مجلس النواب يدين استمرار العدوان الأمريكي البريطاني وتصنيف أنصار الله جماعة إرهابية
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
واستهجن مجلس النواب في بيان له ، التصرفات والتحركات الأمريكية الطائشة والمشبوهة خارج إطار القانون الدولي مما يؤكد أنها من يصنع الإرهاب والفوضى في العالم.
وأشار إلى أن أمريكا تحاول الضغط والابتزاز السياسي على خصومها والمعارضين لسياسة الصلف والعربدة والاستكبار والهيمنة التي تمارسها في المنطقة والعالم دعما ومساندة للكيان الصهيوني المجرم، الذي يحاكم اليوم في محكمة العدل الدولية بإرتكاب جرائم إبادة جماعية وتدمير ممنهج للمشافي وكل سبل الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضح البيان أن أمريكا لجأت إلى هذه المسرحية الهزيلة بعد عدوانها على اليمن في محاولة بائسة لإنهاء الحصار الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على كيان العدو الصهيوني للضغط من أجل وقف العدوان والحصار المفروض على الشعب الفلسطين استشعاراً للمسؤولية الأخلاقية والإنسانية وانساجماً مع مطالب الشعوب الحرة التي خرجت في مسيرات بمعظم عواصم ومدن العالم مطالبة بوقف العدوان والحصار على قطاع غزة .
وأكد مجلس النواب أن التصنيف الأمريكي جاء للتغطية على العدوان الأمريكي البريطاني على الوطن وخدمة للكيان الصهيوني ومحاولة بائسة لمنع اليمن من القيام بدوره الإيماني في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم.
وشدد على أن التصنيف الأمريكي المعادي لليمن ومكوناته الأصيلة لن يثنيه عن موقفه الرسمي والشعبي الثابت والداعم للشعب الفلسطيني والأقصى الشريف..
ولفت البيان إلى أن أمريكا أعلنت عدوانها على اليمن بدون أي مبرر، وأن تصنيفها لمكون أنصار الله ليس جديداً، وأنها تنطلق من حساباتها الضيقة وأزماتها الأخلاقية والإنسانية للنيل من كل من يعارض سياستها الظالمة وهي نتيجة طبيعية لتحيزها السافر لمجرمي كيان الاحتلال الصهيوني.
وذكر أن أمريكا تنطلق من رصيدها الحافل بارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان والحصار فيما عرف بالتحالف الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي، الذي ما تزال آثاره وتداعيات حتى اليوم، إضافة إلى أن أمريكا تريد الهروب من استحقاقات السلام التي كانت قد استخدمتها كورقة سياسية في الانتخابات لترجيح كفة جو بايدن..
ونوه مجلس النواب إلى أن العالم أصبح يعرف اليوم مدى تخبط الإدارة الأمريكية التي تعيش أزمة إنسانية وأخلاقية بسبب اعتراضها على وقف العدوان والحصار المفروض على غزة، وبالتالي فلا أثر لتصنيفها العدائي لأنصار الله لأن موقف اليمن بكل قواه الحية على كافة المستويات الرسمية والشعبية قيادة وحكومة وشعباً موحد تجاه نصرة الأقصى والقضية الفلسطينية..
وأفاد بأن القوات المسلحة تؤدي واجباتها ومهامها وفقا لدستور الجمهورية اليمنية في حماية السيادة الوطنية على كامل التراب والجزر والمياه.
كما شدد المجلس في بيانه على أن القرار الأمريكي الأخير لن يزيد الشعب اليمني سوى التمسك بموقفه الداعم والمساند للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى استعادة حقوقه المشروعة وتطهير الأراضي الفلسطينية من كيان الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العدوان والحصار مجلس النواب أن أمریکا إلى أن
إقرأ أيضاً:
دور اليمن في تعزيز محور المقاومة.. كيف يشكل أنصار الله ركيزة لفلسطين؟
يمانيون../
في ظل الصراعِ الفلسطيني “الإسرائيلي” المُستمرّ، تتعدَّدُ أشكالُ الدعم التي تتلقاها حركاتُ المقاومة الفلسطينية من دول ومنظمات في المنطقة.
