مر ما يقرب العامين منذ أن جمدت الولايات المتحدة وحلفاؤها مئات المليارات من الدولارات من الممتلكات الأجنبية الروسية ردا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وظل ما يقرب من 300 مليار دولار من أموال البنك المركزي الروسي غير مستغل مع استمرار الحرب، بينما ناقش مسؤولون من عدة دول شرعية إرسال الأموال إلى أوكرانيا، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية الخميس.

وتكتسب فكرة استخدام الأصول الروسية المجمدة زخما جديدا مؤخرا حيث أصبح تمويل الحلفاء المستمر لأوكرانيا أكثر غموضا ويواجه الكونجرس الأمريكي مأزقا بشأن تقديم المزيد من الدعم. 

وفي اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي هذا الأسبوع في دافوس بسويسرا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى اتخاذ قرار "قوي" هذا العام من أجل "توجيه الأصول المجمدة في البنوك الغربية نحو الدفاع ضد الحرب الروسية وإعادة إعمار أوكرانيا."

وقال الرئيس الأوكراني أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحب المال قبل كل شيء. كلما خسر هو وأصدقاؤه وشركاؤه المليارات، زاد احتمال ندمه على بدء هذه الحرب."

ويظهر مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الذين رفضوا الفكرة سابقا باعتبارها مرهقة من الناحية القانونية انفتاحا متزايدا على الفكرة.

وقالت بيني بريتزكر الممثلة الأمريكية الخاصة للانتعاش الاقتصادي لأوكرانيا، في منتدى دافوس، إن الولايات المتحدة وحلفاء مجموعة السبعة ما زالوا يبحثون عن إطار قانوني مناسب لمتابعة الخطة.

وأضافت: "الأمر صعب، إنه معقد، إنه صعب، ونحن بحاجة إلى العمل."

ويحذر مسؤولو الإدارة الأمريكية من أنه حتى لو تم العثور على طريقة قانونية لتحويل الدولارات المجمدة إلى أوكرانيا، فإن الدولة التي مزقتها الحرب لديها احتياجات فورية للأموال التي يجب تلبيتها بوسائل أخرى لأن المساعدة الأمريكية للجيش الأوكراني قد توقفت.

وسيستخدم التشريع الذي تم تداوله من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأمريكي والذي يسمى قانون إعادة بناء الرخاء الاقتصادي والفرص للأوكرانيين، الأصول المصادرة من البنك المركزي الروسي والأصول السيادية الأخرى لمساعدة أوكرانيا.

وقال مسؤول أمريكي كبير، تحدث للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الإدارة الأمريكية تدعم بشكل عام التشريع لمنح الولايات المتحدة مزيدا من المرونة في التأكد من أن روسيا ستدفع ثمن الضرر الذي تسببت فيه، وأن واشنطن منخرطة في "محادثات نشطة" مع الحلفاء حول أفضل السبل للقيام بذلك.

ولكن حتى لو تم سن التشريع، حذر نيكولاس مولدر خبير العقوبات الدولية في جامعة كورنيل الأمريكية، من أن مصادرة الأصول المجمدة يمكن أن يكون لها تأثير غير مقصود لتقويض الجهود المبذولة لضمان تمويل طويل الأجل لأوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة في بداية العملية العسكرية الروسية أن واشنطن وحلفاءها منعوا الوصول إلى أكثر من 600 مليار دولار احتفظت بها روسيا خارج حدودها، بما في ذلك ما يقرب من 300 مليار دولار من الأموال المملوكة للبنك المركزي الروسي. ومنذ ذلك الحين، واصلت الولايات المتحدة وحلفاؤها فرض جولات من العقوبات المستهدفة ضد الشركات والنخبة الثرية التي لها علاقات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ويقدر تقييم الأضرار في أوكرانيا الذي أجراه البنك الدولي، والذي صدر في مارس 2023، أن تكاليف إعادة الإعمار في البلاد تبلغ 411 مليار دولار على مدى السنوات 10 المقبلة، والتي تشمل الاحتياجات من الأموال العامة والخاصة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا الولايات المتحدة الرئيس الأوكراني الرئيس الروسي الرئيس الأمريكي الولایات المتحدة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

سيارتو: أوروبا “تصرخ” لعدم دعوتها إلى طاولة المحادثات الروسية الأمريكية بشأن أوكرانيا

الثورة نت/..

انتقد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو، “صراخ” ساسة أوروبا لعدم دعوتهم إلى طاولة المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، بشأن حل الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أنها “محادثات سلام ولا مكان لمؤيدي الحرب فيها”.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن سيارتو قوله عبر حسابه على “فيسبوك”: “غدا ستبدأ في الرياض المباحثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، بشأن السلام في أوكرانيا، بقيادة وزيري خارجية البلدين.. الأوروبيون المؤيدون للحرب يصرخون لأنهم غير مدعوين إلى طاولة المفاوضات”.

وأضاف: “ولكن لماذا ينبغي دعوتهم؟.. المفاوضات تدور حول السلام، ولا مكان للمؤيدين للحرب فيها”.

وأكد على أن المجر، على عكس دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، كانت تؤيد التسوية السلمية منذ ثلاث سنوات، وكانت تنتظر بدء المفاوضات.

وكان رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، قد نصح القادة الأوروبيين، قبيل انطلاق قمة “المجموعة السياسية الأوروبية”، في بودابست في السابع من نوفمبر الماضي، بأنه “من الضروري محاولة تغيير الوضع الذي وضعوا أنفسهم فيه (دول الاتحاد الأوروبي)”، مشيرًا إلى أنهم أصبحوا الآن “مجرد متفرج جالس على مقعد صغير في الزاوية، بينما يجلس السادة، روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، على الكراسي ويتحاورون”.

وقد شدد أوربان، في مناسبات عدة، على أن السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن “أوروبا فقدت فرصتها للعب دور الوسيط، لأنها فشلت في ضمان تنفيذ اتفاقيات مينسك”.

مقالات مشابهة

  • ترامب: زيلينسكي أقنع الولايات المتحدة بإنفاق 350 مليار دولار على الحرب
  • "نيويورك تايمز": تقارب ترامب مع بوتين يعكس أجيالا من السياسة الأمريكية ويُنهي عزلة روسيا
  • حقيقة إعلان ترامب عن فساد بقيمة تريليون دولار في الولايات المتحدة
  • إعادة تأهيل بوتين تُربك الغرب
  • الخارجية الأمريكية: اتفاق مع روسيا على أربعة مبادئ لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • سيارتو: أوروبا “تصرخ” لعدم دعوتها إلى طاولة المحادثات الروسية الأمريكية بشأن أوكرانيا
  • دون مشاركة أوكرانيا وأوروبا.. بدء المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية
  • كيريل دميتريف: الخروج من السوق الروسية كلف الولايات المتحدة 300 مليار دولار
  • واشنطن: المباحثات الأمريكية الروسية في الرياض تحدد سبل إنهاء حرب أوكرانيا
  • رئيس صندوق الثروة الروسي: الشركات الأمريكية خسرت 300 مليار دولار بمغادرتها روسيا