نشرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن تداعيات القرار أحادي الجانب الذي اتخذه البيت الأبيض بمهاجمة اليمن على الرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجمهوريين وجزءًا كبير من الديمقراطيين أعربوا عن غضبهم من سياسة جو بايدن. وفي السنة الجارية، سيتم النظر إلى أي قرار تتخذه الإدارة في مجال السياسة الخارجية من منظور الانتخابات المقبلة.

وفي الوقت الحالي، هناك عدة خيارات مطروحة لتطور الأحداث ستؤدي جميعها بدرجة أو بأخرى إلى زيادة التوتر الاجتماعي في البلاد.



ترامب ضد الجميع
خلال الأيام القليلة الماضية، تبادل المرشحان الرئيسيان الحاليان للرئاسة الأمريكية، جو بايدن ودونالد ترامب، تصريحات ناريّة. في الثامن من كانون الثاني/ يناير، أثناء ظهوره في برنامج يقدمه الصحفي لو دوبس، توقّع ترامب أن الاقتصاد الأمريكي سينهار في الأشهر الـ 12 المقبلة قبل توليه منصبه وذلك ردا على الرواية التي أطلقها الديمقراطيون والتي تزعم أن عودة ترامب إلى الكابيتول هيل، تهدد الاقتصاد الأمريكي والديمقراطية الأمريكية.

بين هذين الحدثين، نُفذ هجوم صاروخي من طرف البحرية الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن دون موافقة الكونغرس على هذا الإجراء مثلما ينص الدستور. وكان رد فعل ترامب حيال هذا حادا، حيث قارن قرار بايدن بقرار آخر وهو انسحاب القوات من أفغانستان.

نقلت الصحيفة عن كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة الأمريكية وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير فاسيليف، أنه من الضروري أخذ كلمات ترامب حول تردده في أن يصبح "هوفر الجديد" و"الأمل" في انهيار الاقتصاد الوطني بعين الاعتبار. وتقييما لتصريح ترامب، يرى فاسيليف أن جزءًا منه شعبوي والآخر هو انعكاس للواقع الاقتصادي، وهو عامل مهم في النتيجة النهائية للانتخابات. ويبقى السؤال المطروح ما إذا كان الاقتصاد الأمريكي سوف ينزلق إلى الركود أو الأزمة. وفي حال حدوث ذلك في الصيف والخريف، سيكون ذلك بمثابة ضربة نهائية للإدارة الحالية.

وأورد فاسيليف أن رأي ترامب يستند إلى وجهة النظر السائدة بين الاقتصاديين بأن الركود أمر لا مفر منه في منتصف العام. وحسب استطلاعات الرأي، يعتبر ترامب أكثر دراية بين الأميركيين بالقضايا الاقتصادية. في المقابل، يحاول الديمقراطيون الترويج لفكرة مفادها أنه في حال كان كل شيء سيئا في ظل حكمهم، فإن الأمر سيزداد سوءًا في حال وصول ترامب إلى السلطة. ومن هنا جاءت الفرضية القائلة إن ترامب هو هوفر الثاني وصاحب العادات الدكتاتورية أيضًا. لذلك، يبذل الجمهوريون قصارى جهدهم لمنع حدوث ذلك.

وأوردت الصحيفة أن وسائل الإعلام الأمريكية تروّج لفكرة مفادها أن ترامب هو "هربرت هوفر الجديد"، الذي يخطط لاغتصاب السلطة. وفي مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست يقول الإيديولوجي البارز في تيار المحافظين الجدد، روبرت كاجان، أن ترامب "يوليوس قيصر الجديد" معترفا بأنه في حال عودته سيتخلى عن التعديل الثاني والعشرين الذي يحدد فترة الرئاسة.

ووفقا لاستطلاع أجرته مؤسسة يوجوف، يحظى ترامب بدعم 69 بالمئة من الجمهوريين، بينما يحظى حاكم فلوريدا رون ديسانتيس بدعم 14 بالمئة، والممثلة الدائمة السابق للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي بـ 12 بالمئة.

في الانتخابات التمهيدية الأولى التي أجريت في ولاية أيوا، فاز ترامب بنسبة 51 بالمئة وهي أعلى نسبة تسجل في الولاية خلال الثلاثين عامًا الماضية، وحصل ديسانتيس على 21 بالمائة، وهيلي على 19.1 بالمائة.

