عربي21:
2025-02-19@20:51:52 GMT

وائل الدحدوح وحق العلاج لأهل غزة

تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT

وأخيرا وبعد طول تحمل، خرج الصحفي المناضل وائل الدحدوح من أرض غزة الأبية للعلاج، وذلك عبر الأراضي المصرية أولا، ثم عبر طائرة قطرية للسفر للدوحة لإكمال علاجه، حيث أصيب من قبل، وقد استشهد زميله آنذاك، وتحدث الدحدوح عن احتياج ذراعه لجراحة دقيقة للعلاج. وهذا الموقف الذي أسعد جميع المتعاطفين مع الدحدوح وأهل غزة، يجعلنا نقف مع الخبر عدة وقفات.



فوائل الذي أصبح رمزا لصمود أهل غزة، ورمزا لصمود الإعلامي صاحب الرسالة، والتي قال عنها بوضوح: إننا نعمل في ظل قصف مستمر، وقتل لأهلنا، وظروف عسيرة، ونعمل بشكل مهني، أمامهم آلاف السنين حتى يصلوا لهذه المهنية. مما حدا بنقابة الصحفيين المصرية لتكريمه، وتنظيم وقفة أمامها مطالبة بفتح المعبر لعلاج أهل غزة.

خبر خروج وائل من غزة، حاول إعلام السلطة في مصر، أن يجعله منة قامت به مصر، وكان الحديث على أنه سيتم علاجه في مصر، وأن مصر تنجح في خروج الدحدوح من غزة، وقد أتى خروجه بعد أيام قليلة جدا، من اتهام محامي الدفاع عن الكيان الصهيوني في محكمة العدل الدولية لمصر بأن السبب في منع دخول المساعدات لغزة هي مصر، وانبرى إعلام النظام لتبرئة النظام من التهمة، وهو بالفعل بريء منها من جهة، لكنه مدان إدانة كبرى من جهة أخرى، وهي: التفريط في السيادة، وافتقاد هذه السيادة على أرضه، لدرجة أن من يتحكم في المساعدات الكيان الصهيوني، في معبر مصري فلسطيني!

وخروج وائل هو ظرف يعود الفضل فيه أولا، للقضية التي رفعتها جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد الكيان، وفي ظل استعار الاتهامات له بمنع المساعدات، ومنع علاج الجرحى، فهذا الظرف هو الذي فتح المجال لخروجه، وإلا فالرجل مصاب منذ فترة ليست قصيرة، رغم إصراره على العمل في ظل هذه الظروف.

كتب على المواطن الفلسطيني عموما، والغزاوي تحديدا، أن يعيش كل هذه المصائب والابتلاءات المادية والمعنوية؛ بلاء الفقد المادي والمعنوي، من بشر وحجر، وذكريات وتاريخ ووطن، بعد أن عاشوا مجزرة من أكبر مجازر القرن الحالي والماضي، في ظل تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.وإذا خرج وائل في ظرف كهذا، واحتياج النظام المصري للقطة ترفع عنه الحرج، ورغم أن خروجه من غزة لمصر، كان مرحلة ترانزيت ليصل بعدها للدوحة، فإن السؤال الذي يطرح بقوة وأسى في آن واحد: من لبقية الجرحى البسطاء من أهل غزة؟ ليس لخروجهم للدوحة، بل لخروجهم لمشافي مصر، التي يرحب أطباؤها ونقابتها بهم، ويتمنى جل الشعب المصري أن يحمل إخوانه من المصابين من أهل غزة في عيونهم قبل أسرة المستشفيات، ومع ذلك يصل الحال ببعضهم إلى الانتظار طويلا حتى يخرج للعلاج، وتكون الوفاة أسرع إليه من قرار العلاج، ليكون الموت أرحم به من البشر.

بل وصل انعدام الرحمة، إلى ما نشر من متاجرة على الحدود لمن يريد الخروج من غزة لمصر، وصل حسب بعض المواقع لرشاوي تدفع تصل لعشرة آلاف دولار، فيجمع على المصاب والمطارد من أهل غزة، أن يتاجر به القريب والبعيد، فعدو يريد دمه، وقريب يريد ماله، ليخرج من غزة مجردا من ذكرياته، ومجردا من أسرته، ومن ماله.

