عربي21:
2025-03-26@08:34:48 GMT

وائل الدحدوح وحق العلاج لأهل غزة

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

وأخيرا وبعد طول تحمل، خرج الصحفي المناضل وائل الدحدوح من أرض غزة الأبية للعلاج، وذلك عبر الأراضي المصرية أولا، ثم عبر طائرة قطرية للسفر للدوحة لإكمال علاجه، حيث أصيب من قبل، وقد استشهد زميله آنذاك، وتحدث الدحدوح عن احتياج ذراعه لجراحة دقيقة للعلاج. وهذا الموقف الذي أسعد جميع المتعاطفين مع الدحدوح وأهل غزة، يجعلنا نقف مع الخبر عدة وقفات.



فوائل الذي أصبح رمزا لصمود أهل غزة، ورمزا لصمود الإعلامي صاحب الرسالة، والتي قال عنها بوضوح: إننا نعمل في ظل قصف مستمر، وقتل لأهلنا، وظروف عسيرة، ونعمل بشكل مهني، أمامهم آلاف السنين حتى يصلوا لهذه المهنية. مما حدا بنقابة الصحفيين المصرية لتكريمه، وتنظيم وقفة أمامها مطالبة بفتح المعبر لعلاج أهل غزة.

خبر خروج وائل من غزة، حاول إعلام السلطة في مصر، أن يجعله منة قامت به مصر، وكان الحديث على أنه سيتم علاجه في مصر، وأن مصر تنجح في خروج الدحدوح من غزة، وقد أتى خروجه بعد أيام قليلة جدا، من اتهام محامي الدفاع عن الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية لمصر بأن السبب في منع دخول المساعدات لغزة هي مصر، وانبرى إعلام النظام لتبرئة النظام من التهمة، وهو بالفعل بريء منها من جهة، لكنه مدان إدانة كبرى من جهة أخرى، وهي: التفريط في السيادة، وافتقاد هذه السيادة على أرضه، لدرجة أن من يتحكم في المساعدات الكيان الصهيوني، في معبر مصري فلسطيني!

وخروج وائل هو ظرف يعود الفضل فيه أولا، للقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد الكيان، وفي ظل استعار الاتهامات له بمنع المساعدات، ومنع علاج الجرحى، فهذا الظرف هو الذي فتح المجال لخروجه، وإلا فالرجل مصاب منذ فترة ليست قصيرة، رغم إصراره على العمل في ظل هذه الظروف.

كتب على المواطن الفلسطيني عموما، والغزاوي تحديدا، أن يعيش كل هذه المصائب والابتلاءات المادية والمعنوية؛ بلاء الفقد المادي والمعنوي، من بشر وحجر، وذكريات وتاريخ ووطن، بعد أن عاشوا مجزرة من أكبر مجازر القرن الحالي والماضي، في ظل تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.وإذا خرج وائل في ظرف كهذا، واحتياج النظام المصري للقطة ترفع عنه الحرج، ورغم أن خروجه من غزة لمصر، كان مرحلة ترانزيت ليصل بعدها للدوحة، فإن السؤال الذي يطرح بقوة وأسى في آن واحد: من لبقية الجرحى البسطاء من أهل غزة؟ ليس لخروجهم للدوحة، بل لخروجهم لمشافي مصر، التي يرحب أطباؤها ونقابتها بهم، ويتمنى جل الشعب المصري أن يحمل إخوانه من المصابين من أهل غزة في عيونهم قبل أسرة المستشفيات، ومع ذلك يصل الحال ببعضهم إلى الانتظار طويلا حتى يخرج للعلاج، وتكون الوفاة أسرع إليه من قرار العلاج، ليكون الموت أرحم به من البشر.

بل وصل انعدام الرحمة، إلى ما نشر من متاجرة على الحدود لمن يريد الخروج من غزة لمصر، وصل حسب بعض المواقع لرشاوي تدفع تصل لعشرة آلاف دولار، فيجمع على المصاب والمطارد من أهل غزة، أن يتاجر به القريب والبعيد، فعدو يريد دمه، وقريب يريد ماله، ليخرج من غزة مجردا من ذكرياته، ومجردا من أسرته، ومن ماله.

ويظل يعيش وضعا آخر أكثر رعبا، يعيشه وائل الدحدوح، ويعيشه كل من تمكن من الخروج للعلاج، أو للنجاة، هل سيتمكن من العودة مرة أخرى إلى وطنه؟ وقد علق في ذاكرة كل فلسطيني أن جل من خرج أصبحت عودته الاختيارية حلما يتمناه، ووضعت عوائق وتحديات، أكثر وأكبر من تحديات خروجه، فرغم الفرح بالخروج للعلاج إلا أنه فرح ممزوج بالخوف، وهو خوف ليس نتيجة هواجس، بل نتيجة كوارث حدثت وعاشها الفلسطينيون على مدار تاريخهم مع الاحتلال الصهيوني وأعوانه.

كتب على المواطن الفلسطيني عموما، والغزاوي تحديدا، أن يعيش كل هذه المصائب والابتلاءات المادية والمعنوية؛ بلاء الفقد المادي والمعنوي، من بشر وحجر، وذكريات وتاريخ ووطن، بعد أن عاشوا مجزرة من أكبر مجازر القرن الحالي والماضي، في ظل تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطيني الاحتلال احتلال فلسطين غزة اعتداءات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة من غزة

إقرأ أيضاً:

العيد الذي لم يعد عيداً ..!