في الأثناء، لم تؤد حملة عزل الرئيس السابق من الانتخابات إلى أي نتائج ملموسة حتى الآن، حيث اختفت قضية الوثائق السريّة من الساحة المعلوماتية بسبب موقف مماثل مع بايدن وعدم تطرق النظام القضائي الأمريكي بشكل كافي إلى اتهامات التحريض على أحداث السادس من كانون الثاني/يناير 2021 (اقتحام الكابيتول) وانتهاء الملاحقة الجنائية في جورجيا بفضيحة. وحسب كاجان، فإن "النتيجة الأكثر ترجيحًا للمحاكمات ستكون إثبات عجز النظام القضائي عن كبح جماح شخص مثل ترامب والكشف عن عجزه كرادع إذا أصبح رئيسًا".

بايدن والرفاق
يتمتّع بايدن بنفس الدعم بين زملائه أعضاء الحزب. وحسب صحيفة "يو إس إيه توداي"، فإن الرئيس الحالي حصل على 74 بالمئة من أصوات أنصار الحزب الديمقراطي. في الوقت الحالي، لا يوجد لدى بايدن معارضون جديرون داخل الحزب من بين المتنافسين المعلنين. وقد حصلت الكاتبة الأمريكية ماريان ويليامسون على 9 بالمئة وعضو الكونغرس عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس على 2 بالمئة.

نشرت وسائل الإعلام الرئيسية الداعمة للديمقراطيين السنة الماضية قوائم المرشحين البديلين، لكن حتى الوقت الراهن لم يتقدم أي منهم لأسباب مختلفة. وفي الأثناء، يدعم الجناح اليساري للحزب، الذي كانت تمثله في السابق إليزابيث وارن وبيرني ساندرز، ترشيح ماريان ويليامسون.

في المقابل، لن يتم انتخاب ميشيل أوباما بسبب صراع النخبة مع فريق بايدن. وقد فقد نجم الديمقراطيين الصاعد مؤخراً، وزير النقل بيت بوتيجيج الدعم بعد كارثة أوهايو. ولن تترشّح هيلاري كلينتون وكامالا هاريس للانتخابات بسبب التصنيف المناهض لهما. أما فيما يتعلق ببقية الحكام مثل غافين نيوسوم حاكم ولاية كاليفورنيا وجريتشين ويتمر عن ميشيغان، وفيل ميرفي عن نيوجيرسي  وجي بي بريتزكر عن إلينوي وجوش شابيرو عن بنسلفانيا وغاريد بوليس عن كولورادو، فإنهم إما لم يعلنوا أبدًا عن طموحاتهم الرئاسية أو دعموا بايدن.

يفكر الخبراء في خيار إخراج بايدن نفسه من الانتخابات. في هذا الصدد، يقول رئيس إستراتيجية الاستثمار في شركة جي بي مورغان المالية العملاقة مايكل سيمباليست إن هذا حدث بالفعل في تاريخ الولايات المتحدة. ففي آذار/ مارس من سنة 1968، رفض ليندون جونسون، الذي فقد دعم الناخبين المشاركة في الانتخابات. وفي حال تحقق هذا السيناريو، قد يظهر اسم ويتمير ونيوسوم بالفعل في قائمة المرشحين.


الثالث غير زائد
يتمتع المرشح الديمقراطي السابق والمرشح المستقل الآن روبرت كينيدي جونيور بدعم كبير من الناخبين. وفقا لاستطلاعات الرأي، فقد حصل على حوالي 16 بالمئة من الأصوات، وعلى عكس التوقعات السابقة، فإن ترشيحه لا يهدد مواقف ترامب بل موقف بايدن الذي "يسرق" كينيدي منه ما يصل إلى 5 بالمئة من الناخبين. بالإضافة إلى ذلك، يتقدم كينيدي بشكل كبير على المرشحين الرئيسيين في ما يسمى بتصنيف الأفضلية.

إحساس سيء
حسب متوسط البيانات التي قدمتها شبكة "سي إن إن"، يتقدم ترامب في المواجهة المباشرة مع بايدن، متفوقا عليه بنسبة تتراوح بين 4 و6 بالمئة. لكن الفوز يظل غير مضمون في ظل ارتفاع مستوى التوتر الاجتماعي في الولايات المتحدة، الأمر الذي يعترف به كل من الديمقراطيين والجمهوريين.

وحسب الخبراء، فإنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة، لن يعترف الخاسرون بالهزيمة. فعلى سبيل المثال، في توقعاتها لسنة 2024، تصف مجموعة أوراسيا بقيادة العالم السياسي إيان بريمر، الولايات المتحدة بـ "الديمقراطية الصناعيّة المتقدمة الأكثر انقسامًا واختلالًا في العالم". ويقول محللو الوكالة إن انتخابات 2024 ستؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة بغض النظر عن الفائز. وفي حال لم يشارك ترامب في الانتخابات، فإن النتيجة ستكون نفسها وتنذر بانفجار اجتماعي له عواقب لا يمكن التنبؤ بطبيعتها.

