبيت فى انتظارها دنيا اخرى بين مسافرة منتظرة ومستقبلة ومودعة وضجة من هواجس العاملين ضبطا لحركية حديدية على بق بن ساعة المؤسسين حتى قضت عليها ساعة المخربين من متوالية حكم فاشلة هاهى توردنا حرب هالكة لو توقفت فنظرة من جيل مختلف لرمزية جبيت المحطة وتاريخية سكة حديد فى إعادتها إعادة للحمتنا المفقودة ودولتنا المنهوبة مغطاة بزراق فوقا تقول حرير يسر الناظرين من القادمين خُطابا مستثمرين فى انتظار زفتهم سيرة سودانية عروستها القمر بوبا متوهجة مشتعلة فتضئ دنيانا وجبيت المحطة.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أجراس الأرض عاصم البلال فجاج

إقرأ أيضاً:

الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة

قال فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن حفظ الله لعباده، المستمد من اسمه "الحفيظ"، يشمل كل الناس، مطيعون لله كانوا أو عصاة، فالإنسان وهو يعصي الله محفوظ، وعادة ما تجد أن العصاة أو الخارجين على حدود الله لديهم نعم أكثر، مما يدل على أن هذه النعم ليست شيئا في الحسبان الإلهي، وأن الدنيا للمطيع وللعاصي، فالله تعالى يمهل العاصي، ليس تربصا به ولكن لعله يتوب أو يرجع، وفي كل شيء تجد تطبيقا عمليا لقوله تعالى في الحديث القدسي: " إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبي".

هل الحفيظ من أسماء الله الحسنى؟ شيخ الأزهر يجيبشيخ الأزهر: وصف العبد باسم الله "الودود" معناه محبته لطاعة الله وكراهية معصيتهشيخ الأزهر يوضح الفرق بين الودود والمحب في أسماء الله الحسنىشيخ الأزهر: أسماء الله الحسنى ليست كلمات فقط ولها تأثير في الدعاء

وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه اليوم بثامن حلقات برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أن لاسم الله "الحفيظ" معنيان، الأول هو الضبط، ومعناه ضد النسيان أو السهو، فيقال "فلان حافظ للقرآن عن ظهر قلب"، أي لا يمكن أن يخطئ في كلمة من كلماته، والمعنى الثاني هو "الحراسة"، من الضياع، ولا يكون ذلك إلا بحفظ من الله، لافتا أن حفظ الله للأرض والسماء يعني الإمساك والتسخير، فهو تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض رحمة بعباده وحتى يتحقق لهم التسخير بالصورة الكاملة التي تفيد الإنسان وتعينه على أداء رسالته في هذه الحياة.

وأضاف شيخ الأزهر أن حفظ الله تعالى يشمل كذلك القرآن الكريم، فهو سبحانه وتعالى الحافظ للقرآن الكريم من التحريف والتبديل والضياع، مصداقا لقوله تعالى: " إنّا نَحْنُ نَزّلْنا الذّكْرَ وهو القرآن وإنّا لَهُ لحَافِظُونَ "، وهذا هو التأكيد الأكبر بأن القرآن لم يعبث به في حرف واحد، فقد وصلنا كما بلغه النبي "صلى الله عليه وسلم"، وهو بين يدينا كما قرئ بين يديه "صلى الله عليه وسلم" دون أي تحريف أو تغيير.

واختتم فضيلته أن الإنسان مطالب، بجانب حفظ الله تعالى له، أن يعمل هو على حفظ نفسه وعقله، فهما أهم ما لديه من نعم الله تعالى، فهو مطالب بحفظ نفسه من المعاصي ومن تصلب الشهوات، ومطالب أيضا بحفظ عقله من المعلومات والمحتويات الضارة، والتي منها على سبيل المثال، ما قد ينتج عنه التشكيك في الدين أو العقيدة، وبهذا يكون بإمكان الإنسان أن يحفظ نفسه وعقله.

مقالات مشابهة

  • دولة عربية تطلق مشروع حاويات ضخم على البحر الأحمر بقيمة 800 مليون دولار
  • مدير محطة كهرباء أم دباكر يحدد موعد عودتها إلى الخدمة
  • شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان عاصم البنا يرتدي “الكاكي” ويتفقد مصابي (أبو طيرة فكاكين الحيرة) بأم درمان
  • بعد أشهر من التأجيل.. ناسا تعلن عن عودة رواد الفضاء العالقين في المحطة الدولية
  • الإمام الطيب : حفظ الله يشمل كل الناس المطيعين والعصاة
  • رواد ناسا العالقون في الفضاء لمدة 9 أشهر على موعد للعودة إلى الأرض
  • ديالى.. محطة كهرباء المنصورية تعود للعمل بعد استئناف الغاز المستورد
  • حرائق غابات كبيرة في مناطق جبلية جنوب ولاية تيرول النمساوية
  • «دي بي ورلد» و«موانئ» تدشنان محطة حاويات بميناء جدة بقيمة 800 مليون دولار
  • "موانئ دبي العالمية" و"موانئ" تدشنان محطة بقيمة 3 مليارات ريال سعودي في جدة