من أبرز هذه القوى التي تقدِّمُ دعمًا فاعلًا هو اليمن -قيادةً وشعباً وجيشًا- التي ترى في دعمِ فلسطين جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها العقائدية والسياسية في مواجهة الهيمنة الغربية والصهيونية. هذا الدعم -الذي يتجاوز البُعدَ السياسي ليصلَ إلى التعاوُنِ العسكري والتقني- يعكس مدى التزام اليمن بالقضية الفلسطينية، ويشكِّلُ جزءًا من محاورِ استراتيجيةٍ أوسعَ.
الأَسَاسُ الفِكري والديني لدعم القضية الفلسطينية:
ينبعُ الدعمُ اليمني، وتحديدًا من حركة أنصار الله، من أُسُسٍ دينيةٍ وعقائدية عميقة تجمع بين الشعبَين العربيين في اليمن وفلسطين. اليمن ترفُضُ اعتبارَ القضية الفلسطينية مُجَـرّد نزاع سياسي، بل هي جزءٌ من صراع طويل ضد الاستعمار الغربي والهيمنة الصهيونية، وهو ما يتقاطعُ مع مفهوم الجهاد الذي تتبناه اليمن. في هذا السياق، ترى أن الدعم للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخلاقي، حَيثُ يعتقد اليمنيون أن الصراعَ في فلسطين هو جزء من معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال في المنطقة.
اليمنُ ترى في فصائل المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي، تجسيدًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
الدعم السياسي والدبلوماسي:
منذ اندلاع ثورة 21 سبتمبر 2014م، أكّـدت اليمنُ مواقفَها الثابتةَ تجاه القضية الفلسطينية. فقد ظلت تساند حقوق الشعب الفلسطيني في مختلف المحافل الدولية والعربية، مجدِّدةً دعواتها لوقف العدوان الإسرائيلي، ورفضها لأي تطبيع مع الاحتلال. كان المجلس السياسي الأعلى -أعلى سلطة سياسية في صنعاء- من أبرز الأصواتِ التي ترفُضُ أيةَ تسوية أَو محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
في الدبلوماسية العربية والإسلامية، تحرصُ حكومةُ صنعاءَ على التأكيدِ على موقفها الرافض للاحتلال الإسرائيلي ودعمها الكامل للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي. من خلال هذه المواقف، تسعى إلى الضغط على الدول العربية والإسلامية لتفعيل مواقفها السياسية والدبلوماسية لصالح القضية الفلسطينية.
الدعم العسكري والتقني:
يعد الدعم العسكري والتقني جزءًا من الاستراتيجية التي تتبناها اليمنُ في دعم المقاومة الفلسطينية. على الرغم من التحديات التي تواجهُها؛ بسَببِ الحرب المُستمرّة والحصار المفروض عليها، فَــإنَّ اليمنَ لم تتوانَ عن تقديمِ الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية. هذا الدعم يشمل توفير تقنيات متطورة في مجال الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وهي التقنياتُ التي طورَّتها اليمن خلال العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
التعاون بين القوات المسلحة اليمنية التابعة لـحكومة صنعاء والفصائل الفلسطينية في مجالات التدريب العسكري وتبادُل الخبرات في حربِ العصابات يعد من أبرز أشكال الدعم. هناك تقاريرُ تشيرُ إلى أن اليمنَ قدمت للمقاومة الفلسطينية صواريخَ وطائراتٍ مسيَّرة لتعزيز قدرتها على مواجهة الهجمات الإسرائيلية الجوية، وهي تقنياتٌ يمكن أن تكونَ لها تأثيراتٌ استراتيجيةٌ كبيرة في ميدان المعركة.