ونقلت الصحيفة عن مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية في مدرسة الاقتصاد العليا الروسية  ديمتري سوسلوف أن الزيادة الحادة في التوتر الاجتماعي وزعزعة استقرار الفضاء السياسي الداخلي هي نتيجة لا مفر منها لهذه الحملة الرئاسية. ويرى سوسلوف أن الاستقطاب في النظام السياسي الأمريكي وصل إلى حد أن الأطراف ستعتبر أي نتيجة للانتخابات غير شرعيّة، مما يعني تنظيم احتجاجات حاشدة ومطالبات بإلغاء نتائج التصويت. وعليه، فإن الاشتباكات بين أنصار ترامب ومعارضيه أمر لا مفر منه.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن سياق السباق الرئاسي في الولايات المتحدة يرتبط بعدد من العواقب السلبية التي يصعب تقييم حجمها اليوم. وسواء أجريت الانتخابات أو أُجلت بسبب ظرف قاهر، وسواء كانت ستجرى بالتشكيلة الحالية للمشاركين أو بتشكيلة جديدة تماما فإن عدم اليقين يغذي نمو المواجهة الاجتماعية، التي لها بالفعل تأثير قوي على الوضع السياسي الداخلي في الولايات المتحدة وخارجها.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الولايات المتحدة بايدن ترامب امريكا الولايات المتحدة بايدن ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الانتخابات بالمئة من فی حال

إقرأ أيضاً:

تعريفات ترامب: كيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية في التحالفات التجارية؟

 

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 2 إبريل 2025، عن سياسات جمركية جديدة في اليوم الذي أطلق عليه “يوم التحرير”، وقد انطوت هذه السياسات على تعريفات جمركية أساسية بنسبة 10% على كافة السلع الواردة إلى الولايات المتحدة؛ وهو ما أدى إلى رفع الحد الأقصى للتعريفات الجمركية على الواردات القادمة من قبل بعض الدول إلى أكثر من 50%.

وقد شكلت هذه التعريفات الجديدة أكبر تغيير في معايير التجارة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية. وهو ما أثار العديد من التساؤلات بشأن التداعيات المحتملة لتعريفات ترامب الجديدة على التحالفات التجارية العالمية، في ظل الحديث عن إمكانية إعادة هيكلة التحالفات القائمة والدفع نحو تحالفات تجارية جديدة.

تعريفات غير مسبوقة:

شكلت التعريفات الجمركية التي أعلن عنها ترامب مؤخراً تحولاً كبيراً في السياسة التجارية لواشنطن، وهو ما يمكن عرضه على النحو التالي:

1. تعريفات جمركية أساسية بنسبة 10%: تضمنت التعريفات الجمركية الأخيرة التي فرضها ترامب، في 2 إبريل 2025، مجموعة من التعريفات الأساسية بنسبة 10% تطبق على كافة الواردات من أي دولة في العالم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وقد دخلت هذه التعريفات حيز التنفيذ بدايةً من 5 إبريل 2025. وتُعد هذه التعريفات الأساسية بمثابة الحد الأدنى من الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الإدارة الأمريكية على كافة دول العالم، فقد حصلت كل دولة على رقم تعريفة جمركية يطبق على غالبية السلع. كما دخلت رسوم جمركية منفصلة بنسبة 25%، كانت الولايات المتحدة قد فرضتها على السيارات المصنعة في الخارج، حيز التنفيذ.

2. رسوم جمركية تبادلية: بالإضافة للتعريفات الجمركية الأساسية التي فرضتها إدارة الرئيس ترامب على كافة الدول، هناك مجموعة من الرسوم الجمركية التبادلية التي فرضتها واشنطن على نحو 57 دولة؛ وهي تنطوي على رسوم جمركية أعلى من التعريفات الأساسية. فعلى سبيل المثال، تم فرض تعريفات جمركية بنسبة 34% على الواردات الصينية، بالإضافة للرسوم السابقة التي كانت فرضتها الولايات المتحدة بنسبة 20% على الصين؛ ما يجعل إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة على بكين يصل لنحو 54%، ناهيك عن بعض البضائع الصينية التي تصل الرسوم المفروضة عليها لنحو 79%؛ بسبب الرسوم التي كان ترامب قد فرضها في ولايته الأولى.