بقلم : فراس الغضبان الحمداني ..

ما قيمة الأحداث وتعاقب الأزمان ونحن نعيشها بألم وبذكريات تبعث فينا الحزن ولا تمنحنا فرصة الحياة السعيدة التي نتمناها ويتمناها كل أنسان يجد نفسه فجأة عضواً في هذه الدنيا الضاجة بالمعاناة والتحديات التي تستنزف أجسادنا ومشاعرنا وعقولنا وأحلامنا فلا نكاد نصل إلى غاية من الغايات حتى ندرك أننا لم نحقق شيئاً وأن المسافة ما تزال طويلة ، ثم نكتشف أننا على خط النهاية ولكن ليس كعدائين فائزين بل كجثث هامدة فقدت طاقة الحياة لنوارى في حفرة أو أن نكون طعاما للأسماك أو أن نحرق وفقا لتقاليد قديمة أو في أي مصيبة وداهية رهيبة .

نفقد الأحبة الذين يشاركوننا همومنا وأحلامنا ومشاكلنا والذين نكافح معهم سوية العذابات والحرائق المستمرة في دواخلنا ، وحين نفتقدهم نبكي دون جدوى فهم لن يعودوا ونحن لا نعرف متى سنلتحق بهم ، وقد تأخذنا المشاغل إلى مساحات نتيه فيها ولا نجد من يدلنا فالجميع يعيش ذات التيه والضياع ويبحث عن خلاصه بعد أن تذوق آلاف المرارات والأحزان والمعاناة ، فكيف بمن يتركه محبوه ليس للحزن والعذاب والذكريات الأليمة بل يورثونه مشاكل وتحديات وأبناء تائهين لا يجد طريقة لكي يقف معهم على طريق صحيح وكأنه وكأنهم في سجن واحد وضياع واحد وهموم مشتركة .

جاء العيد مثل العيد الذي سبق ومثل كل الأعياد التي سبقت مشحوناً بالحزن والعذاب والألم وكأن تلك العذابات ورث من أجداده ، فالعيد يلد عيداً ويكون له أحفاد من الأعياد يتوارثونه ويتشاركون في الأرث ويتناقلون صفاته وساعاته وأشكاله بينهم ، فالعالم يتحول إلى وحش يلتهم آماله وأحلامه وفرص الحياة فيه ويتركنا على قارعة الطريق تائهين متحيرين لا نجد الفرح ولا السعادة ، فمن هم إلى هم ومن حرب إلى حرب ومن حصار إلى آخر ومن إرهاب إلى إرهاب ، وناس تتحول إلى آلات لا تفقه سوى أن تتحرك بلا هوادة ولا هدف حتى إذا وصلت لهدف وظنت أنه قد تحقق تكتشف أنها لم تحقق شيئاً وأن الطريق ما زال شائكاً وطويلاً .

الناس من حولنا يكرهوننا يريدون أن يحصلوا على مطامحهم ولم يعد عندهم أن تكون الطريقة مشروعة أم لا ، فالغاية هي الكسب والكسب وحده وليس سواه لأن هناك هموماً وعذابات يتكفل بها القدر والجميع يخاف منها ويود الهرب منها بعيداً ولا يراها .

للأسف فنحن نعيش في زمن الغابة وزمن الحزن وزمن الموت المؤكد ، موت الأرواح رغم وجود حياة في أجسادنا ورغم ما نعتقده من حضور لنا ، أرواحنا التي كانت تمنحنا السعادة والطاقة ونتشارك فيها مع الآخرين الحب والسعادة والأمل ها هي تموت مسبقا وتذوي وتنتهي دون رجعة ودون أحساس بحاجتنا إليها .

كلما جاء العيد وكأنه نوع من البطالة المقنعة التي تجبرنا عليها الأحداث والأيام ، فليس له من أهمية فالحقيقة حتى أنني أشك في أنه عيد للكبار وأرى أنه مناسبة يحبها الأطفال وينتظرونها لأنها تثير حماسهم كونها عطلة وحصولهم على العيدية وإرتداء الأزياء الجديدة واللعب في مدينة الألعاب ، أما نحن الكبار فتثير حزننا وذكرياتنا الأليمة لأننا عاصرنا الحروب والحصار والفقر وحكم الدكتاتوريات والطغاة التي سلبت العباد ودمرت البلاد .
Fialhmdany19572021@gam

فراس الغضبان الحمداني

مقالات مشابهة

  • العيد الذي لم يعد عيداً ..!
  • 25 ألف مريض يحتاجون للعلاج خارج غزة
  • هل ما زال للطب البديل مكان في عصر الحداثة؟ الباحث أسامة محمد عبد الرحمن أقدم مختص للعلاج بالأعشاب الطبية في دمشق
  • صندوق مكافحة الإدمان يتلقى 5000 اتصالا للعلاج من الإدمان خلال 5 أيام
  • ناقد رياضي: منتخب مصر اقترب من المونديال بنسبة 60%.. ومحمد صلاح أفضل جناح في العالم
  • تعليق صادم من شقيق ياسمين عبدالعزيز علي مسلسلها وتقابل حبيب
  • تأجيل محاكمة وائل غنيم في سب وقذف تركي آل شيخ
  • أول ظهور للبابا فرنسيس من شرفة المستشفى (صور)
  • تأجيل استئناف مضيفة الطيران المتهمة بقتل ابنتها على حكم سجنها 15 عاما للغد
  • أول صورة وظهور علني للبابا فرنسيس منذ أكثر من 5 أسابيع