ويظل يعيش وضعا آخر أكثر رعبا، يعيشه وائل الدحدوح، ويعيشه كل من تمكن من الخروج للعلاج، أو للنجاة، هل سيتمكن من العودة مرة أخرى إلى وطنه؟ وقد علق في ذاكرة كل فلسطيني أن جل من خرج أصبحت عودته الاختيارية حلما يتمناه، ووضعت عوائق وتحديات، أكثر وأكبر من تحديات خروجه، فرغم الفرح بالخروج للعلاج إلا أنه فرح ممزوج بالخوف، وهو خوف ليس نتيجة هواجس، بل نتيجة كوارث حدثت وعاشها الفلسطينيون على مدار تاريخهم مع الاحتلال الصهيوني وأعوانه.

كتب على المواطن الفلسطيني عموما، والغزاوي تحديدا، أن يعيش كل هذه المصائب والابتلاءات المادية والمعنوية؛ بلاء الفقد المادي والمعنوي، من بشر وحجر، وذكريات وتاريخ ووطن، بعد أن عاشوا مجزرة من أكبر مجازر القرن الحالي والماضي، في ظل تخاذل عربي وإسلامي غير مسبوق.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطيني الاحتلال احتلال فلسطين غزة اعتداءات رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أهل غزة من غزة

إقرأ أيضاً:

«غيبنا وغاب الإبداع».. عصام صاصا تريند يوتيوب بأول أغنية بعد خروجه من السجن

عاد مطرب المهرجانات عصام صاصا مرة أخرى لجمهوره، من خلال أغانيه، التي يتفاعل معها عدد كبير من الجمهور في مصر والوطن العربي، إذ طرح أمس أغنية «غيبنا وغاب الإبداع والشغلانة لمت»، عبر موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب» ومنصات الموسيقي المختلفة.

أغنية «غيبنا وغاب الإبداع والشغلانة لمت» لعصام صاصا تتصدر تريند يوتيوب

وحققت أغنية «غيبنا وغاب الإبداع والشغلانة لمت» نجاحًا كبيرًا فور طرحها، إذ حققت أكثر من 290 ألف مشاهدة، خلال 16 ساعة فقط، لتحتل المركز الثاني في الأكثر مشاهدة بموقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب».

خروج عصام صاصا من السجن

«غيبنا وغاب الإبداع والشغلانة لمت» هي أول أغنية لعصام صاصا، بعد خروجه من السجن الأسبوع الماضي، في قضية دهس شخص بالخطأ.

وكان أسرة عصام صاصا احتفلت بخروجه من السجن، وأقيم حفل عائلي كبير داخل منزله، وحرص عدد كبير من مطربي المهرجانات على الحضور لتهنئته.

مقالات مشابهة

  • وائل رياض مديرا فنيا لمنتخب المحليين
  • وائل جمعة ابرز الحاضرين في قرعة ربع نهائي أبطال اإفريقيا والكونفدرالية
  • جامعة القاهرة تستقبل أطفال غزة للعلاج ضمن توجيهات القيادة السياسية
  • التهجيرُ للمحتلين وليس لأهل غزة
  • يخضع للعلاج.. آخر تطورات حالة محمد نجاتي بعد تعرضه لحادث
  • للعلاج في مستشفيات مصر.. معبر رفح البري يستقبل 36 مصابا فلسطينيًا
  • برلماني: مصر قدمت دعمًا إنسانيًا غير مسبوق لأهل غزة عبر معبر رفح
  • الأزهر العالمي للفتوى: إخراج الزكاة لأهل غزة وإعمار أرضها جائز
  • «غيبنا وغاب الإبداع».. عصام صاصا تريند يوتيوب بأول أغنية بعد خروجه من السجن
  • وائل القباني: مباراة القمة لها حسابات خاصة.. ومن الممكن فوز الزمالك