يضاف لذلك تعريفات بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي، و25% على كوريا الجنوبية، و26% على الهند، و32% على تايوان، و46% على فيتنام، و36% على تايلاند، و31% على سويسرا، و32% على إندونيسيا. وتدخل هذه التعريفات حيز التنفيذ في 9 إبريل 2025.

وكشفت الولايات المتحدة أن التعريفات الجمركية المتبادلة تم تحديدها بناءً على جملة من المحددات الرئيسة، تتمثل في التعريفات الجمركية الحالية لكل دولة، إلى جانب الحواجز التجارية غير الجمركية كقيود الترخيص. لكن التقارير الغربية تشير إلى أن الإدارة الأمريكية اعتمدت في فرضها للرسوم الجمركية المتبادلة على موقف ميزانها التجاري إزاء الدول المختلفة، وليس على الرسوم الجمركية التي تفرضها هذه الدول على السلع الأمريكية. فقد صممت الرسوم الجمركية التبادلية على بعض الدول؛ بما يعادل نصف التكاليف التي تفرض على المصدرين الأمريكيين من خلال الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية، بالإضافة إلى ما يُسمّى بعمليات التلاعب بالعملة.

3. مجموعة من الإعفاءات الجمركية: انطوت قرارات الرئيس الأمريكي الأخيرة على جملة من الإعفاءات الجمركية، بما في ذلك بعض السلع، على غرار الألمونيوم والصلب والسيارات وقطع غيارها، والتي تخضع بالفعل لرسوم جمركية جديدة تم الإعلان عنها في وقت سابق من العام الجاري 2025. بالإضافة للإعفاءات المرتبطة ببعض القطاعات الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة، كأشباه الموصلات والأدوية والذهب والنحاس والأخشاب ومنتجات الطاقة وبعض المعادن الرئيسية. كما تضمنت حزمة الإعفاءات السلع الكندية والمكسيكية المنشأ، المدرجة في اتفاقية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (USMCA).

ورغم ذلك، ستظل كندا والمكسيك خاضعتين لرسوم جمركية بنسبة 25%، فرضتها إدارة ترامب في وقت سابق من العام الجاري 2025. وهناك بعض الدول الأخرى التي اكتفت الولايات المتحدة بفرض التعريفات الجمركية الرئيسية فقط عليها، منها المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا. كما لم تفرض الولايات المتحدة أي رسوم جمركية على روسيا وكوبا وكوريا الشمالية وبيلاروسيا؛ بدعوى أن هذه الدول تخضع بالفعل لعقوبات صارمة.

4. سد ثغرة “الحد الأدنى”: تضمنت قرارات ترامب الصادرة في 2 إبريل 2025 أيضاً توقيعه على أمر تنفيذي يتعلق بسد ثغرة “الحد الأدنى”، والتي سمحت باستيراد سلع تقل قيمتها عن 800 دولار إلى الداخل الأمريكي معفاة من الرسوم الجمركية، وقد كان أكثر من 90% من إجمالي الطرود الواردة إلى الولايات المتحدة يدخل من خلال هذا النظام، ويأتي 60% من هذه الطرود من الصين، وقد استفادت بعض الشركات، كـ”شي إن” و”تيمو”، من هذه الثغرة لتوسيع أعمالها في واشنطن. وجاء هذا القرار التنفيذي لمتابعة قرارات أخرى صدرت سابقاً مطلع العام الجاري 2025 بشأن شحنات “الحد الأدنى”، وسيتم تنفيذ الرسوم الجمركية على هذه الشحنات بدايةً من 2 مايو 2025.

مواقف دولية متباينة:

أثارت التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب انتقادات دولية واسعة، ورغم ذلك، تباينت حدة المواقف الدولية إزاء هذه التعريفات، فبينما تعهدت بعض القوى الدولية برد شامل على هذه التعريفات؛ فإن هناك دولاً أخرى عبرت عن مساعيها للتوصل إلى تفاهمات جديدة مع الولايات المتحدة بغية معالجة آثار هذه التعريفات. ويمكن عرض هذه المواقف المتباينة على النحو التالي:

1. فرض الصين رسوماً على الواردات الأمريكية: تضررت الصين بشكل كبير من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة، حيث ارتفع إجمالي الرسوم المفروضة على الواردات الصينية لأكثر من 50%، بعدما فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بقيمة 34% على السلع الواردة من بكين، بالإضافة إلى 20% كانت قد فرضتها واشنطن مطلع العام الجاري 2025. وفي هذا السياق، طالبت بكين بضرورة الإلغاء الفوري لهذه الرسوم، محذرةً من تداعياتها على التنمية الاقتصادية وسلاسل التوريد العالمية.