إضافة إلى ذلك، نفَّذت القواتُ المسلحةُ اليمنية عملياتٍ عسكريةً في البحر الأحمر استهدفت السفنَ الإسرائيليةَ أَو التابعة لحُماة كيان الاحتلال، في خطوة لتعزيزِ الضغط على “إسرائيل” وتحقيق الردع العسكري. هذه العمليات تكشفُ عن قدرة اليمن على تنفيذ هجمات معقَّدة باستخدام تقنيات متطورة مثل الطائرات المسيَّرة؛ مما يساهمُ في تعزيزِ محور المقاومة في المنطقة.
التأثيرُ على التوازُن الإقليمي والدولي:
الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية ليس مُجَـرّدَ تعبير عن تضامن شعبي، بل هو جزءٌ من استراتيجية أكبرَ تهدفُ إلى تعزيزِ موقفها في مواجَهةِ التحالفات الدولية والإقليمية التي تدعَمُ “إسرائيل”. من خلال دعمِ المقاومة الفلسطينية، تسعى صنعاء إلى إرسالِ رسالة قوية إلى المملكة السعوديّة ودول الخليج التي تسعى إلى تطبيعِ العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
الآثار الاجتماعية والثقافية في اليمن:
على الصعيد الداخلي، يعكسُ الدعم اليمني لفلسطين روحًا من التضامُنِ الشعبي. في ظل المعاناة الكبيرة التي يواجهُها الشعب اليمني جراء الحرب والحصار، يصبح الدعم لفلسطين جزءًا من الوعي الشعبي الجماهيري. المسيرات والمظاهرات في اليمن تشكل مِنصةَ تعبير قوية عن التزام الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية، وتُظهِرُ مدى تأثير هذه القضية على الوعي السياسي والاجتماعي في اليمن.
إنَّ هذا الدعم يعزِّزُ من مكانةِ اليمنِ بقيادة السيد عبد الملك الحوثي في العالَمِ العربي، ويجعلُها تمثِّلُ القوةَ الإقليميةَ التي تسعى إلى مقاومةِ العدوان الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة. كما أن هذا الموقفَ يخلُقُ تضامنًا جماهيريًّا في المنطقة مع الشعب الفلسطيني؛ مما يعزِّزُ من قوة حركات المقاومة ضد الاحتلال.
التحدياتُ والتأثيرات المستقبلية:
رغم الدعم المُستمرّ الذي تقدِّمُه اليمنُ للمقاومة الفلسطينية، فَــإنَّ هناك تحدياتٍ كبيرةً تواجه هذا الدعم. من بين هذه التحديات، الضغوطُ الدولية والعربية على اليمن، خَاصَّة من قبل الدول المطبِّعة التي ترفض دعم المقاومة الفلسطينية.
ومع ذلك، فَــإنَّ صنعاء مُستمرّة في موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتعملُ على تعزيز علاقاتها مع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار استراتيجية إقليمية أوسعَ تهدف إلى مقاومة الهيمنة الصهيونية والعدوان الأمريكي. هذا الدعم يعكسُ التزامًا استراتيجيًّا بعيدًا عن الاعتبارات السياسية الضيِّقة، ويشكل رسالةً واضحةً للعدو الإسرائيلي بأن المقاومةَ الفلسطينية ستظلُّ حيةً في كُـلّ زاوية من العالم العربي.
الخُلاصة:
دعم اليمن للمقاومة الفلسطينية هو جزء من رؤية استراتيجية أوسعَ في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتصدِّي للهيمنة الغربية. هذا الدعم العسكري، الدبلوماسي، والتقني يعزز من قوة محور المقاومة في المنطقة، ويضعُ اليمن في موقفٍ قوي على الساحةِ الإقليميةِ والدولية. ورغمَ التحديات التي تواجهها، تظل اليمن متمسكة بمواقفها الثابتة، مؤكّـدة أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية استراتيجية في السياسة الإقليمية والداخلية للبلاد.
* ثائر أبو عياش كاتبٌ فلسطيني- بتصرُّف يسير