وبعد يومين فقط من إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الجديدة، أعلنت الصين، في 4 إبريل 2025، أنها ستفرض رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 34% على كافة الواردات من الولايات المتحدة، وأن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ بدايةً من 10 من الشهر نفسه، وذلك رداً على التعريفات الجمركية التي فرضتها واشنطن، والتي اعتبرتها بكين غير متماشية مع قواعد التجارة الدولية.

2. رسوم جمركية من كندا والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية: على غرار الموقف الصيني، أعلنت العديد من الدول أنها بصدد فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية، رداً على الرسوم الأمريكية الأخيرة، فقد أعلنت كندا، التي تُعد أحد أكبر وجهات الصادرات الأمريكية، عن فرضها رسوماً جمركية انتقامية على واشنطن رداً على الرسوم التي فرضتها الأخيرة في مارس الماضي. كذلك، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه يدرس حالياً فرض رسوم جمركية جديدة على الولايات المتحدة؛ إذ صرّحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بأنه يجري حالياً إعداد الحزمة الأولى من التدابير المضادة من قبل الاتحاد الأوروبي رداً على الرسوم الجمركية الأمريكية السابقة على الصلب، لافتةً إلى أن بروكسل تدرس فرض مزيد من التدابير المضادة على واشنطن لحماية مصالحها حال فشلت المفاوضات الثنائية.

وعلى المنوال ذاته، أثارت التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب حالة من الغضب في كوريا الجنوبية، فقد تعهد القائم بأعمال الرئيس الكوري، هان دك سو، برد شامل على التعريفات الأمريكية الجديدة، معتبراً أن هذه التعريفات تدفع باتجاه حرب جمركية عالمية. وفي إطار التعريفات التي فرضتها إدارة ترامب، يتوقع أن تتأثر صناعة السيارات الكورية بشكل كبير، حيث يرجح أن تشهد شركتا صناعة السيارات الكوريتين، هيونداي وجنرال موتورز كوريا، انخفاضاً ملحوظاً في صادراتهما إلى الولايات المتحدة، وكانت سيول قد صدرت سيارات بقيمة 34.74 مليار دولار إلى واشنطن في عام 2024؛ ما يمثل نحو 49% من إجمالي الصادرات الكورية من السيارات.

3. ارتياح بريطاني: بدت بريطانيا في حالة من الارتياح بعد تفاديها الرسوم الأعلى التي فرضها ترامب على بعض الدول، فقد فرضت واشنطن رسوماً جمركية بنسبة 10% فقط على بريطانيا، كما سبقت الإشارة، وهي التعريفات الرئيسية التي فرضت على كافة الدول، ورغم أن التقارير كانت تتوقع أن يتم فرض رسوم إضافية على بريطانيا بقيمة 20%، على غرار بقية دول الاتحاد الأوروبي؛ فإن الإدارة الأمريكية استبعدت لندن من الرسوم الجمركية المتبادلة.

وقد عزت بعض التقديرات هذا الأمر إلى نهج رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأكثر تصالحاً مع إدارة ترامب. ورغم ذلك، يتوقع أن تكون لهذه الرسوم تداعيات على النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة، كما قد تضطر الحكومة إلى مزيد من تخفيضات الإنفاق أو زيادة الضرائب خلال الفترة المقبلة.

4. مساعٍ لتفاهمات جديدة مع واشنطن: على الرغم من انتقاد رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، للرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على طوكيو، في الوقت الذي تعتبر فيه الأخيرة هي صاحبة أكبر استثمارات في الولايات المتحدة؛ فإن وزير التجارة والصناعة الياباني، يوجي موتو، ألمح إلى أن بلاده لا تزال تسعى لإقناع إدارة ترامب بإعادة النظر في هذه التعريفات المفروضة على طوكيو، خاصةً في ظل التداعيات المحتملة لهذه الرسوم على الصادرات اليابانية، ولا سيما صناعة السيارات وقطع غيارها، والتي تشكل أكثر من 30% من صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة.

كذلك، تبذل الهند حالياً جهوداً حثيثة للتفاوض مع الولايات المتحدة على تنازلات جمركية، خاصةً في ظل التداعيات السلبية لهذه الرسوم على المنتجات الإلكترونية، التي تبلغ قيمتها نحو 14 مليار دولار، والأحجار الكريمة والمجوهرات، التي تزيد قيمتها عن 9 مليارات دولار، ناهيك عن صناعتي النسيج وتكنولوجيا المعلومات. وبينما يبلغ العجز التجاري الأمريكي مع الهند حالياً نحو 46 مليار دولار؛ تدرس نيودلهي حالياً خفض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية بقيمة 23 مليار دولار، في محاولة للتوصل لاتفاق جديد مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية.

ومن جانبها، اعتبرت حكومة تايوان أن الرسوم الجمركية المفروضة عليها من قبل واشنطن، بنسبة 32%، غير معقولة؛ ولكنها أشارت إلى أنها ستناقش الأمر مع الإدارة الأمريكية، في ظل التداعيات السلبية التي يتوقع أن تكون لهذه الرسوم على الاقتصاد التايواني، الذي يعتمد أكثر من 60% منه على الصادرات، ورغم أن تايوان حققت فائضاً تجارياً مع واشنطن خلال عام 2024 بقيمة 74 مليار دولار؛ فإنه يتوقع أن تؤدي الرسوم الجديدة إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي التايواني بنسبة 3.8%. وتتجه تايوان للتفاوض مع الإدارة الأمريكية بشأن هذه الرسوم الجديدة، وتدرس حالياً زيادة وارداتها من الولايات المتحدة وخفض رسومها الجمركية لتحقيق التوازن في تجارتها مع واشنطن. وكانت شركة (TSMC) التايوانية قد أعلنت في وقت سابق عن استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في الولايات المتحدة؛ الأمر الذي دفع إدارة ترامب للإعلان عن إعفاء الشركة من الرسوم الجمركية.

ورغم أن الحكومة التايلاندية شجعت المصدرين التايلانديين للبحث عن أسواق جديدة لتقليل الاعتماد على السوق الأمريكية؛ فإنها أعربت أيضاً عن استعدادها للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة للتوصل لاتفاق يحقق توازناً تجارياً عادلاً. والأمر ذاته بالنسبة لماليزيا، التي أعلنت أنها تأمل في التفاوض مع الولايات المتحدة، لكنها ألمحت إلى أنها ستتجه تدريجياً نحو مناطق أخرى لتقليل الاعتماد على واشنطن في تدفقات التجارة والاستثمارات.

إعادة هيكلة:

يمكن أن تفضي تعريفات ترامب الجمركية إلى إعادة هيكلة التحالفات التجارية القائمة، وهو ما يمكن عرضه على النحو التالي:

1. تحركات صينية: في خضم الاضطرابات الناجمة عن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سارعت الصين نحو توظيف هذه الرسوم لبناء علاقات مشتركة مع شركاء الولايات المتحدة، الذين فرضت عليهم واشنطن رسوماً جمركية جديدة، في محاولة من قبل بكين لتوسيع نفوذها الاقتصادي والتجاري وتبوؤ مركز الصدارة في نظام تجاري جديد بدأ يتشكل حالياً.

وتتسق هذه التحركات مع التوجهات الصينية التقليدية في استغلال الثغرات التي تفرزها سياسة ترامب الانعزالية في القيادة الدولية، ولعل هذا ما انعكس في قرارات واشنطن المتعلقة بخفض المساعدات الإنمائية والتخلي عن محادثات المناخ، ناهيك عن تعليقها المؤقت للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، فقد سارعت الصين لطرح رؤيتها البديلة لهذه القضايا الحيوية.

وفي هذا السياق، أعلن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هي ليفنغ، في مارس 2025، أنه ينبغي على بكين والاتحاد الأوروبي مقاومة الأحادية والحمائية بشكل مشترك لحماية النظام التجاري العالمي. كما دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى تعزيز التعاون مع الهند، وذلك بعد يوم واحد من تعهدات السفير الصيني لدى نيودلهي بأن بكين ستشتري المزيد من المنتجات الهندية.

وفي إطار الانتقادات المتزايدة من قبل حلفاء واشنطن بسبب التعريفات الجمركية الجديدة، تعمل بكين على بناء وإصلاح العلاقات مع شركاء الولايات المتحدة التقليديين، وتشير بعض التقارير إلى أن الرئيس الصيني يستعد خلال الفترة المقبلة للقيام بجولة خارجية، ربما تتضمن فيتنام وكمبوديا وماليزيا، لمحاولة تعزيز الشراكات الصينية الخارجية.

2. نظام جديد للتجارة العالمية: كشفت بعض التقارير الأمريكية أن الصين تسعى حالياً لتقديم نفسها في صورة المدافع عن النظام القائم للتجارة العالمية؛ الأمر الذي قد يُعزِّز الدور القيادي لبكين، ويمهد الطريق لبلورة نظام جديد للتجارة العالمية تقوده الصين. حيث تقود الأخيرة حالياً جهوداً حثيثة لتصوير نفسها كشريك موثوق للدول المختلفة، بما في ذلك شركاء واشنطن، وقيادة موقف عالمي واسع النطاق ضد الحمائية الأمريكية، مع إبرام صفقات تجارية واسعة؛ وهو ما انعكس في الدعوة التي وجهها الرئيس الصيني مؤخراً للمديرين التنفيذين الأجانب للنظر إلى بكين باعتبارها مكاناً مثالياً وواعداً.

لكن، لا تزال هناك بعض الصعوبات التي تواجه تحركات الصين الراهنة، تتعلق بعضها بقلق بعض شركاء واشنطن من احتمالية إغراق أسواقهم بالسلع الصينية الرخيصة. ناهيك عن احتمالية أن تؤدي الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها واشنطن إلى دفع الشركات الدولية إلى الاتجاه المعاكس ونقل التصنيع خارج الصين.

3. تحالفات تجارية جديدة: أشارت بعض التقارير الألمانية إلى أن الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة ربما تدفع نحو إخراج واشنطن من التوازنات التجارية الطبيعية أو جعلها شريكاً أقل موثوقية وجاذبية، مع الدفع نحو تشكيل تحالفات تجارية جديدة. فعلى سبيل المثال، باتت كندا تنظر إلى الاتحاد الأوروبي كشريك أكثر موثوقية من الولايات المتحدة. كما لا تستبعد هذه التقارير أن يميل الاتحاد الأوروبي والمكسيك بشكل أكبر تجاه الصين.

وفي الوقت ذاته؛ تتجه اليابان وكوريا الجنوبية والصين نحو مزيد من التقارب الاقتصادي والتجاري؛ وهو ما انعكس في الإعلان المشترك الصادر عن هذه الدول مؤخراً، والذي أشار إلى أن هذه الدول تعمل حالياً لتعزيز التعاون المشترك ليكون لها صوت موحد فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي. وفي هذا السياق، لم تستبعد بعض التقديرات احتمالية أن تشهد الفترة المقبلة بعض التحولات في التحالفات التجارية القائمة في القارة الآسيوية، لا سيما وأن الأخيرة تُعد من أكثر القارات المتضررة من رسوم ترامب الجمركية؛ ومن ثم ربما تشهد الفترة المقبلة تعزيزاً لحجم التجارة البينية الآسيوية.

ورغم التخوفات الأوروبية من بعض ممارسات الشركات الصينية المملوكة للدولة؛ فإن غالبية التقديرات تُشير إلى أن بناء نظام تجاري مع الصين بات أمراً مرغوباً فيه من قبل الاتحاد الأوروبي، خاصةً إذا وافقت بكين على نقل التكنولوجيا والاستثمار في الإنتاج في القارة الأوروبية مقابل تخفيض الرسوم الجمركية.

4. تجزئة التجارة العالمية: تشير بعض التقارير الغربية إلى أن الكتل التجارية المتأرجحة بين الولايات المتحدة والصين ربما لن تلجأ إلى محاولة إنقاذ نظام التجارة القديم؛ ولكنها تعمل على بلورة نظام جديد للتجارة أقل اعتماداً على الطلب الأمريكي، وفي الوقت ذاته أكثر حمايةً من فائض الطاقة الإنتاجية الصينية.

وبينما تشكل الولايات المتحدة والصين معاً نحو ربع الواردات العالمية فقط، تعمل بعض التكتلات الأخرى على تعزيز شراكاتها وتحالفاتها وبناء هيكل جديد لتجارتها الدولية. وثمة تكتلان رئيسيان يعكسان هذا التوجه، يتمثل التكتل الأول في “حلفاء السوق المفتوحة”، وهي مجموعة غير مترابطة لكنها آخذة في التماسك وملتزمة بالتجارة الحرة، وتشكل “الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ” (CPTPP) جوهر هذا التكتل، بالإضافة لكوريا الجنوبية والنرويج وسويسرا، بالإضافة للاتحاد الأوروبي، ويمثل هذا التكتل أكثر من ثلث الطلب العالمي على الواردات. وكان هذا التكتل قد بدأ التحرك ضد الحمائية الأمريكية منذ ولاية ترامب الأولى، ويتوقع أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون والشراكة بين أعضاء هذا التكتل.

أما التكتل الثاني، والذي يطلق عليه “المتحوطون الاستراتيجيون”، فهو يضم مجموعة من الاقتصاديات الكبيرة وسريعة النمو، على غرار الهند والبرازيل وإندونيسيا وجنوب إفريقيا وتركيا، وهي تعتمد بشكل كبير على الطلب الأمريكي ورأس المال الصيني، لكن دول هذا التكتل تعمد إلى تجنب التحالف مع أي من الجانبين، وتتبنى استراتيجية تجارية أكثر براغماتية، تتراوح بين التجارة الحرة وحماية الصناعات المحلية الحيوية بالدعم والتعريفات الجمركية. وتشكل دول هذا التكتل نحو 15% من الواردات العالمية. وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، عمدت دول هذا التكتل، باستثناء الهند، إلى تعزيز علاقتها التجارية مع الصين.

ويشهد التكتلان حالياً درجة أسرع من الاندماج، فقد حدَّث الاتحاد الأوروبي اتفاقياته مع المكسيك وتشيلي، كما أعاد تجديد المفاوضات مع ماليزيا والفلبين وتايلاند، وتتقدم مفاوضات بروكسل مع الهند للتوصل لاتفاقية تجارية مشتركة، كما أعاد الاتحاد الأوروبي إحياء اتفاقه مع “ميركوسور”، وهو تكتل يضم مجموعة من دول أمريكا الجنوبية، كالأرجنتين والبرازيل.

والأمر ذاته بالنسبة لكندا، والتي بدأت تعزيز شراكاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي وبعض الاقتصادات الآسيوية، كما شهدت الفترة الأخيرة تحركات مكثفة من قبل دول التكتلين السابقين لتعزيز الشراكات الثنائية بينها؛ ومن ثم يبدو أن ثمة نظاماً تجارياً مجزأً بدأ يتشكل، لا تقوده الولايات المتحدة؛ ولكنه يعتمد على قيادة جماعية، وتتشكل التحالفات في ظل النظام الجديد وفقاً لتوافق المصالح بعيداً عن الإجماع العالمي.

ورغم ذلك، ربما يؤدي تراجع القيادة الأمريكية لنظام التجارة العالمي إلى فتح المجال أمام تعزيز الدور الصيني في النظام الجديد، ولعل هذا ما انعكس في التحركات الراهنة من كثير من دول التكتلين السابقين لتعزيز العلاقات التجارية مع الصين، بما في ذلك بعض حلفاء الولايات المتحدة، كاليابان وكوريا الجنوبية، اللتان بدأتا مفاوضات تجارية مع الصين في نهاية مارس الماضي، والأمر ذاته بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي يبدو منفتحاً على تعزيز الشراكات التجارية مع بكين.

وفي الختام، شكلت الرسوم الجمركية التي أعلن عنها ترامب مطلع إبريل 2025 تحولاً جذرياً في المشهد التجاري العالمي، حيث تنظر الإدارة الأمريكية الحالية إلى العجز التجاري باعتباره تهديداً للأمن القومي، بدلاً من التركيز على الممارسات غير العادلة والعمل على حوكمة التجارة القائمة على القواعد.

ويتوقع أن تفضي السياسات الحمائية للولايات المتحدة إلى إعادة تنظيم أوسع للتجارة العالمية، وذلك من خلال التركيز على زيادة التدفقات التجارية بين الدول المختلفة بعيداً عن الولايات المتحدة، خاصةً وأن الأخيرة لا تهيمن على التجارة العالمية كما تهيمن على الإنفاق العسكري أو التمويل الدولي، فحصتها الإجمالية من الطلب النهائي على الواردات لا تتجاوز الـ15%؛ ومن ثم فحتى لو توقفت الواردات الأمريكية تماماً، فإن شركاء واشنطن التجاريين سيتمكنون على الأغلب من استعادة كافة صادراتهم المفقودة خلال خمس سنوات فقط وفقاً للتقارير الغربية.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • معزب: علينا إجراء الانتخابات البرلمانية فقط وفك ارتباطها بالانتخابات الرئاسية
  • المصدرون الصينيون يُودّعون السوق الأمريكية بسبب رسوم ترامب
  • صحيفة: بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرس حلا وسطا بشأن أوكرانيا
  • خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. مكاسب روسية مقابل وعود غامضة لكييف
  • صحيفة روسية: موقف بكين من رواندا تحوّل لافت بسياستها الخارجية
  • بن غفير يصل الولايات المتحدة بعد مقاطعة إدارة بايدن له
  • صحيفة روسية: فرنسا تسعى لتعزيز نفوذها في شرق سوريا
  • تعريفات ترامب: كيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية في التحالفات التجارية؟
  • صحيفة: إنجاز اتفاقات تجارية سريعة عامل حاسم لإثبات جدوى سياسة ترامب الاقتصادية